مارتن لوثر: أصولية دينية تمهد للحداثة


فئة :  أبحاث محكمة

مارتن لوثر:  أصولية دينية تمهد للحداثة

مارتن لوثر:

أصولية([1]) دينية تمهد للحداثة

 

لم يمتلك الإصلاح الديني في سنواته الأولى مع مارتن لوثر Martin Luther 1483 ـ 1546 أي تصور للمجال السياسي، ولا للعلاقة بين الديني والسياسي، تلك العلاقة الجدلية التي حكمت القارة الأوروبية لقرون عدة.

كان جل اهتمامه منصبا على تخليص الدين المسيحي من الدنس الذي أصابه على يد الكنيسة، وإعادة الدين إلى عموم الناس، من خلال الصلة المباشرة بين الإنسان وخالقه، واستبعاد أية وساطة.

تطلبت العودة إلى النقاوة المسيحية من لوثر، استبعاد مقولات العقل وإحلال مقولات الإيمان محلها، وتطلبت منه أيضا إلغاء حرية الإرادة للإنسان وإحلال العبودية المطلقة للإله محلها.

وهو إن فعل ذلك، فقد قدم رؤية جديدة للإيمان، كان من نتائجها إطلاق حرية الضمائر الدينية.

لكن التداخل بين الديني والسياسي الذي حكم العصور الوسطى، أبى إلا أن يلقي بظلاله على مسيرته، ويدفعه إلى الدخول في صراعات فكرية مع الكنيسة وتيارها المدرسي ثم مع الإنسانوية، لتنشأ مجموعة من الأفكار والأفكار المضادة، أدت في مجموعها إلى زلزال فكري ومن ثم سياسي.

السؤال الرئيس لهذا البحث، هو كيف أدت الأفكار الأصولية لـ مارتن لوثر على مستوى العقيدة من تحويل الإصلاح الديني إلى أحد الروافد الرئيسة الكبرى لنشوء الحداثة في القارة الأوروبية.

([1]) لا استخدم كلمة أصولية للإشارة إلى أصحاب الاقتناع المطلق بأفكارهم، وإنما الإشارة إلى تيار ديني يريد العودة إلى أصول الدين في منشأها الأولي، أي تلك الحظة التاريخية ـ الدينية في تجليها الإيمان بعيدا عن العقل واستخداماته في تفسير وعقلنة الخطاب المقدس.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا