دال تحتفل بإطلاق تقرير "الحالة الدينية المعاصرة في مصر" في نقابة الصحافيين بالقاهرة

فئة: أنشطة سابقة

دال تحتفل بإطلاق تقرير "الحالة الدينية المعاصرة في مصر"  في نقابة الصحافيين بالقاهرة

بعد أربعة أعوام من العمل، خرج إلى النور تقرير " الحالة الدينية المعاصرة في مصر" الصادر عن مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود، وتم الاحتفال بإصداره في مقر نقابة الصحافيين بالقاهرة، يوم الاثنين الموافق 20 فبراير (شباط) 2017، وسط تغطية كبيرة من وسائل الإعلام، وحضور مكثف من المثقفين المصريين والعرب، على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم.

تقرير الحالة الدينية الصادر في سبعة مجلدات، لقي اهتماما كبيرًا منذ اليوم الأول لعرضه في معرض القاهرة الدولي للكتاب، كما لقي حفاوة نقدية من عديد المثقفين، الذين رأوا فيه عملًا التزم الموضوعية، رغم تعرضه لفترة شديدة الحساسية من تاريخ مصر المعاصر، وهي الأعوام التي حفلت بأحداث ضخمة تداخلت فيها بعنف العناصر الدينية والسياسية والاقتصادية، ورغم ذلك وبحسب النقاد، احتفظ التقرير بمنهج موضوعي، جعله بعيدًا عن التجاذبات السياسية، ولا يحسب على أي تيار أو طرف من أطراف الصراع.

وأكد مراقبون أن التقرير التزم منهجًا وصفيًا علميًا شديد الموضوعية في رصد الحالة الدينية بتشعباتها في مصر في الأعوام بين 2010 و2014، ليحجز لنفسه مكانًا أصيلًا بين المراجع المؤرخة لواحدة من أهم فترات تاريخ مصر. ذلك المنهج الوصفي الموضوعي، ظهرت آثاره في الاحتفالية، فقد أرسل مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، الدكتور أسامة الأزهري، تسجيلًا صوتيًا للحضور في حفل إطلاق التقرير، يؤكد فيه على تشجيعه التام وسعادته بهذا العمل البحثي الضخم، وفي نفس الوقت الذي أرسل فيه الأزهري رسالته، كان مثقفون وصحافيون من كافة الأطياف السياسية، يجلسون متجاورين في الحفل مؤكدين أن التقرير استطاع أن يجذب إليه أنظار المثقفين من مختلف التيارات، بوصفه عملا علميا رصينا، بعيد عن الحسابات السياسية الضيقة.

بدأ حفل إطلاق التقرير بالجلسة الأولى، التي اشتملت على كلمة للأستاذ عصام فوزي المدير التنفيذي لمركز دال، والذي قال: إن التقرير يعد إضافة تراكميّة إلى ما سبق من دراساتٍ وأبحاث، حيث شارك في إعداده ما يقارب 150 باحثاً، وأن التقرير حاول الحفاظ على الطابع الوصفي الدقيق، والتحليل العلمي المنضبط لأنماط التدين ومؤسساته في مصر، كما أشار إلى اقتراب صدور مادة بحثية جديدة من دال بالتعاون مع مؤمنون بلا حدود، عن أطلس التدين في الوطن العربي بأكلمه، ليكون امتدادًا لمهمة المركز البحثية في هذا الصدد.   

وفي كلمته أوضح  الدكتور يونس قنديل رئيس مجلس أمناء مؤسسة مؤمنون بلا حدود؛ أهمية التقرير والنقاط الأساسية فيه والهدف منه، وناقش الخطوط العريضة أمام الحضور، مؤكدا أن فكرة التقرير كانت سابقة على تأسيس "مؤمنون بلا حدود" التي بدأت نشاطها في عام 2013 م، وتختص بتنشيط البحث المعرفي في الحقول الثقافية والمعرفية عمومًا، والدينية خصوصًا، وتكرس اهتماماتها  على دراسة منظومة الأفكار المؤسسة للعقل الثقافي الكلي في المنطقة، وتسعى في الشق العملي إلى اختبار اجتهادات المفاعيل الثقافية والفكرية والمجتمعية في الفضاء العربي الإسلامي، نظريًا وواقعيًا.

وبعد ذلك، تم عرض فيلم قصير يشرح أهم النقاط المذكورة في المجلدات السبعة .

وفي الجلسة الثانية، التي أدار تفاصيلها الأستاذ عصام فوزي المدير التنفيذي لمركز دال تحدث نخبة من الباحثين الرئيسيين في التقرير، وهم على الترتيب: الباحث الاقتصادي الأستاذ عبد الخالق فاروق، والأستاذ سليمان شفيق والأستاذ أكرم الألفي، والدكتور كمال مغيث، والدكتور سامح إسماعيل رئيس هيئة تحرير التقرير. واستعرض الباحثون أهم المحطات البحثية التي عملوا فيها أثناء إعداد التقرير نظريا وميدانيا.

