جدل الإيمان والسياسة في بواكير الدولة الإسلاميّة: واقعةُ "البُطاح" أنموذجًا


فئة :  أبحاث محكمة

جدل الإيمان والسياسة في بواكير الدولة الإسلاميّة: واقعةُ "البُطاح" أنموذجًا

جدل الإيمان والسياسة في بواكير الدولة الإسلاميّة: واقعةُ "البُطاح" أنموذجًا

ملخص الدراسة:

لقد انطوتْ واقعة البُطاح[1] على جملة من المعـطيات المهمّة التي ارتقتْ بها مِن مجرّد حادثة تاريخيّة تُروَى، ولا تخرجُ بها الرّوايةُ عن دائرة الخبر المعتادِ، إلى ما يُشـبهُ الملحمة، يخوضُ في أدقّ تفاصيلها قُدامى المصنّفين، ويعـرِضُ لمُـختَلَف حيثيّاتها وتداعـياتها عدد غيرُ قـليل مِن الكتّاب المعاصرين. فتلكَ الواقعةُ التي شهدت مقتلَ مالك بن نويرة بأمر من خالد بن الوليد قائد جيوش أبي بكر الصدّيق لردع "المرتدّين" كانت حلقة تتنزّل في عمق سلسلة من المستجدّات السيّاسيّة التي أوشكت أنْ تعصـف بالدولة الإسلاميّة الفــتيّة، وهي تستقبلُ أولى سـنوات عقدها الثاني بعد الهجرة النبويّة. إذْ لم يكدْ الصّحابةُ من المهاجرين والأنصار يتجاوزون "مِحنة" وفاةِ الرسول، صلى الله عليه وسلم، ويتخطّوْن "عقبة" اختيار خليفة لهُ يديرُ شأن "المؤمنين" و"المسلمين" مِنْ بعده حتّى عمّتْ اضطرابات قويّة كانت في جوهرها خروجًا وتمرّدًا على السلطة المركزيّة في المدينة. ولمْ يكُن مالك بن نويرة، وهو الزعـيمُ في قـبيلته إلّا واحدًا مِن أولئك الذين اختاروا التمرّدَ على سلطة الخليفة أبي بكر، وما كان التاريخ ليحتفظَ لنا باسمه متوهّجًا لو لم يقارعْ خالدًا بن الوليد في شأن قـتْله حجّة بحجّة، ولو لم يكن في منطِقِه شيء من برهان ولِصرخته "أتـقتُلني وأنا مُسلم أُصلّي القبلة؟" صدًى يتردّد إلى اليوم قويًّا، يتردّد كلّما صدحتْ حنجرةُ مسلم بتكفير مسلم آخر.

وإنّنا نروم في هذه الدراسة النظر في واقعة مقتل مالك بن نويْرة وفيما حفّ بها مِن أخبار وأقوال نظرة تعتمد المنهج التاريخيّ المـقارن وتطرُق مجموعة من الإشكاليّات والأسئلة المهمّة التي مِن شأنها أنْ تتيح للـباحثِ المعاصر مزيدًا من الكشـف عن المنطق الذي يكتنف مقولة "التكفير"...

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا


[1]- واقعة البُطاح هي التي أمرَ فيها خالد بن الوليد بقتل مالك بن نويرة سيّد بني يربوع بعد أنْ منع الزكاة في مستهلّ خلافة أبي بكر الصديق، وكان ذلك في السنة الحادية عشرة بعد الهجرة.