318
2016 )9(
العدد
صوتها المخنوق للعالم، وقد سعى نذير نبعة دائماً إلى وضعها في
مكان يضج بمؤثثات تراثية فاتنة، مستغلاً بذلك كلّ مساحات
اللوحة، وكان يسوّغ هذا بغاية جمالية وتواصلية، يتحدث عنها
قائلاً: «أعتقد أنّ اللوحة هي نوع من الاتصال بالآخر. فأنا رسّام
وعلاقتي بالآخر هي إنتاجي الفني. وعندما تكون لديّ رغبة
في عرض أعمالي فيجب أن يرافق هذه الرغبة احترام للمتلقي،
هذا الاحترام يوازي احترام العمل وينبع منه. ومسؤوليتي عن
كلّ بقعة في اللوحة مهما صغرت تعبير عن فهمي لهذا الاحترام.
وربما شاهدتذلكفي التصميمات الشرقية: السجاد والتصميمات
الخشبية المصدفة والتكوينات الهندسية في الرخام أو في تلك
.
7
المؤلفات الزخرفية البنائية»
أصابع من ياسمين
بعدما ساءت الأمور في سوريا، وأصبح الحال غير الحال،
نجد أحد أصدقاء الفنان نذير نبعة يسأله عن أموره ويحكي لنا
جوابه، يقول: «سألته عن أحواله المادية في ظلّ ما يجري من فظائع
في سوريا، فأجابني إنه لم يحتجْ أحداً، وإنّ أصابعه ََتْهُ وقتَ
الشدّة، حيث بقيَ بعضُ مريدي الفن على وفائهم. ثمّة أصابع من
. بهذا الرأي البسيط والعفوي، يكون
8
ياسمين، فقط من ياسمين»
نذير نبعة قد منح المادة الصباغية الوظيفة الواقعية التي تربطها
بالعيشوالحياة، الصباغة هي القوت اليومي، والفنان مثل الصانع
والحرفي الذي يأكل من عرق جبينه، ولا تمنعه الرومنسية القابعة
في الصورة ورسمها أن يُعقلن نشاطه الإبداعي، ويوجّهه حسب
رغبات ترقية الذوق لدى المجتمع، وتبجيل الجميل الذي ينور
العالم، وهنا يتحقق التوافق ما بين الغوصفي أعماق الروح للتعبير
عن جوانيتها، وما بين الانتعاش برذاذ الحياة البادية للعيان.
ـ من حوار مع الفنان، أجراه وحيد تاجا، منشور بالموقع الإلكتروني لدار الفكر.
7
ـ من لقاء بالفنان، أجراه بومدين الساحلي، جريدة السفير، الموقع الإلكتروني،
8
الرابط:
http://assafir.com/Article/212478108/أدب وفنون: تشكيل
أحمد لطف الله




