عِلْمُ الكَلاَم وَالنَّشْأَةُ الإشكَالِيَّة


فئة :  أبحاث محكمة

عِلْمُ الكَلاَم وَالنَّشْأَةُ الإشكَالِيَّة

عِلْمُ الكَلاَم وَالنَّشْأَةُ الإشكَالِيَّة:

دَوْرُ الصِّراع السِّياسيِّ فِي تَحْرِيكِ الجَدَلِ الكَلامِيِّ

جمـال العـزاوي

ملخص:

نتغيَّا في هذا البحث، محاولة مُدارسة دور الصِّراع السياسيّ في تحريك أطوار الجَدل الكلاميّ. منطلقين في ذلك من فرضية عامَّة، مفادها: أنَّ النشأة الإشكاليَّة لعلم الكلام، لم تكن فقط وليدة سجالات ميتافيزيقية تجريدية بالمقام الأوَّل، بقدر ما كانت تعبيرًا موضوعيًا عن مختلف ضروب الاحتراب السياسيّ والعقديّ، الذي لازم السياقات التاريخيَّة المعقدة التي أسّست لأزمة الخلافة في العالم العربيّ ـ الإسلاميّ. لهذا السبب بالذات يمكن القول، إنَّه بالرغم من اختلاف الرؤى والتصوُّرات، وكذا القراءات الهادفة لتأصيل البدايات الأولى لتبلور المباحث الكلاميَّة، فإنَّ العَامل السياسيّ، قد أسَّس البنيات العميقة لمُختلف مقدمات الفرق الكلاميَّة، سواء على مستوى الخلفيات الناظمة لتصوُّراتها لأبعاد مفاهيميَّة من قبيل: الله، والعالم والإنسان، أو لِممارساتها السياسيَّة والعقديَّة من داخل مجمل أطوار التمرحل الحدثيّ والوقائعيّ لدولة الخلافة العربيَّة ـ الإسلاميَّة. الأمرُ الذي أدى بمختلف الفرق الكلاميَّة، إلى احتكار أحادية التَّأويل والفهم الصحيح لكليَّة منطوق الخطاب القرآنيّ ومضامين السنَّة النبويَّة، والقدح في الآخر المغاير لمقدِّماتها السياسيَّة والعقديَّة، وتبديعه وتضليله، وإخراجه من الدَّائرة الروحيَّة للدِّين الإسلاميّ. ممَّا أدى إلى رفض مطلق لقيم الغيرية، وامتناع قيام أشكال التواصل بين الفواعل الاجتماعيين المؤسسين لشمولية المجال السياسيّ، والعقديّ، العربيّ ـ الإسلاميّ، منذ صدر الإسلام، وإلى حدود اللحظة التاريخية الرّاهنة.

لئِن كان ذلك كذلك، فإنَّنا قد عملنا على مقاربة مجمل الإشكاليَّات الجوهريَّة لهذا البحث، انطلاقا من منهجيَّة تأريخيَّة تستقرئ تاريخيَّة نشأة علم الكلام استنادًا على مفهوم الأمد الطويل. على هذا الأسَاس، فقد شرعنا في مُدارسة أطوار بحثنا هذا، بناء على ثلاث مراحل إجرائيَّة: انطلقنا أولا من محاولة استجلاء المعاني التي يحملها مفهوم علم الكلام، بغية إبراز منزلته المعرفيَّة، والسياسيَّة، والعقديَّة، من داخل المجال التداوليّ العربيّ ـ الإسلاميّ الوسيط، ثم توقفنا ثانيا عند تحليل إفرازات نتائج حدث أزمة الخلافة، باعتباره الحدث المؤسس لنشأة علم الكلام؛ وذلك عن طريق مقاربة المقدِّمات الكلاميَّة لكل من فرقة: الشيعة، والخوارج، والمعتزلة، ثمّ الأشاعرة، ثم انتهينا ثالثا إلى الانفتاح على النقد الأصُولي والفلسفي، الذي وجِّه لعلم الكلام والمشتغلين به.

للإطلاع على البحث المرجو الضغط هنا