الحداثة في سياقاتها الأوربيّة مخاض التشكّل وإحراجات التحقيب


فئة :  أبحاث محكمة

الحداثة في سياقاتها الأوربيّة مخاض التشكّل وإحراجات التحقيب

الحداثة في سياقاتها الأوربيّة مخاض التشكّل وإحراجات التحقيب(1)

ملخّص:

يمكن القول إنّ إحدى أهمّ الغايات البعيدة لهذا الكتاب هي تنسيب الحداثة الأوربيّة، والتوعية بضرورة التعامل معها حدثاً حضاريّاً إنسانيّاً خارج كلّ أنماط المركزيّات الإيديولوجيّة المحرّفة لوعودها الإنسانيّة. فتبعاً لهذا الهدف ينشغل الكتاب إجرائيّاً برصد مراحل تفكّك الحداثة الأوربيّة من داخل سياقاتها الذاتيّة. هذا التفكّك الذي يعرّي أوهامها التبشيريّة بغدٍ أفضل للإنسانيّة.

وككلّ الفصول الافتتاحيّة، يدخل هذا الفصل الأوّل من الكتاب ضمن محور عامّ نظريّ أوّل خصّصه المؤلّف لدراسة صيرورات تأسيس الحداثة وتفكيكها، لينشغل بإشكاليّة المفهوم، وما يثيره من إحراجات سواء في التعريف، أو في التحقيب والتأريخ. وتماماً كما يواجهه التعريف بمشكلات إيديولوجيّة شتّى، تضطرّه إلى البحث في خيارات المعنى الممكنة التي يحيل عليها المفهوم، وتتناسب مع حرصه على تفادي التعريفات الإيديولوجيّة، فإنّ التأريخ للحداثة بدوره يواجهه بمشكلات شتّى لعلّ أبرزها تنوّع معايير التحقيب التي قدّمها دارسو الحداثة. ففي هذا المدخل التعريفي الثاني التأريخيّ للحداثة يتواجه معياران تحقيبيّان رئيسيّان؛ يؤرّخ الأوّل منهما للحداثة انطلاقاً من بوادر العقلنة الشاملة والعلمنة، بينما يعود الثاني إلى الأصول اللّاهوتيّة والميتافيزيقيّة ويعتبرها الجذور الأولى للحداثة. وأمام هذا الإحراج الثاني يستعرض الباحث الفرضيّات الثلاث الكبرى التي يتأسّس عليها هذان المعياران التحقيبيّان.

إنّ حرص المؤلّف المزدوج على تنسيب الحداثة في قلب الوعي بأهميّتها وضرورتها الحضاريّة، يبدو الرّوح الموجّهة لهذا الفصل التعريفيّ الافتتاحيّ للكتاب. لذلك، وفي سياق هذا الوضع التعريفيّ المتوتّر بين إحراجات الدقّة المعرفيّة، يخوض الباحث نقاشه أمام القارئ مع كلّ الأفكار التي شكّلت تعريفها. ويطلعنا في هذا النّقاش على تاريخ الظاهرة وتاريخ المفهوم، وعلى علاقتها بالتحديث، وعلى فرضيّات تعريفها الأساسيّة، أي الفرضيّة القطائعيّة التي تعتبرها قطيعة، والفرضيّة الجينيالوجيّة التي تعتبرها استئنافاً لتاريخ مسيحيّ، وفرضيّة الزمن الاستثنائيّ للحداثة.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


[1]ـ هو عنوان الفصل الأوّل من كتاب: مصطفى بن تمسّك، الحداثة الأوربيّة، مسارات التفكيك ونهاية الريادة، مؤسّسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، ط1، 2018، ص ص 9-26.