النخبة السياسية من رفض الإيديولوجيات إلى مصالحة الديمقراطية


فئة :  أبحاث عامة

النخبة السياسية من رفض الإيديولوجيات إلى مصالحة الديمقراطية

ملخص:

تتناول المقالة إحدى النظريات الأساسية في مجال علم السياسة التي تصدّت، بالتحليل المنهجي، لإشكالية السلطة من خلال التركيز على النخبة السياسية؛ حيث تتطرق إلى الخلفيات السياسية والتاريخية التي ساهمت في تبلور الأفكار الأولى في التنظير النخبوي، متمثلة أساسًا بتراجع الأوضاع السياسية والاقتصادية، وانتشار الفساد في بعض الدول الأروبية، وعلى رأسها إيطاليا، وتزايد الانتقادات للإيديولوجية الليبرالية والاشتراكية في مطلع القرن العشرين، كما يتناول الأسس الفلسفية والفكرية المؤثرة في رواد نظرية النخبة؛ حيث التراكم المعرفي في الفلسفة وعلم الاجتماع في موضوع الفئات الحاكمة والمهيمنة، وأهميتها في المجتمعات السياسية المنظمة، والتي مثلت المنطلقات الأساسية في التنظير النخبوي.

تعود البدايات الأولى لنظرية النخبة إلى أروبا في بداية القرن العشرين، حيث قادها ثلاثة من الرواد التأسيسيين؛ ولفريد باريتو، وجيتانو موسكا، وروبرت ميشلز، الذين حاولوا توظيف المناهج المطبقة آنذاك في العلوم الطبيعية والفيزيائية لدراسة الظواهر الاجتماعية والسياسية؛ إذ سعى ولفريد باريتو إلى توظيف علم الهندسة والعلوم الطبيعية، وحاول جيتانو موسكا تطبيق مادتي أدوات الرياضيات والفيزياء لدراسة النخبة.

على الرغم من اشتراكهم في الرؤية الموحدة لانتقاد الأنظمة الليبرالية والإيديولوجية الاشتراكية، وتناولهم لموضوع النخبة، فإن خلاصاتهم جاءت متباينة؛ إذ إن كل مفكّر ركّز على "قانون" معين؛ فولفريد باريتو ركّز على "الرواسب" المتمثلة في العواطف والحالات العقلية المتصلة بالغرائز البشرية، بينما أسس جيتانو موسكا خلاصاته على أهمية التنظيم، وقدرة النخبة على تعبئة أفرادها للهيمنة على الجماهير، وركز روبرت ميشلز على القانون الحديدي للأوليغارشية، والذي يحكم جل التنظيمات الكبرى بما فيها الدولة.

غير أن التطورات الكبرى والغنية التي ستعرفها نظرية النخبة، ستكون بعد الحرب العالمية الثانية، بعد تبني عدد من علماء السياسة لأفكار هذه النظرية وتوظيفها لدراسة النظام السياسي الأمريكي والنخبة المسيطرة فيه؛ حيث أدى الأمر إلى إغناء مقترباتها وخلاصاتها، فعلى سبيل المثال؛ أكد جيمس بيرنهام على النخبة الإدارية، وهيمنتها في المجالين الاقتصادي والسياسي. كما أبدع رايت ميلز في نحت مصطلحي؛ "نخبة السلطة" الخفية المهيمنة على مفاصل السلطة، و"النخبة الوسيطة" الظاهرة المعتبرة بمثابة غطاء لامتصاص غضب وردود أفعال الجماهير، وتلقّي مطالب باقي الفاعلين الثانويين، وكذلك انتشارها الواسع، وتوظيفها في دراسة النخب الفرعية، والنخب السياسية في دول العالم الثالث، المتميزة، عمومًا، بدور كبير للنخبة العسكرية في الميدان السياسي، وبتأثير النخب التقليدية؛ الدينية والسلالية.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا