من التطرف الفكري إلى الانتهاك الجسدي الإرهابي


فئة :  مقالات

من التطرف الفكري إلى الانتهاك الجسدي الإرهابي

مقدمة

يحاول هذا البحث الإجابة عن سؤال كيف ينتقل الفاعل المتطرف من التطرف الفكري الذي هو موقف فكري وسلوكي، دون أن يعبر عن نفسه في أشكال عنفية إلى التطرف العنيف الذي قد يتخذ شكل فرض معتقداته المتطرفة على الناس بالقوة، كمنع الاختلاط مثلا في مدرجات الجامعة أو منعه في الشوارع والتفتيش على قسائم الزواج، للتأكد من علاقة الرجل والمرأة التي تمشي معه في الشارع[1]، ثم التحول من ذلك التطرف العنيف إلى التورط في العمل الإرهابي وممارسته، ونحن نعرف الإرهاب بأنه "العمل الحركي الذي يصدر عن جماعات أو أفراد يتأولون نصوصا وأحداثا دينية إسلامية تؤسس لاستخدام العنف لتحقيق أهداف غير مشروعه داخل الدول الإسلامية أو خارجها"[2]، نحن هنا نعتبر أن عملية الانتقال من التطرف الفكري إلى الانتهاك الجسدي الإرهابي هي عملية متدرجة ينتقل فيها الفاعل المتطرف من مرحلة إلى أخرى ومن درجة إلى أخرى[3]، بيد إن التنظيم المتطرف هو الذي يمنح الفاعل المتطرف مجالا جديدا ينقله من التهميش والعزلة إلى شعور بالمكانة والهيبة والتمكين ويمنحه دورا جديدا في الحياة يعطيه مؤقتا شيئا من الثقة والتعزيز، لكنه ينزع منه حريته ويجعله ترسا في آلة التنظيم القاسية التي تحمله من أمره رهقا[4]. يناقش البحث الإجابة عن سؤال اقتحام عالم التطرف والغوص والمزيد من التورط فيه عبر عدة مسارات هي:

أولا: تعريف التطرف واتجاهات تفسيره وفهمه

ثانيا: الأيديولوجيا والنص وخصائص الفاعل المتطرف

ثالثا: التنظيم المتطرف وآليات التحول إلى الانتهاك الجسدي الإرهابي

أولا: تعريف التطرف الفكري واتجاهات فهمه وتفسيره

1- يشير مصطلح التطرف الفكري للمنتسبين إلى الدين الإسلامي، إلى مجاوزة الحد في فهم الإسلام خارج السياق الذي ارتضته الجماعة التي تمثل التيار الرئيس في المجتمع، ويمكن هنا الإشارة إلى "جماعة الفرماوية" التي كانت منتشرة في سبعينيات القرن الماضي ببعض أحياء مصر كشبرا الخيمة وغيرها من المناطق والجهات، كان أعضاء هذه الجماعة يرتدون زيا أخضرا، ويمسكون بعصا في أيديهم ويعتمرون عمامة تتدلى منها ذؤابة من الخلف، وكانوا ينكرون الأسباب فلا يتطبب المريض أو المريضة منهم، وكانت الجماعة تتمركز حول شيخها "محمد سالم الفرماوي"، الذي كان يؤمن بما يطلق عليه العلم اللدني، والجماعة أقرب للجماعات الصوفية ولا تتطرق للسياسة أو الموقف من الدولة أو المجتمع أو الحكم عليهم، وإنما هي تعبير عن تطرف فكري وسلوكي على مستوى فهم الدين أو على مستوى اتخاذ علامات ورموز تثير الالتفات، وتميزهم عن غيرهم من عامة الناس، وهو ما كان يدعو من يراهم إلى التعجب من طريقة حياتهم وسلوكهم[5].

2- نحن هنا أمام تطرف فكري وسلوكي لا يعرف تكوينا تنظيميا، وإنما يجمع المنتمين لتلك المجموعة التشابه في الاعتقاد والسلوك والرموز، وهو ما يدعم ترابطها ويعزز ما يمكن وصفه بحالة "الأخوة" أو التشابه الروحي والوجداني والتمحور حول شخصية الفرماوي، هي لا تهدد التيار الرئيس في المجتمع ولا تتحدى استقراره الفكري والعقدي أو استقراره السياسي والمجتمعي إلا بقدر كونها تسعى لاستقطاب أعداد من المجتمع إليه، وحتى في هذه الناحية، لم تكن تعتبر ذلك هدفا لها كما هو حال جماعات التطرف الفكري المنظمة.[6]

3- مصطلح التطرف شأنه كشأن المصطلحات في العلوم الاجتماعية مصطلح مراوغ، فما يعتبره البعض تطرفا قد يعتبره آخرون سلوكا طبيعيا وعاديا، وهنا فإن المرجعيات الفكرية والعقدية تتدخل فيمن يمكن اعتباره متطرفا أو معتدلا أو مغاليا أو خارجا عن السياق العام والرئيس للجماعة السائدة أو التيار الرئيس.[7]

4- لا يقتصر التطرف في الفكر والسلوك على المنتسبين للدين الإسلامي، وإنما هو منتشر في كل الأديان السماوية؛ ففي الغرب يُعبرون عنه بالأصولية التي هي قراءة جامدة ورجعية وغير معاصرة للكتب المقدسة ولجيل كيبل كتاب عنوانه "ثأر الله، الحركات الأصولية المعاصرة في الأديان الثلاثة"، وهو يشير إلى أن الأصوليات المعاصرة في الأديان التوحيدية الثلاثة تطرح نفسها كبديل عن فشل الحداثة والأيديولوجيات الكبرى[8]، وفي الأيديولوجيات البشرية والأفكار الإنسانية تجد مظاهر للتطرف كما هو الحال في الأفكار النازية والفاشية، وكما هو الحال في المواقف الانشقاقية داخل الحركة الشيوعية التي اعتبرت التروتسكية مثلا خروجا على الماركسية.

5- لدينا عدة اتجاهات في تعريف التطرف يمكن حصرها في الآتي:

أ- الاتجاه الأكاديمي، والذي يعتبر المفهوم بحاجة إلى تحديد وضبط، وينتهي إلى القول بأن التطرف هو مجموعة الأفكار التي تمثل خروجا على التيار السائد المقبول في المجتمع، وعلى النظام المنصوص عليه في الدستور على نحو يترتب على تنفيذه تغير جذري في الأوضاع، وهو يميز هنا بين ما يُطلق عليه extremism وradicalism، حيث يعني المصطلح الأخير استخدام الأفكار لتبرير العنف ضد الدولة والمجتمع بأشكاله المختلفة المادي والرمزي، وسواء وقعت ممارسة للعنف وتنفيذ عمليات إرهابية محددة أو لم تقع.

ويحذر هذا الاتجاه مما يطلق عليه "تديين التطرف أو أسلمة التطرف"، سواء من ناحية قصر مواجهته على المؤسسات الدينية دون غيرها أو تضخيم ظاهرة التطرف الديني أو الإسلامي، باعتباره الأكثر انتشارا خلال الفترة الحالية، وأن أفكاره تنتشر عبر المساجد والزوايا فقط، وهو مالا تؤيده الخبرة العملية، فالتطرف قد يكون سياسيا أو تطرفا سياسيا عنيفا أو تطرفا دينيا عنيفا أو تطرفا سياسيا دينيا عنيفا[9].

إن التطرف الفكري هو القاعدة والأساس لما تُطلق عليه الدراسات الحديثة التطرف العنيف والإرهاب

ب- تحت هذا الاتجاه يتم التمييز بين ما يُطلق عليه "التسييس" و"الردكلة"، حيث الأولى تعني العمل في سياق الدستور والقانون، لرفع الظلم أو تغيير علاقات القوى الاجتماعية غير المتكافئة لصالح الفاعلين الذين يشعرون بالظلم، سواء أكان شعورهم حقيقيا أم متوهما – بينما الثانية تعني تغيير في المعتقدات والمشاعر والسلوك، تؤدي بطريقة تدريجية إلى تبرير العنف، وأن الحل يكمن في عمل تغييرات جذرية تتعلق بأسس المجتمع ونظمه السياسية والاقتصادية، وأن هذا التغيير يكون خارج الدستور والقانون واعتبار الفكر المتطرف والسلوك العنيف أمرا شرعيا[10].

ج- الاتجاه اليساري العلماني، حيث يرفض تسمية ما يعتبرهم متطرفين إسلاميين بأسماء السلفيين والأصوليين والتيار الإسلامي والجهاديين، بل إنه يرفض إطلاق تعبير المتطرفين، لأن التطرف عنده الوصول إلى أقصى الشيء، دون الخروج عن حدوده. ومن ثم، فإن إطلاق التطرف على المتدينين، هو تأكيد للعامة أنهم الأكثر إيمانا ويقترح هذا الاتجاه أن يُطلق عليهم "المتأسلمين" islamised، وتعني التمسك في الظاهر بالإسلام الصحيح، بينما في الحقيقة هو أنه يتجاوز حدود العقيدة الصحيحة ويمارس الإسلام الزائف[11].

د- يدخل ضمن هذا الاتجاه من يحاول أن يجد جذور التطرف والغلو في الدين في التراث الإسلامي، كما هو الحال عند الخوارج الأزارقة وعند طوائف من الشيعة، غالت في علي بن أبي طالب وفي أبي هاشم محمد بن الحنفية، فأسبغوا عليهم صفات الألوهية، ويعتبر موقف أبو حامد الغزالي من الفلاسفة هو نوع من التطرف الفكري، كما اعتبر أن مفهوم الفرقة الناجية الذي لا يُعرف تاريخيا من الذي صكه هو السبيل للتطرف الفكري، حيث تعني الاستعلاء في مواجهة الآخرين[12].

ه- الاتجاهات الإسلامية والدينية في موقفها من التطرف حيث تعرفه بأنه "التنطع في أداء العبادات الشرعية أو مصادرة اجتهادات الآخرين في المسائل الاجتهادية، أو تجاوز الحدود الشرعية في التعامل مع المخالف، ويشرح التنطع العبادي بأنه التعمق أومجاوزة الحد في الأقوال والأفعال، ويدخل فيه الزيادة على المشروع والتزام مالم يلزم به الشارع والورع الفاسد، ويستدل بالحديث "ألا هلك المتنطعون"، وحديث "إياكم والغلو في الدين"، ومصادرة اجتهادات الآخرين تعني التعصب للرأي تعصبا لا يعترف معه للآخرين بوجود، فهو الناطق الرسمي باسم الإسلام ولسان الحق. أما تجاوز الحدود الشرعية في الإنكار، فيدخل فيها عدم الاعتبار بالمالآت ولا الموازنة بين المصالح والمفاسد ولا اعتبار لاختلاف الزمان والمكان والأحوال فللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقها من أخطأه كان احتسابه وبالا على نفسه وعلى الدين واعتبر في عداد الغلاة والمتطرفين[13].

وبقراءة هذه الاتجاهات، فإن التطرف الفكري هو تبني أفكار تمثل خروجا على ماهو سائد في المجتمع ومقبولا من كافة أبنائه، وتمثل خروجا على الدستور والقانون، فما أشرنا إليه من سلوك جماعة الفرماوي التي تنكر الأسباب، وتعتبر القيام بأعمال الطب والهندسة والصيدلة نوعا من مصادمة الأسباب الإلهية في الكون، فذلك تطرف فكري بلا ريب، كما أن اعتبارهم التعليم سبيلا للتعرف على تلك الأسباب وفهمها حرام فذلك تطرف بلا ريب، كما أن جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تعتدي على حريات الناس فتفرض عدم الاختلاط على الناس، أو تقرر نفسها شرطة محتسبة دون إذن من الدولة، فذلك تعبير عن التطرف بلا ريب.

و- هنا فإن التطرف الفكري هو سلوك سبيل مخالف لعامة الناس وأغلبيتهم في العبادات والعادات وطرائق الحياة، واعتبار أن هذا السبيل المخالف هو الحق والصواب الذي لا صواب غيره، ومواجهة المجتمع بإعلان هذا السبيل المخالف والسعي للنفاذ به إلى قطاعات من المجتمع لإقناعها به، والانضمام إلى القائلين به والداعين إليه.

ز- أسوأ أنواع التطرف الفكري هو التطرف الديني الذي يتستر بالدين للتعبير عن خروجه على قيم المجتمع وما ارتضاه من طريقة في العبادات والمعاملات وطرائق الحياة، وخروجه على الدستور والقانون، باعتبارهما عنوانا لعدم التحاكم إلى الشريعة، ومن ثم إهدارهما وعدم الالتزام بالقواعد التي تضمناها.

ثانيا: الأيديولوجيا والنص والفاعل المتطرف

يمكننا القول إن التطرف الفكري هو القاعدة والأساس لما تُطلق عليه الدراسات الحديثة "التطرف العنيف" و"الإرهاب"، ومن ثم يمكن تصور أن عملية التطرف الفكري في علاقتها بالعنف تشبه المثلث الذي قاعدته التطرف الفكري، وضلعاه الفاعل المتطرف الذي ينجذب للأفكار المتطرفة والتنظيم الذي ينظم عملية التطرف الفكري، ويحولها إلى مادة للعنف، سواء أكانت التطرف العنيف أو الإرهاب.

الأيديولوجيا هي الأفكار المتطرفة، مثل القول بأن الإسلام انقطع ولم يعد له وجود، وأن المجتمعات القائمة هي مجتمعات جاهلية، وأن هذه المجتمعات جاوزت بأفعالها الإسلام الصحيح، وأنها أصبحت في حكم المجتمعات المرتدة، وأن العزلة الفكرية هي سبيل المؤمنين حاملي الحق والفرقة الناجية لعدم التأثر بالجاهلية، وأن المؤسسات القائمة يجب هجرها لأنها جاهلية جميعها، من أول المدرسة وحتى أقسام الشرطة والقضاء والبرلمان والأحزاب والجيش، وأن جميع أولئك طوائف ممتنعة تحول دون قيام الشريعة ومن ثم يجب قتالها، وأن المساجد ضرار، وأن أئمتها لايجوز الصلاة خلفهم، وأن الانعزال عن تلك المساجد بالصلاة في البيوت والمنازل هو الحق، وأن المسلمين الحاليين لا يفهمون التوحيد الصحيح كما كان العرب القدامى، ومن ثم فإن إسلامهم لايصح إلا أن يفهموا قضايا التوحيد جميعها، وأن جهلهم في قضايا التوحيد لا يوجب عذرهم بالجهل كمانع من موانع الكفر، وأن المسلمين الذين بلغتهم دعوات المتطرفين، ثم لم يؤمنوا بها ويدخلوا في نطاقها هم مرتدون حلال دمهم ومالهم ونساؤهم كالمرتدين تماما، وأن غيرهم ممن لا تبلغهم دعوات التطرف تلك، فإنه يُتوقف فيهم فلا يُحكم لهم بإسلام ولا كفر، وأن الديار التي يعيش المسلمون فيها هي ديار ردة وكفر وجاهلية، وأن ذبائح غير الموحدين من المسلمين لا تجوز، وأن النساء الذين يدخلون في أفكار الجماعة يتزوجون من أعضائها دون مراعاة للأحكام الشرعية المتعلقة بكونها كانت في ذمة مسلم، وأن لها عدة ولها أحكام شرعية، كما أن أعضاء جماعات المتطرفين يهجرون آباءهم وأمهاتهم وأعمالهم وينضمون لما يعتبرونه مجتمعا جديدا تماميا خالصا يُعبر عن الإسلام الصحيح[14].

لاتعمل هذه الأيديولوجيا في الفراغ، كما أن النصوص الدينية التي يرجع إليها المتطرفون لا تعمل في كل وقت، وإنما هي تعمل حين يواجه المجتمع الذي يعيش فيه "القابلون للتطرف" أزمة كبري؛ فالخوارج واجهوا أزمة تحول المجتمعات العربية من الطابع البدوي البسيط إلى طابع الدولة الواسعة ذات الطابع الممتد، وعجز تلك الدولة عن تطوير أدواتها الاتصالية والوظيفية لهضم ودمج الشعوب والبلدان والأقوام والأجناس والمذاهب والأديان وطبائع الأقوام وخصائصها التي دخلت في سياق الدولة الجديدة، كما أن توسع الثروة في يد قريش أدى إلى تمرد بعض القبائل التي تبنت الفكر الخوارجي كقبيلة تميم وبكر، كما أن بعض الأحن القبلية عادت من جديد في سياق أزمة التحول الهائلة التي تعرض لها المجتمع العربي المسلم بعد نهاية عصر عمر بن الخطاب، حيث إن قبائل الربعية اليمنية حسدت قبائل مضر على المال، وسعت إلى تنافسها عليه.

سيتسع الخوارج من العروبة إلي الموالي، حيث سيلتحق الموالي بأفكار الخوارج بسبب السياسات الظالمة للدولة الأموية تجاه الموالي، وهو ما جعلهم يتبنون أفكارهم، حيث كان الخوارج لا يقولون بقرشية الخليفة ولا بعروبته ولا يقولون حتى بالخلافة، وأن الناس يمكنهم حكم أنفسهم بأنفسهم بلا سلطة، وهم في ذلك أقرب للأفكار الفوضوية التي ظهرت في أوروبا من بعد.

والخوارج هي أول جماعة أحدثت انقساما رأسيا في الأمة، حتى مزقت وحدتها وهددت استقرارها على مستوى الأمن والاجتماع، واستقرارها على مستوى الفكر والعقيدة ببناء منزع ونابتة فرعية عقدية وفكرية تشوش على عقيدة الأمة ومسارها الجماعي، ولن تجد جماعة أو تنظيما غاليا أو متطرفا جاء من بعدهم إلا وكان للخوارج تأثير عليهم، وكان هناك تشابه بين سمات أعضاء وفاعلي تلك الجماعة وذلك التنظيم النفسية، وبين سمات الخوارج القدامي النفسية[15].

فهنا النص لا يعمل وحده، وإنما يعمل حين يميل الرجال إلى قراءته قراءة نفسية، تعكس الواقع المأزوم لعقولهم وأنفسهم، وحين يكون الواقع الذي يعيشه هؤلاء هو واقع أزمة وانقسام وتحول هائل وكبير للتنظيم المتطرف.

ليس النص هو المنتج للتطرف، وإنما مغذيات التطرف الفكري وما بعده من التطرف العنيف، ثم الإرهاب موجودة في الواقع الحي المعيش[16]، سوف نلاحظ أن الفاعل المتطرف العنيف تتكون لديه قابلية للتطرف متصلة بالأسرة الذي تربى فيها[17]، والمدرسة التي تعلم فيها[18]، ومناهج التعليم التي استقاها وجماعات الرفاق الذين مثلوا Refrance-group لتشكيل معتقداته وأفكاره خاصة في مرحلة المراهقة، الطبيعة السيكولوجية والذاتية والشخصية للمراهق والشاب، باعتبار أن الفاعل المتطرف كما أثبتت الدراسات يكون في مرحلة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18- 30 سنة، وفي هذه المرحلة يسعى الشباب إلى التمرد على سلطة الأسرة وسلطة الدولة ومحاولة البحث عن هوية جديدة، تميزهم عن مجتمعاتهم التي يرونها مجتمعات غير جديرة بأن يعيشوا فيها، ومن ثم يريدون الخروج على تقاليدها وبناء عوالم جديدة لأنفسهم تعبر عن الشخصية الباحثة عن مثالية جديدة أويوتوبيا مختلفة، المراهقة والانتقال منها إلى عالم الرجولة- بما فيها من توتر وقلق وعدم وضوح هي المجال الرحب لعوالم ا لتطرف الفكري[19]، وإنني أكاد أذهب إلى القول إن قادة التطرف الفكري ومادته الخام الرئيسة كانت من الشباب المراهق بما في ذلك الشباب العربي الذي يعيش في أوروبا، والتحق بالفكر المتطرف ثم التنظيمات الإرهابية فيما بعد كتنظيم الدولة الإسلامية - داعش[20].

ثالثا: التنظيم الكبير وآليات التحول إلى الانتهاك الجسدي الإرهابي

1- يظل المتطرف فكريا فردا، وقد يكون مع الرفاق شبكة في القاعدة، تحمل أفكارا متطرفة ذات طابع ديني في الحي وفي الجامعة أو في المصنع أو في المؤسسة التي يعمل بها، بيد إن هذه الشبكة تنشط في القاعدة وأسفل المجتمع، حين يكون هناك ما نُطلق عليه "التنظيم الكبير" الذي يحول عملية التطرف الفكري من حالة فردية أو شبكية لا تمثل تهديدا حقيقيا، وقد تتعرض للتفكك في المستقبل - إلى حالة نشطة منظمة يمنحها تاريخه وقوته وعلاقاته وقادته وعقله الاستراتيجي، وخبرته ومن هنا تأتي أهمية وخطورة التنظيم المتطرف[21].

2- لم يكن ممكنا مثلا للأعضاء الستة الذين كونوا تنظيم الإخوان، أن يتحولوا إلى تنظيم كبير بدون قيادة، وبدون قدرة هذه القيادة على التنسيق، لبناء تنظيم كبير استطاع أن يحقق انتشارا وتوسعا على المستوى الجغرافي وعلى مستوى الأعضاء الذين انضموا إليه، ولم يكن ممكنا لأسامة بن لادن وحده أن يؤسس القاعدة بدون أمواله وعلاقات الأممية الإسلامية ذات الطابع المعولم الذي تكون في أفغانستان، ولم يكن ممكنا لشكري مصطفي وحده، أن يكون جماعته بدون قيادته وكارزيماه القيادية، والتنظيم الذي أسسه، والذي أمد الجماعة بروح هائلة، جعل منها تحديا كبيرا للدولة المصرية على المستوى الاجتماعي والسياسي.

3- هنا التنظيم المتطرف يمثل بما يملكه من قيادة وتشكيلات ومؤسسات، وبما يملكه من أيديولوجيا وبما يملكه من قدرات وإمكانيات مالية وتنظيمية وروحية، عوامل للتعبئة والحشد والتجنيد والبث الفكري عبر الإنترنت والإصدارات الإعلامية المرئية والمسموعة، وهو الجسر الحقيقي- لموضوع هذا البحث، وهو الانتقال من التطرف الفكري إلى الانتهاك الجسدي، أو التحول من التطرف الفكري إلى التطرف العنيف إلى الإرهاب، - فهو من يهيئ الحميمية الأخوية لأعضائه، وهو من يخلق العقل المشترك والتفكير المتشابه وهو من يهيئ لديناميات الجماعة، أن تلعب دورها في خلق اتجاهات جديدة لدى أعضائها لم تكن لتوجد لولا الوجود في الجماعة، ولا ريب أن التنظيم هو جماعة أكثر إحكاما وضبطا وقدرة على توجيه أعضائها والسيطرة على سلوكهم وتوجيهم، بما في ذلك الانتقال من التطرف الفكري إلى الانتهاك الجسدي والقتل.

يقول كاس. ر.سينشتاين "عندما يجد الأفراد أنفسهم في جماعات ذات أنماط من التفكير المتشابه، فإنه من المرجح في هذه الحالة بالذات أن ينتقلوا إلى الحدود القصوى للتطرف وعندما تشتمل أمثال تلك الجماعات علي سلطات تأمر الأعضاء بما يفعلون أو تضعهم داخل أدوار اجتماعية معينة، فإن أمورا سيئة جدا يمكن أن تحدث".[22]

4- المتطرفون فكريا هم أقلية معزولة على هامش التيار الرئيس للجماعة، فالعزلة هي أهم السمات للشبكات والمجموعات والتنظيمات المتطرفة فكريا ومن المفترض أن يقود المتطرفون فكريا تشابههم في طريقة التفكير وعزلتهم الذاتية وانفصالهم عن الجماعة الرئيسة إلى مزيد من التطرف يُعرف بأنه "استقطاب الجماعة".[23]

عزل أو فصل بعض الأعضاء عن بقية المجتمع سواء على المستوى السيكولوجي أو المادي يخلق جماعة متطرفة أو طائفة دينية، لأنه يتكون لدى الأعضاء إحساس بالشك فيمن هم ليسوا أعضاء، الجماعات المغلقة التي يتكلم أعضاؤها، بعضهم مع بعض دوما في ظل غياب المعلومات الدقيقة تقود بالضرورة إلى التطرف وإلى تأكيد الأفكار المتطرفة لديهم وذهابهم أكثر نحو مزيد من التطرف. إن المتطرفين يعانون مما يُطلق عليه "المعرفة الشلاء"[24].

5- هناك آلية التعزيز، والتي تقود إلى أن الفرد يعزز أفكاره، إذا سمع لآخرين يشاركونه نفس الأفكار، ويقول مارك سيجمان: "إنه في مراحل معينة، فإن التفاعل بين مجموعة من الأشخاص يعمل مثل الغرفة التي يتردد فيها صدى الصوت بطريقة تجمعهم بشكل راديكالي وتصاعدي يصلون إلى النقطة التي يكونون فيها علي استعداد للانضمام للانضمام لأي تنظيم إرهابي"[25].

6- تتحدث بعض المصادر عن آلية الشهرة، والتي تعني أن عضو الجماعة يريد أن يقدم نفسه للآخرين بطريقة متسقة مع طرائق الآخرين في التفكير، ومن ثم ينمو شكلا من أشكال الاستقطاب الذي يأخذ الجماعة إلى طريق التطرف والعزلة والقرارات الخاطئة وفقدان الإدراك الصحيح بما في ذلك إمكانية القتل[26].

الإرهابي حين يصبح إرهابيا يبدو تنظيمه وكأنه شركة، بينما هو يقوم بعمله داخل الشركة كما لو كان موظفا فيها

7- هناك ما يُطلق عليه التأثير البلاغي في النفس داخل الجماعة أو التنظيم، فحين يكون الفرد موجودا داخل الجماعة، فإن مهندسي البلاغة والخطابة القادرين على التأثير في النفس والعقل للأفراد يجعلونهم أكثر قبولا لما يريده منهم هؤلاء المهندسون البلاغيون، حيث تتدفق المشاعر وتتفجر النزعات الإيثارية وحب الإقدام والشجاعة واقتحام الصعوبات والمفاوز المهلكة، خلق الروح الجريئة عبر خطابات البلغاء، تصل تلك النزعة إلى الانتقال من التطرف الفكري للعنف والقتل بما في ذلك التضحية بالنفس وتدمير حياة الآخرين[27].

8- التطرف الفكري يحمل في داخله بالضرورة احتمالات ميل إلى العنف، وحين ينتقل الفرد المتطرف فكريا ليصبح جزءًا من شبكة أوسع ثم تنظيم أكبر، فإن هوية جديدة لديه تولد بالانتماء لتلك الجماعة أو التنظيم الذي قبله ليكون عضوا فيه. إنها مكافأة من وجهة نظره، وهنا تنشأ هوية مشتركة بينه وبين أعضاء التنظيم، هذه الهوية المشتركة يصبح لها تأثير عميق في نفسه إلى حد أنها تملك عليه حياته ووجوده، وهنا فإنه يتمسك ببقائه ضمن التنظيم، ولو حدث وخرج من التنظيم بعض أعضاءه لعدم قدرتهم على تحمل الضغوط الأمنية والاجتماعية، فإنه يكون وقودا لأفكار الباقين في التنظيم من أولئك الصادقين المخلصين السائرين على درب الحق المبين، حيث تنفي الجماعة خبثها، وهنا يُؤخذ المتبقون في الجماعة إلى طريق العنف ومزيد من التطرف العنيف والإرهاب[28].

9- تذهب الدراسات المتصلة بمفهوم الطاعة والاتباع إلى أن من يُعتبر مصدرا للسلطة يمتلك شرعية وتأثيرا على من يعتقدون أنه كذلك، ومن ثم فإن ما يُصدره من أوامر يتم تلقيها من الأتباع على أنها واجبة الطاعة وأنه يجب تنفيذها، وأبحاث ستانلي ميللجرام "عالم اجتماع النفس اليهودي الأمريكي تشير إلى أن الأتباع ممكن أن يقوموا بأسوأ الأعمال ليس لأنهم شريرون، وإنما لأنهم يعتقدون في سلطة من يوجه إليهم الأوامر"[29] ويعتقد المتدينون أن قادتهم الدينين مصدر مقدس، خاصة وأنهم يعتبرونهم أمراء ومرشدين ويجعلون من قادتهم مراجع روحية لايمكن الخروج على أوامرهم، وتقوم الجماعات المغلقة ذات الطابع الهوياتي الحشدي ذات الطابع التعبوي الروحي والديني على مفهوم الطاعة والأتباع، كما أن القادة الدينيين يقدمون أنفسهم لأتباعهم باعتبارهم كارزيما روحية، تقوم في مقام القداسة ذات الطابع الحلولي الذي لا يمكن التمرد عليه أو الخروج على أوامره[30].

10- التنظيم أو الجماعة المتطرفة لا تخلق فقط هوية مشتركة وحميمية بين أعضائها، واستقطاب نحو أفكارها المدعومة بما يمكن أن نطلق عليه "وهم الإجماع"؛ أي خلق رأي واحد للجميع دون منازعة أو اعتراض أو مناقشة "فمن يعترض ينطرد فورا"، وهذا الإجماع المتوهم يقود إلى ما يُطلق عليه "التوقعات المبالغ فيها "ببشائر النجاح"، وأن تحقيق حلم الخلافة المفقود أصبح بين قوسين أو أدنى، وهو ما يقود إلى مزيد من التعبئة والحشد والتجنيد، والمضي قدما نحو مزيد من الأعمال الإرهابية وأعمال القتل والتفجيرات الانتحارية.

11- لا تخلق الجماعة هوية مشتركة، وإنما تؤسس للأدوار التي يمكن للأفراد المتطرفين أن يقوموا بها داخل التنظيم المتطرف، وتشير الدراسات إلى أن هناك سبعة أدوار تقدمها التنظيمات المتطرفة العنيفة لأعضائها، وهذه الأدوار هي: الملهم (يقوم بدور رمزي في التنظيم المتطرف)، والاستراتيجي (يقوم بالإدارة والتخطيط بشكل فعال)، ومنسق الخلايا (يحقق الترابط بين الشبكات الإرهابية للمجموعة) والخبير (الذي يُطبق خبرته المعرفية في مجالات الاتصالات الإلكترونية والمتفجرات لتسهيل تنفيذ العمليات الإرهابية ومدير الخلية (يعمل على استتباب الأمن والتحقق من كفاءة سير العمل ويؤمن استمرارية الخلية الإرهابية)، المرشد المحلي (حلقة الاتصال بين المجندين الجدد وبين المسئولين عن التجنيد)، عضو الخلية (يقدم خدماته في مجموعة صغيرة لتنفيذ الهجمات ومساندة الإرهابيين)، وجامع التمويل (يتولي تجميع الموارد المالية)، وهذه الأدوار هي التي تحدد أهمية الفرد المتطرف في التنظيم ومدى ارتباطه به، وتعميق ذلك الارتباط، حتى لا تبدو الحياة بالنسبة إليه غير ممكنة بعيدا عن التنظيم[31].

12- التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من الجهاد عقيدة لها تجعل من الفرد المنتمي للتنظيم مجرد أداة لتحقيق أهداف التنظيم، فهو مقاتل مجاهد حياته كلها هي الجهاد والقتال، وهو ما يدفعني للقول إن هذه نظرة أداتية وغير إنسانية لعضو التنظيم؛ ذلك أنه يختزل حياته كلها ليجعل منها بعدا واحدا وهدفا واحدا يدمر إنسانيته ووجوده، ويجعل منه وحشا كارها للحضارة وللإنسان، ولعل إرهاق الإنسان بهدف القتال والقتل والدماء يجعله يفكر في تجاوز تلك المحنة التي وُضع فيها بالخروج من التنظيم والتحرر من آثامه واستعادة إنسانيته المفقودة بعودته مرة أخرى، لمجتمعه إنسانا عاديا طبيعياّ، كما خلقه الله يخطئ ويصيب ويتزوج ويمشي في الأسواق.

14- يقترح فتحالي مغدم "أستاذ السيكولوجيا في جامعة جورج تاون بواشنطن تصورا أوافقه عليه، وهو أن هناك ما يمكن أن نطلق عليه "درج الإرهاب" وهذا الدرج يعبر عن السلالم التي يصعد إليها الإرهابي في رحلته للانتقال من التطرف الفكري إلى ممارسة العمل الإرهابي والتورط فيه، ويفترض أن كل سلمة من سلالم الدرج الصاعد تمثل مستوى من الأفعال والأفكار التي تتحكم فيها عمليات نفسية عديدة[32].

15- في الطابق الأرضي، حيث يعيشون أكثر من مليار مسلم، يتساءل البعض منهم عن قضايا متصلة بالهوية والعدل الاجتماعي والإشباع المادي، وهذا البعض يصعد للدرج الأول بحثا عن تحسين أوضاعه حين يُقمع من صعد لهذا الدرج من المشاركة في اتخاذ القرارات، مع المجموعة التي صعدت معه، فإنه يصعد للطابق الثاني، ويتم توجيههم لأهداف خارجية، وفي الطابق الثالث، حيث يفترض أن تكون المساجد مراكز للتعبير عن الاحتجاج والمعارضة بسبب الفساد وقمع المعارضة، فإن من صعدوا إلى هناك تزداد عزلتهم ويبحثون عن أفكار مختلفة عن تلك التي يتبناها بقية المسلمين في نبذ الإرهاب، واعتباره عملا مشينا ويبدؤون في البحث عن أفكار تؤيد الإرهاب، وفي الطابق الرابع يبدأ الاندماج في المجموعة الإرهابية واعتبار أن من ليس معنا فهو ضدنا، وفي الطابق الخامس يتم تجهيز الفرد الإرهابي للقيام بأعمال انتهاك للجسد وانتهاك للحياة، سواء باستعداده هو للانتحار أو استعداده للقضاء على أكبر عدد من الناس في عملية انتحارية[33].

الخلاصة

ينتقل الفاعل الذي لديه قابلية للتطرف نحو التطرف الفكري، ثم التطرف العنيف، ثم الإرهاب، عبر عملية ينتقل فيها من مرحلة إلى المرحلة التي تليها عبر تطور متدرج يتعرض فيه لعمليات نفسية وإدراكية معقدة؛ فالتورط في الإرهاب هو عملية تتكون من مراحل خفية؛ أولها أن يتحول الإنسان إلى إرهابي، ثم أن يصبح إرهابيا بالفعل، وهذا يعني استمراره في حالة التورط والاشتراك في أنشطة هجومية، هناك واقعة تنقل الفرد إلى عالم التطرف العنيف من عالم التطرف الفكري، منها مثلا أن المنطقة التي يعيش فيها منطقة اضطرابات أو منطقة صراع سياسي حاد، وأن أحدا من أصدقائه أو أقاربه أو زملائه قد تعرض للأذى، وهنا يفكر في محاولة الثأر أو الانتقام، كما أن التأثر بالقيادات التي تعبر عن عناوين للمثالية قد تقود للذهاب إلى العنف والتطرف العنيف بمنطق الطاعة والاتباع ذات الطابع المقدس، كما أن وجود حالة من التجربة المشتركة لما يعتبره المتطرف الفكري نوعا من التشارك في احتمالات التطرف العنيف أو مواجهة الضغوط السياسية والاجتماعية لمواجهة ما يعتبر تهديدا للأهداف المشتركة للجماعات المتطرفة، يقود للتورط في الإرهاب والعنف كما حدث مثلا في محاولات استعادة حكم الإخوان وحلفائهم الإسلاميين في مصر بعد 30 يونيو.

إن للإرهاب وجوها متعددة وأشكالا مختلفة، بيد إن القول بأنه عمل غير عقلاني، أو أن ما يقومون به مرضي أو أنهم فقراء، أو أنهم تعرضوا لأشكال من الحرمان النسبي أو غيرها لا يبدو صحيحا؛ فالإرهابي حين يصبح إرهابيا يبدو تنظيمه وكأنه شركة، بينما هو يقوم بعمله داخل الشركة كما لو كان موظفا فيها. إن التنظيم يمنح الفرد قدرة هائلة على أن يكون مجالا مفتوحا له لكي يمارس الإرهاب وكأنه وظيفة، بيد إن اعتبارنا الإرهاب كعملية تدرجية، سوف تفيدنا كثيرا في عدم التسليم بقوته وخطره، وأنه يستحيل مواجهته وفك الإشكال مع الراديكالية التي تقود إليه، وأنه يمكن لنا أن نعيد الإرهابي من فوق الدرج الذي وصل إليه كإرهابي ليعود فردا عاديا كبقية الناس، يعيش بينهم كواحد منهم، بيد إنه لن يستطيع الشفاء من الدماء والمآسي التي سببها للآخرين.


[1] كما كانت تفعل الجماعة الإسلامية في الجامعات بالصعيد في السبعينيات، حيث كانت تمنع الأفراح بالقوة وتكسر محلات الخمور التي يملكها مسيحيون، كما كانت تخرج في مشاهد استعراضية بكورنيش النيل في الصعيد لفرض ما تعتبره تدينا تقوم فيه بالتفتيش، والتأكد أن الرجال والنساء تربطهم علاقات شرعية وعن تلك التفاصيل جميعا راجع كمال حبيب، جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مصر ضمن كتاب المسبار 110فبراير 2016بعنوان الشرطة الدينية الحسبة الإخوان داعش.

[2] كمال حبيب، العنف بتأويل ديني، حالة مصر، سلسلة مراصد، ع 36، 2016، مكتبة الاسكندرية. نحن نستخدم مصطلح العنف بتأويل ديني بديلا عن مصطلح الإرهاب.

[3] ديفيد كانتر، الإرهاب طبيعة متعددة الوجوه في الوجوه المتعددة للإرهاب وجهات نظر وقضايا مختلفة، تحرير ديفيد كانتر، ترجمة وتقديم جيهان الحكيم، القاهرة: المركز القومي للترجمة، ط1، 2014، ص 32

[4] يمكن الاستناد إلى نظرية تعبئة الموارد في فهم الحركات الاجتماعية باعتبارها إطارا للتطوير للنظم السياسية بشكل سلمي عبر الموارد التي تقدمها لأعضائها، بيد إن التنظيم يعبئ موارده في مواجهة النظم السياسية بقصد القضاء عليها وتحطيمها عبر استخدام القوة والعنف والإرهاب، أصل لنظرية تعبئة الموارد واعتبار الحركات الاجتماعية فعلا صحيا وليس مرضيا، كما كان ينظر إليها من قبل تشارلز تيلي، جون ماكارثي ومكدام وغيرهم للتفاصيل والمراجع بالإنجليزية راجع كمال السعيد حبيب، الإسلام والحياة الحزبية في تركيا دراسة حالة لحزب الرفاه 1983-1997، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 1995

[5] لقد شاهدت الفرماوي وجماعته في السبعينيات في منطقة شبرا الخيمة، وناقشت بعضا من أفراد تلك الجماعة حول أفكارهم المتطرفة، وعن الفرماوي وجماعته راجع: أحمد خليفة، ذكرياتي مع جماعة الفرماوية، وهو يقص ذكريات أحد أفراد الجماعة هو المهندس "عبد الرحمن عبد اللطيف" علي هذا الرابط: http://al3asemanews.net/news/show/142624

[6] هذا جرء من ورقة مقدمة من كمال حبيب لدار الإفتاء حول تشريح العقل المتطرف بعنوان "توصيات للتعامل مع المتطرفين ومستخدمي العنف والإرهاب في مواجهة المجتمع والدولة"

[7] مثلا إيمان رجب، التطرف، التعريف والسياق الحاكم، في ملف التطرف الذي أصدرته مجلة أحوال مصرية، ع60، القاهرة، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ربيع 2016

[8] جيل كيبل، ثأر الله، الأصولية في الأديان الثلاثة، ترجمة نصير مروة، دار قرطبة، 1992

[9] إيمان رجب التطرف التعريف والسياق الحاكم، أحوال مصرية، م. س. ذ.

[10] م. س. ذ. علي الدين هلال، إسهامات نظرية في فهم ديناميات التطرف والعنف، أحوال مصرية،

[11] رفعت السعيد، الفكر المتأسلم ولماذا يتحول حتما إلي إرهاب، ورقة مقدمة لمؤتمر صناعة التطرف قراءة في تدابير المواجهة الفكرية، مكتبة الاسكندرية 3-5 يناير 2016

[12] رشيد الخيون، اتجاهات التطرف والغلو في التراث الإسلامي، سلسلة مراصد 36، مكتبة الإسكندرية، 2016

[13] صلاح الصاوي، التطرف الديني الرأي الآخر، الآفاق الدولية للإعلام، د.ت

[14] هذه مجمل الأيديولوجيا التي يستند إليها الفكر المتطرف، والتي تقوده عادة إلى الانتقال من الانتماء للجماعة الطبيعية التي يعيش فيها إلى الانفصال عنها، ومحاولة البحث عن شبكات مشاركة في نفس الفكر، والتي تكون بيئة حاضنة غالبا ما تهيئ الفكر المتطرف بعزلته وانغلاقه وتعصبه وشعوره بالاستعلاء على الآخرين، وأنه يملك الحق وحده لاحتمالات التحول إلى التطرف العنيف والانتهاك الجسدي الإرهابي.

[15] عن الخوارج والتحولات التي جرت على الدول والممالك الإسلامية عقب فترة الخلافة الراشدة راجع، كمال السعيد حبيب، الأقليات والسياسة في الخبرة الإسلامية من بداية الدولة النبوية وحتى سقوط الدولة العثمانية 640-1908، القاهرة، مكتبة مدبولي، ط1، 2002

[16] عبد الغني عماد، في مقاربة العلوم الاجتماعية لظاهرة التطرف في العالم العربي، مؤتمر صناعة التطرف قراءة في تدابير المواجهة الفكرية، مكتبة الإسكندرية، 3-5 يناير 2016

[17] الأسرة مهمة جدا في نقل القيم وتعميق عملية التطبع والطبع والتفكير، وجود شبكات متطرفة أو حاملة للفكر المتطرف من الأسر تمثل جسرا ناقلا للتطرف إلى الفاعل المتطرف، وهناك أسر لديها انتماءات متطرفة لتنظيمات عنيفة أو متعاطفة مع من يمارس العنف، ويعد كتاب أحمد أبو خليل، يوما كنت إسلاميا مهما في هذا السياق؛ فهو يحكي عن دور أسرته في تفهيمه معني المفاصلة ومعنى الاعتقال ومعنى بتوع ربنا وكراهية مدرسة الرسم والمدخن والمتبرجة، كما يحكي في الكتاب كيف أن والده وأقاربه كانوا رموزا إخوانية، وهو ما فتح له الباب واسعا للاقتراب والتأثر راجع أحمد أبو خليل، يوما ما كنت إسلاميا، القاهرة: دون، ط7، 2015

[18] نفس المرجع.

[19] علي ليلة، التطرف علي خلفية عملية تحول وانتقال المجتمع، أحوال مصرية ع 60، م. س. ذ يتحدث عن سمات الشباب المتطرف والذي لديه قابلية للتطرف مثل الانسحاب والعزلة والتفكير المطلق والتعصب والكراهية.

[20] ولأن الشباب في المنطقة العربية والعالم الإسلامي يمثلون الغالبية من عدد سكانه؛ فمن المتوقع أن يكونوا هم الأكثر تمثيلا في الانخراط في قضايا التطرف الفكري والتطرف العنيف والإرهاب، فإذا أضفنا لذلك طبيعة الشباب الباحثة عن هوية جديدة وغير المحملة بأعباء اجتماعية والموسومة بالمثالية، فإن الشباب هم الفئة الأكثر استهدافا من التنظيمات المتطرفة والإرهابية

[21] عن التنظيم والشبكات الاجتماعية راجع كمال حبيب على هذا الرابط:

https://aswatonline.com/2018/08/25/الشبكات-الاجتماعية-العنيفة-مدخل-للفه/

[22] كاس. ر سينشتاين، الطريق إلي التطرف اتحاد العقول وانقسامها، القاهرة، المركز القومي للترجمة، ترجمة سميحة نصر، ط1، 2014

[23] نفس المرجع.

[24] نفس المرجع.

[25] نفس المرجع.

[26] نفس المرجع.

[27] نفس المرجع.

[28] نفس المرجع.

[29] نفس المرجع.

[30] ينظر الأتباع إلى القادة في التنظيمات الدينية المغلقة باعتبارهم مرشدين روحيين يقفون منهم موقف الأتباع الذين لا يملكون سوي الطاعة.

[31] فتحالي م. موغدام، فك الاشتباك مع الراديكالية وبدء النزول علي السلم الإرهابي في الوجوه المتعددة للإرهاب وجهات نظر وقضايا مختلفة م. س. ذ.

[32] نفس المرجع

[33] نفس المرجع