ولادة الإنسان كموضوع وموته كذات


فئة :  أبحاث عامة

ولادة الإنسان كموضوع وموته كذات

ملخص:

ينطلق هذا المقال من مفارقة أساسية يمكن صياغتها بطريقة استفهامية كالآتي: كيف للإنسان الذي لم يولد حتى أواخر القرن 18 وبداية القرن 19 بلغة "ميشيل فوكو" أن يتم الإعلان عن موته في نفس القرن من طرف العلوم الإنسانية؟

لمقاربة هذا الموضوع "العلوم الإنسانية بين ولادة الإنسان وموته"؛ سنوجه البحث أولا في مخاض الولادة، ولادة الإنسان كموضوع للمعرفة، وثانيا سنوجه البحث إلى تشخيص أسباب الموت، موت الإنسان كذات إنسانية وليس كذات عارفة، إذن كفرضية أولية، فالإنسان ولد كموضوع مع العلوم الإنسانية، ومات كذات معها أيضا. ولفحص صلاحية هذا القول وقابليته، بلغة كارل بوبر، سنعمل على تقسيم إشكالات الموضوع المطروحة إلى قضيتين أساسيتين، نرى أنهما تشكلان التمفصلات البارزة لهذه المقالة وهما: القضية الأولى: مشكلة الإنسان والحاجة إلى العلوم الإنسانية، وسيتمركز القول فيها عن البيولوجيا ونزع قداسة التعالي البشري، بالإضافة إلى الحديث عن أزمة العلوم وعلاقتها بالمنعطف الاجتماعي والأخلاقي. أما القضية الثانية، فسيكون مدار البحث فيها عن خطاب موت الإنسان في العلوم الإنسانية وعلاقتها بالمسألة الأخلاقية. وسأبين في هذه النقطة أن عبارة موت الإنسان في العلوم الإنسانية والاجتماعية، عبارة خادعة ومموهة؛ إذ يعتقد القارئ لها أن العلوم الإنسانية كانت سببا في موت الإنسان، إلا أن الأمر ليس كذلك، فهي لم تعمل إلا على الكشف عن اللامفكر فيه في الإنسان؛ بمعنى أن العلوم الإنسانية لم تمت "تقتل" الإنسان، بل فقط أعلنت وكشفت عن موته؛ أي نحن أمام قضية الإعلان أي الكشف عن أعراض الموت، وليس سببا في موت الإنسان. بداية من اكتشاف فرويد لفرضية اللاشعور (اللاوعي) وعلاقتها بموت الإنسان كذات واعية، لم يعد الأنا سيدا في بيته. وليكشف دوركايهم أيضا علاقة الضمير الجمعي بموت الإنسان كذات فردية (انمحاء الفردانية)، وليكشف ميشيل فوكو -هو كذلك- علاقة اللامفكر فيه بموت الإنسان كذات فاعلة... ليفضي بنا البحث والتحليل حول نشأة العلوم الإنسانية إلى أن مع هذه الأخيرة ولد الإنسان كموضوع من موضوعات المعرفة العلمية، ومعها مات كذات إنسانية لها خصوصياتها كالحرية والكرامة والوعي...

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا