العقل العربي: من النقد إلى السلفية القراءة المفهومية لمشروع الجابري ونقد إعادة التأسيس


فئة :  أبحاث عامة

العقل العربي: من النقد إلى السلفية القراءة المفهومية لمشروع الجابري ونقد إعادة التأسيس

العقل العربي: من النقد إلى السلفية

القراءة المفهومية لمشروع الجابري ونقد إعادة التأسيس


ملخص:

بنى الجابري مشروعه على مفاهيم شكلت العمود الفقري لمشروعه الموسوم بـ"نقد العقل العربي" حيث وجه سهام نقده تجاه هذا العقل، وآمن بأنّ نقد العقل جزء أساسي وخطوة أولى في سبيل النهضة، وهو أمر فرض عليه توظيف مفاهيم مخصوصة، وإبداع أخرى منحها شحنات دلالية معينة لكي تسعفه في التعبير عما يسعى إلى بيانه، وكان حريصًا على اختيار هذه المفاهيم وتبرير استعمالها، للمكانة التي تشغلها في مشروعه، وأهم هذه المفاهيم "العقل العربي" "النظم المعرفية (البيان، البرهان، العرفان)" "البنية المحصَّلة" "العقل المكوِّن" "العقل المكوَّن" "إعادة التأسيس" ...

لذلك نضطلع في مقالنا بقراءة مفهومية لفكر الرجل، مبينين أسباب استعمال الجابري ودواعيه لمفاهيم مشروعه الذي تجاوز فيه مجال التحليل الإيديولوجي لمكونات العقل العربي نحو البحث الإيبستيمولوجي، وهو أمر تطلب منه العودة إلى الأطر المرجعية التي تحرك العقل العربي، وينتج من خلالها معرفة بناءً على أطره المفاهيمية وأدواته التحليلية، إنّها مرحلة التشخيص التي تعتمد التفكيك مسلكًا لها، من أجل إعادة بناء عقل عربي حديث.

لقد وظف الجابري النظم المعرفية للتعبير عن صراعها أو تداخلها الجزئي (التداخل التكويني)، ثم التقاء هذه النظم في لحظة أبي حامد الغزالي (التداخل التلفيقي)، فكان البرهان هو الضحية في هذه اللحظة، حسب ما يذهب إليه الجابري، لأنّ البرهان منظومة نسقية لا تقبل الانفتاح وإنّما تكفي ذاتها بذاتها، أما البيان فقد انفتح لقسم من العرفان، ولقسم من البرهان، وانفتح العرفان لقسم من البيان، ولقسم من البرهان.

لكن بعد أن مارس الجابري نقده على العقل العربي نجده يعود إلى لحظة الأندلس (مع ابن حزم وابن رشد والشاطبي ثم ابن خلدون) التي يعتبرها لحظة تأسيس البيان على البرهان، فيعقد آماله على استعادة النزوعات العقلية الأندلسية، لتحقيق الانتظام في التراث، تدشينًا لعصر الإبداع؛ بل وأكثر من ذلك يقر بشرط هذه الاستعادة من أجل تدشين عصر تدوين جديد فهل نحن فعلًا أمام مشروع إعادة التأسيس؟

وهنا لم يُخف الجابري سلفيته الرشدية؛ إنّها السلفية الفكرية، فإذا كان في كتابه «نحن والتراث» يرد على القراءات المقدمة للتراث وينعتها بالسلفية، فإنّه لم يفلح في التخلص من سلفيته هو التي ظلت كامنة خلال إبراز مكونات العقل العربي وتحليل بنيته، لتطفو على السطح مع نهاية الجزء الثاني من مشروعه النقدي «بنية العقل العربي».

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا