"تغريبة العبدي المشهور بولد الحمريّة" لعبد الرحيم لحبيبي


فئة :  قراءات في كتب

"تغريبة العبدي المشهور بولد الحمريّة"  لعبد الرحيم لحبيبي

ليْس من المبالغة في شيء أنْ ننظرَ إلى بلوغ رواية "تغريبة العبدي المشهور بولد الحمريّة"[1] المرحلةَ الأخيرةَ من مراحل نيْل جائزة البوكر للرواية العربية[2] (دورة 2014) باعتباره إنجازًا أدبيًّا استثنائيًّا. فعلى مدار ستّ سنوات لمْ تتعدّ المراكمةُ الإبداعيّة لكاتبها المغربي عبد الرّحيم لحبيبي عمليْن روائيّيْن[3] نجحا بامتياز في استقــــطاب أنظار المهتمّين بالشأن الأدبيّ عمومًا والنقّاد المختصّين منهم بشــــكل خاصّ وجاءت "التغريبة" كيْ تُشكّلَ "ثالثة الأثافي" التي نضجَ على نارها الخلّاقة الهادئةِ تألّقُ مبدع نجح - على الرغم من إقلالِه - في افتكاك مساحة مُحترمة ضمن المشهد الروائي العربيّ.

وإنّنا نرومُ من خلال مُقاربتِنا لهذه الرّواية أنْ نرصُدَ جملة من الإشكاليّات الحضاريّة التي سجّلتْ لها بين ثنايا النًّصّ حضورًا لافتًا لعلّ من أهمّ أسبابه اندراجَ "التغريبة" ضمن أدبِ الرّحلة من جهة وقيامَها في جلّ فصولها على فكرةِ طريفةٍ مدارُها إصرارُ شابّ باحثِ على نشرِ محتوياتِ مخطوطة نادرة تعودُ إلى أواخر القرن التاسع عشر ميلاديًّا "تعرّضتْ لآفات الزمن وعبث الأيدي وإهمال الجاهـــــلين" (ص 29). ونحنُ نجدُ هذا الشّابّ الباحثَ - وهو الساردُ الأصليّ - يعبّر بشكل مباشر وواضح عن وعيه بما تختزنه المخطوطة من مشاغل حضاريّة حارقة فهو يصرّح بأنّهُ "غيرُ خاف أنّ الكتابات الرحليّة الحجيّة استمرّتْ خلالَ القرن التاسع عشر في مقاربتِها لإشكاليّة النهضة العربيّة ومعالجة قضيّة الإسلام والحداثة في تقديم صورة الصّدام الحضاري مع أوروبا الصناعيّة على نمط قواعد شكليّة ماضويّة منحطّة... في مقابل ذلك يقدّم نصّ العبدي صورة مغايرة للعالم وموقفًا إنسانيًّا وحضاريًّا يمزج بين الذات والآخر ويُسائلُ الماضي كما يُسائل الحاضر والمستقبل ويضع الحقيقة موضعَ الشكّ والظنّ محلّ اليقين باحثًا عن أفق جديد يتصالح فيه الإنسانُ مع ذاته وعصـــره وتاريخه" (ص 29).

بهذه الكلمات الواعدة ينغلق القسم الأوّل من "تغريبة العبدي".. القسم الذي يحتضنُ الحكاية الأمّ أو الحكايةَ الإطار.. حكاية شابّ يعثرُ صدْفة في سوق العفاريت بمدينة آسفي المغربية على مخطوطة جعلته يستجمعُ أشلاءَه المتناثرةَ حواسَّ وذهنًا وعزمًا وإدراكًا، ويسافرُ بيْن فصولِها وشخوصها كيْ يستقرَّ عزمُه على الاضطلاع بمهمّة تحقيقِها تحقيقًا أكاديميًّا جامعيًّا. ولمّا انكسر هذا العزمُ على صخرة جملة من المسلّمات الأكاديميّة التي تضبط للتحقيق العلميّ شروطًا معلومة - لعلّ بعضها مجحف - وجد الساردُ نفسه أمام خيار بديل هو نشر المخطوطة كما هي وإرفاقها ببعض التعليقات والتعقيبات ومن هنا انبجس القسم الثاني من "تغريبة العبدي المشهور بولد الحمريّة".

من رحم الحكاية الأمّ - وقد استغرقت 29 صفحة - وُلدتْ حكاية التغريبة مُستغرقة بقيّة النصّ الروائيّ - ص 30 ← ص 255 - ومتوزّعة على عشرة فصول وُسم كلّ فصل منها بعنوان مخصوص: كتاب الخروج - كتاب الذهب - كتاب الجاهليّة الأولى - كتاب السحر - كتاب الدين والسلطان - كتاب الفردوس المفقود - كتاب قريش - كتاب الأزهر: ادخلوا مصر آمنين - كتاب الكرنتينة - كتاب الشذرات.

على مدار هذه الكتب أو الفصول العشرة تنشأ على التنامي تجربة حياتيّة ووجودية يحيط بها من كل الجهات حشد حقيقيّ من الأحداث التي يتداخلُ فيها الواقعيّ بالمُتخيّل، والتي تنشدّ في مجملها إلى قطب رئيسيّ اتخذه المؤلّف بوصلة سرديّة تضمنُ إلى حدّ كبير توهّج الحبكة القصصيّة في لدن نصّه الرّوائي. وليس هذا القطبُ سوى شخصيّة العبدي المشهور بولد الحمريّة... الشابّ العالم الذي ما رضيَ لنفسه بأنْ تستكين للدّعة والقرار بلْ خيّر أنْ يُلاحق "غادة" - لعلّها الحقيقة الضائعة أو فردوس المدنيّة المفقود - بهرتْ عقله واستوقفتْ نظَرَه ثمّ "أجفلت كالظبي المذعور" تدعوه إلى اللحاق كلّما هزّه الاشتياق وطال الفراق (ص 31) ولا لحاقَ لمَنْ سكنتْ أعماقَه التّائقةَ إلى الترحالِ الدّائم روحُ السندباد المسافرة عبر آفاق لا تنتهي.

تبدو رحلة العبديّ منذ منطلَقِها مسكونة بهاجس حضاريّ يتضاءلُ أمامَه كلّ طموح ذاتيّ أو رغبة شخصيّة.. هو هاجسُ العالِم - ابن القرن التاسع عشر - وقد وقف على الضفة الجنوبيّة للمتوسّط يملؤه يقين جارف بأنّ "وراء هذا البحر علومًا وفنونًا وصنائع ما أحوجنا إليها لو أحسنّا تعلّمَها وإتقانَها كما فعلَ أجدادُنا مع الفرسِ والهند واليونان وغيرهم" كما يستبدّ به وعي حارق بأنّ "البلاد تحتاجُ إلى خضّة تُفيق أو تُميت" (ص 32). والحقّ أنّ هذا الهاجس الحضاريّ الماثلَ بجلاء في متن المخطوطة ينكشفُ أمامَ القارئ في مواضع كثيرة من خلال ثنائيّة الأنا / الآخر. الثنائيّة التي طالما شغلت أجيالاً متعاقبة من المثقفين العرب منذ البعثات العلميّة الأولى إلى فرنسا زمن محمد علي إلى أيّامنا هذه.

"لماذا تأخرّنا وتقدّم غيرُنا؟" (ص 69). سؤال مؤرق رافق العبديَّ وتلبّسه حيثما طوّحتْ به رحلتهُ الطويلةُ. وفي الوقت الذي كان فيه السوادُ الأعظمُ من أبناء جيلِه - وحتّى أكثرُهم صدقًا مع أنفسهم - يجنحون إلى رفض الآخر "الأوروبيّ" "الصّليبيّ" رفضًا يتراوح بين تحريمِ كلّ وافد من "ديار الكفر" والدعوة الصريحة إلى المجابهة المسلحة عبر التجييش للجهاد (ص 66)، نرى العبديّ على العكس من ذلك يؤمن بأنّه "ليْس بوزير الحرب أو وزير البحر أو العلّاف الكبير تُقادُ الأمم إلى الترقّي والرّفعة والسؤدد. تلزمنا لذلك أمّة يعرف أهلُها الواجبات والحدود والحقوق" (ص 69). كما نراه يستنكف بشدة عن عقليّة التحريم التي وقفت حاجزًا حجب عن مُعظم مسلمي القرن الميلاديّ التاسع عشر ثمرات التقدم الحضاريّ المتسارع في الأراضي الأوروبية. وقد انطلقَ صاحبُ المخطوطة في استنكافه هذا من فكرة هامّة طالما ردّدها مفادُها "أنّ التحريمَ طريق للخمول والجمودِ والتّقاعس فكلّ أمر عجزنا عن مجابهتِه وتحدّيه أو لم نقدرْ عليْه حرّمناه ومنعنا النّاسَ عنه" (ص 68).

تكمن أهميّة الفكرة الأخيرة في كونها تُجسّدُ في عمقها موقفًا نقديًّا ناضجًا يتصدّى بجرأة لسلوك حضاريّ شائع في تلك الحقبة هو رفضُ الآخر الأوروبي بكلّ متعلّقاتِه، وعادة ما يستندُ هذا الرّفضُ إلى فتاوى صادرة عن علـــــماء الدّيــن يوارون بها "وهدة" العجز والاستكانة التي تتخبط في أعماقها شعوبُهم. ونُضيف إلى ما ذكرْنا أنّ رفضَ العبديّ لمنطق "التحريم" يعني بشكل ما استعدادهُ لقبول الآخر المخالف دينًا وحضارةً وقيمًا.

انطلقَ العبدي إذنْ من مبدإ عامّ يؤكّدُ أنّ تحقيقَ الرّقيّ الحضاريّ لا يتمّ باعتمادِ حدّ السّيْف بل هو يحتاجُ بالأساسِ إلى مراكمة الوعي بمُسبّباتِ التّخلّف وبمُقتضياتِ الاستفادة من الآخرِ المُخالف. وهذا المبدأ سيجد تصديقًا لهُ في مرحلة متقدّمة من رحلتِه حينما قذفتْه الصحراء إلى قرية من قرى النوبة بالسودان إذْ نجح في إقامة زاوية للعبادة سرعانَ ما تحوّلتْ إلى رباط استقطب عددًا متناميًا من الشباب الرّاغب في العلم والجهاد. وقدْ حمل الاعتدادُ بالعُصْبة والجماعة العبديَّ أو ولد الحمريّة على انتهاج سبيل الجهاد فدعا مُريديه إلى "نُصرة الدين وإعلاء شأنِ المسلمين وردّ كيْد المعتدين الكَفرة المجرمين" (ص 167) وبالرّغم من تأكيده أنّ "المُلكَ هو القوة واليدُ الطّولى التي يضربُ بها الدينُ ليحميَ الثغور والحرمات والأموال والأبدان والسيف الذي يُقيم به عدل الله على وجه الأرض" (ص 168) فإنّ مُجريات الأحداث التي انطوى عليها الفصلُ الخامس "كتاب الدّين والسلطان" تؤكّد بشكل جليّ أنّ شهوة السلطان كثيرًا ما تقترنُ بغياب الوعي لدى "المحكومين" وحينها لنْ تكون المُحَصلّة أكثر من استشراء الظّلم والطاغوت.

فصلان آخران من "تغريبة العبدي" أثار فيهِما الكاتب بطريقة تتراوحُ بيْن الرّمزية والمباشرتيّة ثنائيّةَ الأنا / الآخر. أمّا أولهُما فـ "كتابُ الجاهليّة الأولى" وفيه مرّ الرّحالة المغربيّ بأقسى تجاربه وأمرّها على الإطلاق إذْ ابتلعتْه الصّحراءُ وطوّحت به الحمّى في مدارات غيبوبة قاتلة لمْ يُنقذْه منها إلّا طبيب نصْرانيّ من بلاد الروم لمْ يدّخرْ جهدًا في تطبيبِه ومُعالجته. ويبدو هذا الموقفُ السرديّ مثقَلاً بدلالات رمزيّة ثاوية خلف الأسطر يُمكنُ أنْ نفهم من خلالِها أنّ العالمَ الإسلاميّ لم يكن خلال القرن التاسع عشر أكثر من جسد مُنهك مريض ليْسَ في مقدورِه أنْ يتعافى إلا بمعونة الآخر المستقرّ في الضفة الشماليّة من المتوسّط. وقدْ عقّبَ العبديّ على حادثة نجاته بقوله: "وها أنذا في كهفِ النّصرانيّ كَمَنْ هاجرَ ودخلَ وسكنَ دارَ الكُفر ولكنّني دخلْتُ إليْه محمولاً على كتِفِه مغمى عليّ غير واع بيْن الحياة والموت إنْ لمْ أكنْ في الرّمق الأخيرِ وما صنيعُه معي... إلّا مِن أفعالِ المؤمنين بالله وإنْ لمْ يكن على دينِ الإسلام" (ص 116) والمُلاحظُ أنّ مرافقة العبديّ للطبيب المسيحيّ فترة من الزمن جعلته يتأكّد عبر المعاينة من اتساع الفجوة الحضاريّة التي تفصل بيْنَ العالميْن الإسلاميّ والمسيحيّ ولمْ تمنعه هذه الفجوة من السّعيِ إلى الأخذ من "شيخه النصرانيّ" والتعلّم ممّا عنده.

سيُطرَحُ السّؤالُ المؤرقُ "لماذا تأخّرنا وتقدّمَ غيرُنا؟" مُجدّدًا في الفصل الثامن منْ فصول المخطوطة والموسوم بـ "كتاب الأزهر: ادخُلوا مصرَ آمنين"، غيرَ أنّ الطرْح سيتجاوز ههنا الهاجسَ الفرديّ والشخصيّ، ليتحوّل إلى هاجس جماعيّ يتداولُ في شأنه ثلّة من شيوخ القاهرة ومن الشّوامّ واليمنيّين. ويتراءى لنا هذا الفصل بما احتواه من محاضرات ومحاورات وبما تضمّنه من جدل ونقاش وثيقة حضاريّة تُؤرّخ للحظة تاريخيّة مفصليّة، وجد فيها العربُ المسلمون أنفسهم وجهًا لوجْه مع حضارة خطتْ أشواطًا هامّة في دربِ التقدّم والرّقيّ. ويسْتوقفُنا في محاورات العبديّ مع شيوخ القاهرة ذاك الوعيُ الجماعيّ المتشكّلُ لدى النّخبة المثقّفة في مصر بعد نصف قرن من حكم محمد علي.. وعي عميق بمسببّات الخيْبة الحضاريّة من جهة[4] ووعي مُماثل بضرورة عدم القطع مع الآخر المخالِفِ مِن جهة ثانية[5].

نخلُصُ إذنْ إلى أنّ رواية "تغريبة العبدي المشهور بولد الحمريّة" كانت في جزء هامّ منها "عزفًا" سرديًّا مُحكمًا على وتر حُلمٍ مُتنامٍ بنهضة حضاريّة طال انتظارُ الخطوات الأولى في درب تحقُّقها. وقد أجادَ المُؤلّف عبد الرّحيم لحبيبي في مُقاربةَ هذه المسألة عبرَ نجاحِه في جعلِ مخطوطة العبديّ المُهملة - والمُتخيَّلة طبعًا - أساسًا لعملِه الإبداعيّ. وفضلاً عن هذا الاستحضار الموفّق لـ "المخطوط" باعتباره تقنية روائيّة فتحتْ أمام النصّ مدارات متنوّعة وواسعة فإنّ محتويات الفصل الأوّل من الرّواية الموْسوم بـ "مقدّمة: قد تكون المدخل وقد تشبه الخاتمة؟!" تدفعُنا دفعًا إلى اعتبار مسألة "إحياء تراثنا العربيّ المخطوط" واحدةً من أهم المسائل بلْ من أبرز الرهانات الماثلة في عمق نصّ "تغريبة العبدي".

تُسْتهلُّ الرّواية بحدث ينطوي على جملة من الدلالات الرمزية: مخطوطة قيّمة يَعثُر عليها في سوق مُعدّ للمُهمَلات شابٌّ طالب تسكنه رغبة جارفة "في الحصولِ ذات يوم على مَخطوط ليْس اتّباعًا لسياق اقتناء المخطوطات وعرضِها وتزيين واجهات المكتبات بها" بل هو الهَوَسُ (ص 8) بـ "إغراء الكتب وهي تعرض مباهجَها وسحرها الأخّاذ كأجمل الكائنات في هذا الكوْن" (ص 8). وليْس من باب المصادفة في اعتقادنا أن نرى مصنّفَ الرّواية يتغاضى عن تسميَة ذاك الشّابّ وكأنّه يأْبى تقييدَه باسمٍ مخصوص. فعبد الرحمان لحبيبي يريد أنْ يرسم عبر شخصية الطالب المغمورِ المفتتنِ باكتشافه المُبهِر ملامحَ صورة تتّسع وتتّسعُ لتشمل كلَّ شاب عربيّ مسكون بهاجس البحث العلميّ ومنشغل بالنبش في أعماق الذاكرة المنسيّة وليس أعمق دلالة على هذه الذاكرة من الموروث المخطوط الذي لم يجدْ بعدُ طريقه إلى أضواء التحقيق والنشر. بهذا المعنى يمكننا أن نُصغيَ في ثنايا أسطر "تغريبة العبدي" إلى صدى زفرة حارقة تجاه واقعِ الإهمالِ الذي يحيط اليوم بعدد يكادُ لا يُحصى من المخطوطات العربيّة الرّابضة صلْبَ الرّفوف المظلمة أو المعروضة في واجهات المكتبات الخاصّة بغية البهرج والزينة.

نخلصُ مما ذكرْنا إلى أنّ رواية "تغريبة العبدي أو ولد الحمريّة" قدْ نجحت بامتياز في جذبِ عمليّة التقبّل إلى آفاق رحبة ومدارات ممتدّة وذلك بما أثارته من أسئلة وجوديّة وفكريّة وحضاريّة تحمل معها القارئ في سفرٍ مسترسلٍ لعلّه إكسيرُ الجاذبيّة في هذا النصّ الإبداعيّ... سفر في المكان من المغرب الأقصى إلى البقاع المقدّسة.. وسفر في الزمان من لحظة التقبّل الراهنة إلى خواتم القرن الميلاديّ التاسع عشر... وسفر في شخوص الرّواية من طالبٍ أثبت بتعليقاته وهوامشه وشروحِه كفاءة عالية في تحقيق مخطوطة مغمورة إلى رحّالة أثبت بأقوالِه وأفعالِه وبروح السندباد الساكنة في أعماقه وعيًا فريدًا بتحدّيات لحظته الحضاريّة الفارقة، وبما تحتاجهُ تلك اللحظةُ من وعي بشروط التفاعل المثمرِ مع الآخر المخالف الماسك بزمام الرقيّ والتقدّم.


[1] نعتمد في هذه القراءة الطّبعة الثانية للرواية وهي الطبعة الصادرة عن أفريقيا الشرق سنة 2014

[2] الجائزة العالمية للرواية العربية، أُنشئتْ سنة 2007 بـ "أبو ظبي" وتُمنحُ سنويًّا لرواية فائزة تنتقيها لجنة تحكيم تضمّ نقادًا وروائيين. تختار اللجنة بالتوافق قائمة طويلة تضمّ 16 عملاً روائيًا، فقائمة قصيرة تضمّ 6 روايات ففائزًا.

[3] رواية "خبز وحشيش وسمك" (2008) ورواية "سعد السعود" (2010).

[4] ورد على لسان إحدى شخصيّات الفصل الثامن من المخطوطة: "... ولكنْ ما ينفطِرُ لهُ القلبُ ويحزّ في النّفس سباتُنا الطّويلُ وحرصُنا على التّقليد والاتّباع والتّسليم بالخُرافات وتقديس الأولياء وتجنّب طلب العلم والحكمة" (ص 223).

[5] يقول العبديّ: "جاءَ الوقتُ لنضعَ الميزانَ ونحكمَ بالقسطاس على أنفسنا وعلى غيْرنا فقدْ أخذْنا ونقلْنا عن اليونان والفرس والهند ثمّ جاء الأوروباويّون فأخذوا عنّا والآن عليْنا أنْ نأخذ منهم ما ينفعُنا ويُقوّينا" (241).