ماكسيم رودنسون (Maxime Rodinson)


فئة :  أعلام

ماكسيم رودنسون (Maxime Rodinson)

ولد المستشرق والمؤرّخ وعالم الاجتماع الفرنسي مكسيم رودنسون في باريس سنة 1915، وهو ينحدر من عائلة يهوديّة هاجرت إلى فرنسا قُبيل الحرب العالميّة الأولى. وكان أبواه منتسبين إلى الحزب الشيوعي الفرنسي منذ تأسيسه سنة 1920، وتمّ اعتقالهما من طرف الجيش الألماني، وترحيلهما إلى بولونيا. وقد يكون ذلك من أسباب انخراطه لاحقا في الحزب الشيوعي الفرنسي.

درس رودنسون في المدارس الحكومية في باريـس، وانتسب سنة 1937 إلى المركز الوطني للبحـوث، وأحرز طوال دراسته عدّة شهادات جامعية، منها شهادة في اللغات الشرقية، وأخرى في علم الاجتماع، كما نال شهادة الدكتوراه في الأدب. كان مولعا باللغات، ويتقن حوالي ثلاثيـن لغة بين قديمة وحديثة، هذا فضلا عن معرفته بلهجات عربيّة عدّة، اكتسبها خلال تجربته في عدد من البلدان العربيّة إبّان الانتداب الفرنسي في سوريا ولبنان، حيث أمضى قرابة سبع سنوات في الجيش الفرنسي (1940ـ1947)، أمضاها في القيام بعديد المهام ذات الصبغة الاجتماعيّة تخصيصا؛ فقد عمل معلّما بصيدا وكُلّف إثر انتقاله إلى بيروت بالإشراف على مكتبة بعثة الآثار الفرنسية الدائمة في المشرق، وقام بعديد الرحلات بين لبنان وفلسطين والأردن وسوريا والعراق، وهو ما أتاح له فرصة الاطلاع على خصائص الحياة السياسية والاجتماعيّة والاقتصاديّة والعقائديّة... في هذه المناطق.

اهتمّ رودنسون بتاريخ الأديان، واعتنى على وجه الخصوص بالدين الإسلامي وبالشرق. ومن مؤلّفاته في هذا المجال نذكر: "سحر الإسـلام" (La Fascination de l’islam) (1980)، "الماركسية والعالم الإسلامي" (Marxisme et le monde musulman) ( 1972)، "محمد" (1961) وقد أسال هذا الكتاب حبرا كثيرا، إذ كان مثار جدل كبير، "الإسلام والرأسمالية" (1966)، "الإسلام : سياسة وإيمان" (1993).

وعرف رودنسون بمعاداته للصهيونيّة واهتمامه بالقضيّة الفلسطينيّة، وله في ذلك كتابات عدّة من قبيل: مقال بعنوان "إسرائيل..فعل كولونيالي؟ أي استعمار استيطاني"(1967)، نشر بمجلة "الأزمنة الحديثة"، و كتاب "إسرائيل والرفض العربي، 75 سنة من التاريخ" (1968)، وكتاب "شعب يهودي أم مسألة يهودية؟"(1981).

وكان لماكسيم رودنسون عميق الأثر في عدد غير هيّن من المفكّرين العرب، وخاصّة اليساريين منهم.

وتوفي رودنسون بمرسيليا في 23 ماي سنة 2004

انظر:

-جلول، فيصل. (2012). الجندي المستعرب: سنوات مكسيم رودنسون في لبنان وسوريا (1940-1947). (ط.2). بيروت-لبنان: دار الفارابي.