سلامة موسى


فئة :  أعلام

سلامة موسى

المفكر والمصلح المصري سلامة موسى من مواليد 4 فيفري 1887 بإحدى قرى الزقازيق من أعمال مديرية الشرقية لأسرة قبطية. درس في مدرسة قبطية ثم بمدرسة ابتدائية بالزقازيق وحصل على الشهادة الابتدائية. انتقل إثر ذلك إلى القاهرة حيث واصل دراسته الثانوية في المدرسة التوفيقية ثم الخديوية، ولاحظ حجم التمييز الذي كان يرزح تحت نيره المصريون في المدارس جراء المعاملة السيئة والقاسية التي كانوا يلقونها من المدرسين الأنجليز. تحصّل على شهادة الباكالوريا سنة 1903 وكان متابعا لمجلة المقتطف التي كان يصدرها يعقوب صنوع وهو ما مكنه من الاطلاع على الفكر والأدب الغربيين. واكب مقاومة المصريين بقيادة الحزب الوطني للاحتلال الأنجليزي وعرف زعماء من قبيل مصطفى كامل وأحمد لطفي السيد..

رحل سلامة موسى إلى فرنسا سنة 1906 وهو في التاسعة عشرة من عمره. وظلّ فيها ثلاث سنوات قبل الانتقال إلى انجلترا لدراسة الحقوق إلا أنّه انصرف إلى المطالعة الحرة وكان لانضمامه إلى جمعية العقليين والجمعيّة الفابية أثر في كتاباته الأولى من قبيل كتابه "مقدمة السوبرمان"، إذ أتاح له هذا الانضمام فرصة التعرف على داروين وبرنارد شو وويلز وشوبنهاور ونيتشه.. والنهل من مؤلفاتهم. ولم يتوقف تأثر سلامة موسى بالفكر الغربي عند هذا الحدّ إذ اطلع على آثار ماركس وفرويد وسارتر وكان لها أيضا مكان في تكوينه. مثلما تأثّر أيضا بتجربة غاندي التحررية واهتمّ بفكره وتجلى ذلك في كتابه المنشور سنة 1934 تحت عنوان "غاندي والحركة الهندية".

أصدر سنة 1912 أول كتاب عن الاشتراكية في العالم العربي، ومن هنا عدّ رائدا للفكر الاشتراكي في مصر فضلا عن تأسيسه في السنة نفسها "الحزب الاشتراكي المصري" رفقة المؤرخ محمد عبدالله عنان ومشاركته شبلي شميل في إصدار صحيفة أسبوعيّة عنوانها "المستقبل" ابتداء من 1914 تدافع عن هذا الفكر. ولم يثنه عن النشاط الفكري التنويري إغلاق الصحيفة بعد نصف سنة من نشر أعدادها الأولى ولا كذلك انسحابه من الحزب إثر خلافات داخلية وقعت له فيه. فقد ترأس مجلة الهلال من سنة 1923 حتى سنة 1929، وأنشأ "المجلة الجديدة"، وأسس المجمع المصري للثقافة العلمية سنة 1930. ولكن السلطات المصرية سارعت بإغلاقه، وهو ما دعاه إلى بعث جمعيّة "المصري للمصري" ودعا من خلالها إلى مقاطعة البضائع الأنجليزية نسجا على منوال تجربة غاندي في الهند.

سعى سلامة موسى في كتاباته إلى نشر الثقافة العلمية والفلسفة التنويرية وكانت أفكاره جريئة وعميقة خاصة في مناهضتها للحكم الملكي والاحتلال الأنجليزي وهو ما دفع إلى اعتقاله وسجنه سنة 1946 وسنة 1947 بتهمة الترويج للشيوعية والحكم الجمهوري.

من أهم مؤلفاته نذكر: أحلام الفلاسفة (1926)، حرية الفكر وأبطالها في التاريخ (1927م)، اليوم والغد (1927م)، نظرية التطور وأصل الإنسان (1928م)، النهضة الأوربية (134م)، ما هي النهضة (1935م)، مصر أصل الحضارة (1935م)، حرية العقل في مصر (1945م)، التثقيف الذاتي (1946م)، عقلي وعقلك (1947م)، برنارد شو (1957م)، الأدب والحياة (1957م)، أحاديث إلى الشباب (1957م)، مقالات ممنوعة (1959م)، انتصارات إنسان (1960م)، الإنسان قمة التطور (1961م)، الصحافة حرفة ورسالة (1963م).

توفّي سلامة موسى في 4 أوت 1958.

انظر:

موسى، سلامة. (2014). تربية سلامة موسى. (ط.1). القاهرة، مصر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة.

البحث في الوسم
سلامة موسى