Next Page  320 / 362 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 320 / 362 Previous Page
Page Background

320

2016 )9(

العدد

محمد اشويكة

تتميز التجربة التصويرية والصباغية

للفنانة التشكيلية سعاد بياض باشتغالها

المكثف والمُرَكّز حول الجسد الأنثوي،

الذي يتميز بجرأة واضحة وجسارة

مدعومة ببحث في الشكل واللون، كما

أنّ تقنيات رسمها لجسد المرأة وخلق

عالم تشكيلي حوله متميزة، لأنّ تلك

الموضوعة جاذبة ومُؤَهّلَة لأن تحيط بها

سلسلة من الأفكار المسبقة والتبسيطية

والجاهزة في مجتمع تتوجس فيه بعض

الأصوات من تحرير الفن من سلطة

الرقابة الاجتماعية وغيرها من السلط

المعيقة لحريّة التأويل والإبداع.

تناول عدّة فنانين مغاربة تيمة الجسد، واتخذوا من هيئته أو

هيكله مكوّناً بصرياً لتشكيل عوالمهم داخل اللوحة، ومن أبرز

التجارب تلك التي راكمها محمد القاسمي وعباس صلادي

ومحمد أبو الوقار وعبد الكريم الأزهر وبوشتي الحياني وماحي

بنبين والحسين آيت أمغار وحميد بوحيوي...، إلا أنّ التشكيلية

سعاد بياض ترسم الجسد بطريقتها الخاصة التي تجعله وعاء

حاملاً لمعاني الحياة المفعمة بالشغف والتعطش للانعتاق من كافة

أنواع الانكفاءات الحادة من الانطلاق نحو أفق فسيح للفعل

ومعيقات الحركة، وكأنّا تنتقد تلك القيم التي تدثر الجسد وتريده

أن يتوارى خلف الأسوار والحواجز والستارات والأحجبة

والأقنعة والفواصل.

تتحرر الحركة التشكيلية في لوحات سعاد بياض للتعبير عن

التطلع نحو أفق لا يَمَنّ على الجسد كما يحدثفي مجتمع تهيمن فيه

الثقافة الذكورية. إنّ الجسد الفني سائر عكس الواقع، نحو القفزة

التي تحقق انعتاقه من الانحناء والوجل المفروض بغية تحقيق

حريّة فعلية تضمن الاعتراف بالحركة الحرة في الواقع وعلى امتداد

اللوحة التي غالباً ما يملأ الجسد الأنثويجلّ مساحتها، وتكتسح

سعاد بياض

الجسد

وحركاته

الثابتة

والمتحركة

أدب وفنون: تشكيل

محمد اشويكة