310
2016 )9(
العدد
*
محمد اشويكة
) لمخرجيه: الألماني «ڤيم ڤاندرس»
2014
فيلم «ملح الأرض» (
والمصور الفوتوغرافي البرازيلي «خوليانو ريبيرو سالگادو»
يبدأ أولى لقطاته بصور ثابتة أصلها أرشيفُ صور فوتوغرافية
بالأبيض والأسود للباحثين عن الذهب، والشبيهة بمآسي
الذين قامت على أكتافهم أعباء المنجزات الكبرى كبناء
الأهرامات وأبراج بابل وشق الطرقات والسكك الحديدية في
شتى أنحاء المعمورة، فغالباً ما يعني التصوير بالأبيضوالأسود
العودة إلى الوراء، وتدلّ المزاوجة بينه وبين الألوان على التأرجح
بين الماضيوالحاضرلإحداثمقارناتمفارقة ودالة على تعميق
الشعور بالمأساة أو تجديد لحائها ونسغها.
جال المصور العَا َ، وزار بلداناً كثيرة؛ إذ بدأ رحلته الفوتوغرافية
الفيلمية من أندونيسيا، وبالضبط من إحدى شعوبها الأصلية
المنسجمة مع الطبيعة ضمن نمط عيش فريد، ثم رحل إلى النيجر
) وخاصة
1984
-
1977
) وأمريكا اللاتينية فيما بين (
1973
(
الإكوادور وبوليڤيا والبيرو، ليقدم لنا ألبوماً /فيلماً/ وثيقة عّ
س َّه «أمريكا أخرى» كفضاء مغاير، غني بطبيعته وثقافته التي ركز
فيها على دعم الدين للتحرر، أو ما وسمه بـ«تيولوجيا التحرر»،
فضلاً عن انتباهه إلى اختراق الموسيقى لحياة الناس. وتذكرنا هذه
الرحلة بتلك التي قام بها «تشي غيفارا»، والتي استلهمها المخرج
البرازيلي «والتر ساليس» في فيلم له تحت عنوان «مذكرات سفر»
.]
2004
[
فيلم «ملح الأرض»
أو
كيف تعمّق الصورة
الجميلة الألم؟
يتحدث «خوليانو» أمام كاميراه أو كاميرا «ڤاندرس» عن
فن البورتريه وفلسفته القائمة على تواطؤ الشخص المُصَوّر مع
المُصَوّر؛ إذ لا يصور الثاني الأول، بل يهدي الشخص الصورة
للفنان الذي يجب عليه أن يلتقط في زمن وجيز تلك الحمولة
اللحظية المشحونة بالأحاسيس والدلالات فتكون عاكسة
للدواخلفيمنتهىعفويتها وتلقائيتها؛ ومنهنا نفهم أنّ البورتريه
الذي يقترحه الفيلم هو الإطار العام لهذا العمل الفني، لأنه يحقق
تماهياً متفرداً في تاريخ السينما بين ما هو وثائقي ودرامي، ويمزج
بينهما بشكل سلس ومعقد في آن واحد؛ الفيلم وثيقة عن المصور
«خوليانو»، وعن الأرض، وعن المأساة الإنسانية.
) لينغمس في سؤال
1983
-
1981
يعود المصور إلى البرازيل (
الموت وعلاقته الفينومينولوجية بالحياة، فمن ينتبه إلى كراء توابيت
الموتى الموضوعة جنباً إلى جنب مع بقية الأشياء الأخرى كالخضر
والسلع فسوف يقفُ بالملموسعلى أنّ الموترديفللحياة وقرين
لها، وأظن أنّ من يتأمل الشريط سيجد أنّ مداره حول تمثلات
الإنسان للحياة والموت كثنائية غير منفصلة عن كينونته.
،)
1986
-
1984
ينتقل المخرجان إلى دول الساحل الإفريقي (
وبالضبط إلى إثيوبيا ومالي،، ليرصدا بشكل صادم الوَهَنَ البشري
أدب وفنون: سينما
كاتب وناقد من المغرب.
*




