غاندي (المهاتما)


فئة :  أعلام

غاندي (المهاتما)

يعتبر المهاتما غاندي الزعيم الروحي للشعب الهندي وقائد نضالاته للتحرّر من الاستعمار البريطاني، ولقب المهاتما الذي أسنده إليه شعبه يعني "الروح العظيمة". واسمه في الأصل موهنداس كارمشند غاندي، وكانت ولادته في أكتوبر سنة 1869 في بلدة بورباندار على الساحل الغربي لبلاد الهند، من أسرة متوسطة الحال يعمل أفرادها في التجارة والصناعة، وإن كان جدّه ووالده قد اتجها نحو العمل السياسي وشغلا تباعا خطّة رئيس وزراء مقاطعة بورباندار.

استكمل تعليمه الابتدائي والثانوي بالهند ثمّ انتقل إلى انجلترا لدراسة الحقوق ليعود سنة 1891 ويشتغل بقطاع المحاماة في بومباي وراجكوت، إلاّ أنّ تجربته في هذا المجال لم تلق نجاحا يذكر، فاتّجه نحو جوهانسبرغ ليعمل محاميا ويتولّى الدفاع عن الجالية الهنديّة وكلّ "الملوّنين" بجنوب إفريقيا ضدّ سياسة الميز العنصري. وأصدر سنة 1902 مجلّة أسبوعيّة تحت عنوان "الرأي الهندي".

عاد غاندي سنة 1914 نهائيا إلى الهند وانطلقت مسيرته النضاليّة ضدّ الاستعمار البريطاني لوطنه، فأنشأ سنة 1915 مؤسّسة أشرام الاجتماعيّة لمساعدة المنبوذين وإيوائهم. وقاد عديد المظاهرات، منها مظاهرة عمّال النسيج سنة 1918 بأحمد أباد وقام بأوّل إضراب جوع لإجبار أصحاب المصانع على تسوية أوضاع العمّال، وفي السنة نفسها قاد مظاهرة للفلاّحين بمدينة كهيدا. وأطلق سنة 1919 حملة واسعة ضدّ قانون رولات (Rowlatt Bills) لما فيه من تقييد للحريات المدنيّة، ودعا إلى التظاهر السلمي، وأكّد هذا المنحى الرافض للعنف في دعوته إلى اعتماد سياسة ساتياغراها (ومعناها التمسّك بالحق بقوة) إثر مجزرة امريتسار التي ناهز فيها عدد القتلى 400 شخص وفاق عدد الجرحى 2000 جريح من المدنيّين الهنود، وتقضي هذه السياسة بمقاطعة البضائع البريطانيّة ورفض التعاون مع سلطات الاحتلال والتخلّي عن المناصب والألقاب التي تخلعها بريطانيا على الهنود إضافة إلى الامتناع عن الخدمة العسكريّة وعدم دفع الضرائب، والامتناع عن الاحتكام إلى المحاكم البريطانيّة. وقد نظّم غاندي مسيرة ضخمة سنة 1930 امتدّت على نحو 380 كلم سيرا على الأقدام، شارك فيها مئات الآلاف من الهنود وأسهمت في إيقاظ الوعي السياسي الوطني في الهند عامة.

ولم تجد محاولات استقطابه من طرف سلطات الاحتلال البريطاني عبر الإيهام بالرغبة في وضع دستور للهند. واستمرّت مواقفه المناهضة للاستعمار حتّى سنة 1940 حين أعلن العصيان المدني الشامل احتجاجا على إقحام بريطانيا الهند طرفا في الحرب العالميّة الثانية إلى جانب الحلفاء. فتمّ اعتقاله وسجنه مرّات عدّة.

لم يستطع غاندي إقناع محمّد علي جناح بالعدول عن مشروع الدولة الإسلاميّة وتقسيم القارة الهنديّة إلى هند وباكستان. وهو ما تمّ رسميّا في سنة 1947 وأثار غضب الهندوس الذين ارتكبوا عدّة مجازر في حق المسلمين ولم تفلح نداءات غاندي المتكرّرة للوحدة الوطنيّة.

وفي 30 كانون الثاني 1948 سقط غاندي صريعا برصاص متعصّب هندوسي يدعى ناتورام غودس وأثارت الجريمة استياء وسخطا دوليّين.

راجع:

·مجموعة من المؤلفين. (2002). موسوعة مشاهير العالم. (ط.1). بيروت: دار الصداقة العربيّة. ج3. ص ص 85-88.

البحث في الوسم
غاندي (المهاتما) أعلام