دور العوامل القبليّة والاجتماعيّة في ظهور المحكّمة الأوائل: دراسة تاريخيَّة


فئة :  أبحاث محكمة

دور العوامل القبليّة والاجتماعيّة في ظهور المحكّمة الأوائل: دراسة تاريخيَّة

دور العوامل القبليّة والاجتماعيّة في ظهور المحكّمة الأوائل

دراسة تاريخيَّة([1])


ملخّص:

من المؤكّد أنَّ الفرق والمذاهب الدينيَّة لا تظهر بشكل مفاجئ على الساحة البشريَّة، وإنَّما تتشكّل بفعل عدد من التفاعلات الماديَّة التاريخيَّة، التي تتداخل فيها دوافع التحدي والاستجابة في شكل جدلي ديالكتيكي صاعد، حتى تصل في مرحلة زمنيّة معيّنة لإنهاء حالة التماهي، والتمايز والانفصال الكلّي عن كلّ ما سبقها من موروثات فكريّة وعقائديّة، بحيث تبدو وقتها أنَّها نتاج فكريّ مُحدث ووليد اللّحظة الآنيَّة.

وممّا لا شكّ فيه أنَّ فكرة الحاكميّة، التي تنطوي على ادّعاء الاستئثار المطلق بفهم النص المقدَّس والتشريع الديني، كانت واحدة من الأفكار الرئيسة التي ارتكز عليها خطاب العنف الطائفي والمذهبيّ الذي شاع عبر التاريخ الإسلامي.

من هنا تأتي أهميّة دراسة ظروف نشأة فرقة المحكّمة الأوائل، الذين مثّلوا الصف الأوَّل الذي انطلقت منه فيما بعد دعوات احتكار الحق المقدَّس والتحدّث باسم السلطة الإلهيَّة، وهو ما تواتر ظهوره فيما بعد في شكل جماعات الأصوليَّة الدينيَّة التي استهدفت تنفيذ الأوامر الإلهيَّة والتشريعات الربانيَّة بشتى السبل المتاحة، ودون التقيد بضوابط العُرف أو القانون أو الأخلاق.

في هذا السياق تأتي هذه الدراسة كمحاولة لفهم الخلفيّات التاريخيّة التي صاحبت ظهور فرقة المحكّمة الأوائل، حيث حاولت أن تبيّن -باختصار- المراحل الزمنيّة التي شهدت تمازجاً وتداخلاً ما بين العوامل القبليّة من جهة، والاجتماعيّة من جهة أخرى، ونتج عنها في نهاية المطاف ظهور تلك الفرقة.

وقد تمَّ تقسيم الدراسة إلى عدد من المباحث الفرعيّة؛ بدأت بمقدّمة تمهيديّة، تتعرّض لدور القبيلة وأهمّيتها في الحياة الاجتماعيّة في شبه الجزيرة العربيّة، ثمّ تمّ تخصيص مبحث للإشارة إلى الصراعات والنزاعات القبليّة التي بدأت في الظهور في السنين الأخيرة من حياة الرسول، أمَّا المبحث الثالث، فقد تناول حركة الردّة وأسبابها ودوافعها، ثمَّ دور حركة الفتوحات الإسلاميَّة في تهدئة النعرات القبليّة في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وتناول التالي طبقة القرّاء ودورهم في أحداث الثورة على الخليفة عثمان بن عفان، أمَّا المبحث الأخير، فقد ركّز على انبثاق فرقة المحكّمة الأوائل في حرب صفين، وكيف أنَّ ظهورهم لم يكن من قبيل المصادفة، ولم يكن أمراً اعتباطيَّاً أو عشوائيَّاً، بل هو تطوُّر طبيعيّ للمنهج الفكري الذي انتهجته طبقة القرَّاء. وختمت الدراسة بخاتمة أوجزت أهمّ النقاط المستفادة والمستقاة من الدراسة.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


[1]- نشر في الملف البحثي "التوحيـد بين الأصل الإسلامي والتأويل الجهادي: الأعلام والنُّصوص" بتاريخ22 فبراير 2018 ، مؤسسة مؤمنون بلا حدود، إشراف بسام الجمل، تقديم أنس الطريقي.