محدّدات التحليل الماركسي للدين


فئة :  أبحاث عامة

محدّدات التحليل الماركسي للدين

الملخّص:

لقد ظل الدين عبر مختلف العصور والمراحل التاريخية محط انشغال التفكير الفلسفي - في مختلف لحظات صيرورته وتطوره - قصد ضبط محدداته وتأويل مفاهيمه ودراسة رمزية طقوسه، وقد صاحب ذلك تعدد في القراءات والتفسيرات التي قدمت في تحليل الدين، مما ساعد في رفع الكثير من الغموض والالتباس في فهم الظاهرة الدينية واستيعابها. وتعتبر الماركسية أحد أبرز الفلسفات التي أسهمت في تقدم الدراسات الاجتماعية للدين، وذلك بالنظر إلى توظيفها لعدد من المحددات المنهجية والآليات الإجرائية والمنطلقات الفلسفية والسياسية التي ارتكز عليها التحليل الماركسي في تفكيكه للدين ونقده. ويسعى هذا البحث إلى الكشف عن تلك العناصر المتداخلة التي تشكل في مجموعها منظومة متكاملة قد تسعف في منح صورة متكاملة وشاملة للمنظور الماركسي للدين، ولا يخفى أن الموقف الماركسي من الدين كان ولا يزال محل نقاش وجدل واسعين لدى مختلف المفكرين والباحثين، من هنا تأتي هذه المساهمة بوصفها محاولة لاستجلاء محددات الرؤية الماركسية في تحليل الظواهر الدينية وكذا الوقوف على حدودها ومدى انسجامها مع معطيات الحقيقة الدينية.

تتمحور إشكالية البحث حول المحددات التي وظفتها الفلسفة الماركسية في تحليل الدين، وبما أنّ هذه الفلسفة قد أعلنت عن نفسها من البداية فلسفة عملية تسعى إلى تغيير العالم لصالح البروليتاريا وعموم الكادحين، فإنّ ذلك أدّى إلى تداخل تلك المحددات بين ما هو إيديولوجي وما هو علمي، وبين ما هو موقف فلسفي وما هو موقف سياسي، وبناء على ذلك فإن الأسئلة الفرعية المترتبة عن هذا البحث هي كالآتي: ما هو الموقف الفلسفي الماركسي من الدين؟ ما هي محدداته في التحليل السوسيولوجي للدين؟ ما هي مرجعياته في النقد السياسي للدين؟ ما هي مساهمات التحليل الماركسي في علم الاجتماع الديني؟ كيف يتحدد الموقف من الدين في إطار الصراع الطبقي؟ كيف تتمايز الرؤية الماركسية بين نقد الدين وبين نقد المؤسسة الدينية؟ ما هي الملاحظات والانتقادات التي يمكن أن نتوجه للفلسفة الماركسية في مقاربتها للدين؟

وقد اعتمد الباحث في مقاربة هذا الموضوع على منهجية محددة وهي مساءلة ورصد المداخل الفلسفية والوقوف على الآليات المنهجية التي اعتمدتها الفلسفة الماركسية، في تحليل الدين، فهي منهجية تتوخى رصد الآليات والمداخل والمحددات من خلال رؤية نقدية تستحضر مقتضيات التداخل الحاصل بين الموقف الفلسفي والموقف الأيديولوجي، كل ذلك في إطار مقاربة تكاملية، تستوعب مختلف عناصر التحليل الماركسي الذي يتداخل فيه الاقتصاد السياسي، والفلسفة، والاشتراكية العلمية.

تطرّقنا في تنظيم هذا البحث إلى عدد من العناصر تناولناها على الشكل التالي: المبحث الأول: في التحليل الاجتماعي والنقد السياسي والفلسفي للدين. ثم المبحث الثاني: في المحددات المفاهيمية في التحليل الماركسي، في حين نطرق المبحث الثالث إلى التحليل السياسي والإيديولوجي للدين. ثم أخيرا في المبحث الرابع تناولنا مرجعيات التحليل الماركسي والمؤسسة الدينية. واختتم البحث بملاحظات نقدية.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا