الـــتّــاريخ الـمــُتخيّل في كتاب (الأحكام السّلطانيّة والولايات الدّينيّة)


فئة :  أبحاث محكمة

الـــتّــاريخ  الـمــُتخيّل  في كتاب (الأحكام السّلطانيّة والولايات الدّينيّة)

 الـــتّــاريخ[1] الـمــُتخيّل[2] في كتاب (الأحكام السّلطانيّة والولايات الدّينيّة)

لأبي الحسن الماوردي (364 هـ / 450 هـ) (الخلفاء الرّاشدون أنموذجاً)


الملخص:

إنّ المتأمّل في المُؤلّفات الإسلامية القديمة، الّتي اتّخذت من المسألة السّياسيّة مداراً لها، يتبيّن له استنادها إلى المرجعيّات نفسها (النّصّ، الإجماع، ....) - على الرغم من تنوّع روافدها (فقهيّة، ..)، وتنوّع أسسها - ومشاكلة العجيب فيها للتاريخي على تعدّد النصوص، وتباعد أزمنتها، واختلاف انتماءات أصحابها.

وهي خصائص جعلت من النّصوص الإسلاميّة، لا سيما كتب الأحكام السّلطانيّة، وكتب السّيرة، وكتب تراجم الخلفاء والصّحابة، تعجّ بالمتخيّل بطريقة يصعب معها تمييز التّاريخي من السّياسي والدّيني.

وفي هذا السّياق، ننزّل بحثنا في العلاقة الجدلية، التي قامت بين (السّياسي) و(الدّيني) في الثّقافة العربية الإسلامية؛ ذلك أنّ المتخيّل الدّيني كان - ولا يزال - أهمّ الأدوات الّتي اعتمد عليها أصحاب السّلطة السّياسيّة في استمالة النّاس، وكسب تأييدهم، فإذا بالمتخيّل يمسّ جميع الممارسات الاجتماعيّة بمختلف أشكالها. وبهذا المعنى، يكون المُتخيّل أسّ تاريخ الإنسان وماهيته. ومن ثمّ فإنّ فهم مختلف الظواهر البشرية (السّياسة، ...) يتطلّب الوعي ببنية المُتخيّل، ومرجعياته، وآليات اشتغاله، وهي مجالات نسعى إلى الوقوف على أبعادها، من خلال النظر في سيرة الخلفاء الراشدين، لا سيما أبي بكر الصديق (ت 13هـ)، وعمر بن الخطّاب (ت 23هـ)، فالعودة إلى ما أتاه الشيخان تُعدّ من أهم المصادر التي استند إليها الفقيه في سنّ ضوابط المؤسسة السياسية (الخلافة)، وهو ما تجلّى في الإحالات العديدة على أقوال الخلفاء الراشدين وأعمالهم في مختلف المجالات المتعلّقة بالشأن السياسي. بيدَ أنّ توظيف الوقائع التاريخية في المدوّنة الفقهية قام، في أغلب الأحيان، على اصطفاء الأحداث، وإعادة إنتاجها، وروايتها بطرق مخصوصة، اعتماداً على آليات الحذف والإضافة...، فيغدو، حينئذ، الحدث التاريخي المرويّ في النصّ الفقهي مخالفاً للحدث التاريخي في جوانبَ عديدة، وهو ما من شأنه أنْ يدفع بالقارئ إلى الإقرار بوجود حدثين (روايتين) مختلفين بنية ودلالات، ومأتى ذلك أنّ مدوّنات (الآداب السّلطانيّة) محكومة بسلطة المرجع المذهبي من جهة، وسلطة الواقع السّياسي من جهة أخرى.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا


[1]- ألقيت هذه الورقة في ندوة "في كتابة التاريخ العربي الإسلامي وتمثلاته"، المنعقدة يتونس يومي 24 و25 يناير 2015، مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.

[2] نشير إلى أنّ البحث في علاقة المُتخيّل بالتاريخي يعود إلى مدرسة التّاريخ الجديد، الّتي سعت إلى دراسة تاريخ المجتمعات من مختلف النواحي، من ذلك أنّ إفلين باتلاجين (Evelyne Patlagean) قد رأى في المُتخيّل محوراً رئيساً للتاريخ. راجع في ذلك: لوغوف، جاك، وآخرون، التّاريخ الجديد، ترجمة محمّد الطّاهر المنصوري، مراجعة عبد الحميد هنيّة، مركز دراسات الوَحدة العربية المنظمة العربية للترجمة، بيروت- لبنان، ط 2، 2007م، ص ص 481- 526