الدين تجربةً في إنتاج الحقيقة


فئة :  ترجمات

الدين تجربةً في إنتاج الحقيقة

يبدو من قبيل الاستفزاز أن نتحدث اليوم عن حقيقة دينيّة. لنطرح اليوم سؤال ما هو الدين على شاب ما، شاب لم يتلقّ أيّ تربية أو أدلجة دينيّة. إذا كان هذا الشاب يُتابع الأخبار قليلاً فإنّنا سنتجاوز ربطه للدين بإرهاب الجهاديين أو الفضائح الجنسية للرهبان التي تستفحل في الكنيسة الكاثوليكية. بعضهم الآخر سيفكر في الحروب الدينية، في محاكم التفتيش وفي أنظمة أخلاقية قمعية، أو حتى في نظرة أسطورية للعالم تجاوزها العلم الحديث وحقائقه. في معظم الحالات سيفهم الدين على أنّه العكاز أو الأفيون الذي يحتاجه الذين يرفضون تقبّل حقيقة الموت والوجود الآيل للزوال. هذا الدين هو دين المؤمنين العاديين الذين تَتقَبَّلهم مجتمعاتنا العلمانية بشرط ألّا يُؤْذوا أحداً، عكس ما يفعله الجهاديون أو القساوسة البيدوفيل. أن نتحدث عن الحقيقة في هاتين الحالتين فلن يكون حديثنا ذا معنًى، لأنّنا لن نجد إلا معتقدات غير مبرهن عليها، علاوة على كونها خطيرةً.

نحن هنا ننطلق من تَمَثُّل نبيل للحقيقة، أي باعتبارها ما يمكن التأكد منه بطرق العلوم الحقة. إنّه من الصحيح التأكيد أنّ الأرض تدور وأنّ عكس هذا خاطئ تماماً، كما أنّه من الخطأ افتراض أنّ العالم خُلق في ستة أيام. يمكننا أن نصدّق أنّ النبي أرميا قد سمع صوت ياهوا الإله، وأنّ النبي ذا الكفل رأى مدفع الله، أو أنّ المسيح بُعث بعد مماته، يمكننا أن نقول ذلك، لكنّها تظلّ أشياء لا يمكن التأكد منها بطريقة محايدة. لا يمكننا القول إنّ هذه حقائق. الشيء نفسه ينطبق على الإيمان بالله أو وجود الحياة بعد الموت. صحيح أنّ هذه المعتقدات شائعة، لكنّ الأمر لا يتعلق بحقائق يمكن التأكد منها بمعنى التحقق من صِدْقيتها في نظرنا بصفتنا معاصرين.

بأي معنًى مبرر يمكننا الحديث عن حقيقة كامنة في الأديان؟ نريد أن نبرهن أنّ ذلك ممكن بمعانٍ مختلفة. لا يتعلق الأمر بوضع الحقيقة العلمية، أي الحقيقة الموضوعية، موضع الشك، ولكنّ الأمر يتعلق بأن نرى إذا ما كانت التجربة الدينية بإمكانها أن توسع فهمنا للحقيقة وللبراهين التي تفترضها.

للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا