إشكالية الحداثة في بين عقلانية الغرب وتبعية الشرق


فئة :  مقالات

إشكالية الحداثة في بين عقلانية الغرب وتبعية الشرق

إشكالية الحداثة في بين عقلانية الغرب وتبعية الشرق

كريم حدادي

تمهيد

كان العرب المسلمون، إلى حدود انهيار الإمبراطورية العثمانية، ينعمون بحضارة يحسدون عليها؛ بينما كان الأوروبيون يعيشون أصعب مراحلهم التاريخية، إلا أنهم استطاعوا بعد ذلك خلق أنظمة سياسية واقتصادية وثقافية، خولت لهم الرقي والتقدم، فأصبحوا يلقبون أنفسهم بـالأمم الحديثة والمتطورة؛ بينما كتب على العرب المسلمين - وغيرهم - أن يتخذوا موضعا في القاع، بعد أن وجدوا أنفسهم مجردين من كل شيء، من أفكارهم ودينهم وأوطانهم وترابهم، بل حتى من ملابسهم الأصيلة. ويرد ذلك لأسباب مختلفة، منها ما هو متعلق بتدخل القوى الغربية في شؤونهم السياسية والاجتماعية والأخلاقية والثقافية من جهة، ومنها ما يرتبط بضعف وعجز "الذهنية" العربية على مجابهة هذا الوضع المتدهور.

في هذا البحث المتواضع، سنتناول موضوع الحداثة بين الشرق والغرب، لنوضح إلى أي حد تعتبر "الحداثة" الغربية نسبية؛ وذلك لكون هذا المفهوم يمرر مجموعة من المغالطات؛ أولها أن "الحداثة" هي، كما قال طه عبد الرحمان، "حال ومآل" وبالتالي، لا يمكن أن نصف شيئا ما بالحديث إلا إذا اكتملت عملية "تحديثه. والتحديث هو عملية تفرض مواكبة الظروف الزمكانية والاجتماعية والسياسية. وهي عملية منطقية، عكس الحداثة.[1]

كما سنحاول توضيح الغلط الذي اقترفه العرب المسلمون، الذين انكبوا على الثقافة الغربية انكبابا بعد أن شعروا بأنهم أقل "تقدما" منهم على جميع الأصعدة، بما في ذلك نمط العيش.

فما معنى الحداثة؟ التحديث؟ وكيف أثرت هذه المفاهيم على حال المجتمعات العربية الإسلامية؟ وإلى أي حد أضعف الغرب العرب وما تأثير حركة "الاستشراق" في تعطيل عجلة تقدم الفكر العربي وبالتالي المجتمع العربي، وإلى أي حد يمكن الحديث عن "عقلانية عربية" أو "عقل عربي"؟

I - هوس وسكيزوفرينيا الحداثة من الشرق إلى الغرب

1 - جدلية "التحديث" و"الحداثة"

لقد أصبح الحديث عن التطور والحداثة والتقنية إلزامية العصر. وهذه الظاهرة لها جذورها التاريخية، ولعل هذا ما يشفع لنا باختراق معيار الزمن، حتى نتمكن من العودة به إلى حيث نشاء، راجين بذلك تكوين صورة أكثر وضوحا، عما يشكل موضوع دراستنا؛ لأن التاريخ - كما قال محمود عوض، يخبرنا بأن "كل الإنجازات الرائعة في حياتنا الآن، تمت بفضل أناس تمردوا في الماضي"؛ أي إن الحاضر، بناء على هذا القول، ما هو إلا نتيجة للماضي!

وبالتالي، فالعودة إلى الوراء ستقودنا إلى واقع مر، عاشته المجتمعات العربية الإسلامية، بما في ذلك الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ آثار وندوب الاستعمار واضحة وبجلاء: تعيش هذه المجتمعات انفصاما في الشخصية وتدهورا في الهوية. والأسباب في كل هذا الضعف والتبعية، عكس ما تعرفه المجتمعات الغربية "الحديثة"، تكاد تكون مشتركة ولها ماضٍ من نفس النوع.

بداية، وحتى نكون أكثر دقة، نحيلكم على كتاب الدكتور "عباس محمود العقاد" الموسوم بـ"أثر العرب في الحضارة الأوروبية"، إذ يوضح فيه، بكل أكاديمية ودقة تاريخية، كيف ساهم العرب المسلمون في نشأة وتطور الفكر الغربي، وكان أن تأثروا - المفكرين الغربيين - بهم بل نقلوا علمهم ونظرياتهم وأدبهم وترجماتهم، إلى مختبراتهم، فكان أن تمكنوا من المضي قدما، مؤسسين بذلك مدارسهم وجامعاتهم التي يرتادها وارتادها أعظم مفكرينا. لقد أفلحوا، إلى حد ما، في تأسيس مجتمع غربي، كان عليه أن يكون كما هو. وشاءت الظروف أن يتطور طبقا لقوانينه ولرؤيته، والأهم هو ماضيه. لقد استفاد الغرب من ماضيه وماضي الشعوب التي استنزف ثرواتها، استفادة مجدية ظاهرة وبجلاء.

لكن، إذا كان الغرب قد حقق من الإنجازات ما يشفع له بوصف نفسه بـ"الحداثي"، إذا كانت النهضة الأوروبية وفكر الأنوار وإنتاجات فلاسفته ومثقفيه، قد اتجهت "لنقد السلطة الدينية والسياسية"[2] باعتبار الوضع المحرج الذي كانت تترأسه الكنيسة آنذاك، وباعتبار "حروب الأديان"[3] أو ما يسمى بـ"الحروب الصليبية"، تلك التي كانت من أقوى المعارك الفعلية والأيديولوجية بأوروبا، والتي دارت بين "الكاثوليك" و"البروتستانت"، بالاستناد إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية، بما في ذلك المجازر والمذابح والشطط في السلطة - الشيء الذي قد دفع "مارثن لوثر"[4] لقيادة حركة الإصلاح الديني، واعيا بذلك كمفكر وكرجل دين، رأى في محيطه نوعا من "الانحطاط" و"التدني" و"الرجعية" و"العنف" و"اللامعقول"، فاندفع إلى الإصلاح ولولا اندفاعه لظلت أوربا غارقة في الظلمات - فبإمكاننا القول بأن الحضارة الغربية لها هي الأخرى مساوئها.

2 - "التحديث"

لا شك في أن هذه الصراعات آنفة الذكر، موجودة لا محال في عصرنا هذا، وبالتالي فالغرب لم يحقق المثالية التي نادى بها "توماس مور" ورفاقه، ولم يحقق العدالة الاجتماعية، بل لم يفهم معنى الحداثة بعد، ما دام أنه ينظر إلى التقاليد أو للإرث باحتقار وحيرة، ولا يزال يتردد في انتقاء الإيجابي منه وترك غير الإيجابي، "ما ينبغي أن يؤخذ من هذا التراث وماذا ينبغي أن يترك؟"[5]؛ فالغرب حتما لم يحقق الحداثة، بل أضحى يخلط بين الحداثة "modernisme" والتحديث "modernisation"، حيث إن التحديث يعني: "التصنيع والبنية المهنية المعقدة والزيادة في الثروات ومحو الأمية والتوسع في المدن، و"التغريب" أو "الحداثة الغربية"، باعتبارها نموذجا للتحديث الغربي. لكن التجارب بينت أن "التحديث" شيء غير الحداثة الغربية. فـ"التحديث" كلمة تدل على الفعل والحركة والاندفاع نحو تحقيق نموذج ما وصولا إلى حال أو وضع متطور عن نقطة المنطلق...[وبما أن الحداثة هي حال ومآل يصله الإنسان بناء على تحديث يقوم على مبادئ عقلانية - مما جعل طه عبد الرحمان يسميها "روح الحداثة"، ومن بين هذه المبادئ، "الرشد" و"النقد" و"الشمول". -]، فإنها تدل على السكون وتآكل الحركة واختفاء الذات"[6].

3 - الحداثة

وبالتالي، تبدو في نظرنا "الحداثة"، كغاية مثلى، أو كتكامل شمولي، كلي، جذري، منطلقه العقل، ومنتهاه العقل بعد أن انفتح عن العالم بشكل وأسلوب منهجي يخول للإنسان باختلاف ثقافته ولغته ومعتقداته، أن يهتدي إلى حقيقة واحدة تفسر الوجود، - ونحن لا نقصد هنا دعاة "وحدة الوجود"[7] أو "الحلول" أو "الاتحاد" - وتمسح كل إمكانيات الشك والصراع، وتهدف أساسا ومبدئيا إلى جمع شمل العالم بعد أن قهره التفكيك والتفريق والتفصيل.

ويعرف البعض الحداثة بأنها "قطع الصلة بالتراث"، أو إنها "طلب الجديد"، أو إنها "محو القدسية من العالم"، أو إنها "العقلنة"، ـ أو إنها "الديمقراطية"، أو إنها "حقوق الإنسان"، أو "قطع الصلة بالدين"، أو إنها "العلمانية"[8]، ولعل هذا هو مفاد الحداثة الغربية التي أدت إلى نشأة تيارات فكرية تنادي بالثورة على المادية وتفشي مبادئها الجافة، غير الروحية، المنددة بالتحرر من الدين والأخلاق والقيم الإنسانية.

فإذا كانت الحداثة هي "قطع الصلة بالتراث"، فهل هذا يعني أن "التراث" هو نقيض الحداثة؟ وإذا كانت تعني "طلب الجديد"، فما العيب في "القديم"؟ أو "الأصيل"؟ وإذا كانت تعني "محو القدسية عن العالم"، فهل هي نقيض الدين والأخلاق؟ وإذا كانت تعني "العقلنة"، فهل هذا يعني أن التراث غير عقلاني؟ وإذا كانت تعني "الديمقراطية"، فهل الموروث أو القديم أو الأصيل يتنافى مع المساواة، ويعني بالمقابل "الاستبداد"؟ وإذا كانت تعني "حقوق الإنسان"، فهل "القديم" مسؤول عن سلب الإنسان حقوقه؟ وأخيرا، إذا كانت الحداثة تضع العلمانية كمعيار وماهية لها، فهل هذا يعني أن "الدولة" و"الدين" هما نقيضا الحداثة؟

4 - العقل العربي بين العقل والنقل

لعل التناقض الجدلي الذي هو بالطبع جوهر وماهية اهتمامنا، هي كون العالم العربي الإسلامي انساق وراء ما يسميه "حليم بركات"[9] بالعقلانية "النقلية"، وهي عكس "العقلانية النقدية"، حيث إن الأولى تقابلها المخيلة التقليدية والمحاكاة والقصور - والقصور هو اختيار التبعية للغير[10] - بينما الثانية تحيل على الإبداع استنادا إلى العقل. والأسوأ من ذلك أن ما يسود في الفكر العربي هو الـ "عقلانية النقلية" التي هي تعبير واضح عن أزمة الحداثة في الفكر العربي.

لماذا إذن يعجز العقل العربي - العقلانية العربية، عن تصور نموذج حداثي "غير أوروبي التمركز"[11] على غرار - سنغافورة، الصين، إيران[12] - .؟ علما أن الغرب أنفسهم - وهم أهله(ا) والعارفون بأسراره(ا) وخباياه)ا([13]، أصبحوا ينتقدون بشراهة الوضع الخانق الذي أصبحت تعيشه مجتمعاتهم، حيث إن بعض الممارسات والمناهج "لم تعد الثقافة الغربية نفسها تقبل بها، كما هو شأن المناهج البنيوية وما بعد البنيوية، تلك التي تدعو إلى اللامعنى وإقصاء المقاصد، ولكنها في الثقافة العربية، مازالت تستقبل بحفاوة كبيرة ويتلقاها المثقفون بإعجاب شديد[..] فالنخبة عندنا، يقول "شكري عياد"، تقنع عادة - حتى في مجال الثقافة - بآخر ما أنتجته المصانع الأوروبية أو الأمريكية، وقد تضع في أعز مكان في "الصالون" ما يلقيه الغربيون على جانب الطريق"[14].هل تحول الإنسان العربي إلى "إنسان جمهور"[15]؟

5 - الحضارة الغربية ونسبية التقدم

إن "الفردية"، "العقلنة" و"الدنيوية"... مفاهيم حاضرة في تصور الحداثة الغربية بصورة مهيمنة وتغيب مبادئ أخرى مناقضة لها كـ"الله" و"الوحي" و"الآخرة" [...] ومعلوم أن هذه المعاني العظمى هي "مصادر الأخلاق للإنسان؛ لأنه لا أخلاق بغير قيم روحية تسمو بهمة الإنسان. ولما انتفت هذه المعاني الأسمى في الحضارة الغربية، انتفت فيها أسباب التكوين الخلقي، فكان لا بد أن تخرج لنا إنسانا ماديا دنيويا تتدهور معه الأخلاق".[16]

في هذا الصدد، لا بد من التذكير بأن الغرب حقق منجزات نعتبرها نسبية ما دامت المجتمعات التي احتوتها وتحتويها في طريقها إلى التخلص من الدين والأخلاق، وتعمل على تشيئ الإنسان والمرأة خصوصا.

إن إنجازات الغرب في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان مرئية، ولها جزء خفي أيضا. ما السبب وراء الدمار الشامل الذي يعيشه "الشرق الأوسط" حاليا ومنذ عقود؟ ما السبب في تراكم "الديون" وانتشار "الحروب الأهلية" وظهور حركات معادية للإسلام" من داخل الأرض الإسلامية وخارجها - والأكثر من ذلك ظهور وانتشار الأوبئة الفتاكة كـ "فيروس كورونا"، الذي أرهب العالم وأصبح موضوع حديث الكل ولا أحد - ؟ لماذا لجأ الغرب إلى تفسير التراث العربي الإسلامي بتلقائية، وإلى اتهام المفكر العربي والمواطن العربي أيضا إثر ما سماه "أرنست رينان" 1823 - 1892 "قصور" [ا] في الذهنية العربية؟

لا شك إذن في أن الغرب بصفة عامة وشاملة - ونقصد بذلك أوروبا وأمريكا - قد حقق إنجازات لا يقوى أحد على إنكارها أو تجاوزها أو نفيها وفقا لسبب أو لآخر؛ وذلك راجع إلى التحول الملحوظ الذي شهدته المجتمعات الغربية في ميدان حقوق، الإنسان حتى نقتصر على هذا الموضوع.

كما تشهد الجامعات الغربية على ذلك، حتى نختصر التاريخ والوقت ونتفادى التكرار. إن محركات البحث التي تحتوي على ملايير المواقع بمختلف أنواعها السلبية منها والإيجابية، النافعة والضارة، إن أشهر الكتب والمجلات والأعمال السينمائية ...هي في الواقع غربية، ألمانية أو إنجليزية أو أمريكية. حتى نكون موضوعيين، فمعظم علمائنا ومفكرينا تتلمذوا على يد مفكرين وجامعيين غربيين في "السوربون" و"كولومبيا" و"لوس أنجلس" و"نيويورك" و"أكسفورد". أليس ذلك صحيحا؟

أمام هذا التفوق الواضح للمجتمع الغربي، صحافة وإعلاما ومعرفة وتقنية كذلك، أمام هذا الاحتكار الواسع للمعرفة وللقرارات أيضا، أمام هيمنة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والنظريات الحديثة التي تنجز معظمها، بل كلها داخل المختبرات الغربية، بالجامعات والمعاهد ومراكز البحث، أمام هذا التيار الجارف للحضارة الغربية، هذا التيار "المغري"[17] كما قال بذلك الدكتور "علي الوردي" في كتاب "مهزلة العقل البشري"، لم يجد العقل العربي الإسلامي بدا من الغوص في مياهه بكل ما أوتي من قوة، منتحرا، نازعا "جلبابه" الشرقي الأصيل، ليرتدي قميص "ليونيل ميسي" أو جوراب "ليدي غاغا"، ليتجول في "الأزقة الحمراء" وينعم بنسيان وتناسي "جلبابه"؛ ذاك الذي ستر عورته في مرحلة من الزمن. أفقد العقل العربي هويته؟ ترى كيف يرد إن سئل عن هويته؟

6 - هل هناك "عقل عربي" حتى تتم محاكمته؟

إننا لنتردد في وصفه بـ"العقل العربي" - خصوصا في هذه المرحلة من البحث - حيث إن العقلانية تعني شيئا واحدا: "إخضاع كل شيء للعقل"، أو كما يسميه "الحامدي" "العقل النافي"[18] وهو العقل الذي "ينفي واقعا فاسدا من أجل مجاوزته إلى واقع أفضل". وبالتالي، فـ"العقل العربي" ما دام أنه لم ينف بعد هذا "الواقع الفاسد"، فإننا نجازف باستعمالنا لهذه "العبارة" قبل ضبط محتواه - العقل - وتنظيفه من الشوائب أو "اليقينيات الجماعية" كما يقول الدكتور "هاشم صالح".

لقد شهدت المجتمعات العربية الإسلامية تخلفا ما بعده تخلف، في كل الميادين، وبالتالي على مستوى الفكر، حيث "يؤرخ المؤرخون لمرحلة ضعف وانحلال العالم الإسلامي باللحظة التي أحس فيها أنه دون الغرب بكثير حداثة وتقنية، فأخذ يتطلع إلى نموذجه الحداثي، ويركض وراءه مقتفيا آثاره في كل شيء سلبا وإيجابا. وتبدأ هذه اللحظة بالضبط عامي 1854 - 1856 حين أضفى السلطان عبد المجيد من آل عثمان على حركة تغريب الدولة صفة الرسمية. ولما تولى السلطان عبد الحميد الثاني [الحكم] تبين له أن الركض وراء هذه الحداثة دون نقد أو تمييز بين نافع وضار هو نوع من الإتباع السلبي والتقليد الأعمى".[19]

لكن، بغض النظر عما حققه الغرب من رقي اقتصادي واجتماعي أيضا، استنادا إلى فكر النهضة والتنوير وما تلا ذلك من إنجازات على كافة الأصعدة، فما يجب أن يعرفه العرب، هو أن المجتمعات الغربية أصبحت مهدا للمادية وصورة شكلية لما يجب أن يكون، وبالتالي فإن العرب خاسرون في مشروع المحاكاة العمياء التي هم في إطار تمجيدها ومحاولة استيرادها، بل إرغامها على الاستقرار، بالرغم من قوة المفاهيم المعبرة عنها.

فإذا كانت "المدنية" محاولة إقحام "العلمانية" في الجدال، فالدليل ها هنا قاطع، ولا يقبل النقاش. فما دام العرب في حاجة إلى الغرب حتى يتمكنوا من ضبط المفاهيم والمصطلحات، فإن "سبويه" سيغار غيرة محبطة وسوف يبكي "طه حسين" و"توفيق الحكيم" على أطلال العرب "الميتين وهم أحياء"[20]. وللدلالة على صحة قولنا، يجب الإشارة إلى أن عددا من المثقفين الغربيين، أصبحوا يلومون، بل ينتقدون هذا الطغيان المادي، غير الروحي، الجاف، الذي يمثله المجتمع الرأسمالي الحالي.

ويذهب البعض إلى القول بأن "حجم الانحطاط والانحدار الذي توجد فيه المجتمعات المعاصرة، وإفلاس القيم الإنسانية في تناقض مع ما يتوجب أن يكون عليه الإنسان في ظل التطور المعرفي والعلمي والثورة العلمية التي تميز المجتمع الإنساني المعاصر"[21]، يشكل نوعا من التناقض الجدلي الذي يثير السؤال التالي:

إذا كان الفكر نتيجة لمرحلة تاريخية قاسية - سماها الدكتور "هاشم صالح" بـ"المصيبة" أو "الزلزال" أو "الكارثة"[22] - اعتبرت بمثابة تضحية من أجل إحياء العمل العقلاني، فإن وجود ثغرات مبدئية وملازمة لكل مجتمع بشري، من قبيل "العنف"، هو تعبير عن ضعف هذا الفكر وقصوره. وبالتالي، فإن القصور الذهني الذي أقره بعض المستشرقين حول كفاءة المفكر العربي هو ناتج عن نقل غير منهجي ولا يراعي أدنى قوانين البيئة واحترام الثقافة للثقافة، حيث إن العنف ظاهرة كونية، لم تكن من عيوب الشرق فقط، بل هي عيب الإنسان. ولعل استمرار هذا العنف بسائر أنواعه، أمر يساعدنا في توضيح معنى الفكر والعقلانية، فما دامت هنالك حروب وصراعات وأزمات اجتماعية وبيئية ... فإن الفكر الذي نرجو منه أن ينقذنا من الوقوع في هوة لا نهاية لها، قد انكب هو الآخر على السقوط ووجود الفكر والتخلف شيئان متناقضان، ولا شك في أن أحق الشيئين بالبقاء هو الفكر.

ولعل انحلال وتفكك وعدم استقرار العالم العربي سياسيا، حتى نقتصر على هذا الباب دون الخوض فيه - هو نتاج لغياب "بنية عقل عربي"؛ أي عقل عربي كما نعشق أن نصفه: عقل عربي باستطاعتنا الإشارة إليه فعليا ونظريا، عقل له وجود ويفتخر بوجوده علانية، دون أن يجد أحد فرصة أو ثغرة تتيح له ممارسة نوعا من الفلسفة النظرية الشمولية والمفصلة عليه، في حين أن واقع العالم العربي إذا كان مشكلا فهو مشكل العرب مبدئيا. أما نظريا، فقد سبق لنا الاعتراف أن الغرب باعتباره أكثر تطورا من العالم العربي، وبحكم الحركات الاستعمارية التي طالت لأزيد من عقود، والتي أضعفت إلى حد كبير الجانب العربي - رغما عنه - وبالرغم من خروجها من البلدان المستعمرة، ظلت العلاقة قائمة بين الطرفين وهذا ما يسمى بـ"التبعية". وواضح من قول "طه عبد الرحمان" - أن القصور بإيجاز هو اختيار التبعية للغير"، أنه يقصد ذلك الخطأ الذي ارتكب - بضم التاء:

لجوء المجتمعات العربية الإسلامية ومؤسساتها ومسؤوليها بما في ذلك مثقفيها، إلى الاقتداء بالنموذج الحداثي الغربي، باعتباره نموذجا متقدما وذا مناهج وخلفيات أكثر فعالية وأكثر تحقيقا للراحة والربح. لقد أصاب المقلدون ولن يقوى أحد على لومهم، خاصة وأنهم ظنوا - ونسوا أن بعض الظن إثم - أن هذا الإسقاط المباشر - أقول - للثقافة الغربية في مجال عربي إسلامي له موروثه الثقافي، وله أنصار، ومثقفون، وأدباء وعلماء، وأطباء ومهندسون ورياضيون حتى نشمل قول المثل: العقل السليم في الجسم السليم"، كان بمثابة "غلطة".

II - الاستشراق: بدايات عرقلة عجلة الفكر العربي

1 - ما معنى الاستشراق؟

يشكل "المستشرقون الغربيون بالنسبة إلى الشرق الإسلامي مشكلة ثقافية ودينية كبرى، وهذه حقيقة لا بد من الاعتراف بها اعترافا صريحا وكاملا."[23] حيث تقول الباحثة في العلاقات الدولية، "نسيبة تامة" أن "الإلزامية الحضارية تفرض على المسلم المعاصر أن يكون على اطلاع مباشر ومستمر على ما ينشر عنه حول العالم، بحثا وتقصيا، تحليلا ونقدا واستشرافا."[24]

وتضيف نفس الباحثة واصفة المستشرقين – "و قد أطلق لفظ الاستشراق على تلك المحاولة التي قام ويقوم بها بعض مفكري الغرب للوقوف على معالم الفكر الإسلامي وحضارته وثقافة الشرق وعلومه"[25]. - [إن] هم في غالبيتهم من رجال الدين اليهود والمسيحيين وهذا لا يمنع أن يكونوا من السياسيين وعلماء الأنثروبولوجيا والرحالة والمستكشفين"[26].

ويؤكد "طه عبد الرحمان" في نهاية "روح الحداثة"[27] أنه لا سبيل للمجتمع المسلم في التغاضي عن بعض المفاهيم الحضارية الجديدة، كمفهوم "ما بعد الحداثة"، بل يجب بالمقابل قبول تلقي هذه المفاهيم وفق شروط محددة، تراعى من خلالها الثقافة العربية الإسلامية - ". و"الثقافة هي التي تحدد تطور المجتمعات، قبل أي شيء، قبل أنماط الإنتاج والأنظمة السياسية بكثير."[28] - حيث تضمن نوعا من الحرية في الإبداع، وبالتالي تحقيق الاستقلال والموضوعية التي منطلقها التاريخ والواقع في دراسة الظواهر وتقييمها والتنبؤ بها ورصدها ومعالجتها.

في هذه الحالة، سيكون الفكر العربي مرغما على مجابهة الإنتاجات الغربية المعادية للإسلام وثقافته. ولعل إنتاجه المحلي، سواء تعلق الأمر بالأبحاث والأطروحات الجامعية التي تتآكل صفحاتها في الغرف عالية الرطوبة، أو تظل تترامى من غرفة لأخرى، حتى تستقر بجانب الطريق، تنقسم إشكالياتها تدريجيا إلى أن يبقى الإهداء عالقا في جذع شجرة، أو بالصحافة والإعلام، أو السينما والمسرح، أو الرواية والنقد. أما الغناء، فذلك مهزلة ما بعدها مهزلة وضع فيها فن الغناء في مجتمعاتنا العربية. إنه أكثر المجالات تأثرا بالثقافة الغربية، حتى إن الكل أصبح يتهافت نحو النجومية والشهرة في جو هستيري يظهر بجلاء إلى أي حد تحتاج "الجماهير"[29] العربية إلى "ملء الفراغ" بعد أن "اغتربت" و"ضاعت"، وهي تبحث عن "هويتها". لقد اختنقت. حارت. ضاقت. جن جنونها.

و الثقافة الغربية مليئة بالعيوب، حتى نكون موضوعيين. ولنبين ذلك، ونقف مثلا على "دور السينما التي تعرض أفلاما إباحية في ألمانيا وعن نسبة الجريمة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعن معدلات الانتحار في الدول التي توصف بأنها "متقدمة".[30]

ما المعيار المعتمد في وصف هذه المجتمعات بالحديثة أو "المتقدمة"، ما دامت مفاهيم "الجريمة" و"الانتحار" و"الإباحية" مرتبطة بها منذ عصور مضت؟ لما توجب على المثقف الغربي - ونحن لا نعمم، اعتبارا لوجود مفكرين عملوا على تبني الحيادية والموضوعية في دراسة الشرق، حتى إن هناك من دافع عنه دفاعا" واعتنق الإسلام حتى[31] - مهاجمة الفكر العربي الإسلامي؟ كيف تجرأ المستشرقون على التحريض على إدانة الإسلام و"تفرقة شمل المسلمين"؟ لماذا هذا التخوف من الإسلام؟ ثم، ألم يكن الاستعمار أكبر عيب سيظل يلاحق المجتمعات الغربية، حتى وإن حققوا مثالية "توماس مور"؟ ستظل فكرة "الاستعمار"، و"الاستغلال"، و"الاستنزاف"، و"التحريض"، و"الإبادة الجماعية"، و"العبودية"... مفاهيم سوداء في التاريخ الغربي. لا مفر منها، سوى التصالح مع شعوبها.

