أدب الفكر والحديث عند الزيدية: في العراق وإيران واليمن( )


فئة :  ترجمات

أدب الفكر والحديث عند الزيدية: في العراق وإيران واليمن( )

أدب الفكر والحديث عند الزيدية: في العراق وإيران واليمن([1])

شكر وتقدير:

تم إجراء هذا البحث تحت رعاية عضوية، طويلة الأجل، في معهد الدراسات المتقدمة، في برينستون. ومنحة مقدمة من جامعة برينستون. ويود المؤلفان أن يشكرا القراء المجهولين على تعليقاتهم المفيدة.

مقدمة:

يرتبط تكوين المجتمع الزيدي، إلى حد ما، بدراسات الحديث النبوي الناشئة: فكلاهما((* له جذور تأريخية تعود إلى مدينة الكوفة العراقية. وهذا يفسر سبب الاستشهاد في أمهات الحديث السُنِّية ببعض مراجع المذهب الزيدي؛ بوصفهم ناقلين للأحاديث النبوية. ومع ذلك، فقد أنتجتْ أقدم مدرسة للفقه الزيدي مجموعةً حديثية محددةً خاصةً، وثبتتها في كتبها الفقهية. وتشمل هذه الكتب، أيضًا، أحاديث الأئمة الزيدية الأوائل، وبصورة أعم، أحفاد أسرة النبي (آل البيت). وتتألف أقوال الأئمة المجمعة، في المقام الأول، من فتاوى فقهية. وعلى النقيض من المجتمع الإمامي، لا يُعطي الزيديون هذه الأحاديث المكانة نفسها المرتبطة بالحديث النبوي. ومع انتشار الزيدية في شمال إيران واليمن، ظهرت مدرستان فقهيتان زيديتان، إلى جانب "مدرسة الكوفة": المدرسة القاسمية-الهادوية، والتي كانت تَعتبر الإمامين: القاسم بن إبراهيم الرسي (المُتوفى 246هـ/860م)، والهادي إلى الحق (المُتوفى 298هـ/911م)، بوصفهما من مؤسسي تراثهم، والمدرسة الأخرى هي المدرسة الناصرية، والتي سُميت على اسم الإمام الناصر الأطروش (المُتوفى 304هـ/917م)، والتي كانت تميل، بالأحرى، إلى المنهج "التقليدي" أو "النصي". ولذلك كانت أقوال النبي وذريته هي القاعدة الأساسية لتعاليم المدرسة الفقهية. وعلى النقيض من ذلك، تبنت المدرسة القاسمية-الهادوية نهجًا عقلانيًا، وادَّعت أن المعرفة، في المسائل العقائدية، يمكن تحقيقها من خلال البراهين العقلانية. وخلال القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، استَخدمتْ الدراسات الحديثة الزيدية، في مدينة الري وشمال إيران، وبشكل متزايد، نقل أحاديث أهل السنة كمصادر موثوقة في كتبها الفقهية. ولكن في اليمن، ظلت أحاديث أهل السُنَّة غير معروفة على نطاق واسع، ولم يتغير هذا إلا خلال القرن السادس إلى السابع الهجري/القرن الثاني عشر إلى الثالث عشر الميلادي، عندما تَقبَّلت المدرستان، في شمال إيران واليمن، اعتقاد إمامهما السياسي والروحي نفسه. ونتيجةً لذلك، نُقلتْ المصنفات اللاهوتية (الكلامية) والفقهية لزيدية شمال إيران إلى اليمن. وفي الوقت نفسه، تقريبًا، انخرط علماء زيدية اليمن، بشكل متزايد، مع العلماء الذين ترعاهم السلالات الحاكمة السُنِّية في اليمن، وقد حفزت هذه الاتصالات، بشكل أكبر، على نشر أمهات كتب الحديث السُنِّية. ومنذ القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، فصاعدًا، ظهر اتجاه زيدي جديد في اليمن؛ والذي يُمكن وصفه بأنه "سُنَّة" الزيدية (وهو مصطلح اقترحَهُ، أول مرة، كوك Cook([2])). وقد رسختْ هذه الحركة الجديدة للإصلاح الداخلي الزيدي نفسها، جنبًا إلى جنب، مع التقليد الهادوي السائد. ونشر مناصروها دراسة مركزة عن المصادر الأولية؛ أي بصرف النظر عن الكتاب الحكيم، أمهات الحديث السُنِّية. وزعموا أن هذه المصادر يجب أن تُشكل الأساس في الدراسات الفقهية وفي المسائل المتعلقة بعلم اللاهوت (الكلام). وبالنسبة للجمهوريين، في ثورة 1962، شكّل إرث هذا الاتجاه مصدرًا رئيسًا للإلهام الأيديولوجي. وبالإضافة إلى ذلك، استُخدمت حركة الإصلاح، أيضًا، من خلال الدعاية الوهابية السلفية، والتي جاءت لتُشكل معارضة متطرفة ومتشددة ضد المدرسة الهادوية؛ المُلهِمة للزيدية خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

  للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا  

([1]) هذه نسخة بحث نشرها أحد المؤلفيّن المشاركيّن، وهو د. حسن أنصاري، وهي مسودة فصل؛ سيتم نشره مِن قِبل مطبعة جامعة أكسفورد في الكتاب القادم "دليل أكسفورد للدراسات الحديثية"، تحرير مصطفى شاه، والمقرر نشره في عام 2022.

(*) أي الحديث النبوي والزيدية.

([2]) مايكل كوك، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الفكر الإسلامي.

Cook, Michael (2000). Commanding Right and Forbidding Wrong in Islamic Thought. Cambridge: Cambridge University Press: 247-251