ندوة: الخطاب الإسلامي وإعادة تأسيس المجال العام

فئة: أنشطة سابقة

ندوة: الخطاب الإسلامي وإعادة تأسيس المجال العام

القاهرة 3 يناير 2013

مؤسسة مؤمنون بلا حدود

" الخطاب الإسلامي واعادة تأسيس المجال العام"


عقدت مؤسسة مؤمنون بلا حدود ندوة حول "الخطاب الإسلامي وإعادة تأسيس المجال العام" بفندق بيراميزا بالدقي على مدار يومي الرابع والخامس من يناير 2013.

تناولت الجلسة الاول لليوم الأول محاضرتين حول مشكلة التنوع والتعدد في الحركات الإسلامية المعاصرة، ومشكلة خطاب الهوية وتفاعله مع بنية الواقع المجتمعي المعاصر.

ورأى الدكتور مازن النجار (الباحث في العلوم الاجتماعية والفلسفة) خلال ورقته أن قيام الثورات العربية في العامين الأخيرين فتح الباب مجددا لمناقشة قضايا أساسية مطلوب الاجتهاد فيها من الإسلاميين، وغير الإسلاميين، راصدا هذه القضايا في ثلاث مسائل رئيسية.

أما محمد العربي "الباحث السياسي في وحدة الدراسات المستقبلية بالإسكندرية" فقد قال أثناء عرض ورقته البحثية التي حملت عنوان " الاسلاميون والهوية " أن تيار الإسلام السياسي هو تيار "هوياتي"، ينقل عملية الصراع السياسي من مصالح اقتصادية واجتماعية إلى صراع هوية، وأنه مرتبط بتطور خطاب الإحياء الإسلامي الذي بدأ في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

ثم تناولت الجلسة الثانية من اليوم الأول محاضرتين حول المساحات الإسلامية وخطابات السلطة بها وحول المرأة في خطاب الفضائيات الإسلامية.

حيث تحدث الدكتور فؤاد الحلبوني " الباحث في مجال الانثروبولوجيا من جامعة جونز هبوكنز بالولايات المتحدة الأمريكية " في ورقته البحثية عن أن أشكال العقلنة والجدال المتاحة داخل المجال العام الإسلامي لا تسمح بالمساحة الملائمة للمجتمعات غير المسلمة في الوطن العربي لإتباع التقاليد الدينية الخاصة بهم ولحرية التعبير وذلك لربط المجال العام بسلطة الدولة الحديثة وسياسات النظام العام.

وألقت الأستاذة خلود سعيد "الباحثة والناشطة السياسية بالإسكندرية محاضرة بعنوان" المرأة في خطاب الفضائيات الإسلامية" مشيرة أن الخطاب الإسلامي المعاصر يقع في إشكاليتين فإما أنه يرى المرأة عورة، وإما أنه لا يراها أصلا ولا يرى لوجودها أية أهمية.

وتناولت الجلسة الأولى لليوم الثاني محاضرتين حول علاقة الخطاب الإسلامي بنظام الحكم وآليات التغيير، والإسلاميون والسلطة.

اعتبر شريف محي الدين " الباحث في مؤسسة بيت الحكمة للدراسات الاستراتيجية" في ورقته البحثية التى جاءت تحت عنوان " علاقة الخطاب الإسلامي بنظام الحكم وآليات التغيير"، أن من بين أهم أسباب الاستقطاب الحالي في المجتمع هو تأطير الصراع السياسي في المرحلة الانتقالية الحالية في عدم كونها صراعا بين الثورة والنظام ولكن صراع على الهوية، مما يتيح الفرصة للنظام لإعادة انتاج ذاته من خلال جميع الأطراف.

أما الأستاذ أحمد همام " الباحث بجامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية " فقد قدم ورقة بحثية تحت عنوان "الإسلاميون والسلطة " طارحا سؤلا محوريا، هو: هل الخطاب الإسلامي منتج سلطوي أم يفتح المجال لإمكانية التحرر من قيود السلطة الموروثة منذ دولة يوليو 52؟

وقال همام أنه يرى أن الدولة الحديثة تسعى لتحديد دور وسلوك الفرد ولا تهدف لمحاربة الدين، ذاهبا إلى أن الدولة في مصر لم تحارب الدين لكنها كانت تعادي الرؤى والمساحات التي تخرج عن نطاق سيطرة الدولة أي كان انتماء هذه الرؤى والمساحات.

واختتمت ورشة العمل فاعليتها بمحاضرتين أخيرتين حول الخطاب الإسلامي والحريات في المجال العام، والطاغية والمجال العام في إطار الخطاب الإسلامي المعاصر.

حيث أوضح الدكتور شريف يونس " أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان" في محاضرته التي حملت عنوان "الخطاب الإسلامي والحريات في المجال العام" أن ما يعبر عن أزمة مشروع الإسلام السياسي في هذه المرحلة، هو ذلك العجز البيِّن والفقر الشديد في الثقافة السياسية والإبداع الفني والأدبي. ومتابعا أن القضية هنا ليست "أخطار الإسلاميين" على الفن والفكر والثقافة والأدب، الى غير ذلك لكنها قضية محدودية "فكرة الإسلام الكلية" أو حدوديتة.

وفى هذا الإطار تحدث الدكتور محمد صفار " أستاذ النظرية السياسية في جامعة القاهرة " حول "الطاغية والمجال العام في إطار الخطاب الإسلامي المعاصر"، موضحا أنه "لا يوجد خطاب إسلامي أو ليبرالي أو يساري أو قومي، لانتقاء وجود الخطاب كظاهرة متعلقة بالإنتاج الفكري من الأصل". وإنما هناك ظاهر وباطن لدى مختلف التيارات الفكرية منتشرة بتراكيب وصور يصعب حصرها.

وفى إطار أعمال المؤتمر كرمت "مؤسسة مؤمنون بلا حدود" المفكر المصري عبد الجواد ياسين، وذلك تقديرًا لجهوده الفكرية المتواصلة، واحتفالاً بصدور كتابه "الدين والتدين"، الذي صدر ببيروت عن دار التنوير مؤخراً.