مفهوم الإيمان عند فلاسفة الإسلام


فئة :  أبحاث محكمة

مفهوم الإيمان عند فلاسفة الإسلام

مفهوم الإيمان عند فلاسفة الإسلام([1])

«المؤمن من تكون طاعته لمولاه، وبغضه لدنياه، وزاده تقواه، وكلامه ذكراه»

الفارابي


ملخص:

يطرح موضوع الإيمان في الفكر الإسلامي إشكالية صعبة التناول؛ إذ يُعَدُّ أدقّ معنى، وأخصّ دلالة، من المعاني التي يمكن أن يدلّ عليها مفهوم الإسلام، وهو إشكال أشار إليه الخطاب القرآني نفسه في عدد من الآيات؛ التي حاول، من خلالها، تنبيه المسلمين عامّة، والمؤمنين خاصّة، إلى ضرورة الحذر في التعامل مع الوافدين على الدّين الجديد.

ومثار هذا الإشكال أنّ الإيمان -مهما رُمْنا الإحاطة به- يبقى مسألة باطنية قلبية، فليس لأحد أن يَجزم في مدى صدق إيمان شخص ما أعلن إسلامه من عدمه؛ لأنّه لا يمكنه أن يعلم ما في الأنفس ممّا تبطنه من أمور اعتقادية وَقَرَتْ في القلب، إلا بما يظهره اللسان الصادق، وما يترجمه العمل الصادق أيضاً[2]، والتأكد، بوسيلة ناجعة، من مدى صدق أقوال اللسان والأعمال أمرٌ يكاد يكون مستحيلاً؛ إلا من جهة الالتزام بمفهوميه الفلسفي، والأخلاقي.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


[1]- نشر ضمن مشروع "مقاربات في مفهوم الإيمان (1) الإيمان في الفلسفة والتصوف الإسلامييّن"، تقديم نادر الحمّامي، مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.

[2]- عرّف الجرجاني الإيمان في كتاب التعريفات، فقال: «الإيمان في اللغة: التصديق بالقلب، وفي الشرع: هو الاعتقاد بالقلب، والإقرار باللسان»! وعرّف الصدق بقوله: «الصدق لغة: مطابقة الحكم للواقع، وفي اصطلاح أهل الحقيقة: قول الحق في مواطن الهلاك، وقيل: أن تصدق في موضع لا ينجيك منه إلّا الكذب، قال القشيري: الصدق ألّا يكون في أحوالك شوب، ولا في اعتقادك ريب، ولا في أعمالك عيب. وقيل: الصدق هو ضدّ الكذب، وهو الإبانة عمّا يخبر به على ما كان»، ويمكن أن ننظر إلى الصدق، هنا، لا من منظور لغوي أو اصطلاحي فحسب، بل يمكن أن نفهمه من منظور فلسفي أيضاً. الجرجاني، التعريفات، مادة إيمان، ص37. مادة: الصدق، ص132.