تشارلز بيرس (Charles Sanders Peirce)


فئة :  أعلام

تشارلز بيرس (Charles Sanders Peirce)

ولد الفيلسوف الأمريكي تشارلز بيرس في كامبردج في 10 سبتمبر سنة 1839، وكان والده، بنيامين بيرس، أستاذًا جامعيا وقطبا في علم الفلك والرياضيات بجامعة هارفارد، وفيها درس تشارلز وتحصّل على الماجستير في الرياضيات والباكالوريوس في العلوم الكيميائيّة. وإثر تخرّجه، اشتغل في إدارة مسح الأراضي والمسح الساحلي الأمريكية، وفيها تقلّب في عدد من المناصب بين سنتي 1861 و1891. وضمنت له هذه الوظيفة الإعفاء من التجنيد في جيش الاتحاد خلال الحرب الأهلية (1861-1865). هذا فضلا عن كونه، وجد متّسعا من الوقت لمتابعة أبحاثه، التي اتّخذت وجهة فلسفيّة تحت تأثير اطّلاعه على كتابات شيلّر (Shiller) وكانط (Kant). وفرض نفسه من هذه الناحية، وهو ما أهّله ليدرّس الفلسفة في جامعة هارفارد، والمنطق في جامعة جون هوبكنز، والمشاركة في تحرير عدد من المجلاّت المختصّة.

ويعتبر بيرس مؤسس الفلسفة الذرائعيّة (البراجماتية). وقد تركزت فكرتها الأساسية على أنّ العقل لا يدرك غايته، إلاّ إذا قاد صاحبه إلى العمل الناجح؛ فالفكرة الصحيحة هي الفكرة الناجحة المفيدة، والمعيار الوحيد للحقيقة هو فعاليتها ونجاحها. والبراجماتيّة في المعرفة هي القول بأنّ القانون العلمي (أو القاعدة العلميّة) لا يكون إلاّ عند التطبيق في ظروف عمليّة بصورة ناجحة ونافعة، وهو مضمون ما سمّي بـ: " "قانون بيرس": قيمة فكرة ما تكمن في نتائجها العمليّة" (روزنتال و يودين، 1987، ص 98)

نشر بيرس طوال حياته عددا من المقالات، تمّ تجميعها إثر وفاته، ونشرها في 8 مجلّدات تحت عنوان "مجموعة أبحاث تشارلز س. بيرس". ومن هذه المقالات، نذكر أوّل محاولة فلسفيّة مهمّة له أرسى من خلالها دعائم الذرائعيّة، وهي "كيف نجعل أفكارنا واضحة" (1878)، وكذلك "دراسات في المنطق" (1883)، و"الهندسة المعماريّة للنظريّات" (1890)، و"ما الذرائعيّة؟" (1905)، و"نشأة الذرائعيّة" (1905)..

توفي بيرس في التاسع عشر من أبريل سنة 1914.

انظر:

-الحاج، كميل. (2000). الموسوعة الميسّرة في الفكر الفلسفي والاجتماعي. (ط.1). بيروت- لبنان: مكتبة لبنان ناشرون. ص ص135-137

-روزنتال،م. و يودين،ب. (1987). الموسوعة الفلسفيّة. (سمير كرم، مترجم). (ط.6). بيروت-لبنان: دار الطليعة للطباعة والنشر. ص 98

-طرابيشي، جورج. (2006). معجم الفلاسفة. (ط.3). بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر. ص ص 220-221