توماسّو كامبانيلا (Tomaso Campanella)


فئة :  أعلام

توماسّو كامبانيلا (Tomaso Campanella)

ولد الفيلسوف الإيطالي توماسو كامبانيلا في 5 سبتمبر 1568 في ستيلو بإقليم كالابريا الواقع في أقصى جنوب إيطاليا. عرف منذ صغره بشغفه بالمطالعة وتأثّره بخطابة الآباء الدومينيكانيّين وثقافتهم. وأتيحت له فرصة الاطلاع على كتابات الفلاسفة والأطباء والرياضيّين واللاهوتيّين والسياسيّين والشعراء والسحر والتنجيم.. هاجم أرسطو بتعلّة استحالة التوفيق بين فلسفته وتعاليم المسيحيّة، وتبنّى مقولات برناردينو تيليزيو الذي عدّت تعاليمه عدولا عن الخط الديني القويم، فأضحى محلّ سخط الدومينيكانيّين الذين فتحوا له أحد أديرتهم حين كان في الثالثة عشرة من عمره، وباضطهاد تيليزيو اضطرّ كامبانيلا إلى الفرار في اتجاه نابولي حيث ألقي عليه القبض "بتهمة التعامل مع الشيطان وتبنّي العقلانيّة التيليزيّة" (طرابيشي، 2006، ص 511). وظلّ يتنقّل بين الأديرة من مدينة إلى أخرى محاولا الفرار من اضطهاد ديوان التفتيش إلى أن قبض عليه في بادوفا واتهم بالهرطقة وأرسل إلى سجن بروما. وبفضل مصنّفات ألّفها في زنزانته وأهداها إلى شخصيات مرموقة تمكّن من تبرئة نفسه. وقد حاول في هذه المصنّفات الالتزام بما يمكن أن يرتضيه رجال دين عصره ويعتبروه من العقيدة القويمة، وخاصة ما جاء في مؤلّفه "محاورة سياسيّة ضدّ اللوثريين والكلفانيّين وغيرهم من الهراطقة". فأطلق سراحه سنة 1596.

إلاّ أنّ عودته إلى كلابريا وانخراطه في الأحداث السياسيّة التي كانت على أشدّها وتحريضه الفلاحين على التمرّد، ومطالبته بإلغاء الملكيّة وتأييده الثورة ضدّ إسبانيا وتهجّمه على رؤساء الإكليروس الفاسدين أعاده إلى السجن مجدّدا فتظاهر بالجنون ليحمي نفسه من الإعدام وحكم عليه بالحبس المؤبّد في سجن نابولي.

استغلّ فترة سجنه ليراجع أفكاره السابقة ويعمّق النظر فيها فكتب في السياسة مجدّدا رسائل سياسيّة وبحث في سبل إصلاح الكاثوليكيّة والكنيسة ويعدّ كامبانيلا أوّل من قال بالوعي الذاتي أساسًا للمعرفة واليقين. ثمّ تحوّل تدريجيّا في اتجاه معارضة حركة الإصلاح البروتستانتي وهاجم الهرطقة في كتابه "الإلحاد مهزوما".. وكان يطمح إلى أن تجتمع البشريّة كلّها في امبراطوريّة موحّدة يسهر على إدارتها مجلس ملوك يترأّسهم البابا وتسقط فيها الملكيّة الخاصة ليتقاسم الناس جميعهم خيراتها ويسود العدل والمحبة..

اختار التوجّه إلى فرنسا إثر خروجه من السجن نتيجة اللامبالاة التي لقيها في إيطاليا.

من مؤلّفاته نذكر: الدفاع عن غاليليو، الميتافيزيقا، اللاهوت، مدينة الشمس، الفلسفة الختاميّة، مَلَكيّة المسيح، لويس الثالث عشر العادل قائد المسيحيّة والملك الراعي للنصرانيّة..

توفي كامبانيلا في 22 ماي 1639 بباريس.

انظر:

-    طرابيشي، جورج. (2006). معجم الفلاسفة. (ط.3). بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر.