323
2016 )9(
العدد
النقاب أو أن تضع عليه الحجاب كي لا يفتن، ولكن، هل الفتنة
مثارها الوجه؟ تسير لوحات الفنانة عكسذلك، فهي تبرز مفاتن
الجسد عبر الالتواء، وإظهار المقعرات والتجاويف والانتفاخات
والاستلقاءاتوالامتداداتوالتداخلاتوغيرها، ليكون الجسد
موضوعاً للرغبة وباعثاً عليها. وما حركات الجسد المنتظمة داخل
فضاء اللوحة البصري، المضبوط على إيقاع لوني مثير، لَيُحَاوِل
فك تناقضات الجسد الأنثوي، ومن خلاله الجسد الإنساني عبر
توظيف ثنائي للمتناقضات: مقاومة/انزام، نضة/سقوط،
نفور/ضمور.
الحركة مجال بحثي خصب تتدارسه العلوم والفلسفة والرياضة
والفن وغيرها، ولكنّ الفنانين يستثمرونا بنوع من الدقة
المشحونة بالإحساس، لأنّم يحمّلونا همومهم الفردية التي
يمكن أن تتقاطع مع ما يتمثلونه عن الوضعيات الفنية التي
يتأملونا. فعندما انشغل الفن بالحركة كان هدفه القبض على ما
ينفلت من الإنسان، وكذلك كان ديدن النحاتين والفوتوغرافيين
والتشكيليين الذين يلجؤون إلى تقنيات الإخراج وتدبير الحركة
والنظر لتثبيت اللحظة/الحركة لتصير جزءاً من حركة التاريخ.
وقد نعثر في لوحات سعاد بياض على جملة من الاشتغالات
المنشغلة بتعميق البحث في حركة الجسد، وتحويلها إلى فرجة
بصرية على القماش.
اختارت سعاد بياض تشكيل الجسد على لوحاتها مُد َِْة
الذكوري بالأنثوي، والأنثوي بالذكوري، مع إعطاء الأولوية
الكبيرة لجسد المرأة، تاركة الأسئلة تتناسل لدى كلّ من يقف
أمام لوحاتها الضاجة باللون والحركة، لا سيما أنّ الانمام بالجسد
مدخل لتحرير الإنسان والحركة البشرية، ما دامت الأكثرية في
مجتمعاتنا تريد تحجيم حركاته وإخضاعه لسلطها القامعة. ومن
هنا، يمكن اعتبار الفن مدخلاً أساسياً لنشر فكر الحداثة التي
تتبنى إزالة الطابع القداسي عن الجسد، واعتباره رأس المال
الحيوي للإنسان، لفهم شرطه الوجودي الذي تنبثق عنه أشكال
الفعل كلّها.
سعاد بياض... الجسد وحركاته الثابتة والمتحركة
أدب وفنون: تشكيل