2 - الاستشراق بين مؤيد ومعارض.

Ernest Renan[32]

28/02/1823 / 02/10/1892

عرف "إرنست رينان[33] Ernest Renanبمهاجمته الإسلام في العديد من الخطابات. وفي ما يلي بعض الاقتباسات منها:

1 - « L'Islam est la plus complète négation de l'Europe, L’Islam et le fanatisme… »[34]

2 - « L’islam est le dédain de la science, la suppression de la société civile ; c’est l’épouvantable simplicité de la pensée sémitique, rétrécissant le cerveau humain, le fermant à toute idée délicate, à tout sentiment fin, à toute recherche rationnelle, pour le mettre en face d’une éternelle tautologie: « Dieu et Dieu ».[35]

ويصف المفكر الفلسطيني "إدوارد سعيد" فكر ''رينان'' بكونه التجسيد المثالي للاستشراق[36]. حيث يقول في المقطع الأول، إن "الإسلام هو النفي الأكثر اكتمالا لأوروبا، وإن الإسلام هو التعصب". وهذا متناقض مع مبادئ الإسلام ودعوته إلى التعايش والتآخي والاتحاد ضد الحاجة والتعاون على البر والتقوى في كثير من الآيات والأحاديث الصحيحة. وبالتالي، فما يقع في المجتمع الإسلامي، لا يجب أن ينسب كله إلى المسلمين كلهم. وليس الباحث أو المنظر الكفء هو من يلقي بالأحكام المسبقة، المتعصبة، دون الولوج إلى الحقيقة الحقة.

صحيح أن "الاستشراق ظاهرة قد حدثت نتيجة أسباب نظرية وعلمية لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا، فإن التعامل الموضوعي معها، درسا وتقويما، يعد من المطالب العلمية الواجبة، بل المتعينة."[37] لكن، إذا كانت الغاية من الظاهرة هو تلطيخ صورة الشرق فقط، فذلك لن يدخل قط ضمن الحجج التي قدهما "المستعمر" حين تطاول على ثقافات ومجتمعات شتى، مثلا. لم يقل المستعمر في خطاباته المتكررة أنه اقتحم هذه الثقافة أو تلك طمعا في ثرواتها، لن يليق ذلك به. إنه يتبرأ من هذا السلوك العدواني، ينفيه، يرفضه، يعوضه بخطاب آخر، جميل، يستقطب الجماهير وغير الوطنيين.

لهذا، فالقول بعدم مشروعية المثقف الغربي في اتهام الشرق، بل الإسلام مباشرة، كما هو الشأن بالنسبة إلى رينان وأضرابه، لا محال مطلب رئيس، وسؤال محير؛ إذ إنه لو كان الغرض من الاستعمار هو نشر الثقافة والحضارة لدى الشعوب "البربرية"، "الجاهلة"، فهذا لا يتجسد في الواقع؟ أي إنه بعبارة أخرى، إفريقيا القرن العشرين، ليست هي إفريقيا القرن الواحد والعشرين، وبهذا يمكننا القول بأن ما كان يميز المجتمعات الإفريقية في القرن العشرين قد تغير، سواء كان التغير نسبيا أو كليا، فالمهم أنه تغير، والصواب أن يتغير من حالة أدنى إلى حالة أعلى، سواء تعلق الأمر بالثقافة أو معدل الدخل الفردي أو ما شابه ذلك، لكن ما الوضع الذي وصل إليه الفكر الاستعماري القاضي بانتشال الشعوب غير الأوروبية من التخلف والجهل والأسطورة حاليا؟ بصيغة أخرى، هل تطور هذا الفكر إلى الأفضل أو الأسوأ؟ إذا تطور للأفضل - كما هو شأن إيطاليا وليبيا - فهذا ينبئ بأخبار سارة. أما إذا كان العكس؛ أي إن ذلك الفكر الجميل وتلك الخطابات الإغريقية، الخطابية، السفسطائية، قد تحولت، بل مسخت، وغدت أكثر انحدارا وتعاليا، فالأمر يدعو للسؤال لا محال.

و حتى نكون موضوعيين، فالشرق الإسلامي - ونقصد بذلك الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع أن المجتمعات الإسلامية غير العربية تشكل جزءا لا يتجزأ من اهتمامنا وقصدنا، إلا أن فكرة الإسلام فيها غائبة عنا، ولا نعرف تاريخها وملابساتها الثقافية، وهذا لا يدخل ضمن مشروعنا بقدر ما يرد الأمر إلى أهلها والعارفين بها - كالمفكر البوسني الكبير "علي عزت بيجوفيتش" مثلا -، حتى نلتقي في نقطة ما تهمنا، أما إذا كانت نفعية على غرار رفيقاتها من الأيديولوجيات المنافية للإسلام وجذوره، وتعبث في تاريخه وسطوره، فنحن لسنا في حاجة لها - حاجة ماسة أقول - لأن لنا من الموروث ما يخول لنا - عن طريق نقده نقدا بناء وليس مكررا متكررا - تكوين رؤية واضحة لقضية دورنا وصورتنا في العالم ولديه - كان ليكون أفضل بكثير من وضع ما بعد الاستعمار؛ فالاستعمار أضعفه، واستنزف ثرواته، وطمس هويته، بل خلق عنده نوعا من الانفصام والثنائية، بل الثلاثيات والرباعيات من المذاهب والتيارات الجارفة.

خاتمة

في الختام، لا بد من التذكير بما تناولناه أعلاه، إذ حاولنا إلقاء الضوء على بعض المفاهيم، كالحداثة والتحديث، وإبراز الفرق بينهما، مرورا ببعض صور الحداثة الغربية، كما في العالم العربي الإسلامي، حيث إن هذا الأخير أصبح مجرورا من طرف الغرب ومقلدا لحداثته الوهمية. مبينين في هذا الصدد، أن ما يسود في العالم العربي اليوم هو "العقلية النقلية". الشيء الذي يضع عبارة "العقلانية العربية" موضع الشك.

إضافة إلى ذلك، حاولنا إلقاء الضوء على نسبية "التطور" الذي حققه الغرب، والذي كان في معظم الأحيان على حساب شعوب أخرى أقل منها قوة وأكثرها ثروة. فذكرنا بمفهوم الاستشراق، وحاولنا أن نبين إلى أي مدى كان لهذه الحركة دورا مهما في إضعاف الخصوم –ا لعرب المسلمين - ترابيا، فكريا ومجتمعيا.

 

[1]سبق أن وضحنا هذه الأطروحة سابقا في كتاب: Une schizophrénie moderne, Les Editions Universitaires Européennes

[2] د. مراد وهبة، الفلسفة في مؤتمرات، 1994، ص.187

[3] هاشم صالح، الانسداد التاريخي: لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي؟، ص.9

[4] معظم المؤرخين متفقون على القول بأنه لولا تردي المسيحية في القرون الوسطى إلى أسفل وهدة ولولا جفاف نسغها وتحولها إلى قوالب جامدة فاقدة للروح، لما كان انفجار لوثر وولادة الإصلاح الديني في القرن السادس عشر. د. هاشم صالح، الانسداد التاريخي: لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي؟ ص.8/327

[5] طرابيشي، جورج، مذبحة التراث في الثقافة العربية المعاصرة، دار الساقي، 2012، ص، 14

[6] د. حميد سمير، نموذج الحداثة وما بعدها في الفكر العربي الحديث، ص.13

[7] .يقول "الكلاباذي" رحمه الله تعالى في كتاب "التعرف": لم سميت الصوفية صوفية؟" قالت طائفة: إنما سميت الصوفية صوفية لصفاء أسرارها ونقاء آثارها. وقال "بشر بن الحارث": الصوفي من صفا قلبه لله. وقال بعضهم: الصوفي من صفت لله معاملته فصفت له من الله عز وجل كرامته. وقال قوم: إنما سموا صوفية؛ لأنهم في الصف الأول بين يدي الله عز وجل، بارتفاع هممهم إليه، وإقبالهم بقلوبهم عليه ووقوفهم بسرائرهم بين يديه. وقال قوم: إنما سموا صوفية للبسهم الصوف. وقال "بن تيمية": وهؤلاء نسبوا إلى اللبسة الظاهرة وهي لباس الصوف، فقيل في أحدهم - صوفي - وليس طريقهم مقيدا بلباس الصوف، ولا هم أوجبوا ذلك ولا علقوا الأمر به، لكن أضيفوا إليه لأنه ظاهر الحال". وقال العلامة "محمد الخضر حسين" شيخ الجامع الأزهر في كتابه "رسائل الإصلاح"، "اختلفوا في أصل كلمة صوفية وذهبوا فيه مذاهب: أصحها أنها مأخوذة من الصوف؛ لأن الزهاد كانوا يعمدون إلى لبس الصوف بعدا وتجنبا للبس الفاخر من الثياب."[7] بينما يقول الصوفي "محمد بن علوي المالكي": "إننا لا نعرف التصوف نظريات فلسفية أو أفكارا أجنبية، أو عقائد شركية "حلولية" أو "اتحادية"، إننا نبرأ إلى الله من هذا كله."[7] ويقول "بن تيمية": أعلم حقيقة قول هؤلاء أن وجود الكائنات هو عين وجود الله تعالى ليس وجودها غيره، ولا شيء سواه البتة. ولهذا من سماهم الحلولية، أو قال: هم القائلون بالحلول رأوه محجوبا عن معرفة قولهم، خارجا عن الدخول إلى باطن أمرهم؛ لأن من قال: إن الله يحل في المخلوقات، فقد قال أن المحل غير الحال، وهذه اثنينية عندهم، وإثبات الموجودين، أحدهما وجود الحال، والثاني وجود المحل/ وهم لا يقرون بإثبات وجودين البتة" .انظر، كامل، عبد الله، عمر، التصوف بين الإفراط والتفريط. سلسلة مفاهيم يجب أن تصحح.ص.3. والقصير، بن عبد العزيز، أحمد، عقيدة الصوفية، وحدة الوجود الخفية، مكتبة الرشد ناشرون، الرياض، 2003، ص.50

[8] عبد الرحمان، طه، روح الحداثة، المدخل إلى تأسيس الحداثة الإسلامية، المركز الثقافي العربي، الطبعة الرابعة، 2016، ص، 23 

[9] بركات حليم، أشير إليه في: الفلسفة في مؤتمرات للدكتور مراد وهبة.

[10] عبد الرحمان طه، روح الحداثة، ص.25

[11] سمير أمين، نحو نظرية للثقافة غير أوربية التمركز، ضمن، الفلسفة في مؤتمرات، ص. 209

[12] نفس المرجع ص.14

[13] حميد سمير، نموذج الحداثة وما بعدها في الفكر العربي الحديث، ص، 12 

[14] نفس المرجع، ص.12

[15] Man mass، أو الإنسان الجمهور، أنشأ هذا المصطلح في الأدب، "جوزي أورتيجا"؛ ويعني به أن الجمهور يتحول إلى وحدات مجهولة الهوية، لا وجه لها، أو إلى مجموعة من الناس فقدوا شخصياتهم وتقلصوا إلى مجرد كتلة غير متميزة المعالم. و"الإنسان الجمهور" هو النتاج النهائي لحضارة دون ثقافة، متحرر من الشك والتفصيلات القافية." José Ortiga Y. Gasset. The Result of the Masses. ذكر في: الإسلام بين الشرق والغرب، بيجوفيتش، علي عزت، ص.117

[16] حميد سمير، نموذج الحداثة وما بعدها في الفكر العربي الحديث، ص 18- 19

[17] علي الوردي، مهزلة العقل البشري، ص.17

[18] د. وهبة، مراد، الفلسفة في مؤتمرات، مكتبة الأنجلو مصرية، ص,187

[19] د. حميد سمير، الحداثة وما بعدها في الفكر العربي الحديث، ص102/184

[20] توما دو كونانك، الجهل الجديد ومشكل الثقافة، ترجمة منصور القاضي، ص.61 

[21] المصطفى رياني: الفكر المغربي المعاصر وحتمية النقد المزدوج، أنفاس بريس، الأحد 23 فبراير 2020, 15: 40

[22] هاشم صالح، الانسداد التاريخي: لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي؟ ص.7/327

[23] صبره، عفاف، المستشرقون ومشكلات الحضارة، دار النهضة العربية، 1985.ص.11

[24] نسيبة تامة، المعرفة، سلاح المستشرقين الجدد. مدونات الجزيرة.26 - 07 - 2017

[25] د. محمد السيد الجليند، الاستشراق والتبشير، قراءة تاريخية موجزة، دار قباء للنشر والتوزيع، القاهرة، 1999، ص. 11

[26] نسيبة تامة. سبق الإشارة له.

[27] عبد الرحمان طه، روح الحداثة، المركز الثقافي العربي، الطبعة الرابعة، 2016. ص.265 - 267.

[28] توما دو كونانك، الجهل الجديد ومشكلة الثقافة، ترجمة منصور القاضي، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1424ه - 2004م. ص.51

[29] بيجوفيتش، عزت، علي، الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، دار الشروق، ص.117 - 120

[30] بيجوفيتش، عزت، علي، الإسلام بين الشرق والغرب، دار الشروق، 2009، ترجمة يوسف عدس، تقديم عبد الوهاب المسيري، ص.9 - 10

[31] نذكر على سبيل المثال "ميشو بللر"، "جوهن لويس بوركهارت"، فريتس كرنكوف، وقد اعتنقوا الإسلام.

[32] Philologue français et historien des religions (1823 - 1892). Né en Bretagne, il suivit les cours du grand séminaire de Saint - Sulpice pendant quatre ans, mais choisit d'abandonner la prêtrise et de quitter l'Eglise par honnêteté intellectuelle. Curieux de science, Ernest Renan est immédiatement convaincu par les hypothèses de Darwin sur l'évolution des espèces. Il établit un rapport étroit entre les religions et leurs racines ethnico - géographiques. Une part essentielle de son œuvre est d'ailleurs consacrée aux religions avec par exemple son Histoire des origines du christianisme (7 volumes de 1863 à 1881) dont le premier tome est consacré à la Vie de Jésus (1863). Ce livre qui marque les milieux intellectuels de son vivant contient la thèse, alors controversée, selon laquelle la biographie de Jésus doit être comprise comme celle de n'importe quel autre homme, et la Bible comme devant être soumise à un examen critique comme n'importe quel autre document historique. Ceci déclenche des débats passionnés et la colère de l'Église catholique. Ernest Renan est considéré aujourd'hui comme un intellectuel de référence avec des textes comme Prière sur l'Acropole (1865) ou Qu'est - ce qu'une nation ? (1882). Dans ce discours, Renan s’efforce de distinguer race et nation, soutenant que, à la différence des races, les nations s’étaient formées sur la base d’une association volontaire d’individus avec un passé commun: ce qui constitue une nation, ce n'est pas de parler la même langue, ni d'appartenir à un groupe ethnographique commun, c'est d'« avoir fait de grandes choses ensemble, vouloir en faire encore » dans l'avenir. Le monde.fr.

[33] مستشرق فرنسي.

[34] Laurens. Renan en son temps: la place de l’Islam dans son oeuvre. In: Cahiers de l'Association internationale des études francaises, 2010, n°62. pp. 73 - 92

[35] نفس المرجع، نفس الصفحة

 

[37] الشرقاوي، عبد الله، محمد، الاستشراق، دراسات تحليلية وتقويمية، كلية دار العلوم - جامعة القاهرة، ص.3