في الدين والتسامح والحرية؛ الإسلام أنموذجا


فئة :  أبحاث عامة

في الدين والتسامح والحرية؛ الإسلام أنموذجا

تنطلق هذه المقاربة الفلسفية التأويلية من الفرضية التالية، وهي أنّ الثقافة العربية الإسلامية تمرّ بزمن شدّة وتمزّق un temps de détresse بين حدثين: حدث ما ذهب إلى غير رجعة، وحدث ما لم يحن بعد؛ حدث استحالة تكرار التجربة الروحية الأولى التأسيسية للإسلام، وما يولّده ذلك من إحساس حادّ بالخيبة والضغينة ضدّ "الزمن" في صيغته "لقد كان"؛ وحدث "انسحاب" أو " أفول المتعالي"، وما قد ينجم عن ذلك من بداية فقدان النصوص الدينية المقدّسة لطابعها السحري والميثولوجي باعتبارها مصدرا للحقيقة المطلقة.

تريد هذه المقاربة التأويلية أن تجمع في تناولها للنص الديني بين ثلاثة مفاهيم هي على التوالي: "الفهم"، و"التشخيص"، و"التفكيك". لهذا فهي توظّف بشكل متكامل ثلاث آليات منهجية:

آلية "الفينومينولوجيا"، من أجل "فهم" الدين فهما شموليا يؤدي إلى كشف بنيته الجوهرية واستخلاص معناه في ماهيته وشموليته، بغضّ النظر عن تجليات الدين وأشكاله المختلفة. كما تتحاشى هذه الآلية إصدار أحكام قيمة حول الدين من خلال آلية "الإبوخي" أو "التعليق الفينومينولوجي"، لكنها تحرص في الوقت ذاته أن تتبنّى موقفا متعاطفا مع الجانب الإنساني في الدين.

كما توظّف هذه المقاربة آلية "الجينيالوجيا"، من أجل "تشخيص" "التجربة الدينية" عبر إزالة الأقنعة عن القيم والمفاهيم والتصورات السائدة حول الدين، بهدف إماطة اللثام عن الأوهام التي تنطوي عليها، وفضح مزاعمها الوثوقية، وادعاءاتها الخلاصية، وامتلاكها للحقيقة المطلقة. كما تمكّننا- عبر الصعود الجينيالوجي إلى شروط انبثاقها وظهورها- من الكشف عن مضمراتها، وطبيعة "القوى" التي تستثمرها وتوجد وراءها.

للإطلاع على البحث كاملا المرجو ضغط هنا