تعالق العلوم في النموذج الرشدي


فئة :  أبحاث محكمة

تعالق العلوم في النموذج الرشدي

الملخص:

كان سؤال المعرفة سؤالاً ملحًّا باستمرار في سياق الحضارة العربيّة الإسلامية، منذ مرحلة التأسيس التي بدأت مع عهد تدوين العلوم. وقد عدّ الميل نحو التخصّص في علوم بذاتها من العلامات الدالّة على نضج البحث العلمي وتطوّره، غير أنّ ذلك لم يحل دون بروز نزعة تهدف إلى الإحاطة الموسوعيّة في مقاربات طائفة من العلماء. ومنذ فترة مبكّرة تبلور في سياق هذه الثقافة الإسلاميّة تصوّر شمولي، ينظر إلى العلوم المختلفة على أنّها روافد متعدّدة ومتنوّعة تصبّ في نهر واحد. وقد كان أبو الوليد ابن رشد من أبرز العلماء الذين حملوا لواء هذا التصوّر المعرفي الشّمولي، على الرّغم من تمحّض أغلب مؤلّفاته لخدمة تخصّص بذاته، هو الفلسفة. وإلى جانب العناية الواسعة بالفلسفة، توزّع اهتمام ابن رشد على مشاغل معرفيّة متنوّعة، شملت أهمّ علوم عصره: الفقه وعلم الكلام والطبّ والفلك والطبيعيّات والسّياسة. وقد ذهب في "استفراغ الوسع" في هذه المعارف "الثانوية" حدًّا سمح له بأن ينظر في كلّياتها وكذا في فروعها ودقائقها. وقد كانت إضافته اللاّفتة في جميع هذه المعارف أبرز من أن تخفى عن أعين الدّارسين، ذلك أنّه جعل غايته توظيف خلاصات كلّ علم بما يخدم باقي العلوم وينمّيها. وكان أن استقامت خطّته في البحث على استيعاب تراث الأقدمين والاستفادة منه والبناء عليه لفتح آفاق جديدة للمعرفة الإنسانيّة. أمّا منتهى طموحه من هذا الاختيار المنهجي فهو تطوير المعرفة الإنسانيّة والارتقاء بها نحو آفاق أوسع وأكثر دقّة في كلّ ما درس من أصناف العلوم.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا