مِن نقْـدِ الاسْتشـراقِ إلى "سُوسْيولوجيا الإسْلام": جدليّةُ الشّريعَة والاجْتِماع في مَشْروع "وَائِل حَلّاق"


فئة :  أبحاث محكمة

مِن نقْـدِ الاسْتشـراقِ إلى "سُوسْيولوجيا الإسْلام":  جدليّةُ الشّريعَة والاجْتِماع في مَشْروع "وَائِل حَلّاق"

مِن نقْـدِ الاسْتشـراقِ إلى "سُوسْيولوجيا الإسْلام":  جدليّةُ الشّريعَة والاجْتِماع في مَشْروع "وَائِل حَلّاق"

ملخّص:

ينطلقُ هذا البحثُ من محاولة تحديد مفهوم «سوسيولوجيا الإسلام» باعتباره حقلاً معرفيّاً طارفاً، تتقاطعُ فيه مجموعة من التخصّصات المعرفيّة في دائرة العلوم الإنسانيّة، بقدر ما يستقلُّ بموضوعه الخاص. ويهدفُ هذا الحقل البحثي أساساً إلى البحث عن الروابط المُفترضة بين الإسلام والحداثة، ردّاً على تصوّر نمطي عن الإسلام باعتباره يقفُ عائقاً وسدّاً أمام محاولات التحديث. وتجادلُ هذه السوسيولوجيا الوليدة ضدّ فرضيّات سائدة حول الإسلام، أنتجتها حقولٌ معرفيّة ثلاثة وهي: حقلُ الاستشراق القديم والحديث، وحقلُ المركزيّة الغربيّة، وعلمُ الاجتماع الكلاسيكي. ومن هذه الفرَضيّات الشائعة حول الإسلام: نظريّة الاستبداد الشرقي، والاستثناء الإسْلامي في تقبل الحداثة، وغياب المُجتمع المدني في الإسلام... إلخ.

ثمّ يحاولُ هذا البحث أن يضعَ مَشْروع «وائل حلّاق» ضمن أبحاث سوسيولوجيا الإسلام، باعتبار مشروعه يمثل ردّاً صريحاً مباشراً وغير مُباشر على معظم الفرضيّات الغربيّة عن الإسلام، وبصفة خاصّة عن الشريعة الإسلاميّة. ولقد أبان «وائل» بالتحليل الدقيق عن الوهم الكبير الذي تقع فيه الدراسات الغربيّة للإسلام، حين تطابق بين الشريعة والقانون. وأيضاً الوهم الأكبر الذي أشاعته عبر فرضيّة «سدّ باب الاجتهاد». وقد كشف «حلّاق» عن الفعاليّة الاجتماعيّة الكبرى التي مارستها الشريعة في المجتمعات الإسلاميّة عبر الجغرافيا الكونيّة، وأيضاً عبر تاريخها الطويل، ورفع الغطاء عن الخصائص الحيويّة التي تتميّزُ بها الشريعة، بالقدر الذي جعل منها أداة ضبط اجتماعي هائلة، حكمتْ مختلفَ الأعراق والجنسيّات والثقافات، وأبانتْ عن مُرونة كبيرة في التعامل مع مختلف الظروف والمستجدّات.

إنّ الشريعة، كما كشف «وائل حلّاق»، ليست قانوناً مُجرّداً يُطبّق على المجتمع من فوق، بل هي ممارسة خطابيّة (حسب المفهوم الشهير لفوكو)، تتغلغل في عمق النسيج الاجتماعي، وتتّحِد معه أفقيّاً وعموديّاً. والفقهاء أيضاً طبقة خرجت من رحم المجتمع، وحملتْ همومه وتطلعاته، وعبّرت عن رغباته وآماله. ممّا يجعل المجتمع والشريعة كلّاً واحداً، ونسيجاً متوحّداً. ومن ثمّ فلا مجال لأيّة مقارنة بين الشريعة والقانون الحديث، وهي المقارنة التي أفرزت كمّاً وفيراً من الأخطاء والأوهام في الدراسات الغربيّة الحديثة للإسلام.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا