حوار مع الدكتور عبد السلام شرماط

فئة :  حوارات

حوار مع الدكتور عبد السلام شرماط

حوار مع الدكتور عبد السلام شرماط[1]

"الأديب المبدع لا ينظر إلى الآخر كطرف نقيض، بل هو طرف مكمل للعملية الإبداعية أجرى"

مولاي أحمد صابر: كيف تنظر لواقع اللغة العربية اليوم، في زمن الثورة الرقمية والإنترنت، وهو واقع تم تجميع التواصل فيه عبر العالم شرقاً وغرباً في العالم الافتراضي "الأنترنيت" هل هذا الوضع في تقديرك لعب دورًا إيجابيًّا من حيث اتساع الناطقين باللغة العربية؟

عبد السلام شرماط: جواباً عن سؤالك الذي يتضمّن مسألة لغوية في غاية الأهمية، وهي مسألة باتت تمثّل إشكالاً حقيقياً في الحقل اللغوي العربي، والمتعلّقة بواقع اللغة العربية اليوم وواقع مستعمليها؛ إذ يرى البعض أن اللغة العربية تعاني حالياً من أزمات تخصّ الوضع اللساني، وهو ما ساهم في ضعف قدرتها على مواكبة الحداثة والعلوم والتقنية؛ ذلك أن اللغة، كي تنهض وتحقق الرقي الاتصالي والتواصلي، لا بد أن تستند إلى عناصر داعمة، من قبيل السلطان الثقافي والاقتصادي والسياسي... وهذه العناصر هي التي منحت اللغة العربية قوتها زمن ازدهار الدولة الإسلامية وتطورها.

غير أن التراجعات التي شهدتها الأمة، منذ تفكك الإمبراطورية العباسية، مروراً بغزو هولاكو، ثم الحركات الاستعمارية، كانت عوامل أسهمت في تراجع قوة اللغة العربية؛ إذ لم تعد قادرة على مجاراة اللغات الأخرى التي برزت بفعل العوامل سالفة الذكر. لكن ما يجب التأكيد عليه هو أن التراجع لم يكن في اللغة ذاتها، بل في مستعمليها الذين انبهروا بلغات أخرى، رأوا فيها أدوات للحداثة والتقنية.

من هنا، فإن إعادة الاعتبار للغة العربية لا ينبغي أن تتم عبر التغنّي بأمجاد الماضي، بل من خلال الإبداع والابتكار؛ فمكانة اللغة العربية، بما لها من مقومات دينية وتاريخية وحضارية، تُستعاد بالحرص على سلامة استعمالها، وتعميمها، وتقوية قدرتها التنافسية في إطار إبداعي حواري يضمن التوافق، ويحتمل القبول كما يحتمل الرفض؛ ذلك أن اللغة، كما تمارس فعل التواصل، تمارس أيضاً فعل الرفض.

وتُعدّ اللهجات رافداً من روافد اللغة الفصحى، وبالتالي يجب تجاوز الطروحات التي تسعى إلى الفصل بينهما، بل ينبغي أن ينتقل النقاش العلمي في المنتديات الفكرية والأكاديمية إلى النظر إلى اللغة العربية كظاهرة اجتماعية تتجاوز النخبة، وتؤسّس لانطلاقة جديدة نحو نهوض حضاري؛ لأن اللغة مرآة لثقافتها.

وحفاظاً على مقومات هذه الثقافة التي تتسم بالتعدد والتنوع، يجب استحضار جميع مكوناتها، بأصولها وفروعها، لبناء وطن تحكمه الشمولية، وتُستبعد منه كل التجاذبات الإيديولوجية.

ويدفعنا الحديث عن مكونات الثقافة الوطنية إلى استحضار الطرح الشمولي في بناء كل ما هو متعدّد ومتنوع، على اعتبار أن كل ما هو أصيل يظلّ داعماً لهذه الشمولية، إلا أنه من الضروري الانتباه إلى التحولات التي قد تمس هذا "الأصيل"، ومن ذلك ما يُلاحظ اليوم من استعمالٍ متزايد للغة هجينة يكتبها الشباب بحروف لاتينية في الرسائل الهاتفية ومواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر...، وهو ما يستدعي وقفة تأمل، إذ قد نفاجأ يوماً بظهور "لغة" جديدة بثوب لاتيني تحت ذريعة الحداثة والتطور في زمن العولمة.

والانتباه هنا لا يعني الدعوة إلى الانغلاق في دائرة ما هو مقدّس، بل إن التجديد تفرضه طبيعة العصر، وبالتالي فتجديد اللغة وفق ما يخدم ثقافتها أمر واجب، كلّما توفرت الشروط الملائمة لذلك.

مولاي أحمد صابر: هناك نقاش ساد لفترة طويلة ولا أظن أنه انتهى، بين الكثير من المتخصصين حول سؤال الارتباط باللغة العربية الفصحى؛ فهناك من له ميل نحو التواصل باللهجات العامية لكونها تحقق التواصل بشكل سريع، ولو كان ذلك على حساب اللغة العربية الفصحى... وهناك من يؤكد على ضرورة التواصل باللغة الفصحى، وهنا يعترضنا إشكال مفاده ما هو الثابت والمتحول في اللغة العربية من جهة المفردات ... وقواعد النحو لكي تستجيب أكثر للواقع الحضاري اليوم وهو واقع متجدد، فمن البديهي ومن التعسف أن نتصور أنفسنا نتواصل ونكتب ونؤلف كما يتواصل ويكتب العرب في القرن 9 أو10 أو11 الميلادي. وكيف نجدد اليوم ارتباطنا مع اللغة العربية بشكل معاصر بوصفها تختزل جزءًا كبيرًا من الهوية، وهي نافذة نطل من خلالها على الوجود والماضي والحاضر والمستقبل؟

عبد السلام شرماط: يضعنا سؤالك أمام وضعيتين لغويتين مختلفتين؛ تتعلق الأولى بالعربية الفصحى، وتشمل الثانية اللهجة، أو ما أسميتها باللغة العامية؛ فاللّهجة تمثل تواصلاً محلّياً في إطار ثقافة محلية يتواصل بها أفراد وسط ما، وتصاحب هذه اللهجة لغة فصحى؛ بمعنى أن اللهجة هي مجموعة من القواعد الخاصة المستعملة بين مجموعة من الناس، بينما اللغة هي مجموعة من القواعد المشتركة؛ فمثلا الفصحى العربية يتحدثها أكثر من 422 مليون، يمكن أن يصاحبها عدد وفير من اللهجات، علما أن هذه اللهجات تبقى رافداً رئيساً من روافد اللغة، وقد تسهم بعض العوامل التاريخية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية في التقعيد للهجة حتى تصبح لغة رسمية، والدليل على ذلك أن اللغة اللاتينية تفرّعت عنها لهجات تحولت فيما بعد إلى لغات رسمية كما هو الشأن اليوم في اللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية. أما اللغة العربية، فكانت تجميعاً لمجموعة من اللهجات العربية، وهذا هو السر في التعدد والتنوع الذي تحويه هذه اللغة. وبما أننا أمام وضعيتين لغويتين، أو حالتين لغويتين كما سماهما الدكتور عبد الواحد وافي، تختلف كل منهما عن الأخرى اختلافاً بيّناً في كثير من مظاهر أصواتها ومفرداتها ودلالة ألفاظها وأساليبها وقواعدها وتعريف مشتقاتها. لذلك وجدنا أنفسنا نستخدم في تعبيرنا وتفاهمنا أداتين لغويتين، نلجأ إلى إحداهما في بعض شؤوننا، وإلى الثانية في الشؤون الأخرى. وازدواج كهذا يبدو في نظر بعض الناس حالة شاذة لا يصح السكوت عليها، وينبغي تدبير وسيلة لعلاجها.

صحيح أن هناك من يميل إلى استعمال اللغة العربية في الصورة التي كانت عليها في بلاد نجد والحجاز وقت نزول القرآن، وهي الصورة التي اصطلحنا على تسميتها بالعربية الفصحى، على حين أننا في شؤوننا العادية نستخدم اللغة العربية في الصورة التي انتهى إليها تطورها الطبيعي في لهجات المحادثة. وأمام ما شهدته المجتمعات العربية من تحولات، وانفتاح على الثقافات واللغات الأجنبية الأخرى، تعالت بعض الأصوات ونادت بضرورة التجديد والتحديث، واعتماد اللهجة المحلّية لغة رسمية، بوصفها متحررة من كل القيود والقواعد التي حالت دون تطوير العربية الفصحى، بل إن عبد العزيز فهمي (1870- 1951) تقدم عام 1944 في "مؤتمر مجمع فؤاد الأول للغة العربية" بمقترح يدعو فيه إلى استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية، وهو ما أثار ضجة وقتها، ولقي معارضة شديدة من طرف محب الدين الخطيب (1886-1969 سوري الجنسية) وأحمد محمد شاكر الملقب بأبي الأشبال (1892-1958). ولم تقف الدعوة عند هذا الحد، بل إن المغربي نور الدين عيوش نادى بضرورة خلق جسر بين الفصحى واللهجة الدارجة؛ وذلك بإدماج كلمات من اللهجة الدارجة في اللغة العربية تسهيلاً وتيسيراً في الاستعمال، والسبب الذي كان وراء دعوته، إنما يعود – حسب رأيه – إلى أن اللغة العربية لم تعد قادرة على تدريس العلوم، على اعتبار أن العربية كانت لغة العلم في زمن معين، لكنها لم تعد كذلك الآن؛ فالكتب العلمية الموجودة بالعربية كتُب مترجمة، وإذا أردنا أن تكون مؤهلة لتدريس العلوم، فعلينا أن نوفر لها الإمكانيات.

وأمام هذه الدعوات التي تنادي بالتغيير، وبفعل التطور التكنولوجي، وشيوع مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح الاستعمال اللغوي المتداول بين الأفراد استعمالاً يجمع بين الشفاهي والمكتوب؛ فالشفاهي غالباً ما يكون عبارة عن رسائل صوتية تهيمن فيها اللهجة المحلّية، والمكتوب عبارة عن رسائل نصية مكتوبة بحروف لاتينية أو اللهجة المحلية ونادراً باللغة الرسمية، ما يعني أن التطور التكنولوجي فرض مسألة الكتابة بهذه الصيغة فرضاً.

مولاي أحمد صابر: لديك إبداعات وكتابات أدبية، في تقديرك كيف للكتابة الإبداعية في مجال الأدب أن يكون لها دور في تعزيز قيم الحوار والتواصل الثقافيين؟ نسألك هنا وعياً منّا بأن الأدب لا ينبغي أن يكون من أجل الأدب ذاته، بل من أجل الارتقاء الروحي والأخلاقي والعقلي في المجتمع.

عبد السلام شرماط: مما لا شك فيه أن الإبداع وسيلة تعبيرية لملامسة الواقع انطلاقا من الذات، والأديب المبدع لا ينظر إلى الآخر كطرف نقيض، بل هو طرف مكمل للعملية الإبداعية، ومن ثمة يفرض الحوار نفسه، بوصفه وسيلة تسهم في التواصل الثقافي، وهو تواصل تحكمه مجموعة من الشروط منها كما أسميته بالارتقاء الروح والأخلاقي والعقلي في المجتمع؛ فالإبداع الذي يحقق التسامي في مفهومه الإيجابي، هو الإبداع المتحرر من كل الأفكار الضيقة التي ترمي بصاحبها في دائرة لا أبواب لها؛ فالإبداع الحر منفتح على كل الثقافات يمتحّ منها ما يخدم الإنسان وينثر قيم السلم والخيرية والحب.

مولاي أحمد صابر: لك اهتمام بالثقافة الشعبية وبالذاكرة، ماذا يمكن أن تمنحنا اليوم الثقافة الشعبية والذاكرة الجماعية، ونحن نتحدث في العالم العربي والإسلامي عن مجتمع يسوده الأمن والسلام والاعتراف المتبادل بين كل مكوناته الثقافية؟

عبد السلام شرماط: يستدعي التواصل الثقافي الحضاري بين المجتمعات الإنسانية من الثقافة الواحدة أن تأخذ وتعطي من مجموع الثقافات الإنسانية الأخرى، تأخذ ما يتفق مع طبيعة مجتمعها، وتعطي ما تجود به نوعيتها ونشاطها الفعّال، حيث تتفاعل الحضارات والثقافات المختلفة مع بعضها البعض قصد إشباع حاجات الإنسان الفكرية والمادية؛ فلكل شعب ثقافته الخاصة به التي ينسجم معها، انطلاقاً من قيمها وعاداتها ورموزها بوصفها خصائص تنمو من خلال تفاعل العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، مما يؤدي إلى نمط حياتي يخص هذا المجتمع أو ذاك، يسهم في نموها وتطورها حتى ترقى إلى مستوى التأثير والإعجاب.

والأمة العربية كباقي الأمم، تختزن ثقافة شعبية غنية يمكن التزود بها، بل من الواجب علينا أن نطور من ثقافتنا باستثمار نصوصها وفق ما يتماشى مع طبيعة المرحلة التي نعيشها اليوم؛ وذلك بغرض تشييد نوع من التكافؤ بين الثقافات، كي يتحقق فعل التثاقف؛ إذ إن المثاقفة هي الوسيلة التي تسمح بالاستفادة والإفادة من الثقافات الأخرى، وليس هيمنة ثقافة على أخرى، أو ما يسمى بالانتشار الثقافي، وبما أن ثقافتنا الشعبية هي الثقافة الأكثر تعبيراً عن تفاعلات الحياة اليومية بوصفها ثقافة تنبع من الذات وتتجه نحو الذات، فإن شروط العصر بكل تحولاته تفرض علينا اليوم إخراج هذه الثقافة بكل أشكالها التعبيرية من دائرة الذات لتتجه نحو الآخر، حتى يطلع عليها ويعرف مضمونها وخصوصيتها، وهذا لا يتأتى إلا باستثمار النصوص وتطويرها وفق ما يقتضيه العصر، كي يتحقق بعض التكافؤ بين الانبهار بالتقدم التقني والإعجاب بأشكال التعبير في الثقافة الشعبية التي لا تخلو من إعجاب وإثارة تثير بال الآخر، لينبهر بها ويجد نفسه يكرّرها ويمارسها في حياته اليومية، وبهذا تكون ثقافتنا الشعبية أدت دوراً مزدوجاً؛ تَمّثل الأول منها في الحفاظ على الخصوصيات الأصيلة لهذه الثقافة، وأصبح الثاني واجهة لثقافتنا عند الآخر، وبدل أن نعيش في دائرة الانبهار الثقافي الذي يؤدي إلى الغزو الثقافي، فإننا نمارس تبادل الثقافات بنوع من التكافؤ.

مولاي أحمد صابر: صدر لكم كتاب بعنوان: " في صناعة الثقافة: الحكي الشعبي نموذجا" ما الذي من وراء فكرة هذا الكتاب منهجيًّا ومعرفيًّا؟

عبد السلام شرماط: هذا الكتاب صدر عام (2023)، وهو كتاب حاولت التركيز فيه على الصناعة الثقافية بوصفها رافدًا من روافد التنمية؛ فالثقافة بشكل عام تمنح أبناءها إحساساً بالهوية، ما يشجعهم على التضامن الاجتماعي، وتطوير القدرة على تحقيق الاستقلال الذاتي؛ وذلك بالنطر إلى الثقافة اليوم كرافد مهم من روافد التنمية. والثقافة الشعبية لم تعد ذلك المحكي الشفاهي، أو العرض الفلكلوري، بقدر ما أصبحت فاعلاً اقتصاديًّا مهمًّا ورافعة من رافعات التنمية المستدامة، وبقدر ما تطمح إلى الابتكار والتجديد، فإنها تدعو إلى الاعتزاز بالتراث، وفي الوقت نفسه الانفتاح على ثقافات أخرى لتنمية الحس النقدي، وصوغ مفاهيم جديدة قصد التجديد والتغيير.

فما يشهده العالم من تحولات في منجزاته العلمية والتكنولوجية، ساهم في تغير المفاهيم، وأصبحت الثقافة شغلاً شاغلاً، حثّ المهتمين بها على مسايرة هذه التحولات، ليتم استثمارها كرافعة من رافعات الاقتصاد، بوصفها تحتوي على ثروة متنوعة قد تتحول إلى سلعة يتم ترويجها تحت مسمّى صناعة ثقافية متنوّعة؛ ذلك أنّ مفهوم «الصناعات الثقافية» يشمل الأنشطة القائمة على إنتاج سلع ثقافية، وهو كل الأنشطة المرتبطة بتكنولوجيات المعلومات والإعلام السمعي والمرئي، والسينما والموسيقى، بل إن صناعة الثقافة تتجلى في السياحة والخدمات وما إلى ذلك. لقد حرص مختصو الصناعة الثقافية على الجمع بين ابتكار المضامين وإنتاجها والمتاجرة بها، وفق ركح ثلاثي تتجلى عناصره في:

- المنتج لعناصر الثقافة (راوي - رسام - ممثل - كاتب...)

- المنتوج: أدب شعبي (شعر - فن شعبي - فكر - موسيقى – مهرجانات...)

- المستهلك: المتلقي كيفما كان انتماؤه الاجتماعي والفكري والعمري.

لقد شهدت الصناعة الثقافية اليوم طفرة في النمو، وأصبحت مورداً إنمائيًّا مهمًّا يعتمد على الإبداع البشري، ومن تم أصبحت تمدّ القطاعات الأخرى وتفيدها بما في ذلك قطاع التربية والتعليم، وقطاع السياحة وغيرها من القطاعات الأخرى، وبما أنّ تراثنا العربي غنيٌّ ومتنوع، فإنه قادر على النهوض بالصناعة الثقافية في إطار وعي جمالي بها لكونها مصدراً للإبداع.

مولاي أحمد صابر: شكرًا لك دكتور عبد السلام، وأتمنى لك مسيرة علمية وإبداعية موفقة.

عبد السلام شرماط: شكرًا لك دكتور مولاي أحمد صابر على الاهتمام والمتابعة.

[1] أعرف الدكتور عبد السلام شرماط منذ سنة 2013م، فاللقاء به بين الحين والآخر غلب عليه نوع من الحوار والرأي المتبادل في زوايا متعددة حول ما هو يومي وما هو متصل بالثقافة الشعبية في الوطن العربي... فضلا على حضور موضوع الأدب والنقد الأدبي في كثير من حواراتنا التي لم تتوقف؛ وتتجدد كلما وجدت فرصة لذلك.