في قلق العلمانيّة أو كيف يمكن التفكير في علمانيّة جديدة؟


فئة :  مقالات

في قلق العلمانيّة أو كيف يمكن التفكير في علمانيّة جديدة؟

في قلق العلمانيّة أو كيف يمكن التفكير في علمانيّة جديدة؟

الملخص:

إنّ العلمانية مشروع لا ينفكّ منذ أول أمره يؤسس ذاته ويعيد تأسيس ذاته، لذلك يجب علينا إذا ما ابتغينا التفكير النقدي أن نتعقب عوائق وصعوبات استيعاب الخطاب العربي المعاصر للعلمانية، فما نحتاجه هو التدّرب على نمط من تلقي وتدّبر للمسألة جديد. ولا يخفى على الأذهان أن "الغربيين" حاولوا إيجاد تركيب أولي متصاعد إنجاز بناء نقيض للغيبية التي تتحكم بطرائق التفكير السائدة، وكان ذلك من بواعث الإصلاح الديني، وليس ما يحتاج إليه بيان تنامي تأثير فلاسفة عصر الأنوار، إذ شكّلت مصنفاتهم وأفكارهم أرضية جديدة اعتمدها العلم في محاربة الفكر الديني ومقاومة الاستبداد السياسي. وبالإمكان حقا تبيان أن الرهان الأعظم للمسار التاريخي للعلمنة، هو التمييز بين السيادة العليا والسلطة السياسية. وفك كثير من مغلقات الأمر يستلزم الانتباه إلى أن أوروبا خرجت بعنف من النظام الرمزي الديني، وأقحمت في علمنة لتعد لتسيطر عليها؛ فالحضارة الحديثة لم تكن لتكترث بابتداع علاقة مع الأسطورة والرمز والعلامة والمجاز في توليد المعنى، وبالتالي في توليد كل أنظمة الدلالة التي "يفسر" البشر بوساطتها و"يبررون" سلوكهم.

وإنه من اللافت للنظر أن ذلك النزاع وهذا التدمير في تاريخنا لم يحصل بموازاته بناء سياسي للتمثيل وللحكم حديث، وقادر على استيعاب حاجات السلطة والمشاركة والتدبير كما هو أمر المسار الذي انخرطت فيه الإنسانية الحالية. وليس ما يحتاج إليه بيان، أنه أصبح بالإمكان في ظل "مجتمعات ما بعد علمانية" الدفاع عن علمانية جديدة، تقبل بيسر الدعوة إلى ضرورة "نزع علمنة العالم"، حتّى يستعيد البشر الصلة مع ما هو روحيّ. لقد حصرت العلمانية في معارضتها للدين، وعلينا أن نحترس لنكتشف أن العلمانية ليست نقيض الدين، لكنها ضد سلطة النصوص، إنها ضد ذلك الذي كف عن كونه إنسانيا وعقلانيا. وبهكذا طريقة، نتمكن من استيعاب روح العلمانية تجنبا لإمكان أن تبنى التسوية على الهشاشة والقلق، وتؤدي ضرورة إلى القهر والعنف.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا