الأدلة من السنة على معرفة النبي بالقراءة والكتابة

فئة :  مقالات

الأدلة من السنة على معرفة النبي بالقراءة والكتابة

الأدلة من السنة على معرفة النبي بالقراءة والكتابة

في هذا المقال نعرض الشواهد الواردة في الأحاديث الصحيحة، والتي تدل دلالة مباشرة أو ضمنية على أن النبي ﷺ كان يعرف القراءة والكتابة، ونبدأ بأقواها وأوضحها.

أولاً: حديث "ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده"

نص الحديث في صحيح البخاري (الحديث رقم 4431 - كتاب العلم - باب كتابة العلم): عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما حضر رسولَ الله ﷺ الموتُ وفي البيت رجالٌ، قال النبي ﷺ: "هلموا أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده"، فقال بعضهم: إن رسول الله ﷺ قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله... فاختلفوا، ولا ينبغي عند نبيٍّ اختلاف. فقال: "قوموا عني، لا ينبغي عندي التنازع".

دلالة الحديث:

النبي ﷺ هو الذي قال: "أكتب"، ولم يقل: "أملي" أو "أملي على كاتب"، مما يدل على مباشرته للكتابة بنفسه.

لم يُعترض من الصحابة أحد بأنه لا يكتب، بل كان الاعتراض متعلقًا بالوجع أو أن القرآن كافٍ، مما يدل على أنهم كانوا يعرفون أنه يكتب.

لو كان لا يعرف الكتابة لقال: "ائتوني بكاتب"، كما فعل في مواقف أخرى عندما أراد المراسلة.

النبي ﷺ أراد كتابة وصية تُقرأ بعد وفاته، فلو أملاها على كاتب لكانت عرضة للتشكيك، أما إذا كتبها بيده وخُتمت، فهي موثقة لا يطعن فيها.

إضافة توضيحية مهمة:

النبي ﷺ لو أراد الوصية شفاهة، لخاطبهم حين اجتمعوا عليه، ولكن طلبه الصريح بأن يأتوه بدواة وصحيفة يدل على أنه أراد كتابةً بخطه. ولو كان لا يُجيد الكتابة، لطلب كاتبًا. ولكن الموقف يدل على إصراره على كتابة شخصية، لا تُفتح إلا بعد وفاته، وهو ما يُسقِط احتمال الوصية الشفوية أو الإملاء. كما أن الكتابة بواسطة كاتبٍ في مرضه ستكون محلّ تشكيك؛ لأن الكاتب سيكون قد اطلع على مضمونها وقد يكون له مصلحة. أما إذا كتبها النبي ﷺ بخط يده، فذلك يمنحها مصداقية مطلقة.

ثانيًا: حديث صلح الحديبية (محو النبي ﷺ لعبارة "رسول الله" وكتابته "محمد بن عبد الله")

نص الحديث في صحيح البخاري (حديث رقم 2731 - كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد والمصالحة): عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: لما صالح النبي ﷺ المشركين يوم الحديبية، كتب علي بن أبي طالب بينهم كتابًا، فكتب: "بسم الله الرحمن الرحيم"، فقال سهيل بن عمرو: لا تكتب: الرحمن، ولكن اكتب: باسمك اللهم. فكتب. فقال: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله. فقال سهيل: لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك... ولكن اكتب اسمك واسم أبيك. فقال النبي ﷺ: "اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله". فقال علي: والله لا أمحوها. فقال النبي ﷺ: "أرني إياها". فأراه إياها، فمحاها النبي ﷺ بيده، وكتب: محمد بن عبد الله.

وفي صحيح مسلم (حديث رقم 1783 - كتاب الجهاد): عن البراء قال: لما اشترط سهيل بن عمرو يوم الحديبية أن يكتب النبي ﷺ: محمد بن عبد الله... فقال له النبي ﷺ: "امحُ رسول الله"، فقال: لا والله لا أمحوك أبداً. فأخذه النبي ﷺ، فمحاها بيده، وكتب: محمد بن عبد الله.

دلالة حديث صلح الحديبية على قدرة النبي ﷺ على الكتابة:

النبي ﷺ باشر بنفسه عملية المحو والكتابة، ولم يطلب من غيره القيام بها بعد أن رفض علي ذلك.

يُظهر الحديث أن النبي ﷺ كان يملك القدرة العملية على التعامل مع الكتابة بنفسه، في لحظة رسمية ومصيرية. لم يُعترض أحد على قيامه بذلك، مما يدل على أن الصحابة لم يستغربوا مباشرته للكتابة.

ثالثًا: حديث الدجال - مكتوب بين عينيه: ك ف ر

نص الحديث كما في صحيح البخاري (حديث رقم 7131): قال النبي ﷺ: "ما من نبي إلا وقد أنذر قومه الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، ومكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن، كاتب وغير كاتب". وفي رواية مسلم (2933): "ومكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن، كاتب وغير كاتب".

الدلالة:

النبي ﷺ هو الذي أخبر بما هو مكتوب على جبين الدجال: ك ف ر؛ أي "كافر"

قراءته للنص المكتوب تدل على معرفته بشكل الحروف وترتيبها.

يُظهر الحديث أن القراءة كانت ممكنة لكل مؤمن - كاتب أو غير كاتب - بإيمان ونور البصيرة، لكن النبي ﷺ سبق الجميع في قراءتها وأخبر بها.

رابعًا: حديث المعراج وقراءة النبي ﷺ للكتابة على باب الجنة

ورد الحديث في عدد من الروايات، منها:

قال النبي ﷺ: "لما أُسري بي، رأيت على باب الجنة مكتوبًا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق". رواه الطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي، والحاكم وصححه.

دلالة الحديث:

النبي ﷺ قال: رأيتُ مكتوبًا، ثم نقل العبارة كما كُتبت.

هذا يدل على معرفته بالقراءة الحرفية المباشرة. لم يُنقل أنه سأل جبريل عن المكتوب، بل قرأه بنفسه وأخبر به.

خامسًا: رسائل النبي ﷺ إلى الملوك وتوقيعه عليها

(حديث أبي سفيان مع هرقل) نص الحديث في صحيح البخاري (الحديث رقم 7 - كتاب بدء الوحي): عن ابن عباس قال: كان أبو سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش... قال أبو سفيان: فدفع إليه كتاب رسول الله ﷺ فقرأه، فإذا فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد...".

دلالة الحديث:

الكتاب منسوب للنبي ﷺ مباشرة: "كتاب رسول الله"، لا على أنه أُملي أو نُقل شفهياً. لم يُذكر أن النبي ﷺ أملى الرسالة، بل وُقعت باسمه وقرأها ملك من ملوك الأرض. أرسل النبي ﷺ عدة رسائل مكتوبة إلى ملوك العالم، كلها وُقعت باسمه، مما يدل على اعتياده على الكتابة والتعامل معها مباشرة.

هذه الرسائل الرسمية تقوّي فكرة أن النبي ﷺ كان يكتب ويقرأ أو على الأقل يُشرف بدقة على النصوص المكتوبة.

خلاصة عامة:

جميع هذه الأحاديث - من حديث الوصية، وحديث الحديبية، وحديث الدجال، وحديث المعراج، وحديث الرسائل إلى الملوك - تُشكّل بناءً متكاملاً يُظهر أن النبي ﷺ لم يكن أميًّا بالمعنى الشائع (أي لا يقرأ ولا يكتب)، بل كان يقرأ ويكتب عند الحاجة، ويباشر ذلك في مواقف حرجة ومفصلية. وهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة تناقض التصور التقليدي، وتفتح الباب لإعادة فهم معنى "الأمي" في سياقه القرآني والتاريخي.

سادسًا: عمل النبي ﷺ في التجارة قبل البعثة ودلالته على معرفته بالحساب والتوثيق

خلفية تجارية النبي ﷺ:

عمل النبي محمد ﷺ في التجارة قبل البعثة، وكان معروفًا بالأمانة والصدق حتى لُقّب بـ"الصادق الأمين". وقد تميزت تجارته بأنها ناجحة ومثمرة، مما دفع السيدة خديجة بنت خويلد - وهي من أعظم تجّار مكة – إلى أن تعرض عليه أن يتاجر بمالها، بعدما سمعت عن أمانته وحسن تدبيره.

طبيعة العمل التجاري مع السيدة خديجة:

رحلات تجارية إلى الشام واليمن:

كان يسافر في قوافل تجارية كبرى، وتحمل هذه الرحلات مسؤوليات معقدة تتعلق بـ:

تقييم البضائع.

التفاوض مع التجار الأجانب.

التعامل بالوزن والكيل والأسعار.

تدوين العقود وتحديد آجال السداد.

وهي معاملات تتطلب معرفة بالحساب، وفهم للأسعار، وقدرة على تقدير الأرباح والخسائر.

الربح والمحاسبة:

كانت الاتفاقية مع السيدة خديجة قائمة على الربح المشترك (المضاربة)، حيث يحصل النبي ﷺ على نسبة من الربح. وهذا يتطلب توثيق رأس المال، والربح، والمصروفات، وأسعار الشراء والبيع. كيف يمكن لهذا النظام أن يعمل من غير شخص يجيد التدوين أو الحساب على الأقل؟

وجود ميسرة كمرافق لا يعني الجهل:

ذُكر أن "ميسرة" غلام السيدة خديجة كان يرافق النبي ﷺ في رحلاته، لكنه كان بمثابة مساعد لا وكيل مُشرف، وقد نقل لخديجة مشاهداته عن حسن أخلاقه، لا تفاصيل الصفقات. ولو كان النبي ﷺ لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب، لكان لا بد من وجود "كاتب أو محاسب ملازم"، وهذا لم يُذكر.

ازدياد أرباح خديجة دلالة على إدارة واعية:

عندما عاد النبي ﷺ من أول رحلة تجارية لخديجة، ضاعف لها رأس مالها مرتين؛ أي حقق أرباحًا فاقت توقعاتها. وهذا لا يتحقق إلا بتقدير الأسواق، وتوقيت البيع، ومتابعة تغير الأسعار، ومعرفة تكاليف النقل والجمرك وتفاوت العملات.

السياق التجاري في مكة:

كانت مكة مركزًا تجاريًّا نشطًا، وكان العرب يوثقون البيوع كتابة في كثير من الحالات، خاصة في العقود الكبرى.

وكان من المعروف وجود "سوق عكاظ" وسوق "ذو المجاز"، وفيها معاملات كبرى توثق وتدوَّن، وكان التجار يرسلون رسائل تجارية مكتوبة. وبالتالي، من غير المعقول أن يكون النبي ﷺ مشاركًا في هذا المحيط التجاري النشط دون أن تكون لديه دراية بقراءة الفواتير، وكتابة الأرقام أو توقيع الوثائق التجارية.

دلالات لغوية ومعرفية:

لفظ "تجارة" في اللغة يتضمن الحساب والتقدير والتوثيق، لا مجرد البيع. وقد ورد في القرآن الكريم:

﴿رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [النور: 37]

مما يدل على أن "تجارة" و"بيع" مفهومين متمايزين، والأول أكثر شمولاً من الثاني.

النتيجة:

إن عمل النبي ﷺ بالتجارة قبل البعثة، خاصة مع شخصية رفيعة كتاجر مستقل مع السيدة خديجة، يؤكد أنه كان شخصًا:

يحسن التعامل بالأرقام.

يفهم العقود والمستندات.

يجيد التفاوض والتوثيق.

يعرف كيف يحفظ الحقوق ويثبت الأرباح.

وبالتالي، فإن القول بأنه لا يعرف الكتابة أو الحساب يتنافى مع هذه الحقائق التاريخية والواقعية.

سابعًا: رسائل النبي ﷺ إلى الملوك - وملاحظاته على نصوصها

الحديث في صحيح البخاري (4424): عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن النبي ﷺ كتب إلى كسرى وقيصر والنجاشي، وكتب إلى كل عظيم من عظماء الأرض، يدعوهم إلى الله".

وورد في فتح الباري عند شرح هذا الحديث أن النبي ﷺ كان يُراجع مضمون الرسائل، وكان يأمر أحيانًا بتغيير بعض الكلمات، أو يطلب إعادة كتابة الرسالة.

دلالة الحديث:

النبي ﷺ هو الذي أمر بكتابة الرسائل الدولية المهمة.

في بعضها، كان يُملي، وفي بعضها يطلب التعديل أو التصحيح، مما يدل على فهمه للمكتوب واطلاعه عليه.

الرسائل كانت مكتوبة على رقّ، ومختومة بخاتمه الشخصي، ومع هذا لا يُعقل أن يضع ختمه على رسالة لم يقرأها بنفسه.

في بعض المصادر: ذكر أن النبي ﷺ قال: "لا يُقرأ كتابي هذا حتى تبلغوه"، مما يدل على وعيه الكامل بمحتواه. مثال شهير: رسالة النبي ﷺ إلى هرقل قيصر الروم، والتي ذكرها أبو سفيان لابن عباس، وجاء فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى..."

التحليل:

لو كان لا يعرف القراءة ولا الكتابة، لأصبح رهينًا لكاتبه، ومُعرضًا لأي خطأ أو تحريف، وهو ما لا يُناسب مقام النبوة، بل يظهر من الروايات أنه كان يُراجع الرسائل المكتوبة، ويقرّها أو يرفضها، ويطلب التعديلات، وهو سلوك من يعرف الكتابة، ويقرأ ما يُرفع إليه. كما وردت في كتب السيرة والتاريخ نماذج متعددة أخرى من رسائل النبي ﷺ التي بعث بها إلى الملوك والرؤساء في عصره، مثل هرقل عظيم الروم، وكسرى ملك الفرس، والمقوقس ملك مصر، والنجاشي ملك الحبشة، وغيرهم. وقد تنوعت هذه الرسائل في مضامينها، لكنها اشتركت جميعًا في أسلوب واضح موجز، ودعوة مباشرة إلى الإسلام، مدعومة بآية من القرآن الكريم في كثير من الأحيان.

ومن اللافت للنظر أنه لم يرد في أي من هذه الروايات أن النبي ﷺ اتخذ له كاتبًا خاصًّا دائمًا يكتب ويختم عنه، أو أحدًا من الصحابة يقوم بهذا الدور بشكل مؤسسي دائم. لم يُذكر أن للنبي كاتبًا مؤتمنًا ملازمًا له في تحرير الرسائل ومراجعتها، كما هو الحال في الدول التي تعتمد نظامًا إداريًّا متكاملًا. وهذا يفتح الباب أمام احتمال قوي بأن النبي ﷺ كان يكتب بنفسه إذا كان النص قصيرًا، أو يأمر أحد الصحابة بالكتابة، ثم يراجعه بنفسه، ما يعني أنه لم يكن بحاجة إلى كاتب معتمد يختص بالمراسلات، بل كان يمتلك القدرة الكاملة على الإشراف والتحرير والمراجعة بنفسه.

إن غياب ذكر الكاتب المؤتمن في مثل هذه الوثائق المهمة التي تمثل واجهة الدولة الإسلامية في ذلك الزمن، يُعد قرينة إضافية على أن النبي ﷺ كان ملمًّا بالكتابة بدرجة تُمكّنه من مراجعة ما يُكتب باسمه.

ثامناً: حديث نقش الخاتم

في صحيح البخاري (رقم 2938): "اتخذ النبي ﷺ خاتمًا من فضة، ونقش عليه: محمد رسول الله".

وفي الرواية:

"جعل النبي ﷺ نقش الخاتم: محمد رسول الله، فجعل محمد في سطر، ورسول في سطر، والله في سطر".

دلالته:

هذا "النقش" كان قرارًا شكليًّا ولفظيًّا دقيقًا من النبي ﷺ. ترتيب الكلمات بخط ثلاثي، يتطلب إدراكًا بصريًّا للكتابة وشكل الحروف. لم يُذكر أن أحدًا اختار النقش عنه، بل اختار النبي ﷺ بنفسه، وأمر بصياغته كما أراد.

إذا كان النبي ﷺ يعرف كيف يكون شكل النقش وترتيبه، فذلك يدل على إلمام حقيقي بالكتابة، لا مجرد معرفة اسمية. فمن لا يكتب لا يميز موضع الكلمات على الخاتم بهذه الدقة

دليل سياقي: تربية النبي ﷺ في بيت أبي طالب ومكانته في أسرة سادة قريش

من المعروف أن النبي ﷺ نشأ بعد وفاة والديه في بيت جده عبد المطلب، ثم كفله عمه أبو طالب بعد وفاة جده، وكان أبو طالب من سادات قريش، ومن أكثر الناس حُبًّا للنبي ﷺ وحرصًا عليه، حتى قال فيه:

"والله لن يصلوا إليك بجَمعِهم ... حتى أوسَّد في الترابِ دَفينا"

وكان لأبي طالب أبناء، منهم عقيل (أكبر من النبي ﷺ)، وعلي (أصغر منه)، وهما معروفان بنبوغهما، وقد عُرف عقيل بالفصاحة، وعليّ رضي الله عنه بالعلم الغزير. وكان أبو طالب نفسه شاعرًا معروفًا، وهذا يدل على مستوى من التعليم والتمكن من اللغة والكتابة.

فإذا كان أبو طالب قد اعتنى بتعليم أولاده، وكان بيته مشهودًا له بالمكانة والاحترام والثقافة، فهل يُعقل أن يحرم النبي ﷺ - وهو أحبّهم إليه، وأغلاهم عنده، والذي خصه بالحماية والرعاية – من تعلم القراءة والكتابة؟ هذا غير منطقي من حيث المروءة، ولا يتسق مع طبيعة المجتمعات العربية آنذاك التي كانت تُعلِّم أبناءها من السادة أصول المعرفة حسب الإمكانات المتاحة، خاصة في مكة، حيث كانت التجارة والكتابة ترتبطان ببعض.