وبعد الجلسة، تم التنويه بالأفلام الوثائقية التي أنتجها مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي في السنوات الماضية، والتي تتماس مع التقرير في عديد النقاط، ومنها: "عن يهود مصر... نهاية الرحلة"، و "رب قلوب" و"الطريق إلى رابعة"، و"الأزهر.. مواطن وإمام وسلطان"، و "من مصر دعوت ابني"، و"مدد" و"سفر التمكين"

بعد ذلك، بدأت تفاصيل الجلسة الثانية، والتي أدارها الدكتور سامح إسماعيل مدير الأبحاث بمركز دال، وتحدث فيها أستاذ علم الاجتماع ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية الدكتور سعد الدين إبراهيم، والأستاذ أيمن الصياد رئيس تحرير مجلة وجهات نظر، وفي كلمته أكد إبراهيم على أهمية التقرير الذي يشرح الحالة الدينية في مصر بمنتهى الموضوعية والمنهجية، مؤكدا أن ما تم يشبه ما فعله علماء الحملة الفرنسية حينما كتبوا مجلدات (وصف مصر)، بينما أثنى الأستاذ أيمن الصياد على الجهد البحثي الكبير، مؤكدا في كلمته على مركزية الدور الذي يلعبه الدين في شتى مناحي الحياة.

وشهد الحفل حضور نخبة من كبار المفكرين والكتاب منهم: الدكتور أحمد سالم أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة طنطا، والدكتور عمار على حسن، والدكتور محمد حسين أبو الحسن الكاتب بالأهرام، والأستاذ حلمي شعراوي، والكاتب الصحفي بالأهرام الأستاذ محمد حربي، والدكتور عاصم حفني أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة ماربورج الألمانية والأب وليام سيدهم، والأساتذة: أحمد بان ومحمد بركة وبشير العدل، وكريم شفيق، ومنى الشوربجي وغيرهم

كما لقي حفل تدشين تقرير الحالة الدينية المعاصرة في مصر، اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا، حيث حرصت عديد وسائل الإعلام على التواجد والالتقاء بالباحثين المشاركين في التقرير، وكانت أهم وسائل الإعلام المرئية الحاضرة، قناة DMC، والغد العربي، والحرة، وCBC، وTen. وعشرات الصحف والمواقع الإخبارية.

وبالاقتراب أكثر من التقرير وطبيعته، نجده مكونا من سبعة مجلدات،  الأول تناول وضع المذاهب والمؤسسات الرسمية الدينية الإسلامية في مصر، بينما تناول المجلد الثاني المذاهب والمؤسسات الرسمية الدينية لـ"الأقباط ـ اليهود ـ المهمشين دينياً"، فيما تناول المجلد الثالث التكوينات الأهلية غير الرسمية ذات الطبعة الدينية، ورصد المجلد الرابع كل ما يتعلق بالقوى الدينية والسياسة والإعلام والاقتصاد في الـ4 سنوات محل الدراسة بمصر، وتناول المجلد الخامس آليات وتوجهات الخطاب الديني تحت عنوان" الخطاب الديني: آلياته وتوجهاته".

فيما اشتمل المجلد السادس على الأسس القانونية والدستورية للمرجعيات الدينية، تحت عنوان "المرجعية الدينية في الإطار القانوني والدستوري"، وكان المجلد السابع هو درة العقد المتمثلة في "الدراسة الميدانية"، التي أعطت للتقرير بعدًا علميًا أكثر رصانة.

كان الدافع وراء هذه الدراسة الموسوعية بحسب صانعيها، هو إعداد دراسة وافية عن الحالة الدينية في مصر، بعدما كانت ظاهرة التدين ظاهرة تتسم بالتركيب والتعقيد، إذ يتداخل فيها ما هو تعبدي محض مع ما هو اجتماعي، وثقافي، واقتصادي وسياسي، ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى دراسة الظاهرة في شموليتها، حيث لا تكتمل ملامح الظاهرة إلا بإخضاعها للدراسة في أبعادها كافة.

جدير بالذكر أن عبارة "تقرير الحالة الدينية في مصر" ليست غريبة على الحقل الثقافي المصري، فقد كان لمؤسسة الأهرام تجربة رائدة في تسعينيات القرن الماضي في ذلك الشأن، لكن تقرير الحالة الدينية بحسب المدير التنفيذي لمركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي عصام فوزي، هو مهمة دائمة، لا بد أن تستمر وتتراكم المجهودات بها، فهذا الرصد العلمي لحالة التدين في الوطن العربي هو مهمة لا تنتهي بحسبه.