سيّد محمّد نقيب العطاس


فئة :  أعلام

سيّد محمّد نقيب العطاس

ولد المفكّر والفيلسوف الماليزي سيّد محمد نقيب بن علي العطاس في 5 سبتمبر 1931 في بوقور (Bogor) بأندونيسيا في أسرة مسلمة ميسورة الحال ذات علم وسيادة، وقد أرسلته في الخامسة من عمره إلى جوهور حيث درس علوم اللغة الملايوية وآدابها، ومنها انتقل سنة 1941 إلى جاوا حيث التحق بمدرسة العروة الوثقى لتعلّم اللغة العربيّة، وفي سنة 1946 عاد مجدّدًا إلى جوهور ليدرس بالكلية الانجليزية ويستغلّ فرصة إقامته عند عمّه الوزير الأوّل لجوهور ليطّلع على ما كانت تزخر به مكتبته الخاصة من مخطوطات ملايويّة في التاريخ والأدب، زيادة على ما كانت تحويه من كتب باللغة الانجليزيّة، أفاد منها محمد نقيب أيّما إفادة. واختير سنة 1952 للالتحاق بالأكاديميّة العسكريّة في انجلترا حيث قضى ثلاث سنوات أعقبها انضمامه إلى القوات النظاميّة الملايويّة مدّة سنتين استقال إثرها منها وسجّل بجامعة الملايو بسنغافورة ليستكمل دراسته بها طالبًا، ومنها تخرّج سنة 1959 واتّجه في بعثة إلى جامعة "مكيل" الكنديّة ليعدّ رسالة الماجستير. أمّا الدكتوراه فقد انتقل لإنجازها بمعهد الدراسات الأفريقيّة والآسيويّة بلندن واختار لها موضوعًا "التصوّف عند حمزة فنصوري". واشتغل إثرها مدرّسًا ثمّ عميدًا بكلّيّة الآداب في جامعة الملايو بكوالالمبور. وكان من المساهمين في إنشاء الجامعة الوطنيّة وإقامة معهد الدراسات الملايويّة سنة 1973. إضافة إلى مساهمته في بناء المعهد العالمي للفكر الإسلامي والحضارة، وقد اقترن اسمه بهذا المعهد. وقد عُدّ في عرف عدد من االدارسين من أوائل المنادين بأسلمة المعرفة، فقد عمل على بيان حقيقة معنى العلم في الإسلام وطرائق تحصيله واكتسابه، وكيفيّة إنشاء جامعة إسلاميّة تجمع بين العلوم الإسلاميّة والعلوم العصريّة.. وكان لكتاباته ومحاضراته دور هام في التعريف به فاشتهر باعتباره عالمًا مسلمًا مدافعًا عن القيم الدينيّة الإسلاميّة وناقدًا للحداثة الغربيّة.

ومن هذه الكتابات نذكر: "مفهوم التربية والتعليم في الإسلام"، "الإسلام وفلسفة العلم"، "مداخلات فلسفيّة في الإسلام والعلمانيّة" وقد ترجم هذا الكتاب إلى لغات عدّة، ويقول عنه محمّد الطاهر الميساوي (مترجمه إلى العربيّة): "إنّ هذا الكتاب نصّ فلسفي من طراز عال، يضرب مؤلّفه بقدم راسخة في التقليد الفكري للفلاسفة والحكماء وأهل العرفان في الحضارة الإسلاميّة ويستند إلى قاعدة متينة من تراثهم الزاخر في مداخلاته حول الإسلام والعلمانيّة.. وتندرج هذه المداخلات في إطار خطاب فكري جديد بدأ يتشكّل وتتّضح معالمه في ساحة الفكر الإسلامي منذ نهايات القرن الرابع عشر وبدايات القرن الخامس عشر للهجرة (أوائل العقد السابع من القرن العشرين)، وقد جرى التعبير عنه بعدّة تسميات كإسلاميّة المعرفة، وأسلمة المعرفة، والتأصيل الإسلامي للعلوم.. وجوهر الأسلمة يعني -عند العطّاس- تحرير الإنسان من القوى السحريّة والأساطير والعقائد الخرافيّة، ومن التقاليد القوميّة والثقافيّة المجافية للإسلام، وتحريره من سيطرة الرؤية العلمانيّة الدهريّة للوجود على فكره ولغته.. إنّ الأسلمة بوصفها تجربة تاريخيّة وثقافيّة يمرّ بها المنتمون للإسلام أفرادًا وجماعات، تعني تحوّلا شاملاً وعميقًا في رؤيتهم للوجود والحياة وفي سلوكهم وتعاملهم وعلاقاتهم مع الأحياء والأشياء، وفي إدراكهم لموقعهم ووظيفتهم في الكون" (العطّاس، 2000، ص ص 10-11).

انظر:

-  العطّاس، سيّد محمّد نقيب. (2000). مداخلات فلسفيّة في الإسلام والعلمانيّة. (محمد الطاهر الميساوي، مترجم). (ط.1). ماليزيا: المعهد العالي العالمي للفكر والحضارة الإسلاميّة.