حول أثر الاستعراب الإسباني في الدراسات المغربية أو في أفول الرشدية وانتصار الغزالية


فئة :  أبحاث محكمة

حول أثر الاستعراب الإسباني في الدراسات المغربية أو في أفول الرشدية وانتصار الغزالية

 ملخص:

لعبد المجيد الصغيّر فضل السبق، مغربياً وربما عربياً، في الاهتمام بابن طُمْلُوس؛ بل إنّه الدارس المغربي الوحيد الذي شغل أبو الحجّاح حيزاً كبيراً من دراساته؛ وهذه إحدى فضائله الكبرى. وقد جاء أول اهتمام للصغيّر به في سياق إحياء الذكرى المئوية الثامنة لوفاة ابن رشد، وذلك عام 1978؛ وقد توالى الاهتمام بهذا الفيلسوف في مقالاته اللاحقة. وإذا أردنا أن نقدم صورة أولية عن هذه المقالات، قلنا إنّ اهتمام الصغيّر بابن طُمْلُوس كان أولاً: من أجل دعم المصير "البائس" الذي لقيه ابن رشد وفكره في الغرب الإسلامي؛ وثانياً، من أجل إبراز مظاهر النزعة الغزالية في ذلك الغرب؛ وابن طُمْلُوس بسعيه إلى الفصل بين المنطق والعلم الإلهي هو تجسيد حقيقي للمشروع الفكري للغزالي. وثالثاً، من أجل تقديم تلك النزعة الغزالية التي تغلغلت في عقر دار ابن رشد دليلاً على أفول الدرس الفلسفي والمنطقي الرشدي الذي ظل هامشياً. ومن المثير للانتباه حقّاً في دراسات الصغيّر هو نزوعها إلى مراجعة بعض أقوال بلاصيوس. غير أنّ العودةَ إلى أعمال هذا الأخير ومقارنتها بأقوال الصغيّر تكشفان عن أمر أساس، وهو أنّه بقدر ما كانت دراسات الصغيّر ترغب في معارضة بعض استنتاجات بلاصيوس، فإنها لم تفعل سوى أن طوّرت دعواه المركزية ومددتها، وهي أنّ ابن طُمْلُوس كان غزالي المنحى على الرغم من تلمذته على ابن رشد.

سنحاول في هذه الدراسة أن نفحص بعض الدعاوى التي حملتها مقالات الصغيّر، وأن نظهر كيف أنّه ظلّ متمسكاً ببعض الخُلاصات التي انتهى إليها بلاصيوس من فحصه الجزئي لمتن ابن طُمْلُوس عام 1916، بل وكيف ذهب إلى استعادة بعض من هواجسه وخلفياته؛ هذا من غير فحص للمحتويات المنطقية لكتاب ابن طملوس في المنطق. ومن هذه الجهة يجوز أن نعتبر دراسات الصغيّر النموذج الأمثل لتأثر الدراسات المغربية بتصورات الاستعراب الإسباني ممثلاً في منجز بلاصيوس عن ابن طملوس.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا