قراءة في كتاب: التشيع في البلاد التونسية؛ بحث في النشأة والتحولات


فئة :  قراءات في كتب

قراءة في كتاب: التشيع في البلاد التونسية؛ بحث في النشأة والتحولات

قراءة في كتاب: التشيع في البلاد التونسية؛ بحث في النشأة والتحولات

ارتبط تأسيس الدولة الفاطمية باسم المهدية في تونس، حيث اتخذها الفاطميون عاصمة شيعية، ومنطلقا جديدا للفاطميين نحو مراكز إسلامية أخرى قصد توسيع دولتهم، وقد اعتمدوا في ذلك على معطيات وجدانية واجتماعية وسياسية. أما بالنسبة إلى التشيّع المعاصر فقد نشأ في تونس أواخر الستّينيات، وعرف بالتشيّع المذهبيّ، والذي أعلن بعض نشاطه بعد ثورة يناير 2011. وأمام هذا المسار، عنيت دراسات وكتابات بموضوع التشيع، كان منها كتاب "التشيع في البلاد التونسية" لصلاح الدين العامري، وهو باحث تونسي، حاصل على دكتوراه في الحضارة، جامعة منوبة، وله أبحاث ومؤلفات، منها: "صناعة الذاكرة في الفكر الشيعي الاثني عشري" الصادر عن المؤسسة نفسها عام2016، وصدر الكتاب موضوع القراءة عن دار مؤمنون بلاحدود للنشر والتوزيع عام 2023. على الرغم من أن تونس بلاد تعتنق المذهب السني، فإن الحديث عن الشيعة في هذا البلد قد يثير بعض الجدل والنقاش؛ لأن المذهب الشيعي له من يناهضه ويعارضه ممن يعتنق المذهب المالكي، حتى وإن كان البعض يتعامل مع الفكر الشيعي كجزء من الموروث الثقافي والحضاري للبلاد التونسية. وبين هذا وذاك، وقف الباحث صلاح الدين العامري عند أهم الأسباب التي قادته إلى اختيار الموضوع والاشتغال عليه، يقول: "سبب أوّل لمسناه في انفتاح التونسيين من عامّة النّاس وخاصّتهم بالمعنى الفكري، على البحوث المتعلّقة بالفكر الشيعي تاريخاً ومفاهيم وطقوساً لسبب معرفي بحت بسبب التحوّلات التي يعرفها العالم سياسياً واجتماعيّاً واقتصادياً وتكنولوجيّاً. وغالباً ما تُطرح أسئلة ترتبط عادة بمستوى أصحابها وبمواقعهم وخلفياتهم الفكريّة، فتكون أسئلة عامّة النّاس من قبيل ما معنى شيعة؟ ومن هم الشيعة؟ وهل هم مسلمون؟ وهل كان التشيّع من عقائد التونسيين مثلما يتمّ تداوله؟ وهل يوجد شيعة في تونس وما حجمهم؟ ومن يقف خلفهم؟ وكيف يُفسّر وجود بعض الطقوس الشيعيّة في تونس؟ وهل صحيح أنّهم يعبدون علي بن أبي طالب (تـ.40هـ/660م)؟ ولماذا يضربون أجسادهم حتّى إدمائها؟ ولماذا يكرهون الصحابة؟ وغيرها من الأسئلة".

وانطلاقا من هذا الحقل الاستفهامي، قدم صلاح الدين العامري كتابه المكوّن من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة عامة، ومذيلا بقائمة للمصادر والمراجع، حيث ناقش في المقدمة أهم الأسباب التي قادته إلى الاشتغال على موضوع التشيع، وهي أسباب حصرها في ثلاثة أسباب رئيسة أجملها الباحث في التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها تونس أولا، ثم طبيعة البحوث المنجزة حول مسألة التّشيّع في تونس ونوعيتها، والتي قسّمها الكاتب إلى أربعة أنواع تمايزت في طبيعة مقاربتها، وهي كالتالي: بحوث أكاديميّة- بحوث تاريخيّة قديمة وحديثة ومعاصرة- بحوث مذهبيّة ليست كثيرة، من أبرزها كتاب عبد الحفيظ البناني مدخل إلى تاريخ التشيّع في تونس، - بحوث أقرب إلى النّص السير- ذاتي لعدد من الشيعة التونسيين المعاصرين. وبعد عرضه لما تقدم من بحوث، يقول الكاتب: "اتضح جليّاً أنّ هذه البحوث المتنوّعة اهتمّت بمراحل محدّدة من تاريخ التشيّع في البلاد التونسيّة لا تاريخه كاملاً. وانطلاقا من هذا المعطى، حاولنا دراسة تاريخ الظاهرة منذ نشأتها إلى اللحظة المعاصرة، لسدّ هذا النقص في المكتبة التونسيّة وتقديم رؤية أشمل لموضوع البحث".

خصّ الكاتب الفصل الأول، الذي وسمه ب مدخل تاريخي مفاهيمي، بالحديث عن مدخلين؛ الأول تاريخي، والثاني مفاهيمي. أما التاريخي، فقد رصد فيه أهم الأحداث المفصليّة التي مهّدت لانقسامات الجماعة الإسلاميّة الكبرى، ما أدى إلى خلافات أسهمت في أزمة، حصر الباحث أحداثها في ثلاثة أساسية هي: اجتماع سقيفة بني ساعدة- الفتنة الكبرى - واقعة كربلاء. وتناول في المدخل المفاهيمي أهم مقولات المذهب الشيعي الإمامي الاثني عشري التي أسهمت في تشييد أركان العقيدة الإماميّة، والتي حصرها في ثلاثة مصطلحات هي وصيّة الرسول (ص) لعلي بالخلافة، وإمامة العلويين الإلهيّة ومسألة المهدويّة.

وينهض الفصل الثاني الذي عنونه صاحبه ب التشيّع العاطفي والسياسي، على مرحلة عاطفيّة أجج المشاعر فيها الداعيان أبو سفيان والحلواني، باعتمادهما أسلوب الإقناع القائم على قوّة الخطاب والحجّة، وأخرى سياسيّة تأسّست على قوّة السلاح ومواجهة حكّام السنّة دون الرعيّة. فقد انبهر الناس بالقادمين من آل البيت عبر داعيين أرسلهما الإمام الصادق بعد أن راهن على المعطيين؛ الاجتماعي والسياسي، ما شكل لديهم حبّا عاطفيا تجاههم، يقول الكاتب: "وتستلهم الحالة الأولى شحنتها من ذاكرة مثلّثة؛ ضلعها الأوّل صورة علي بن أبي طالب (تـ.40هـ/660م) المفارقة في الوجدان الإسلامي، وضلعها الثاني صورة الحسين وموته المأساوي في كربلاء. وضلعها الثالث ذاكرة قبليّة مثقّلة بصراعات ما قبل الإسلام. ويهم الباحث منها الصراع بين هاشم وأميّة الذي تجدّد بغطاء ديني". وأضاف الكاتب إلى جانب هذا الأسباب التي جعلت جعفر الصادق بلاد المغرب وجهة له، يقول: "ونرجّح أن يكون جعفر الصادق على علم بالمعطيات السياسيّة المضطربة في بلاد المغرب من خلال أخبار التجّار ورحلات الحجّ والعلم إلى المدينة أين يقيم ويعلّم. ومن اليسير أن ينتبه إلى ضرورة التوسّع في هذه المنطقة المؤَمَّنة سياسيّاً واجتماعيّاً. ولا نستبعد أن يكون على دراية بتاريخ الجماعات البربريّة الثوريّة المتحفّزة طبيعيّاً للثورة والتمرّد، وقد تعزّزت هذه الحالة لديهم بسبب المظالم التي يتعرّضون لها على أراضيهم عبر تاريخهم".

ومن هذا المنطلق، ناقش الكاتب المحور الثاني، والذي تناول فيه بالدرس التشيّع السياسي، أو تحالف المهمشين كما أسماه؛ فقد كان لأبي عبد الله الشيعي دور كبير في تأسيس دولة واسعة امتدت من المشرق إلى المغرب، ما جعل الكاتب يتساءل عن السر في نجاح هذا الرجل في تأسيس دولة وبسط سلطته على بلاد المغرب؟ ويجيب عن سؤاله مكتفيا بالاعتقاد لا الجزم، قائلا: "ونعتقد في هذا السياق، أنّ الظروف السياسيّة والاجتماعيّة أسهمت في إنجاح الدعوة الشيعيّة الفاطميّة التي جرى التخطيط لها بدقّة متناهيّة، وعجلت تركيزها؛ فقد جعلت تلك الظروف العنصر البشري مؤهلاً لتقبّل البديل مهما كانت صفته وخصوصيته الثقافيّة. والدّليل أنّ الوفد البربري الذي زار عاصمة الخلافة للتشكّي غيّر ولاءه السياسي والمذهبي بمجرّد الإحساس بالتهميش واليأس وعدم الاكتراث لمشاغله. واعتبر الفاتحين مشركين مرتدّين دون أن تكون له الدراية الكافية بمقوّمات الديانة الجديدة، ولا آليات التكفير غير السلوك والمعاملات". إن أسباب نجاح الدعوة الدينية الفاطمية لم تكن حبّا في دين جديد، بقدر ما كان المستقبلون يرغبون في حياة جيدة خالية من الضيم والتهميش؛ فهم يبحثون عن قيم العدالة والمساواة. وعلى الرغم من تداخل التشيع العاطفي والتشيع السياسي اللذين أسهما في بناء الدولة الفاطمية بسرعة، فإن التشدد السياسي والفكري لدى هذه الدولة أدى إلى سقوطها سياسيا، وإن ظل التشيع الوجداني قائما في الذاكرة التونسية.

وخصص الكاتب الفصل الثالث من كتابه للحديث عن التشيع الاجتماعي؛ فقد بقي التونسيون يحملون كل التقدير والإكبار للعلويين، ويكنّون لهم الوجدان بسبب الاضطهاد الذي عاشوه على مراحل ممتدّة في التاريخ الإسلامي، ومن ثمة حصر الكاتب مظاهر التشيع في جانبين اثنين؛ يرتبط الأول بالمستوى الثقافي، ويقصد به تلك "النّصوص التي احتوت إشارات واضحة أو مضمّنة، عن قصد أو بغير قصد، تحيل على الشيعة والتشيّع في تونس.... ونعني بالمستوى الثقافي أيضا، مكانة الشيعة الموصولة بالنسب النبوي لدى العامّة والخاصّة ومظاهر تمييزهم مادّياً ومعنويّاً. وقد أقرّ التونسيون هذا التبجيل إراديّاً، وجعلوا له عنوان الشّرف والأشراف بما تعنيه كلمة شرف في سياقها العربي ثم الإسلامي من دلالات"؛ فقد حظي العلويون في تو نس بمكانة اجتماعية لارتباط شرفهم بالجانب الديني؛ "فالتونسيون أحبّوا العلويين وكرّموهم وبجّلوهم على أنفسهم مثلما ذكر في أمثلة سابقة، دون أن تكون لهم أطماع ومصالح، وبعيداً عن كلّ تأثير دعوي تلقيني. لقد اختزنت ذاكرتهم الطويلة المدى صورة نقيّة للعلويين ترتبط في جانب مهم بالصورة النبويّة وامتداداتها. وفي المقابل تنازل العلويون، بعد أن تَتَوْنَسُوا، عن خصوصياتهم الفكريّة المرتبطة بأدبيات التشيّع المذهبي المشرقي. واختار أغلبهم الانصهار في الدّين الرسمي الذي فرضته السلطة السياسيّة، وفضّلوا الانسجام على الخصوصيّة والمواجهة، ولا يمثّل هذا الشعور ميزة خاصّة بالتونسيين، بل هو حالة عامّة لدى المسلمين السنّة".

أما الفصل الرابع، فكان عنوانه؛ التشيّع الاثنا عشري، وفيه وقف الكاتب عند التحولات التي شهدتها تونس مع ثورة يناير 2011، ومعها خرج الجدل حول الظهور الشيعي، ما تسبب في أخذ الحيطة والحذر من انتشار التشيع في تونس. وذكر الكاتب ربط التمذهب الشيعي الجديد بالثورة الإسلامية الإيرانية التي قامت عام 1979 بقيادة آية الله الخميني، حيث بدأ في الظهور، رغم محاصرة النظام السياسي له في فترة التسعينيات، يقول الكاتب: "ويربط بعض المراقبين للشأن التونسي التحوّل الحاصل للوجود الشيعي في تونس بتفاهمات غير معلنة بين النظام السياسي الحاكم في تونس والحكومة الإيرانيّة في المستويين الأمني والاقتصادي بعد سنة 2000م. ومما يُتداول بشكل غير رسمي أنّ الحكومتين اتفقتا على التسامح مع التمذهب الشيعي في تونس مقابل التزام الإيرانيين بعدم دعم الإسلاميين التونسيين. ولا يمكن إثبات هذا التفاهم أو نفيه في غياب وجود مصادر موثوقة وغير قابلة للطعن، وهو ما يجعل هذا الزعم مجرّد افتراض يقوم على التحليل السياسي، وإن كانت بعض المؤشّرات تفضي إلى إمكانيّة وجوده فعلياً انطلاقاً مما جمعناه". ومع هذا، فقد صرح الكاتب أن ثمة صعوبات يمكن للباحث في الشأن الشيعي أن يواجهها، وقد عرضها في مستويين:

الأول ذاتي: فالتونسيون المتشيعون لا يكشفون عن انتمائهم العقدي؛ وذلك لدواع أمنيّة واجتماعيّة.

الثاني اجتماعي: يواجه المتشيعون الذين يعيشون في بيئة اجتماعية ذات مذهب سني مالكي، بعض التردد والخوف؛ فغالبية التونسيين يحرصون على العرق العربي والسنية المالكية، "وصار من الصّعب تقبّل أيّ تحوّل أو تشكيك فيهما، وكلّ مساس بهذا الزوج "المقدّس"، بالممارسة، يصنّف خيانة وانبتاتاً، ويعدّ خروجاً على الأصل والحقّ بالمعنى الأخلاقي الديني. ولا يهم الفرد، كما المجموعة، أنّ الإرادة السياسيّة المتعاقبة هي من صنع الذاكرة الجمعيّة بهذه المكوّنات وعلى هذه الأسس، لأسباب استراتيجية أثبتت جدواها العمليّة. وحتّى التراجع الذي عرفته هذه الثقافة مع دولة الاستقلال كان نسبيّاً وليس جذريّاً، رغم الجهود المبذولة".

وإذا كان التونسيون الشيعة ينتمون إلى الإمامية الاثنى عشرية؛ فإن الكاتب تناول هذا الإثبات بنوع من الحيطة والحذر، وناقشه انطلاقا من موقفين اثنين:

موقف يرى أصحابه أنّ المذهب الاثني عشري هو مرجعيّة التشيّع في تونس، وأنّه قد جرى استئصاله من قبل السلطتين السنيّة والإسماعيليّة خاصّة، وكان للكاتب ردّ على هذا الرأي بالرجوع إلى أدلة تاريخية.

موقف يربط ظهور الحالة الشيعيّة المعاصرة بالنصف الثاني من القرن العشرين؛ أي مع الثورة الإسلامية الإيرانية. وانقسم أصحاب هذا الموقف - حسب الكاتب - إلى رأيين؛ يمثل الرأي الأوّل التيجاني السماوي ويسنده امبارك بعداش وهما معاصران، قول الكاتب: "ويؤكّد السماوي أنّ الاثني عشريّة لم يعرفها التونسيون قبل ستينيات القرن العشرين، وينسب دخول المذهب إلى نفسه بعد رحلة إلى العراق. وشدّد على ذلك في أغلب كتاباته وفي مداخلاته مع المنتديات الإلكترونيّة الشيعيّة. ومن أقواله في هذا الإطار: "..إن الشيعة انقرضت منذ عهد الفاطميين ولم يعد لها أثر، ومن ثم ظهرت من جديد، ولكن ليس بالطريقة الفاطمية التي كانت إسماعيلية باطنية، إنّما بالطريقة الحقيقية لمذهب الإمامية الاثني عشرية الجعفرية...".

أما الرأي الثاني فيربط ظهور التشيّع الاثني عشري في تونس بالثورة الإسلاميّة في إيران، وينفي أصحابه – يذكر الكاتب- كل الأطروحات السابقة، ويعبّر عن هذا الرأي عماد الدين الحمروني وعبد الحفيظ البناني.

وبعد عرضه لمسألة التشيع التونسي في الفصل الرابع بالطرح والمناقشة، قدم الكاتب أهم المناطق التونسية التي يتمركز فيها التونسيون الشيعة، وهي على التوالي: تونس الكبرى - سوسة - المهدية - قفصة - قابس - قبلي - جندوبة - بنزرت - مدنين - نابل - القيروان - سيدي بوزيد. وعلى الرغم من ذكر هذه المناطق، فإن ما ذكره الكاتب يبقى مجرد زعم لا يمكن القطع به- على حد تعبيره- وإن صدر عن أحد الوجوه الشيعيّة البارزة.

يمثل كتاب "التشيع في البلاد التونسية" قيمة علمية أضيفت إلى المكتبة التونسية والعربية، وهو كتاب في غاية الأهمية، رام فيه صاحبه الموضوعية في الطرح والمناقشة وفق منهج علمي دقيق؛ إذ لم يمل إلى رأي دون آخر، ولم يجزم بحكم مطلق، بل تتبع آراء المهتمين بالشأن الشيعي، وعلّق عليها بالسؤال تارة والجدل والمناقشة أخرى، وهو يتجنب السردية التاريخية، موضحا الفروق بين التاريخ المتخيل والتاريخ العلمي.

والكاتب وهو يتناول موضوع الشيعة في تونس، حرص على تتبع وضعهم وجدانيا واجتماعيا وسياسيا؛ وذلك عبر مراحل ثلاث حددها الكاتب في: التشيّع الوجداني والسياسي، التشيع الاجتماعي التشيع الاثنا عشري؛ مؤكدا أن الذاكرة التونسية حفظت الودّ والتقدير للعلويين عبر التاريخ. وحتى إن سمح التقارب التونسي من خلال نظام بن علي والإيراني في ثورته الإسلامية بنشاط الشيعة في تونس مثله رموز مثل مبارك بعداش مؤسس "الحوزة" في قابس، ومحمد التيجاني السماوي صاحب كتاب "وأخيرا اهتديت"، فإن ذلك قد ولّد خوفا قد يؤدي إلى اختراق النسيج العَقَدي التونسي، لا سيما وأن تونس بلد سنّي العقيدة مالكي المذهب، وقد فطن الإسلاميون إلى الفرق بين "الإسلام التونسي" و"الإسلام الإيراني"، واعتبروه "ناقوس خطر"، وإن أكد "راشد الغنوشي" على دعم الثورة الإيرانية، مع وضع حدود بين التجربتين الإيرانية والتونسية.