مالك شبل
فئة : أعلام
ولد مالك شبل في الجزائر (تحديدا مدينة سكيكدة) سنة 1953 درس فيها، وأتمّ دراسته الجامعية ليصبح أستاذا معيدا في جامعة قسطنطينة، ثم سافر إلى باريس حيث تحصل سنة 1980 على دكتوراه أولى في علم النفس من جامعة باريس7، ثمّ دكتوراه ثانية في الأنثربولوجيا والإثنولوجيا وعلم الأديان سنة 1982، ثم ثالثة سنة 1984 في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس، واشتغل فيها أستاذا في قسم الدراسات العربية والإسلامية. وقد حظي، نتيجة كفاءته العلميّة، بمكانة متميّزة في الأوساط العلمية والفكرية الأوربية، وسرعان ما أضحى واحدا من الأساتذة المشرفين على البحث العلمي في جامعة السوربون، وواحدا من أبرز المحاضرين في العالم. وبات من كبار المستشارين في قضايا الإسلام والإصلاح الديني في كثير من الجامعات الأجنبية. ومُنح مقعدا ضمن مجموعة الحكماء لدى رئيس اللجنة الأوربية رومانو برودي.
وقد اهتمّ كثيرا بالبحث في شؤون العالم العربي. وأسس سنة 2004 في فرنسا مؤسسة للإسلام المستنير. بلغت كتاباته عن الإسلام قرابة العشرين كتابا تناول فيها مواضيع جديدة وطريفة وحساسة، لم تكن مطروحة مثل موضوع الحبّ في الإسلام، حيث أدان النظرة الأصولية المتشددة لعلاقة الرجال بالنساء. بحث أيضا في مواضيع اعتبرت من المحرمات، مثل الخمر والمثلية الجنسية. ومن مؤلفاته في هذا الباب "قاموس الحب في الإسلام"، و"موسوعة الحب في الإسلام".
اهتمّ مالك شبل أيضا بإصلاح الفكر الإسلامي في عدد من كتاباته الأخرى، مثل كتابيه "الإسلام والعقل: معركة الأفكار" ، و"بيان من أجل إسلام مستنير". واستندت نظرته إلى قيم القرن الثامن عشر وعصر الأنوار الأوروبي، وحاول الاستفادة من التجربة العقلانيّة والعلمانيّة. واشتهرت ههنا عبارته "إسلام الأنوار" التي ردّدها في عدد من مؤلّفاته ودافع عنها، وأكّدها في مناداته بإحداث تعديلات أساسيّة في الثقافة الإسلاميّة عبر الإلحاح على حرّيّة الفكر والضمير واحترام الآخر ومحاربة مختلف أشكال الفساد والعنف.
ومن المسائل الرئيسة التي دعا إليها مالك شبل، نجد ضرورة إعادة قراءة القرآن بمراعاة عنصر الزمن والمتغيّرات التاريخيّة، واعتماد العقل لتتناغم القراءة مع متطلبات العصر ومقتضيات الحداثة. هذا إضافة إلى وجوب فصل الشأن السياسي عن الديني، وإعادة الاعتبار للإنسان والاستثمار فيه بمقاومة كلّ أشكال التمييز ومحاربة الجهل وتطوير المناهج التعليميّة...
