سؤال العلمانية والدّولة الحديثة بين الحتمية الحضارية وسياقات المجال السياسيّ الدينيّ


فئة :  أبحاث محكمة

سؤال العلمانية والدّولة الحديثة بين الحتمية الحضارية وسياقات المجال السياسيّ الدينيّ

سؤال العلمانية والدّولة الحديثة بين الحتمية الحضارية وسياقات المجال السياسيّ الدينيّ

نياز المجالي

ملخّص:

تسعى هذه الدراسة إلى تبيان طبيعة مفاهيم العلمانية والدولة الحديثة من حيث المنبت الغربي والتلقي العربي الإسلامي، وما يكتنف اللحظتين من غموض وسوء فهم، نظراً لتوازي الرؤى والاهتمامات والموقف المتخذ منها بالنسبة إلى الدين والموقع الذي يحتله في المجتمع.

يحاول هذا البحث تفكيك العلاقة المشتبكة بين الدين والسياسة، على مستوى الفكر والممارسة وتحديدا في السياق الإسلامي. فعلاقة المقدس الديني بالسياسي، يحيطها الكثير من الغموض والمفتقدة للموضوعية العلمية، من خلال فك الالتباسات ما بين الدين والدولة، وبين الفضاء العام والخاص، والمرجعية المعتمدة ما بين العقل والإيمان، وغيرها من التحديات المفاهيمية.

أدت العلمانية دورها بامتياز في الفكر الغربي الحديث، فلقد استطاعت بالفعل أن تُحدث جملة من القطائع التاريخية مع الفكر الدوغمائي اللاهوتي. وأرجعت للعقل دوره في مجال النظر والتأمل. ولعل السياق العربي المعاصر يتطلب ممارسة النقد والتقويض لأسسنا الفكرية والسياسية والاجتماعية والعقدية لكشف التداخل بين الناسوتي واللاهوتي في تراثنا العربي الإسلامي.

إنّ فكرة الدولة وحقيقتها هي نتاج تطور تاريخي أوروبي غربي، دشن في القرن السادس عشر وتسارع ظهور القوميات والثورة الصناعية وتكون البرجوازية. هذا يعني أن المجتمعات العربية - الإسلامية لم تكن جزءا من ذلك التطور التاريخي، فقد أتت الدولة الحديثة من خارجها، تشكلت نتيجة صراعات وتفاعلات ذاتية خاصة بأوضاع تلك المجتمعات؛ لذلك حين يطرح السؤال: هل عرفت المجتمعات الإسلامية نظرية عن الدولة؟ تتفرق سبل التفكير إلى درجة التعارض والتناقض، ليس لأسباب نظرية وفكرية بحته، ولكن- كما يقول (عبدالله العروي)-: "وصف الدولة الإسلامية صعب إن لم يكن مستحيلا، والصعوبة لا تأتي من قلة المعلومات والمصادر بقدر ما تأتي من عملية تكون الدولة ذاتها".

إنّ المجال الديني بحاجة إلى مراجعة من حيث خطابه، ومن حيث تجلياته في التاريخ، حضور الدين في الاجتماع كما أعتقد، شكل مأزقاً كبيراً للإنسان العربي وللعالم، ذلك أن الحضور الأخير للدين مر عبر أنموذج من الأدلجة التي خنقت الدين وخنقت الإنسان، وبالتالي يصبح لزاماً مأسسة العمل الثقافي التجديدي الذي يتخذ على عاتقه إعادة تفكيك المسألة الدينية.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا