معالم الفكر الاشتراكي عند شبلي الشميل


فئة :  مقالات

معالم الفكر الاشتراكي عند شبلي الشميل

 "إن الجيد والرديء لا يوجدان مجردين في الوجود الكلي، بل هما كذلك نسبيان بالنظر إلى ظروف الزمان والمكان، فلا يتأتى لنا والحالة هذه، أن ننفي عن شيء صفة الموافقة والملاءمة نفيًا مطلقًا، إذ إنها لم تتجرد عنه إلا بالنظر إلى حالة من الحالات أو موجود من الموجودات مع موافقته حالات أخرى وموجودات أخرى".

شبلي الشميل

جاء ميلاد شبلي الشميل في أعقاب سقوط دولة محمد علي، وما حملته من بدايات التقدم العلمي، وأحلام الخروج من غيبات جب القرون الوسطى، وقد نشأ في أسرة مسيحية لبنانية عام 1850م، وتخرج في الكلية البروتستانتية، ثم توجه إلى باريس لدراسة الطب هناك، ثم استقر في مصر، حيث أثارت كتاباته جدلاً واسعًا، ونشبت حولها معارك فكرية هائلة.

كان الغرب آنذاك قد تجاوز صراعاته الفكرية، وتقلصت سلطة الكنيسة بحيث لم تعد تتجاوز أسوارها، وبدأ يوجه طاقاته العلمية ويستثمر نهضته في بسط نفوذه الاستعماري على الشرق الذي لم يكن قد تجاوز أعتاب العصور الوسطى بعد، وقد شغلته قضايا ساذجة، فانتشرت فيه الخرافة وتمفصل الجهل في بنيانه العتيد.

وكان الشميل قد شهد وقت وصوله إلى القاهرة أجواء معركة فكرية لخصت أحوال المشرق العربي آنذاك، وما يشهده التفكير العلمي من هجمات تصدى لها رجال الدين بعقلية ترادفية وفكر دوجمائي، مما جمد حركة التاريخ ووضع حول العقل أسيجة من الجهل والتغييب، فنشبت، عام 1876م، معركة ضارية بدأت بمقال نشر في جريدة المقتطف حول دوران الأرض، أكد فيه كاتبه يعقوب صروف أن العلم حسم المسألة بشكل نهائي، وأن الأرض تدور حول الشمس وحول نفسها، وساق الكاتب الأدلة العلمية التي تؤكد ذلك، فانفجرت في وجهه قنابل موقوته تناثرت شظاياها هنا وهناك، فكتب الأب جبريل جبارة مقالاً ساق فيه عددًا من الأدلة الدينية التي تؤكد ثبوت الأرض وعدم دورانها، كما شن أرشمندريت الكرسي الأنطاكي في بيروت هجومًا حادًا على صروف، وسرعان ما دارت رحى حرب كلامية بين الفريقين استغرقت زمنًا طويلاً.[1]

قرر شميل أن يلقي هو الآخر حجرًا في المياه الراكدة، وهو يعبر عن هدفه هذا صراحة، حين يقول في كتابه "فلسفة النشوء والارتقاء": "فهذه الرجة التي حصلت اليوم هي المقصودة مني في ذلك الحين، لإيقاظ الأفكار من نومها العميق."[2]

جرد الشميل قلمه دفاعًا عن العلم في محيط جغرافي متوجس ومرتبك، ولم يتردد لحظة عن التصريح بما يؤمن به، فكانت المعركة الكبرى عندما صدر كتابه "فلسفة النشوء والارتقاء" وهو ترجمة لكتاب بخنر Buchner "ست محاضرات حول نظرية داروين".

ويمكن القول إنّ "نظرية التطور" لدارون كانت نقطة الانطلاق، لا المنتهى، إذ حاول الشميل إسقاط الدارونية على البنى السوسيولوجية في معرض تناوله لمسألة الارتقاء الاجتماعي، فالمجتمع في رأيه ينشأ ويتطور مثلما ينشأ الجسم الإنساني، وكلاهما ينتقل من حال إلى حال في تحسن مستمر، إذ يساعد الارتقاء على التخلص من مساوئ كل مرحلة سابقة، وإذا كان النشوء هو القاعدة الأولى التي يرتكز عليها الجسد فإن الارتقاء والتطور هو آلية هذا الجسد للتخلص من الانحلال والعجز.[3]

ولعل نشأته العلمية كانت سببًا لانحيازه للعلوم الطبيعية دون غيرها، فهي في رأيه "أم العلوم الحقيقية، ويقتضى أن تكون أم العلوم البشرية كافة، وأن تقدم على كل شيء."[4] ولعل ذلك يرجع إلى ما آلت إليه العلوم الإنسانية وقتها في المشرق العربي من تدهور، فهو يصفها بكلمات ربما تكون قاسية لكنها تعبر عن واقع يعيشه ويرفض الاستمرار فيه، فعلوم الكلام في رأيه تحولت إلى ما يشبه هذيان المصدعين لتفسير ما لا يفسر وتأويل ما لا يؤوّل، وعلوم اللغة صارت مماحكات لا طائل منها ولا تعبر عن أي فكر، وعلوم الفقه صارت سخافات يتنزل العقل فيها إلى حد التبذل، وعلوم القوانين صارت لاهوتًا ثابتًا لا يفهم، وصارت علوم الآداب والفلسفة المترتبة على ذلك كله هيامًا في الأوهام على حد تعبيره، وهو ما أدى في النهاية إلى نظم اجتماعية يسودها الاضطراب وتفتقد إلى الاتزان.[5]

لم يكن هذا الموقف مجرد تطرف في التعبير، بل هو تجسيد لموقف فلسفي يقوم على نظرية سبنسر Spencer المسماة بالنظرية العضوية للمجتمع Organic Theory of Society، وهي نظرية تحاول أن تحلل الحياة الاجتماعية بشكل ميكانيكي وفقًا للقوانين الطبيعية، كما يظهر تأثره بأفكار بخنر خاصة المبدأ القائل بأن تقدم العلوم الطبيعية هو مفتاح الموقف، وأن سبيل أي نهضة وتطور أي مجتمع عند الشميل يبقى رهنًا بحل التناقض بين القوانين السائدة في المجتمع والقوانين التي تمليها الطبيعة.[6] عندها ينتهى خوف الإنسان من المجهول، ويتبدد جهله بفضل العلوم الطبيعية التي تكشف له حقائق الكون، ويرى أن الإنسان سيتمكن مع العلم من ترك الإيمان بكل ما هو غير طبيعي وغير واقعي، وتتأكّد لديه فكرة تسلسل الكائنات ونسبتها بعضها إلى بعض، فيدرك ما خلفته العصبيّات الدينية من أخطار هددت مسيرة التقدّم.[7] "فمعرفة الناس بنواميس الاجتماع الطبيعي تجعلهم يحسنون تطبيق نظاماتهم عليه، فيقدرون فيها ناموس التكافل القاضي بتقاسم المنفعة على قدر العمل حق قدره."[8]

وعليه، فقد أراد الشميل تطبيق القوانين الطبيعية على المجتمع، وعلى قواعد تطوره، محاولاً استخلاص قوانين من الطبيعة تطبق بشكل آلي على حركة المجتمعات الإنسانية، ولعله يقترب كثيرًا من قوانين المادية الجدلية التي ترى أن القوانين الطبيعية هى التي تتحكم في حركة المجتمع من اللحظة الأولى لنشأة المجتمعات الإنسانية وفي مختلف مراحل تطورها.

وتحتل الاشتراكية مساحة كبيرة في فكر الشميل، وهي في رأيه ترتكز على قاعدتين اجتماعيتين غاية في الأهمية هما: التكافؤ والتكافل، ومضى يبشر بالاشتراكية بحماسة، باعتبارها النظرية التي تعمل على تطبيق قوانين الطبيعة في المجتمع، وهي، بكل ما تحققه من عدل ومساواة بين الأفراد من خلال الاشتراك في العمل والمنفعة، تقوم بتأمين حاجات المجتمع واحتياجاته الأساسيّة، مما يحقق الاستقرار ويقضى على الظلم وسيطرة رأس المال بكل ما يمثله من عبودية واستغلال.[9] فالرأسمالية في رأيه هي العدو الأول للإنسانية، والرأسماليون هم "لصوص المجتمع" الذين يتمكنون بمساعدة الحكومات من ممارسة السلب والنهب "فيصادرون ويرابون ويجمعون المال بالاحتيال للاستئثار بمنافع الأعمال التي لا ينال القائمون بها إلا ما يتبلغون به من العيش، لصوص يسرحون ويمرحون وتحميهم الشرائع التي تعززها الحكومات."[10]

والاشتراكية عند الشميل كالاجتماع نفسه، نواميس طبيعية ذاتها تدعو إليها، وهي نتيجة لازمة لمقدمات ثابتة لابد من الوصول إليها، فاستبداد رأس المال وما ينطوي عليه من استغلال فج للطبقة العاملة سيعجل في رأيه بتلك الثورة المنتظرة، ثورة العمال ضد أصحاب المال وفساد النظم الحاكمة، وعليه فإن الاشتراكية عنده مرحلة من مراحل تطور المجتمعات، يسير المجتمع بالضرورة نحوها، أي أنها حق ضروري يسير المجتمع نحوه حتمًا، وواضح أن الشميل تأثر ببخنر، الذي كان بمثابة النافذة الأساسية التي أطل منها على فكر وفلسفة المدرسة الألمانية، ويبدو أثره واضحًا في كتابات الشميل التي حاول فيها أن يؤسس فكرته عن الاشتراكية ارتكازًا على قانون النشوء والارتقاء، وكان كتاب بخنر "الدارونية والاشتراكية" هو المنبع الأول لفكرة الشميل عن الاشتراكية، غير أن هناك منابع هامة تعود إلى التراث الفكري العربي ساهمت هي الأخرى في تشكيل أفكاره حول العدل والمساواة، خاصة كتابات ابن خلدون وأبي العلاء المعري الذي اقتبس كثيرًا من أشعاره في كتاباته ومقالاته، بالإضافة إلى مصادر عديدة من الفكر الفرنسي الذي تأثر به الشميل خلال فترة إقامته في باريس.[11]

وعلى الرغم من إيمان الشميل بحتمية انتصار الثورة الاشتراكية على كل مظاهر الظلم والاستغلال، إلا أنه لا يميل إلى الثورة المفاجئة، ولا يحبذ الهبات الانتقامية الفوضوية، بل يميل إلى الاتفاق التدريجي الذي يتم بالتراضي، باعتباره أعظم وسائط الارتقاء بالنشوء، ولعل نبرته الهادئة فيما يتعلق بالثورة تعود إلى إيمانه المطلق بحتمية التغيير قانونًا طبيعيًا، فالتحول في رأيه: "آت لا ريب فيه والارتقاء ضرورة حتميّة"، ضرورة تسير في خط تقدمي تبطئ أحيانًا بفعل قوى الظلم والاستبداد، وتسرع في أحيان أخرى بفعل الثقافة والفكر القائم على العلوم الطبيعية، لكنها تسير بلا توقف حتى يقوم وطن الاشتراكية والعلم. ويفضل الشميل نمط الإصلاح السلمي الذي يفضي إلى تغيير تدريجي، وهو أكثر صعوبة في رأيه من النمط الثوري المحفوف بالمخاطر، وإن كان يرى أنه قد يكون في بعض الأحوال سبيلاً أخيرًا للتعبير عن غضب الجماهير وثورتها، وإن تحقق التغيير الثوري يتطلب تكريس مبادئ الفكر العلمي ونبذ ما زرعته الشرائع الفاسدة في أذهان الناس لتحقيق الارتقاء نمطًا طبيعيًا أوحد للإصلاح في رأيه.[12]

ولعل الشميل، وهو يخالف المدرسة الاشتراكية الألمانية الإصلاحية التي تأثر بها يقدم رأيًا أكثر تحديدًا واتساقًا مع الواقع العربي آنذاك، فهو وإن أدرك حتمية الثورة، إلا أنه كان يخضع لمؤثرات خاصة غير تلك التي خضع لها مفكرو أوروبا، الذين عايشوا مجتمعًا صناعيًا متقدمًا أوشكت الثورة أن تنفجر في أرجائه، بينما الشميل في مجتمع لا تزال طبقته العاملة في أول مراحل التكوين، ويعاصر ما يعانيه المجتمع من جهل وتخلف واحتلال ورجعية.[13]

أدرك الشميل أن الطريق إلى الاشتراكية مازال بعيدًا، وأن الشروط الموضوعية لقيام الثورة الاشتراكية أمامها وقت طويل كي تتحقق، ولا يمكن القفز إلى البرهان دون معطيات حقيقية تفضي إليه، فالثورة في نظره لا يمكن أن تسبق شروطها، وعلى الرغم من سطوة الظلم والاستبداد، فإن عوامل نجاح الثورة الاشتراكية لم تتحقق بعد.

ويؤكد الشميل مرارًا على حتمية الثورة المنتظرة، وهي ثورة أممية عالمية، تتجاوز في نظره محدودية الثورات المحلية، "هي ثورة تنصر الشعوب فيها بعضها بعضًا، والأمم بعضها بعضًا، ينصرون بعضهم على حكوماتهم لقلبها وإبدالها بما يكون أوفق لروح العصر."[14]

وتتلخص الاشتراكية عند الشميل تتلخص في مجموعة من المبادئ هي:[15]

- الاشتراك في العمل والاشتراك في المنفعة أفضل الوسائل لتحقيق العدل.

- لا ينبغي حصر الاشتراكية في حزب، فالأحزاب في نظام الاجتماع من الكماليات، وهى تنشأ من نفسها متى اكتمل الاجتماع.

- النزاع الاجتماعي يعود إلى عدم تحقق العدالة الاجتماعية، وقلة التكافل الناتج على ما فيه من تبذير في القوى الاجتماعية، والاستغلال أحد أهم تجليات الاستبداد الذي منحه الشرعية القانونية.

- الطريق إلى تحقيق الاشتراكية طويل لكنه حتمي، لأنها تحمل الدواء لعلاج كافة أزمات الاجتماع البشري.

وفي دعوته إلى الثورة لم يدر الشميل ظهره لحرية الفكر والاعتقاد، فهي عنده حرية لابد أن تكون مطلقة، فهو وعلى الرغم من موقفه من الدين والذي عبر عنه بوضوح في كتابه فلسفة النشوء والارتقاء، إذ أكد أن الإنسان وكل ما فيه مكتسب من الطبيعة، وهو يتصل اتصالاً شديدًا بعالم الحس، وليس من دليل ولا سند يؤكد اتصاله بعالم الروح والغيب،[16] وهو يرفض صراحة فكرة الإله، حيث يقول في موضع آخر: "إن الذين يقولون بوجود قوة أبدعت العالم من لا شيء لا يستندون في قولهم هذا إلى شيء"[17]. لكنه يرفض أيضًا كل أشكال الاضطهاد التى تمارس ضد العقائد وأصحابها، وضد رجال الدين الذين يراهم العقبة الرئيسية أمام أيّ تقدم لا الدين في ذاته، فهو يهاجم الموقف المتعسف الذي اتخذته الثورة الفرنسية منهم، وكتب مستنكرًا موقف الجالية الإيطالية بالإسكندرية، لأنها نصبت في يوم ذكرى محررها غاريبالدي في أحد مدارسها أثرًا نقشت عليه عبارة: "إن العلم والأدب لا يدركان إلا بزوال العقائد والأديان"، فهو يرفض هذا الموقف المتطرف والذي يراه منافيًا لحرية الفكر، وهو ما يتنافى ما طبيعة العلم الذي يدعو للحرية بكافة صورها.[18] وهو هنا يتخذ موقفًا صادقًا مع نفسه، يعكس قناعاته وإيمانه بالإنسان أيًا كان معتقده، فلم يلعب لعبة الآخرين الذين اضطهدوا كل فكر لا يوافق هواهم.

لقد ظهرت أفكار الشميل في وقت كانت فيه الأفكار الاشتراكية حكرًا على الغرب الأوروبي، ولم تتسلل خارج نطاقه حتى قبيل الحرب العالمية الأولى، وفتح الشميل الأبواب أمام غيره من المفكرين العرب لاستطلاع هذا الفكر الوافد، حيث أصدر سلامة موسى في عام ١٩١٣ كتابه "الاشتراكية"، وسرعان ما لاقت الفكرة قبولاً وانتشارًا أوسع، إذ قام الكاتب المصري مصطفى المنصوري بتأليف كتابه "تاريخ المذاهب الاشتراكية".[19]

ويمكن القول إن شبلي الشميل هو أول من بشر بالفكر الاشتراكي في العالم العربي، وبوصفه رائدًا في هذا المجال، تأثر إلى حد كبير بمعطيات الواقع محاولاً تطويع أفكاره لتلائم ما هو قائم فعلاً، ولعل الحجر الذي ألقاه في المياه الراكدة قد أثّر فيها أكثر مما توقع، فقد تعرضت المنطقة لموجات مد ثوري مازال يتردد صداها إلى الآن، ولعله نبّه قبل وقت طويل إلى ضرورة التموقع داخل حركة التاريخ، وعدم الانفصال عن الواقع لحظة تطبيق الحل الاشتراكي، وهو ما لم يفطن إليه من قاموا بالتطبيق. ولعل تلك الإشكالية كانت إحدى أهم عثرات اليسار العربي إبان أحداث الربيع العربي وما واكبه من تحولات.


[1] رفعت السعيد: شبلي الشميل رائد الفكر العلمي في مصر، الطليعة، ع7، السنة الخامسة، مؤسسة الأهرام، القاهرة، يولية 1969، ص 131

[2] شبلي الشميل: فلسفة النشوء والارتقاء، ط2، مطبعة المقتطف، القاهرة، 1910، ص 5

[3] شبلي الشميّل: المجموعة، ج2، دار نظير عبود، بيروت،1991، ص 40

[4] شبلي الشميل: فلسفة النشوء والارتقاء....مرجع سابق، ص 8

[5] نفسه: ص ص 3ــ8

[6] رفعت السعيد: مرجع سابق، ص 140

[7] شبلي الشميل: فلسفة النشوء والارتقاء... مرجع سابق، ص 44

[8] نفسه: ص 12

[9] شبلي الشميل: المجموعة، ص 153

[10] شبلي الشميل: فلسفة النشوء والارتقاء، ص 148

[11] رفعت السعيد: مرجع سابق، ص ص 147ـــ 149

[12] شبلي الشميل: فلسفة النشوء والارتقاء... مرجع سابق، ص ص 41ــ44

[13] رفعت السعيد: المرجع السابق، ص 149

[14] شبلي الشميل: فلسفة النشوء والارتقاء، ص 145

[15] رفعت السعيد: مرجع سابق، ص ص 147ــ 148

[16] نفسه: ص 40

[17] نفسه: ص 230

[18] رفعت السعيد: مرجع سابق، ص 146

[19] مجيد خدوري: الاتّجاهات السياسية في العالم العربي، بيروت، الدار المتحدة للنشر، 1985، ص ص 107-108