ماكيافلي (Machiavelli)


فئة :  أعلام

ماكيافلي (Machiavelli)

ولد نيكولا دي برناردو دي ماكيافلّي سنة 1469م في فلورنسا من أسرة عريقة إذ كان والده محاميا مشهورا ومن كبار المدافعين عن الجمهوريّة. شبّ في عصر أمير مديشي أطلق عليه اسم "لورنزو العظيم" لما شهدته إيطاليا في زمنه من ازدهار عدّ العصر الذهبي للنهضة الإيطاليّة. ولكنّ وفاته كانت سببا في تراجع إيطاليا ووقوعها تحت غزو شارل الثامن ملك فرنسا. ولم تنجح محاولة سافونارولا الراهب الدومنيكاني إقامة حكومة دينيّة وإصلاح الجمهوريّة، إذ سرعان ما انهارت الدولة وأعدم الراهب سنة 1498.

اختير ماكيافلي سكرتيرا للمستشاريّة الثانية لجمهوريّة فلورنسا، وهي تشرف على الشؤون الخارجيّة والعسكريّة. واستمرّ في خطّته أربعة عشر عاما من 1498 إلى 1512 وأرسل خلال هذه الفترة في عديد البعثات الديبلوماسيّة إلى فرنسا وسويسرة وألمانيا... حيث قابل الملك لويس الثاني عشر وقيصر بورجيا والتقى البابا جوليوس الثاني.. واحتوت تقاريره ورسائله عن هذه المهام أفكارا عديدة ضمّنها كتبه في ما بعد.

وفي سنة 1513 طرد ماكيافلي من عمله بعد أن فشلت حكومة فيرنته في مقاومة الغزو الإسباني والتصدّي لعودة آل مدتشي إلى الحكم. وتعرّض للتعذيب والسجن ثمّ النفي؛ فعاش في حالة فقر وعزلة ولجأ إلى مقرّه الريفي بسانت أندريا، حيث شرع في كتابة "أحاديث" وفرغ من تأليف كتاب "الأمير"، وهو من أشهر كتبه، فلطالما اعتبر عملا تأسيسيّا في الحداثة والعلمانيّة في فصله بين السياسة والسلطة الروحيّة، فالقوانين عنده تستنبط من العقل والخبرة البشريّين لا من اللاهوت. وقد أثار هذا الكتاب جدلا واسعا منذ ظهوره، إذ عدّه علماء الأخلاق في فرنسا وبريطانيا خاصة كتابا مناسبا للطغاة الأشرار، ومنه كان تقديم شخصيّة ماكيافلي في عدد من الأعمال المسرحيّة في شكل شخصيّة شريرة. ومن أهمّ ما جاء في هذا الكتاب أنّ تطوّر المجتمع يخضع لأسباب طبيعيّة ولا يكون بإرادة إلاهيّة، فالقوى المحرّكة للتاريخ هي المصلحة المادّية والسلطة "وطالب ماكيافلّي بخلق دولة وطنيّة حرّة من الصراعات الإقطاعيّة القاتلة، وقادرة على قمع الاضطرابات الشعبيّة. وكان يعتبر من المسموح به استخدام كلّ الوسائل في الصراع السياسي، مبرّرا بذلك القسوة والوحشيّة في صراع الحكّام على السلطة". (روزنتال و يودين، 1987، ص444). واعتبر سبينوزا ومونتسكيو وجان جاك روسو أنّ ماكيافلي كان جمهوريّا متحمّسا ورسول الحرّيّة.من كتبه الأخرى نذكر: فنّ الحرب (وهو الكتاب الوحيد الذي طبع من أعماله في حياته)، وجذور تفّاح الجنّ (وهو من أكبر أعماله الأدبيّة)، وكتاب تاريخ فلورنسا الذي قُدّم إلى البابا كليمونت السابع سنة 1526 ونشر سنة 1532 وفيه حاول اكتشاف أنماط عامة تفسّر أسباب الأحداث، وكان له بهذا الريادة في كتابة التاريخ بطريقة حديثة. وقد أدرجت كتبه إثر وفاته ضمن قائمة الأعمال الممنوع نشرها؛ فقد قرّرت محاكم التفتيش سنة 1559 إحراقها جميعها.توفّي ماكيافلي سنة 1527 ودفن في سانتا كروس في فلورنسا.

راجع:

·بدوي، عبد الرحمن. (1984). موسوعة الفلسفة. (ط.1). بيروت: المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر. مج2، ص ص 463-466.

·دورتيه، ج.ف. (2011). معجم العلوم الإنسانيّة. (جورج كتورة، مترجم). (ط.2). أبو ظبي- الإمارات العربيّة المتّحدة، بيروت-لبنان: كلمة ومجد المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع. ص ص 952-954.

·روزنتال.م، يودين.ب. (1987). الموسوعة الفلسفيّة. (سمير كرم، مترجم). (ط.6). بيروت-لبنان: دار الطليعة للطباعة والنشر.

·مكيافيللي. (2004). كتاب الأمير. (أكرم مؤمن، مترجم). القاهرة: مكتبة ابن سينا.

البحث في الوسم
ماكيافلي (Machiavelli) أعلام