"أسئلـــة الهويَّــــــــات" في المجتمعات المتعدّدة الثقافات بين الوحدة والانقسام


فئة :  أبحاث محكمة

"أسئلـــة الهويَّــــــــات" في المجتمعات المتعدّدة الثقافات بين الوحدة والانقسام

"أسئلـــة الهويَّــــــــات"

في المجتمعات المتعدّدة الثقافات بين الوحدة والانقسام([1])


ملخص:

يشغل موضوع الهويّات حيّزاً غير قليل في دراسات علوم الفلسفة والسياسة والقانون والاجتماع والإدارة والاقتصاد وغيرها، وقد ارتفعت وتيرة الجدل في ثمانينيّات القرن الماضي، سواء على المستوى الداخلي أم على المستوى الدولي، وخصوصاً في المجتمعات المتعدّدة الثقافات. وكان لانهيار جدار برلين في عام 1989 وتهاوي الأنظمة الشموليّة في أوروبا الشرقيّة أثره الكبير في اندلاع الصراع بين هويّات "كبرى وصغرى" و"تابعة ومتبوعة"، و"عليا ودنيا" و"قويّة وضعيفة" و"أغلبيّة وأقليّة"، وهي المصطلحات التي رافقت هذا الصراع، على الرغم من ميلي إلى تسميتها "هويّات كليّة" و"هويّات فرعيّة"؛ بمعنى أنَّ الأولى عامَّة وشاملة والثانية جزئيّة ومحدّدة.

وقد عرّض الكيانات الكبرى والمقصود بذلك (الدول والمجتمعات المتعدّدة الثقافات) للتصدّع، وخصوصاً بانتعاش الهويّات الفرعيّة التي وجدت الفرصة مناسبة للتعبير عن وجودها وكيانيّتها بعد طول انتظار وكبت وشعور بالغبن والحرمان، ناهيك عن شعور بوهنٍ أو ضعفٍ في "المواطنة" بسبب التمييز وسياسات الإقصاء والتهميش وعدم المساواة.

ولعلّ سؤال الهويّة هو سؤال قَلَقٍ واضطراب، وتنشغل به التيّارات الفكريّة والسياسيّة كلّما مرّت بأزمة أو شعرت بانسداد أفق، ومثل هذا السؤال اليوم ينصرف للإجابة عنه والتفكير به العديد من الحركات والجماعات، خصوصاً وأنَّ مجتمعاتنا تشعر بأزمة عميقة، سواء على صعيد الحكم أم خارجه، لا سيّما إزاء الاستتباع الخارجي من جهة، أو إزاء الاستلاب الداخلي من جهة أخرى، وخصوصاً للمجاميع الثقافيّة الإثنيّة والدينيّة واللّغويّة والسلاليّة وغيرها.

وقد كان هذا السؤال يواجه البشر منذ القِدَم، سواء على المستوى الفردي أم على المستوى الجماعي: من أنا؟ أو من نحن؟ ثمّ يستكمل هذا السؤال من خلال أسئلة أخرى لما يمثّله الإنسان، نشأة وانتماءً كمعطى أوّل، وفيما بعدُ عملاً وصيرورة، كمعطىً ثانٍ.

يتناول البحث عاملين أساسيين لعبا دوراً كبيراً في إبراز الهويّات الفرعيّة في العقود الأخيرة المنصرمة وهما:

1- العولمة

2- ارتفاع رصيد فكرة حقوق الإنسان

كما يسلّط الضوء على إدارة التنوّع حين تكون ناجحة فتتعزز الدولة وهويّاتها العامّة والفرعيّة، وتصاب الدولة بالرخاوة والتفكك إذا لم تستطع تدبير التنوّع أو لم تحسن إدارته، ويتوقف البحث عند حكم القانون وما يتعلّق به.

ويتناول البحث في عنوان آخر ثقافة الهويّة وهويّة الثقافة، ويسأل في عنوان فرعي آخر عن الهويّة أكانت مغلقة أم مفتوحة، لينتقل إلى نقد الهويّة ذاتها استناداً إلى هويّة النقد، ليصل البحث إلى أزمة الهويّة وأسبابها المتعلّقة بنقص الشرعيّة والتمثيل في الدولة الوطنيّة وعدم الاعتراف بحقوق المجاميع الثقافيّة التي تُسمّى مجازاً بـ "الأقليّات".

وقبل أن يختتم البحث يخصّص عنواناً فرعيّاً للأوهام التي عاشت معنا بصدد الهويّة ويحدّدها بخمسة أوهام؛ بعضها يتعلّق بالدول الصناعيّة والمتقدّمة والديمقراطيّة وبعضها يتعلّق بالعالم الثالث وما يُسمّى بالدول النامية، ليختتم بالسؤال المحوري: ما الهويّة؟ وكيف السبيل إلى الإقرار بالتنوّع وحقوق الآخر وحقّ الاختلاف، ولا سيّما عبر حوار مجتمعي وحقوقي يشارك فيه الجميع ويبحث عن المشترك الإنساني؟

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


[1]- نصّ المحاضرة التي نظّمتها "مؤسّسة مؤمنون بلا حدود" بصالون جدل، الرباط، بتاريخ 23 يونيو 2018، والتي ألقاها الدكتور عبد الحسين شعبان.