321
2016 )9(
العدد
الألوان المفتوحة والساخنة رقعتها.
إنّ انتشار الجسد بأشكال متباينة
يمنح العين مساحة لتأويل الألوان
وإشباع الفانتازمات اللاشعورية
المقموعة لدى الأفراد.
تسعى اللوحة إلى تثبيت الجسد
كأيقونة بصرية تحقق الانشداد
والبهجة، وتدفع للتخلص من رؤية
ما اعتدناه وما سبق حشوه في المخيلة
الجمعية من صور نمطية سلبية حول
الجسد الأنثوي المغلف في الأثواب
القاتمة والداكنة، والوجوه الأنثوية
الكئيبة المنكسة. فبالرغم من أنّ
ملامح الوجه غير واضحة إلا أنّا
تفصح عن فرح يطمس ويمحو
تدريجياً تاريخ الحزن المتجلي في
طبقات اللون السوداء والرمادية
المندسّة في ثنايا اللوحات، فلا
يمكن أن نفصل اللون عن المعنى
في كلّ لوحة مهما اختلفت تقنيات
الصباغة والتصوير واللعب
بالأشكال المشكلة للأجساد، وكأنّنا
أمام تشكيلة من الأجساد الخاضعة
لتصور هندسيخاص.
توظف سعاد بياض تقنية النفخ
على الصباغة لتشكيلجسد الأنثىفي
لوحاتها المينيمالية، وهي تقنية تستعير
النفخ من الأسطورة، وتستوحيه من
المتون الدينية التي تعلم بالنفخ الإلهي
في جسد مريم العذراء لتنبثق الحياة من داخل جسدها.
أعمال الفنانة تولّد وتثيرعدة أحاسيس في نفسية المتلقي، تتولد
إثر اللقاء الأولي بين العين والعمل الفني ككل، ثم سرعان
ما يبدأ التركيز على بعض التفاصيل المثيرة والمتناقضة: اللذة/
سعاد بياض... الجسد وحركاته الثابتة والمتحركة
الألم، البهجة/الاكتئاب، العري/الاكتساء، الشبق/الاحتشام،
الارتياح/الغم...، فاللوحات مطبوعة بألوان ساخنة وأخرى
باردة، قاتمة/مشرقة...، وهي تدفعك إلى الرغبة بالمعنى
الدولوزي للكلمة، أي أنّ جوهرها يتمثل في الغياب ممّا يشرّع
البابعلى التخيل بشكل استيهامي. فإذا ما تأملنا لوحة «أوسيانو
أدب وفنون: تشكيل




