جيرمي بنتام: نحو ليبرالية مؤسسة على المنفعة العامة


فئة :  ترجمات

جيرمي بنتام: نحو ليبرالية مؤسسة على المنفعة العامة

جيرمي بنتام: نحو ليبرالية مؤسسة على المنفعة العامة([1])


ملخص:

ثمة عداء من جانب اليساريين لبنتام بوصفه منظرًا سياسيًا للاقتصاد السياسي البرجوازي، وبالمثل ثمة عداء له أيضا من جانب اليمينيين بوصفه عقلاني التنوير الذي كرّس نفسه للقضاء على كل المؤسسات والقيم والممارسات الراسخة، ولا يزال بنتام يثير آراء قوية متضاربة. فلقد رأى ماركس أن بنتام والبنتامية أحد أعراض الدولة الرأسمالية الحديثة. وفي الوقت المعاصر، أشار الفيلسوف المحافظ ميشيل أواكشوط إلى بنتام بوصفه نموذجا للعقلاني المصاب بالثقة المفرطة في العقل البشري. وتراث بنتام بين الليبراليين مختلف عليه أيضاً. فقد اعتبر أ. ف. دايسي A. V. Dicey أن الليبرالية التي بلغت ذروتها في القرن التاسع عشر مع سياسة "دعه يعمل، دعه يمر" هي بمثابة عصر البنتامية. وبالإضافة إلى ذلك ثمة مؤرخ مهم آخر لليبرالية القرن التاسع عشر، وهو إيلي هاتفي Elie Hatévy يقدم صورة لبنتام باعتباره ليبراليًا فاشيًا أخذ أفكارًا ليبرالية تقليدية وقام بتحويلها إلى أدوات في يد الدولة الحديثة التي تتدخل في شؤون الآخرين. وفي أيامنا هذه يرى ليبراليو ما بعد رولز post-Rawlsian أن نفعية بنتام تعتبر عقبة أمام نظام حكم سياسي مستنير. إن بنتام هو رائد لسياسة "دعه يعمل، دعه يمر" وفي الوقت نفسه مؤيد لفكرة تدخل الدولة، هو عقلاني ليبرالي أو هو في أحسن الأحوال مفكر ليبرالي غامض مَهَّد لفكرة التضحية بحقوق الأفراد من أجل سعادة ورفاهية المجموع.

لقد ألقى تراث بنتام بظلاله على القرون التالية، وأثر تأثيراً كبيراً سواء على السياسة البريطانية أو على تطوير الأشكال المختلفة لليبرالية السياسية في بريطانيا. ولا تزال أفكاره موضع خلاف بين الكثيرين، ولا يعود ذلك إلى أن الجزء الأكبر من أعماله التي تركها لم تنشر فحسب، بل لأن فحوى فكره السياسي الحقيقي لا يزال غامضًا. في هذا الفصل، سأحاول أن أسلك طريقًا عبر تلك الاختلافات وأدافع عن تفسير لبنتام بوصفه مفكرًا ليبراليًا مهمًا مع التسليم بدور السلطة في الدفاع عن الأمن الشخصي والرفاهية، ومع شك قوي أيضا في السلطة، باعتبارها وسيلة قد تؤدي لإلحاق الأذى إلى جانب نفعها. ويبدأ الفصل بمناقشة للنظرية السيكولوجية لبنتام، ويستمر مع دراسته للقيمة والواجب. وهذان القسمان يكشفان عن أن بنتام لم يحاول إقامة تواصل ولو بسيطاً بين هذين المحورين من الفكر. ويركز الجزء الثالث على اهتمامه الكبير بالتشريع القانوني وتحليل القانون. ويوضح الجزء الرابع اهتمام بنتام بالإصلاح القانوني الذي حوله نحو الديمقراطية. ويتعرض الجزء الأخير لعلاقته المعقدة بالنظرية السياسية الليبرالية اللاحقة عليه.

للاطلاع على الملف كاملا المرجو  الضغط هنا


[1] هذه ترجمة لدراسة بول كيلي Paul Kelly المنشورة في:

Political Thinkers: From Socrates to the Present (Oxford: Oxford University Press, 2003). Pp 344- 362