Next Page  346 / 362 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 346 / 362 Previous Page
Page Background

346

2016 )9(

العدد

شخصيات وأعلام

، ]

David Barsamian

في حوار أجراه معه ديفيد بارساميان[

أورد عالم اللسانيّاتوالمحلل السياسيالأمريكي نعوم تشومسكي

حكاية طريفة ودالة، تعكس مدى إشعاع اسم تشومسكي في

أغلب المجالات التداولية، ومفادها أنّ طبيباً بولندياً كان يعتقد أنّ

هناك «نعوم تشومسكي» عالم اللسانيات (صاحب نظرية «النحو

التوليدي»،) وأنّ هناك أيضاً «نعوم تشومسكي» آخر، وهو

المحلل السياسي والناقد للسياسات الأمريكية، دون أن يتفطن

الطبيب إلى أنّ الأمر يتعلق بالشخصية نفسها.

قلة قليلة من الأسماء العلمية في مجالنا التداولي يمكن أن نُسقط

-

1939

عليها هذه الواقعة، ويبدو أنّ الراحل جورج طرابيشي (

) ضمن هؤلاء، إن لم يكن في مقدّمتهم.

2016

فالراحل اشتهر على الخصوص، لدى الناقد والمتتبع العربي،

بنقاشه العلمي الشهير مع مشروع الراحل محمد عابد الجابري

) الذييحمل عنوان «نقد العقل العربي»، منخلال

2010

ـ

1936

(

الانكباب على تحرير مشروع يوازي الأطروحة النقدية للجابري،

وجاء تفاعل طرابيشيتحت عنوان: «نقد نقد العقل العربي».

القليل من «ثقافة الاعتراف»

في حق جورج طرابيشي المفكر

والمترجم والناقد

*

منتصرحمادة

والحال أنّ مُتتبع أعمال جورج طرابيشي يعلم جيداً أنّ الفقيد

تميز قبل ذلك بترجمته للعديد من نصوص الفكر الفلسفي الغربي

المعاصر، والإحصاءات المتداولة تفيد أنّ ترجماته هذه بلغت ما

يزيد عن مائتي كتابفي الفلسفة والإيديولوجيا والتحليل النفسي

والرواية. ونذكر من عناوين إصداراته مثلاً: «مصائر الفلسفة

بين المسيحية والإسلام»، و«مذبحة التراث في الثقافة العربية

المعاصرة»، و«المثقفون العرب والتراث: التحليل النفسي لعصاب

جماعي»، و«رمزية المرأة في الرواية العربية»، و«هرطقات» بجزأيه،

و«الرجولة وإيديولوجيا الرجولة في الرواية العربية» و«شرق

وغرب، رجولة وأنوثة»، وفي خانة الترجمة نذكر مثلاً: «الموسوعة

الفلسفية» و«تاريخ الفلسفة الغربية» و«موسى والتوحيد»،

ولائحة عريضة من الأعمال. وفي هذا السياق، نتوقف هنا عند

بأعمال الراحل، ُصّص

1

مقامين اثنين من مقام «ثقافة الاعتراف»

Axel[

  ـ معلوم أنّ «فلسفة الاعتراف» لدى الفيلسوف الألماني أكسيل هونيث

1

] تنتصر على الخصوص للأقليات والمهمّشين، بما في ذلك المثليين، أو

Honneth

قلْ، التأسيس لثقافة الاعتراف بالذات وبالآخر، ولو أنّ الأصل الفلسفي، هناك

في المجال التداولي الغربي، لمفهوم الاعتراف، جاء في أعمال هيغل، ومع أننا لسنا

معنيين بالتقليد الحرفي والعملي لأعمال هونيث، إلا أنّه على فرض أننا نريد

«تقليد» ما صدر عنه، لم نصل بعدُ إلى مقام الاعتراف بالهوامش والأقليات،

لأننا بالكاد نروم الوصول إلى الحد الأدنى من «ثقافة الاعتراف» بين أهل الفكر

«ترسّخ لديّ الاقتناع بوجوب النضال بواسطة الكلمة من أجل تغيير العقليات، تغيير البنية الداخلية للعقل، وليس فقط البنية

السطحية السياسية أو الإيديولوجية».

جورج طرابيشي

باحث من المغرب.

*