الباحث والناقد السينمائي مولاي إدريس جعيدي: نحن بحاجة إلى صناعة أفلام تواجه الإرهاب والتطرف


فئة :  حوارات

الباحث والناقد السينمائي مولاي إدريس جعيدي: نحن بحاجة إلى صناعة أفلام تواجه الإرهاب والتطرف

الباحث والناقد السينمائي مولاي إدريس جعيدي:

نحن بحاجة إلى صناعة أفلام تواجه الإرهاب والتطرف[1]

تتعدّد تعاريف الإرهاب من الناحية الاصطلاحية، لكن استعماله ارتبط بالتعصب والعنف والتطرف والاستخدام المنتظم للإجبار والإكراه عبر وسائل مختلفة، ولذلك لا يتفق المجتمع الدولي على تعريف قانوني متفق عليه على المستوى الجنائي يمكن العودة إليه بغية تحقيق الإلزام القانوني. وتشير التعاريف الشائعة للإرهاب إلى أعمال العنف السادية التي تهدف إلى إثارة الخوف والترهيب، والتي ترتكب من أجل أهداف دينية أو سياسية أو أيديولوجية... غالبا ما تسعى للاستهداف أو التجاهل المتعمد لسلامة المدنيين غير المقاتلين. ويمكن أن تتجاوز هذه التعاريف بعض الأفعال التي تشمل أعمال العنف غير القانوني والحرب.

تعمدنا أن نضع هذه الديباجة كعتبة أولية قبل الخوض في ثنايا هذا الحوار البحثي الذي خصنا به الدكتور مولاي إدريس جعيدي، باعتباره أحد أهم الباحثين والنقاد السينمائيين العرب، سواء من حيث سعة الاطلاع أو تعدد التجارب والمنجزات واللغات؛ فالموضوع الذي سنتحدث عنه من داخل السينما ليس بالأمر المعتاد، ولا اليسير، ولا سيما أن حصر الظاهرة داخل السينما، وعبر وسائلها، يتطلب معرفة بميكانيزمات الفن، فضلا عن الانفتاح اللازم على النظريات والمفاهيم المرتبطة بالفلسفة والعلوم الإنسانية.

وبما أن العالم يعاني من غضب الإرهاب منذ عام 1945 على الأقل، فإن هذا الحوار يسعى إلى كشف أسسه ورهاناته الإيديولوجية، والمتمثلة في الكراهية المضاعفة التي يفاجئنا بها الإنسان ضد أخيه الإنسان، مستعملا طرائق ووسائل شتى للتخويف والإخضاع. وبما أن الفن يسعى في عمقه إلى الانتصار للقضايا الإنسانية السامية والعادلة، فإن الفن السابع يقدم مقترحات فيلمية تسعى في عمقها الجاد إلى تخليص العَالَم من قوى الشر، بالرغم من بعض الاستراتيجيات الإيديولوجية المتضاربة التي تثوي في عمق الأفلام.

سعينا في لقائنا بالدكتور المغربي مولاي إدريس جعيدي إلى الإصغاء أكثر بغية فسح المجال أكثر لتدفق المعلومات والأفكار.

مولاي إدريس جعيدي باحث وناقد سينمائي مغربي متخصص في مجال السمعي البصري. إنه الاسم الذي طبع الممارسة النقدية السينمائية بالمغرب ببصمة العلمية والفاعلية، وراكم ما أفاد النقد وما أفاد البحث في المجال السينمائي، بل راكم ما أفاد الإسهام الفاعل في تكريس المشروعية العلمية للثقافة السينمائية وللنقد السينمائي أساسا.

اختار مولاي إدريس جعيدي الموقع الأكاديمي لإثراء النقد السينمائي، فأصدر العديد من المؤلفات في الموضوع، من بينها: "السينما بالمغرب"، و"السينما والجمهور بالمغرب"، و"رؤية المجتمع المغربي من خلال الفيلم القصير"، و"سينمائيات"، و"الوسائط السمعية البصرية الانتساب والحضور"، و"السينما الكولونيالية – تاريخ السينما بالمغرب"، بالإضافة إلى "بصمات في الذاكرة الرمادية" الذي جمع فيه حوارات المخرج الراحل محمد الركاب، ومداخلاته ومقالاته الثقافية، بالإضافة إلى آراء مجموعة من الفاعلين حوله وحول قيمة أعماله.

محمد اشويكة: برز في الآونة الأخيرة حديث مكثف حول سينما الإرهاب أو أفلام الإرهاب. بصفتكم من المهتمين بتاريخ السينما، كيف ومن أين نبدأ الحديث عن البدايات الأولى لهذه الأفلام؟

مولاي إدريس جعيدي: تمثلت صور الترهيب ومن ثم الإرهاب في الإنتاجات السينمائية الأمريكية على وجه الخصوص، وذلك في العديد من الأفلام الخيالية، انطلاقا من شريط "ميلاد أمة" The Bird of a Nation للمخرج دافيد وارك كريفيث ‫David Wark Griffith سنة 1915، مبرزا الصراع العرقي الذي طبع مسار الحياة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية. وتطورت الحكايات السينمائية في ستينيات القرن الماضي عبر استغلالها للحرب الباردة إلى يومنا هذا، وذلك بتحريك شبح الخطر الخارجي الذي لا زال يهدد دوما الأمة الأمريكية ومن تم البلدان الديمقراطية وجل الأقطار الأخرى‫.

تناولت السينما العالمية قضايا الإرهاب بطرق مختلفة، إذ تنوعت عبر الأفلام التي تتحدث عن محاولات اغتيال الرؤساء والمسؤولين، أو محاولات اختطاف طائرات وسفن، أو تلك الأفلام التي تناولت هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) في نيويورك التي أحدثت تغييرات كبيرة على المستوى الدولي، شملت مختلف الجوانب، خاصة فيما يتعلق بالإرهاب وأخطاره، رغم أنه وجد قبل ذلك بكثير، إذ برز سباق محموم لإنتاج أعمال سينمائية وتليفزيونية تتطرق للظاهرة وفق منظورات مختلفة.

ومن أبرز تلك الأفلام التي حققت إيرادات كبيرة، فيلم "إيرفورس وان" Air Force One عام 1997، وهو من بطولة هاريسون فورد، ويتحدث عن محاولة اختطاف الطائرة التي تقل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وإجباره على التفاوض مع إرهابيين‫. كما حقق فيلم "كابتن فيليبس" إيرادات هائلة عام 2013؛ إذ جسد فيه الممثل توم هانكس دور القبطان ريتشارد فيليبس الذي استولى قراصنة صوماليون على سفينته بقيادة قائدهم عبد الوالي موسى في عام 2008، وهي قصة مستوحاة من أحداث واقعية. وفي عام 2013، تناول فيلم "أوليمبس هاز فولن" قصة محاولة إرهابيين الاستيلاء على البيت الأبيض، حيث يعيش الرئيس الأمريكي.

شكل هذا الموضوع محورا شائكا تطرق إليه صناع السينما ليتناولوا جوانبه من زوايا عدة، نجحت في تجسيد واقع تعيشه مجتمعات مختلفة في شتى أنحاء العالم،‫ سواء في أوروبا أو أمريكا أو آسيا وكذا البلدان العربية‫. ومع تزايد ظاهرة "الإرهاب" في الوطن العربي، والتي راح ضحيتها العديد من المواطنين،‫ برزت "أفلام الإرهاب" في السينما المصرية تحديدا في أواخر الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، خلال الفترة التي عانت فيها مصر من هجمات إرهابية‫. ونفس الشيء يمكن تسجيله بالنسبة إلى البلدان المغاربية، وعلى وجه الخصوص في مجموعة من الأشرطة الخيالية الجزائرية.

محمد اشويكة: تقترح السينما عدة تصورات لمعالجة ظاهرة الإرهاب، فما هي في نظركم أهم التصورات التي اعتمدها صنّاع السينما لصوغ أعمالهم الفنية؟

مولاي إدريس جعيدي: يعدّ الإرهاب معضلة عالمية حقيقية، إلا أنه من الأفضل معالجة أسبابه، ودوافعه، والتصدي له بعيدا عن التشنج، وعن كلّ ما يمكن أن يغذّي الأحقاد والضغائن بين الشعوب. فبالموازاة مع العدد الهائل من الإنتاجات الهوليودية التي تناولت موضوع الإرهاب، دأب بعض المبدعين الأمريكيين الكبار، شعراء كانوا أم روائيين أم سينمائيين، على انتقاد سياسة بلادهم، سواء في المجال الداخلي أو في المجال الخارجي. وهذا ما قام ويقوم به بعض المخرجين الكبار؛ ففي الأفلام التي ينجزونها ينتقدون السياسة الأمريكية، معتبرين أن الحروب التي خاضتها بلادهم في فيتنام، وفي العراق، وفي أماكن أخرى، خاطئة وظالمة‫.

منذ أحداث سبتمبر (أيلول) 2001، ظهرت العديد من الأفلام الرائعة التي اتخذت من الإرهاب موضوعا أساسيا لها، ففيلم "بابل" للمخرج أليخاندرو غونثاليثو يرسم صورة آسرة لكلّ المظاهر السلبيّة التي جاء بها عصر العولمة. وتدور أحداثه في أماكن مختلفة: جنوب المغرب المفتوح على الصحراء، والعاصمة اليابانية طوكيو، والحدود الفاصلة بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية‫. ويكشف لنا أيضا معاناة المهاجرين المكسيكيين، وقسوة الشرطة الأمريكيّة تجاههم. وبمثل هذه المهارة، وهذا الذكاء تمكن المخرج من تقويض نظريّة الإدارة الأمريكية التي تؤكد أن الحرب ضدّ الإرهاب هي الهمّ الأساسي بالنسبة إلى الإنسانيّة جمعاء. أما ما تبقى من مشاكل وقضايا، فتظلّ ثانويّة‫.

ويتخذ فيلم "واجب مدني" للمخرج جاف رونفرو من الإرهاب موضوعا أساسيا. سيصبح بطل هذا الفيلم، الشاب، شيئا فشيئا أسيرا لخطابات الرئيس المضادة للإرهاب، لذلك يشرع في مراقبة حركات وسكنات جاره، الطالب الفلسطيني الذي يدرس الكيمياء في الجامعة، إذ يواظب على مراقبته في الليل كما في النهار، ليصبح مع مرور الوقت متيقّنا من أن الشاب الفلسطيني بصدد الإعداد لعمليّة إرهابيّة في غاية الخطورة.

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ينسل الشاب الأمريكي ذات ليلة إلى شقّة الطالب الفلسطيني بحثا عن أدلّة تمكّنه من إدانته، وعندما يعلمه ضابط من الشرطة أن العمل الذي يقوم به يتنافى مع الدستور الأمريكي، وبالتالي يمكن أن يسبب له مشاكل مع القضاء، يقتحم شقة الطالب الفلسطيني، ويقيّد ساقيه ورجليه، شاهرا مسدسه في وجهه، يخضعه لاستنطاق مؤلم، آمرا إياه بالاعتراف بأنه يخطط لعمل إرهابي. ولا تتمكن الشرطة من القبض على الشاب الأمريكي، إلاّ عقب جهود مضنية، وفي النهاية تقوده إلى مصحّة عقليّة.

لم يسع مخرجا الفيلمين المذكورين إلى التقليل من مخاطر الإرهاب، غير أن الرسالة التي يرغبان في تبليغها للشعوب، كما للحكومات، تؤكد أن الإرهاب معضلة عالمية حقيقية، إلاّ أنه من الأفضل معالجة مسبباته، ودوافعه، والتصدي لها بعيدا عن التعصب، وعن كلّ ما يمكن أن يغذّي المشاكل بين الشعوب، ويعمّق الخلافات بين الثقافات والأديان‫. فلمدة عقود من الزمن ظل الخوف من انفجارات القنابل، الموضوع الأساس للعديد من الأفلام الأمريكية‫ التي بلورت تيمة السباق نحو التسلح النووي‫، ومنها ما يندرج في سياق ما بعد أحداث 11 من سبتمبر (أيلول) 2001، مجندة بذلك شخوصا وازنة من فئة العميل السري جاك ريان أو جاك باور بطل السلسلة التلفزيونية "24 ساعة كرونو" 24 heures Chrono معتمدة بذلك على عنصر التشويق، وتدور أحداثها في طائرة ركاب أو في باخرة مبحرة أو في ملعب غاص بالجمهور، أو حتى في حافلة باص منطلقة بسرعة فائقة دون توقف‫.

محمد اشويكة: ألا تروا معي بأن استراتيجيات السينما مرتبطة إلى حدّ كبير بالإعلام الأمريكي وبرهاناته الكبرى؟

مولاي إدريس جعيدي: إن كانت المواد الإخبارية في القنوات الفضائية الأمريكية من أكثر مظاهر الحملة الإعلامية الأمريكية على الإرهاب، فإن الأفلام السينمائية تعد شكلا آخر من أشكال التحول الإعلامي الأمريكي باتجاه تكثيف الرسائل الموجهة للمتلقي، والتي تستهدف غرس أفكار واتجاهات معينة حول ظاهرة الإرهاب، حيث عملت "هوليوود" بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) على تكثيف إنتاج الأفلام التي تتناول الإرهاب من زوايا مختلفة. وتؤكد أكثر من دراسة مسحية، أن هناك علاقة بين التعرض لقضايا الإرهاب في المواد التي تقدمها وسائل الإعلام (من بينها الأفلام السينمائية)، وبين إدراك الرأي العام لهذه القضايا، وتقييمه لها وللسياسات التي يقترحها صناع القرار لمواجهة هذه القضايا، ومن ثمة خلق رأي عام قادر على دعم الحكومات وصناع القرار في المجتمع قصد اتخاذ السياسات الملائمة للتصدي لهذه الظاهرة‫.

عملت السينما الأمريكية طيلة أكثر من 50 سنة على مواجهة المخاطر التي تحذق بها، إما عبر مؤامرات خارجية تمسّ أمن البلاد أو كبار رجالاتها أو تهديدات لغزو كائنات خارج المدار الأرضي، والتي تستهدف الحضارة الغربية، وذلك لبسط سلطتها على دواليب الحكم، وفرض حكم استبدادي واستعبادي لجل البشر‫. فبعد تجسيد هذا الخطر عبر وجوه الزنوج، كما هو الحال في فيلم "ميلاد أمة" للمخرج كريفث، واللجوء إلى عدة تبريرات لإبادة الهنود الحمر، وخلق نوع من الاستنفار الدائم لدى الأمة الأمريكية التي كانت مطالبة بأن تكون في يقظة مستدامة لمواجهة الخطر الذي تجسده الخلايا النائمة للعملاء النازيين أو الشيوعيين المندسّين بين المواطنين الأمريكان‫؛ انشغلت الآلية السينمائية الهوليودية وكذا اليابانية في تحريك الفزاعات المرهبة للكبار والصغار من خلال عرضها لمخلوقات آتية من الكون البعيد، أو هي وليدة زلات بشرية‫. ولعل أفضل النماذج المعبرة عن ذلك، تلك التي نلمسها في فلمين؛ وهما "مارس أتاكس" Mars Attacks، و"يوم الحرية" Independance Day من سنة 1996

محمد اشويكة: ابتكرت السينما الهوليودية وجوها وشخوصا وصورا مختلفة لتجسيد الإرهابي المحتمل، وقدمت ما يقابلها من الأبطال الهوليوديين، فكيف يمكن الحديث عن هاته المفارقة؟

مولاي إدريس جعيدي: تعددت وجوه الإرهابيين حسب الوضعيات والأحداث والظرفية الزمنية، فقد دأبت هوليود على تقديم أوجه عديدة اختلفت نوعياتها، انطلاقا من ألمان نازيين فارلنديين منشقين، وروس متعصبين يشدهم الحنين إلى العهد الستاليني، أو عصابات إجرامية همها الوحيد هو جني المال من خلال الابتزاز، والذين يهددون بنسف البنايات وقتل أرواح الأبرياء‫. لكن، ومع تطور أحداث الشرق الأوسط ستطفو على السطح صورة العربي بشكل خاص‫. لقد كان لأحداث نسف طائرة العال الإسرائيلية بمطار ميونيخ، الأثر البليغ في تثبيت صورة الفلسطيني كشخص إرهابي بامتياز على مر عشرينيات القرن الماضي،‫ حيث سيقوم المخرج ستيفن سبيلبرغ بتحيين الحدث في سنة 2005، فضلا عن "غارة على أنتبي" Raid sur Entebbe (2008).. من هنا ستتنوع صورة الإرهابي المنحدر حسب جنسيات عربية، وستتعدد حكاياته، حيث سنرى اللبناني، والسوري، والمغاربي.‫. وهذا ما يتجلي في أفلام مثل:

)Terror Squad, Death before Dishonor, Deadline, Double Edge, True lies, Collateral Damage(

من الملاحظ أن جلّ الممثلين انخرطوا في عملية التصدي سينمائيا لمحاربة ومطاردة شتى أنواع الإرهابيين، وتقفي أثرهم في أمريكا، وفي كل أرجاء المعمور لإنقاذ البلاد من شر المتآمرين، والقضاء عليهم حتى تسلم كل الدول الراعية للسلام والمتشبعة بالأسس الديمقراطية منهم، وأن تعيش في طمأنينة‫ وسلام، لكن سرعان ما سيتجدد الأمر وتظهر في الأفق وجوه تحركها هواجس الانتقام أو الكراهية مُحَاوِلَةً النيل من كل ما يتمثل في صورة العالم الحرّ الذي تشكله الدول الغربية بزعامة الولايات الأمريكية‫. في بعض الأحيان، قد يكون الخطر نابعا من ممثلين عن المؤسسة العسكرية في داخل أمريكا بهدف السيطرة على دواليب الحكم، ‫أو وسط الهيأة العليا بالجيش الروسي لزعزعة الاستقرار الأمني، وافتعال حرب نووية بين أمريكا وروسيا‫، وتبقى جميع الاحتمالات واردة طبق المتخيل الروائي والسينمائي المتشبع بالأحداث العالمية‫.

يتمظهر البطل الهوليودي، وهو الوجه السّائد في الشاشتين الصغرى والكبرى، ليتخذ عدة أوجه، قد يتجسد هذا البطل في شخص معين، غالبا ما يكون ذكرا أكثر منه أنثى، ذا بشرة بيضاء، أو ضمن مجموعة مختلطة ومتعددة الأجناس تضم أبطالا يتشكلون من عناصر بيضاء وسوداء، أو أخرى من أمريكا اللاتينية، أو أخرى آسيوية‫. هذا التلوين العرقي له هدفان‫: الأول هو خلق الالتحام حول الدفاع عن قضية وطنية سامية تعلو فوق كل الحسابات العرقية، والعمل على الدفاع عن حوزة الوطن‫. ويهدف الثاني إلى الدفع بالمشاهدين نحو تمثل ازدواجية آنية حسب الانتماء الجنسي والعرقي أو الفئة التي ينتمي إليها‫. وقد ينفرد في بعض الأحيان بطل ذو بشرة سوداء بهذا الدور، حيث سيعمل على إنقاذ أمريكا في أفلام مثل: (Best Fefense, Iron Eagle, The siege, Rules of Engagement، وفي هذا الشريط الأخير يلعب دور البطل الممثل الأسود "ساموييل دجاكسون" Samuel L. Jackson).

في شريط كلينت إستوود الذي يتناول أحداث "قطار الساعة ال 15 و17" المتوجه إلى باريس، يتدخل ثلاثة أبطال أمريكيين مسافرين في قطار التاليس الرابط بين أمستردام وباريس، وهم يتحلّون بضبط النفس لمواجهة الإرهابي، الجهادي المغربي الأصل، أيوب الخزاني، الذي يؤدي دوره الممثل راي كوراساني‫. وفي سنة 2006، سيخرج ‫بتير ماركل Peter Markle فيلمه التلفزيوني "الطيران رقم 93" Vol 93‫، وهو فيلم جد مؤثر يحكي الفعل الشجاع الذي تم بواسطته إنقاذ مئات الأشخاص‫.

سيكون للبعد الدرامي حضور قوي في مجموعة من الأفلام التي استطاعت أن تشد المتفرج، وأن تبتعد عن الأنماط المألوفة التي تستعرض الأبطال الذين لا يقهرون‫. هكذا سنشاهد أفلاما من طينة "القبطان فليبس" Capitaine Phillips 2003 للمخرج Peter Grengrass، وهو شريط درامي تدور أحداثه في أعالي البحار، حيث تتعرض الباخرة التجارية التي يقودها قبطان أمريكي إلى القرصنة من طرف قراصنة صوماليين‫.

نفس البعد سنلاحظه في فيلم "من دم ودموع" Du sang et des larmes للمخرج بتير بيرك Peter Berg سنة 2009، والذي يحكي بواقعية مؤثرة عن العملية التي سيقودها فريق "كومندو" مكون من ثلاثة جنود ينتمون للمارينز في تدخل بأفغانستان لمحاكاة عملية مشابهة وقعت فعليا في يونيو (حزيران) 2005 لتحديد مكان القائد الطالباني أحمد شاه وتصفيته، ولكن الأحداث ستسير عكس المتوقع، حيث سيقتفي مجموعة من جنود الطالبان أثرهم وسيقومون بمحاصرتهم‫.

محمد اشويكة: ما أهم النماذج الأوروبية التي تعاملت بنوع من اليقظة مع الموجات الإرهابية، خاصة وأن التجربة الفرنسية الحالية غنية في هذا السياق، بسبب معاناة الشعب الفرنسي من ويلات التطرف والإرهاب؟

مولاي إدريس جعيدي: ستواجه السينما الفرنسية واقعا مرًّا من خلال تعرض المجتمع للإرهاب، وذلك ما سيجعل هذه السينما تتناول الظاهرة عبر ثلاثة أفلام، وهي: "الهجوم" للمخرج جوليان لوكلير 2010، و"صنع بفرنسا" لمخرجه مالك زيدي، و"رعاة البقر" لتوماس بيكودان ‪... يحكي الأول وقائع السطو على طائرة الإيرباس، التابعة للخطوط الجوية الفرنسية، الرابطة بين العاصمة الجزائرية وباريس، وتضم 227 راكبا، وذلك من قبل أربعة إرهابيين ينتمون إلى "المجموعة الإسلامية المسلحة" التي وقعت في يوم السبت 24 دجنبر 2010. وسيتطرق الفيلمان الأخيران لمسألة الجهادية؛ إذ يحكي الأول مسار الصحافي المستقل "سام" الذي سيخترق الأوساط الجهادية المتواجدة بالضاحية الباريسية، ويقترب من مجموعة تتكون من أربعة شبان أسنِدَت إليهم مهمة خلق خلية إرهابية، تسعى إلى زرع الفوضى في قلب باريس. ويحكي شريط "رعاة البقر" مسار أب يبحث عن ابنته البالغة من العمر ستة عشر سنة، والتي ذهبت إلى الجهاد بعد أن أغرمت بشاب متطرف.

محمد اشويكة: لو انتقلنا إلى الضفة العربية، فكيف واجهت السينمات العربية قضية الإرهاب؟

مولاي إدريس جعيدي: كان للسينما المصرية السبق في تعاملها مع ظاهرة الإرهاب، ثم تلتها الأفلام الجزائرية التي عالجت الموضوع على ضوء الأحداث التي عرفتها البلاد بعد تنامي التطرف‫. أما السينمات التونسية والمغربية، فعالجتا الأزمة من خلال بعض الأفلام، كـ "زهرة حلب" لرضا الباهي، و"خيل الله" لنبيل عيوش سنة 2012‫.

كانت أولى الأفلام المصرية التي تناولت الإرهاب، وبأكثر التسميات مباشرة، فيلم "الإرهاب" من إخراج نادر جلال، والذي يقوم فيه فاروق الفيشاوي بدور الإرهابي. لا يهتم الفيلم أبداً بالدوافع ولا بأي تدقيق له علاقة بالـ "تنظيم"، بل يختصر الأمر في كون تلك العمليات تحدث بتمويل وتخطيط من جهات خارجية مقابل حفنة من الأموال، وذلك بغية ترسيخ نظرية "المؤامرة" التي ستساهم في تحريك الأمور كثيراً بعد ذلك. وتكررت في السنوات التالية الأفلام التي تتناول الإرهاب بشكل مباشر، أو يتواجد داخلها شخصية متطرفة دينياً، مثل فيلم "الخطر" 1990، و"انفجار" 1990، أو "الناجون من النار" 1996، وفي هذه الأفلام يبدأ الأمر من "عملية إرهابية" أو محاولة إنقاذ، سواء عن طريق إيقاف التفجير أو ملاحقة مجموعة معينة دون مقاربة جدية للواقع أو تناول "دوافع"، أو "أهداف" هذه المجموعات.. لقد كانت النظرة الأقرب في تلك الفترة متمثلة في فيلم "الإرهابي" 1994، من إخراج نادر جلال وبطولة عادل إمام، والذي أثار جدلاً رهيباً خلال تسعينيات القرن الماضي؛ إذ للمرة الأولى سيكون "الإرهابي" بطلا للفيلم، وبأداء نجم مصري أكثر جماهيرية. سيتناول الفيلم حادثة مدوية مثل اغتيال المفكر "فرج فودة" الذي جرى قبل عام واحد من إنتاج الفيلم. وبالرغم من أنه عمل أقرب إلى تفكير تلك الجماعات، ويعرض حوارات مطولة بين "علي"، بطل الفيلم، وبين زعيم الحركة التي ينتمي إليها، إلا أنه لم يخلُ من "كاريكاتيرية" وسطحية في التعامل، حيث يغير المتطرف أفكاره بمجرد التواجد وسط أسرة مصرية، وبالكثير من "النمطية" مثل لقطة احتضانه للجار المسيحي، أو علاقة الحب التي تجمعه بالابنة الكبرى للأسرة. ومنذ ذلك الفيلم، تكرر ظهور "المتطرفين" في أفلام ومسلسلات عادل إمام دون أن تخلو في أية مرة من صورة هزلية، مثل أفلام "السفارة في العمارة"، أو "حسن ومرقص" أو مسلسل "مأمون وشركاؤه"، حيث الإرهابي مجرد شخص متجهم بجلباب ولحية طويلة ويزعق بصوت عال طوال الوقت‫.

ومن أبرز النجوم الذين قدموا أدوارا جريئة في تلك الفترة، تَحَدَّت القيود المفروضة على مثل هذه الموضوعات، الفنانة نادية الجندي في فيلم "الإرهاب" عام 1989، والفنان عادل إمام من خلال فيلمي "الإرهاب والكباب" لشريف عرفة سنة 1992 و"الإرهابي" سنة 1994‫. وقد عرض فيلم "الإرهاب والكباب" فكرة الإرهاب بصورة مبسطة، وذلك ضمن قالب سياسي درامي كوميدي، كي يصل لشرائح المجتمع المختلفة. أما فيلم "الإرهابي" الذي ألفه لينين الرملي وأخرجه نادر جلال عام 1994، فقد تناول فكر الجماعات التكفيرية، متطرقا لطريقة تعامل أفرادها داخل الجماعة وخارجها‫، وقد شهد الفيلم تعتيما كبيرا خلال تصويره، كما تَمَّ عرضه بقاعات السينما تحت حراسة أمنية محكمة، خوفا من انتقام متشدّدين، وحاز بطله عادل إمام على جائزة أحسن ممثل في المهرجان القومي للسينما المصرية‫.

يمكن ربط المحاولة الجدّية في التعامل مع "الإرهاب" وفهم عناصره والمنتمين إليه برجلين فقط في السينما المصرية؛ أولهما المؤلف وحيد حامد الذي تحمل أفلامه رؤية واحدة عن "الإرهاب كنتيجة للقهر الاجتماعي". أما فيلم "الإرهاب والكباب" 1992، فهو أول عمل يحمل تلك الرؤية، رغم عدم احتوائه على متطرفين بشكل مباشر، وترتكز حكايته على اضطرار مواطن عادي لحمل السلاح وأخذ رهائن في مجمع التحرير لأنه "يتعرض للقهر، ولا يستطيع إنهاء أوراقه". وقد كان في ذلك إشارة مبكرة وسابقة جدّاً للعلاقة بين الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وبين "نشأة إرهابي محتمل". نفس الصورة سيكررها بشكل أوضح في فيلم "دم الغزال" 2004، حيث يحول غياب القانون والسلطة والحقوق في إحدى الحارات بمنطقة "إمبابة" طبالاً إلى إرهابي بسبب إهانته على يد بلطجي. وتبلورت الرؤية أكثر في مسلسل "الجماعة" 2010، حيث يشكل الفقر وغياب دور الدولة والرعاية الاجتماعية والإنسانية للمهمشين، البذرة الأساسية لوجود "إرهاب" ترعاه الجماعات المتطرفة. وثاني المنشغلين الجادين بالموضوع المخرج يوسف شاهين، الذي انطلق من نقطة شخصية لها علاقة بقرار الممثل محسن محيي الدين الذي تعاون معه في أربعة أفلام مهمة خلال الثمانينيات، قبل أن يعتزل السينما في مطلع التسعينيات، ويتبرأ من أفلامه لأنها "حرام". أراد شاهين فهم كيفية تحول "الفتى الصغير الموهوب" إلى شخص ضد الفنون، لينتج بناء على ذلك فيلم "المصير"، ويجعل شخصية "عبد الله" هي تجسيد "محيي الدين"، ورحلة تحوله إلى التطرف الفكري باسم الدين، ليربط يوسف شاهين الأمر بالإغواء وإشعار الشخص بذاته وإبهاره بعالم جديد سيكون فيه أفضل، وكيف يرتبط ذلك بالسياسة والسلطة، وطرح المتطرفين أنفسهم، باعتبارهم ذراعاً للحاكم، قبل أن تمتد الرؤية الشاهينية لفيلمه التالي "الآخر"، حيث تدخل السياسة العالمية كعنصر أساسي في خلق "الإرهاب"، وفي النهاية تقتل شخصيات شاهين في حالة الصراع المحتدم بين السلطة والتطرف، فهو يراهما عنصرين متشابهين‫.

بعد سنوات طويلة، وبسبب ما يحدث حالياً، عاد الإرهاب مرة أخرى إلى السينما في فيلم "القرموطي في أرض النار" 2017، متناولاً تنظيم "داعش" بنفس الصورة الكاريكاتيرية القديمة، ونظرية المؤامرة التي تأسست في فيلم "الإرهاب" قبل 28 عاماً، حيث يعمل مجموعة من المرتزقة وفقا لتعليمات مخطط دولي‫.

من جانبه يتعامل فيلم "مولانا" 2017، بجدية مع قضية الإرهاب، وهو الفيلم المأخوذ عن رواية للكاتب إبراهيم عيسى، وسيناريو وإخراج مجدي أحمد علي،‫ ويناقش فيلم "الإرهاب" كقضية محورية داخل قصة الفيلم، الذي تشير أحداثه إلى عنصرين يسهمان في الظاهرة: تلاعب الدولة بالمذاهب الدينية، أو توظيف رجال الدين كأداة في يد السلطة السياسية، والعنصر الآخر هو المشكلات الأسرية التي تدفع الشباب إلى التمرد وتغيير معتقداتهم. ويتضح أن المشكلة الحقيقية التي تتهرب منها الدولة - كما عبَّر الشيخ حاتم (عمرو سعد) - ليست مشكلة مذهبية بين مسلمين ومسيحيين، أو سنّة وشيعة، وصوفية وسلفية، لكنّها مشكلة غنى وفقر، وفساد سياسي انعكس على القضايا الاجتماعية والدينية‫.

محمد اشويكة: لننتقل إلى البلدان المغاربية، وللحالة الأكثر تمثيلية، سواء على المستوى الاجتماعي أم السينمائي، فكيف يتمظهر الإرهاب في السينما الجزائرية؟

مولاي إدريس جعيدي: لم تكن الجزائر بعيدة عما يجري في الخارج، وإنما خضعت لتحولات داخلية عميقة، خاصة وأنها عانت لسنوات من التطرف والإرهاب، مما ساهم في ظهور أعمال سينمائية وتلفزيونية عرت الإجرام وتصدت له‫؛ فالأعمال التي تم إنتاجها خلال وبعد "العشرية السوداء" تعاملت مع الإرهاب الداخلي وعرته‫. ويعد فيلما "باب الواد سيتي"، وفيلم "العالم الآخر" للمخرج مرزاق علواش من الأفلام المميزة في السينما الجزائرية الحديثة، من حيث ارتباطها بالوضع الاجتماعي المتغير بعد استحداث ما يصفه في أفلامه بـ "الصورة الأفغانية" التي تسرّبت إلى المجتمع الجزائري، وغيرت الكثير من ملامحه، وعزلت فيه المرأة وجعلتها "مجرد أداة" للمتعة الجنسية‫؛ ففي فيلمه "باب الواد سيتي" ركز مرزاق علواش على الوضع الاجتماعي الخانق في هذا الحي العريق من خلال نظرة بعض الرجال السلبية إلى النساء، كما تناول الفيلم ما يجري في الجزائر من داخل بعض البيوت، وذلك عبر تقديم طريقتهم في الحياة وفي التعاطي مع المستقبل، ومن بينهم الإصلاحي المتفتح على الحوار، والآخر المنغلق والمتفتح على "نبذ الآخرين" واتهامهم بالكفر لمجرد الاختلاف في الرأي‫.

وفي فيلم "العالم الآخر" تبرز الصورة الجنونية عن مرحلة القتل المبرمج، والشبكات الإرهابية المنظمة التي كانت تصنع لنفسها خلايا، واحدة للمراقبة (خلية التجسس والتلصص)، والثانية للملاحقة (خلية المتابعة)، والثالثة للتنفيذ (خلية الإعدام)‫. وقد حاول فيلم "العالم الآخر" تصوير هذه المرحلة الدموية عن طريق تصوير إرهابيين يراقبون ضحاياهم، وآخرين ينفذون الاغتيال، إلى أن تأتي اللحظة التي تصل فيها مواطنة فرنسية للبحث عن خطيبها المختفي، فتعيش أجواء الرعب في الجزائر، وذلك بعد أن تتعرض للاختطاف من قبل جماعة مسلحة يقرر أميرها اغتصابها ثم قتلها لأنها كافرة، ولكن أحد شباب العناصر المسلحة يتعاطف مع الفتاة الفرنسية، فيقرر إنقاذها قبل تنفيذ الاغتصاب والقتل، ويهرب بها قاطعا الغابات الكثيفة إلى أن استطاعا مغادرة المكان نحو بلدة أخرى‫. سيجبرها في الطريق على تغطية رأسها خوفا على نفسها، فتخبره المرأة أنها جاءت كي تبحث عن شقيقها الذي اختفى في منطقة صحراوية جزائرية. ويتعامل هذا الإرهابي الشاب مع المرأة بشكل غريب جراء الكبت الكبير الذي أظهرته الكاميرا طوال المشوار، فهو وإن أنقذها فلأنه يريدها لنفسه، وهنا تتداخل فكرة "الكبت" في الفيلم، حيث إن المرأة ستنسى كل شيء حين تجد صديقها، فيضبطهما الشاب المنقذ في الفراش ويقرر اغتيالهما معا بتهمة الفجور‫ عن طريق تناول رشاشه وإطلاق النار دون توقف‫.

ويعد فيلم "رشيدة" للمخرجة يمينة بشير شويخ الذي نال أكثر من 14 جائزة إقليمية ودولية من الأفلام التي تتعاطى مع الإرهاب بنظرة مغايرة، فرشيدة هي صرخة نسائية تمثل معاناة المرأة الجزائرية ضمن واقع مصنوع من دم وقتل وتهديد ووعيد وعقاب ومجازر وتفجيرات‫. وتتعرض المعلمة "رشيدة" للتوقيف ذات صباح من قبل شابين يطلبان منها حمل حقيبة صغيرة إلى مدرستها، فتفهم أنها قنبلة يراد منها نقلها لقتل تلامذتها الأبرياء، فترفض. يوجه إليها أحد الإرهابيين مسدسه، ثم يطلق النار عليها ويهربان‫. يعتبر هذا الفيلم صورة سينمائية تعكس مخاوف النساء، ورعبهن من الواقع المؤلم، وعدم قدرتهن على التعايش معه أو الهرب منه. صورة لنساء أخريات تعرضن لما حصل للمُدَرِّسَة "رشيدة" فضلا عن أخريات تعرضن للاختطاف والاغتصاب الجماعي، ومن ثم القتل ذبحا‫. صورة صرخة ما تزال مكبوتة ولكنها خرجت في أكثر من مشهد من فم "رشيدة" التي صنعت بدورها للسينما الجزائرية توجها جديدا‫. فلأول مرة تتعاطى هذه الأفلام مع العنف المسلح في البلاد محاولة قراءته ومواجهته بالصورة، وعبر مشاهد جعلت الإرهاب يأخذ صورته الحقيقية البشعة، لأن "الإرهاب يمثل ثقافة الموت" كما قالت "يمينة بشير شويخ" التي اعترفت أنها تحدت بفيلمها كل التخويفات والتابوهات الاجتماعية، وأنها أنجزت شيئا يغضب الإرهابيين، ولكنه يرضيها لأنها قالت الحقيقة وفق ما تراه على الأقل‫.

هناك فيلم ‫آخر ألا وهو "بركات" للمخرجة الجزائرية جميلة صحراوي الذي يروي قصة امرأة جزائرية تدعى "آمال"، خُطِفَ زوجها خلال سنوات التسعينيات على يد الجماعات المسلحة في ظروف غامضة، فقررت البحث عنه ورافقتها في رحلة البحث المتعبة والخطيرة "خديجة المجاهدة" التي شاركت في الثورة التحريرية الكبرى، واستيقظت فيها الشجاعة وحب التغلغل في أعماق الطبيعة من جديد‫. وقد لقي الفيلم نقدا لاذعا من قبل عدد من النقاد سواء من حيث القصة التي لم يظهر عليها اجتهاد في الخلق والإبداع، أو من حيث المضمون الذي اعتبروه محابيا لفرنسا‫. لم ينل فيلم "بركات" الذي أنتج بدعم من مؤسسة "أني فرانس" والتلفزيون الجزائري، رضى الكثيرين، لأنه عبارة عن تجميع لمشاهد تظهر تشتت المخرجة في محاولة تصوير أحداث قصة لم تتمكن من التحكم في أطوارها‫.

يعد مسلسل "دارنا القديمة" للمخرج لمين مرباح نقطة تحول في مسار المسلسلات، إذ يعد من بين الأعمال التلفزيونية القليلة التي حاولت تشريح الأوضاع السياسية والاجتماعية ضمن عمل مؤلف من 15 حلقة؛ 
يتطرق المسلسل إلى ‫إشكالية المصالحة الوطنية، ويعالج الوضعية السياسية المعيشة في الجزائر من خلال قصة عائلة جزائرية تسكن بالقصبة اضطرتها الظروف، بعدما تهدم منزلها إلى السكن ببيت قصديري يختار أحد أبنائها الثلاثة أن يكون "إرهابيا" ويصعد إلى الجبل، لكنه تفاجأ بعدها بأشياء لم تكن في الحسبان، ليجد نفسه قاتلا بين جماعة من السفاحين المتعطشين للدماء، كما سيجد أحد أصدقائه محتجزا لدى هؤلاء، فيقرر بعدها إنقاذ صديقه وتسليم نفسه للسلطات في إطار مسعى المصالحة الوطنية‫. لقد كان الأمر الوحيد الذي يشغل ذهن الشاب التائب هو كيف يواجه الجميع بعد كل ما قام به في حق إخوته ووطنه، ليجد نفسه منبوذا مقهورا مرفوضا من طرف عائلته وخطيبته التي راح أخوها ضحية تفجير إرهابي‫.

عكس ما ذهب إليه رشيد بن حاج، اختارت جميلة صحراوي خطابا معارضا لطرح المصالحة والوئام، عندما قررت في نهاية فيلمها ‫"يما" أن تقتل ابنها الإرهابي وصديقه، ولكي تستمر "يما" في العيش براحة ضمير بجانب قبر ابنها الضابط. ميزة هذا الفيلم أنه منح للمتفرج مساحة كبيرة لكتابة الحوار المناسب للسيناريو، فقد مالت الشخصية الرئيسة إلى الصمت والاستماع إلى صوت الريح الذي يهب في أعلى الجبل، حيث منزلها، فاتحة نوافذها لهبات الخوف والسكينة، والذي تزرع يوميا عبره أحلامها وآمالها. يختلف هذا العمل عما هو سائد لكونه يترك للمشاهد سلطة الخيار، فهو لا يضع أمامه حلولا سهلة، بل يعيد فتح ملف العشرية الحمراء، بكل آلامها بعيدا عن خطابات السياسة واستراتيجية الدول‫.

محمد اشويكة: لم تسلم الساحة المغربية من ويلات الإرهاب، فما الصورة التي شكلتها السينما المغربية عن تلك الأحداث؟

مولاي إدريس جعيدي: ينقل المخرج المغربي نبيل عيوش في فيلمه "يا خيل الله" كاميراه إلى قلب أحد أشهر الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء، ويتعلق الأمر بحي "سيدي مومن" الذي ينحدر منه منفذو هجمات 16 مايو (أيار) 2003 بالعاصمة الاقتصادية للمغرب، مقترحا رؤية سينمائية تنطلق من الأرضية والأوضاع التي أنجبت ظاهرة العنف لدى شباب الهامش‫. وقد اقتبس المخرج الشاب مادة الفيلم من رواية تحمل عنوان "نجوم سيدي مومن" للكاتب المغربي ماحي بينبين الذي حاول تقديم مقاربة اجتماعية هادئة للدوافع التي أفرزت ذلك الهجوم الإرهابي. ولئن أصبحت ظاهرة التطرف موضوع صيحة جديدة في سينما بلدان كثيرة، منها المغرب، فإن "يا خيل الله" يشكل محطة مميزة من حيث جرأته وصدقيته الفنية التي راهن عليهما عيوش من خلال اختيار أسلوب التصوير الخارجي في المشاهد الطبيعية أولا، وعبر الاعتماد على فريق خاص مكون من فتيان وشباب ينحدرون فعلا من حي سيدي مومن‫. يبني الفيلم مادته الدرامية على مسارات أربعة شباب من أبناء الحي البائس، أدى أدوارهم هواة لم تكن لديهم أية تجربة مسرحية أو سينمائية. فبالنسبة إلى المخرج كان الأهم هو عدم التوفر على رصيد معرفي أو تكوين درامي، مكتفيا بما يحملون من تجربة المعيش اليومي في فضاءات الحي الشعبي المتواجد بالهامش الحضري‫.

يقتفي سيناريو الفيلم تطور وعيهم بذواتهم وبالمحيط الذي يعيشون فيه، من الطفولة التعيسة إلى الشباب الناقم المحبط، ومن التخبط في عوالم الفقر والجريمة والمخدرات إلى الارتماء في أحضان حركة جهادية تبشر بالجنة القريبة التي يمر دخولها عبر فعل بسيط تقنيا: تفجير مجموعة من أوكار الفساد والرذيلة‫. وقد صرح المخرج غير ما مرة بأن الهم الاجتماعي هو الذي سيطر على الفيلم الذي لا يسعى إلى تبرير أعمال إرهابية مدانة، بل إلى فهم التربة التي ينبت فيها فكر عنيف ناقم على المجتمع المغربي‫.

محمد اشويكة: أشرت في إحدى محطات هذا الحوار إلى التجربة التونسية وخاصة فيلم "زهرة حلب" للمخرج رضا الباهي، فما الذي أضافه هذا العمل الفني إلى الأفلام العربية التي ناقشت الظاهرة سينمائيا؟

مولاي إدريس جعيدي: يعالج فيلم "زهرة حلب" للمخرج التونسي رضا الباهي قضية حساسة بالنسبة إلى المجتمع التونسي الذي شهد بعد الثورة عمليات متكررة شملت تسفير الشباب والفتيات إلى جبهات القتال بحجة الجهاد في سوريا‫. ويقول المخرج الباهي "لم أرد في هذا الفيلم التطرق لأمور سياسية ولا للقضية السورية، بل أردت فقط التركيز على معاناة امرأة تونسية سافرت لجلب ابنها الذي يعد ضحية من ضحايا غسيل الدماغ‫". لم يغص الفيلم في خبايا السياسة، لكنه طرح الظاهرة من منظور إنساني وفق لما يحمله من تأثير في الأمهات والعائلات على حد سواء بغض النظر عن توجيه المشاهد نحوه‫.

تدور أحداث الفيلم حول أم تونسية تدعى "سلمى"، وتجسد دورها الفنانة التونسية هند صبري، والتي عاشت معاناة كبيرة بعد أن تم تسفير ابنها "مراد" من أجل "الجهاد" في سوريا‫. أما "مراد" ذو الثمانية عشرة ربيعا، فقد كان يعيش حياة طبيعية كأبناء جيله، وهو مولع بالموسيقى إلا أنه انجذب نحو الفكر "المتطرف" وتلقى عملية "غسل دماغ" من قبل جماعة "إرهابية"، لينضم فيما بعد إلى جبهة فتح الشام، (جبهة النصرة سابقا في سوريا‫). كان انسياق "مراد" نحو هذا التيار مأساة بالنسبة إلى أمه التي لم تتردد ولو لحظة في الالتحاق به متنكرة في ثوب "الجهاد" بحثا عنه، ورغبة في استرداده‫. قد يبدو للبعض أن الوضع العائلي لمراد الذي جسد دوره الممثل التونسي باديس الباهي سببا في تغير تصرفاته واقتحامه عالما غير معتاد عليه‫. طلاق والد "مراد" من والدته الممرضة وتحملها لأعباء الحياة بمفردها، وتكريس كل وقتها لعملها، كانت عوامل مهمة في تغير سلوكه، فضلا عن انزواء أبيه "السكير" في عالم خاص به، وذلك ما حرم الابن من حياة عائلية طبيعية يلعب فيها الأب دوره المؤثر في الحياة‫. صورت مشاهد الفيلم في تونس ولبنان فرصدت بشاعة الدمار في حلب السورية ومخلفات أعمال العنف فيها، فبالرغم من عدم تعمق الفيلم في ثنايا السياسة، فإنه وقف على الخلاف بين تنظيمين مسلّحين لا يختلفان‫ في أساليب القتل والدمار‫.

محمد اشويكة: بعد هذا السفر المعرفي في ثنايا فيلموغرافيا الإرهاب، وما ارتبط بها من قضايا، كيف يمكن للسينما أن تواجه الإرهاب؟ وما الذي تستطيع فعله في هذا الباب؟

مولاي إدريس جعيدي: مع انفجار العمليات الإرهابية، وتصاعد موجات العنف في العالم العربي، وبروز جيل جديد من الإرهابيين تجاوزت أساليبه الاستراتيجيات القديمة، فضلا عن توسعه في أيديولوجيات التكفير، قدمت السينما العربية وقلبها المصرية، عدداً من الأعمال، تعاملت مع الإرهابي بشكل ممجوج، فقد قدمت صورة الإرهابي كباحث عن المال والشهرة، شهواني مريض نفسياً. السينما المصرية، بدءاً من يوسف شاهين الذي قدم شخصية القائد الإخواني في فيلمه (إسكندرية ليه) وصولا إلى فيلم (الخلية) الذي لعب بطولته أحمد عز، وهو آخر الأفلام التي ناقشت الإرهاب، والتي لم تفشل ولم تنجح لأن الفن الذي تقدمه لم يكن موضوعيا، إذ ارتبطت هذه الأفلام بالقطاع الخاص الذي يعزف عن تمويلها بشكل جيد، مما أدى إلى انعدام الموضوعية، وزيادة شعبية الإرهابيين، بعد الدعاية، التي فسرت أنها ظالمة، ومضادة للصورة الحقيقية كما حصل في مسلسل (الجماعة) الذي قدمت حلقاته الإخوان على أنها تنظيم ممتلئ بالمفكرين، وأدت إلى تعاطف عكسي معها، وهذا صلب إشكالية: كيف نقدم الفن؟

في ظل ما تعانيه مصر من إرهاب ومحاولات متعددة من "خفافيش الظلام" للنيل من أمنها واستقرارها، يدور تساؤل دائم عن كيفية مواجهة السينما للإرهاب، خاصة وأن السينما كان لها دور كبير في معالجة العديد من القضايا التي يعاني منها المجتمع، مثل قضايا المخدرات والإدمان وأخيرا الإرهاب‫. وتشير بعض الانتقادات الموجهة إلى السينما المصرية إلى أن جميع الأعمال التي قدمت تعتبر ترفيهية، مؤكدة أن "الإرهاب والكباب"، و"الإرهابي" لم يتلمس جذور القضية، ولم يشكل تيارا يدافع عن القضية، ويحد من خطورة الإرهاب، باعتبارها قضية كبرى، ولكن للأسف الشديد لم تطرحها السينما بشكلها الصحيح، ولم تقدم ولو حتى بعض العلاج. من أرض الواقع إلى شاشة السينما، ينتقل الإرهاب والتطرف وما يواجهه المجتمع إلى الشاشة عبر عدد من الأفلام التي تتناول مواجهة الإرهاب والتطرف، إما بشكل مباشر مثل فيلم "الخلية" الذي يتناول فرق العمليات الخاصة لمكافحة الإرهاب، أو بشكل غير مباشر مثل فيلم "الشيخ جاكسون" بطولة أحمد الفيشاوي، وذلك بعد تجارب محدودة قدمت مؤخرا، كان آخرها "جواب اعتقال" من بطولة محمد رمضان، والذي تناول قصة شاب يلتحق بإحدى الجماعات الإرهابية التي تقوم بأعمال القتل، معتقدًا أنها جهاد في سبيل الله، وذلك وسط مخاوف من تحول الأفلام التي تتناول الإرهاب إلى موجة وموضة بين صناع السينما؛ إذ تفقد الهدف من تقديمها، وتُصرف الجمهور عنها، فلا هي تواجه الإرهاب، ولا هي تحقق العائد المادي والربح المتوقع منها كما حدث مع فيلم «جواب اعتقال» الذي كان يتوقع تصدره إيرادات دور العرض في موسم عيد الفطر، ولكن البعض رآه قد خرج بمستوى سيء في الكتابة والإخراج، ليحجم عن تحقيق إيرادات كبيرة‫.

في الوقت الذي يطالب فيه كثيرون بزيادة الأعمال الفنية التي تناقش الإرهاب والتطرف، ‫نجد الناقد‫ وليد سيف يؤكد على ضرورة صناعة أفلام تواجه الإرهاب والتطرف، شرط أن تكون غير مباشرة، موضحا أن المباشرية ضد الفن، وأن فكرة التلقين عن طريق الفن عادة ما يكون أثرها عكسيا، وقد أكد حاجتنا إلى موجة من هذه الأفلام بأساليب متنوعة، وبتناول عميق للقضية وأسبابها وجذورها الحقيقية، خاصة وأن للفن دورا قويا نحتاجه بشدة في الفترة الحالية والمقبلة، لكن من خلال منظومة متكاملة‫.

محمد اشويكة: ما الذي ساهم في التحول من المأساة إلى الموضة؟ هل المسألة متعلقة بالشكل أم بالمضمون؟

مولاي إدريس جعيدي: ساهم تشبع الجمهور وانصرافه عنها في تحول تلك الأفلام إلى موجة وموضة، ولذلك يتضح أن المشكلة ليست في الموضوع أو الفكرة، وإنما في أسلوب التناول المتكرر والمباشرية الفجة فضلا عن التعامل مع التطرف والإرهاب، باعتباره حرب أسلحة وعضلات بالدرجة الأولى لكن الحقيقة أنه حربٌ ضد فكر يجب أن يُجتث من جذوره، وأن يتم التعبير عن ذلك سينمائيا‫. فالاعتماد على "الأكشن" في تناول الإرهاب والتطرف ربما لا يجدي، لأن هذه الأفلام التي تتعامل مع الإرهاب تنتمي لنوع واحد قد يمل منه الجمهور بسبب أفكاره وأساليبه المحدودة‫. إذن يجب معالجة الإرهاب سينمائيا بأساليب درامية وفنية أكثر منها تجارية، ومن خلال أفكار مبتكرة غير مستهلكة ومعالجات جديدة، وليس بمحاولة مسك العصا من المنتصف عبر تقديم عمل يناقش الإرهاب في إطار "الأكشن" لجذب جمهور المراهقين والشباب‫.

تظنّ بعض الحكومات أو من يمثل وجهة نظرها أن استعمال السخرية تمثل إحدى وسائل الحرب على الإرهاب، وأن تصوير الإرهابيين بالسذّج، والإرهاب بالضعف في مقابل قوة الحكومة والشعب، والواقع أن المشكلة ليست فيما سبق، لكن في طريقة المعالجة التي تطغى عليها المباشرية والخطابة. وتشير أحداث "مولانا" و"الإرهابي" لعنصرين أساسيين ينجليان في توظيف رجال الدين كأداة بيد السلطة ثم المشكلات الأسرية التي تدفع الشباب نحو التمرد‫. تدور أحداث فيلم "القرموطي في أرض النار" 2017 ضمن إطار ساخر حول شخصية القرموطي (أحمد آدم) الذي يسافر لقضاء نزهة على الشاطئ مع زوجته، فيضيعان في البحر، ويصطدم قاربهما بقارب "جبهة النصرة"، ويلقي بهم الموج إلى الشاطئ الليبي. يقع القرموطي في الأسر، وهناك يتعرف إلى جهل الإرهابيين وطاعتهم العمياء لأوامر القادة، وعلى إمكانيات التنظيم في الجانب الدعائي والإعلامي. يوحي الاستخفاف الذي يتعامل به القرموطي مع التنظيم بالضعف مقابل قوة القرموطي، باعتباره رمزاً لأغلبية الشعب. ويصوّر الحرب ضدّ داعش على أنّها حرب بين الشعب والإرهاب، ولأنّ "الكثرة تغلب الشجاعة" فالمنتصر حتماً هو الشعب والحكومة، وينتهي الفيلم بفرار القرموطي، وإحباطه لمهمة تفجير مديرية الأمن في القاهرة، وعلى نحو دعائي ينتهي الفيلم برسالة مباشرة عن توجيه الجيش المصري ضربات موجعة لأوكار التنظيم في ليبيا.

سيتناول فيلم "دعدوش" 2017 بنفس السخرية والاستخفاف قضية الإرهاب، حيث يتضمن العنوان منذ البداية احتقار الإرهاب من خلال تصغير اسم داعش إلى دعدوش. سيلتحق "عطعوط" ومجموعة من الشباب بالتنظيم الإرهابي، وذلك بعد مشاهدتهم لمقطع فيديو دعائي يدعو فيه أمير التنظيم الشباب إلى الالتحاق به، مغريا إياهم بالمال والنساء والطعام. وفق القصة، فإنّ الإحباط والفشل هو ما يدفع الشباب للانضمام للجماعات الإرهابية، أما دافعهم إلى تفجير أنفسهم، فيتم بطريقة مستمدة من تاريخ طائفة الحشاشين في القرن الحادي عشر؛ أي بتناول المخدر. يشير الفيلم إلى دعم خارجي للتنظيم بالسلاح والمال، وتنفيذ التنظيم لتعليمات يتّضح من خلال أحداث الفيلم أنّها أمريكية، وتنتهي القصة بتوبة الشباب بعد إدراكهم حقيقة تنظيم داعش. وعلى نحو دعائي يلتف هؤلاء حول الجيش ممثلاً بالضابط. وعلى نحو دعائي ومباشر أيضاً، تدور أحداث فيلم "الخلية" 2017 حول جهود رجال الأمن في محاربة الإرهاب، ممثلة بضابط في العمليات الخاصة، وهو يطارد الخلايا الإرهابية، ويتصدى للإرهابيين‫.

وأتوقف في الأخير عند فيلم "الشيخ جاكسون"، وهو من بطولة أحمد الفيشاوي وإخراج عمرو سلامة، باعتباره أحد النماذج الدرامية التي تتناول ظاهرة التطرف بشكل آخر من خلال قصة شاب يتأرجح بين هوسه بالمطرب العالمي مايكل جاكسون وتدينه الذي يقوده في إحدى المراحل من حياته إلى التطرف والاقتراب من الجماعات الإرهابية‫.

[1]- مجلة ذوات العدد55