الهوية والعنف وهمّ المصير الحتمي: قراءة في كتاب أمارتيا صن


فئة :  قراءات في كتب

الهوية والعنف وهمّ المصير الحتمي: قراءة في كتاب أمارتيا صن

تتكوَّن الهويَّة من عدَّة عوامل تهدي للإنسان على الصَّعيد الفردي وعلى الصَّعيد المجتمعي أيضاً روابط من الإحساس بالوجود والانتماء والمصير المشترك، وهو شعور يضمن استمراريَّة الجماعة، ويحفظ كيانها، لكن حينما يختفي هذا الشعور تبدأ الجماعة في مواجهة مصير التَّفكُّك. والهويَّة هويَّات متعدّدة؛ منها ما هو ثقافي ومنها ما هو ديني أو إيديولوجي ومنها ما هو حضاري...، وأخطرها هي الهويَّة التي تقوم على عدم التَّسامح مع الآخر، والتي تقوم غالباً على ثنائيَّة الحقّ والباطل، الخير والشرّ، الصَّح والخطأ، فهي بذلك لا تقوم على الاعتراف العام، بل على الإقصاء، وإذا اقتضى الحال استعمال العنف لتحقيق هذه الغاية، فهي لا تنظر إلى الآخر من باب التّنوُّع والتَّعدُّدية والاختلاف والتَّعاون والتَّفاعل، بل تنظر إليه من باب الخصومة والتَّحفظ في أحسن الأحوال.

ولبيان حقيقة هذا النَّوع من الهويَّات وارتباطه المباشر بالعنف صدر للكاتب أمارتيا صن (Amartya Sen)[1] كتاب: "الهويَّة والعنف: وهم المصير الحتمي" عن سلسلة عالم المعرفة ضمن العدد 352 سنة 2008، وقد قامت بترجمته من الإنجليزيَّة إلى العربيَّة الأستاذة المصريَّة سحر توفيق، وهو يقع في 205 صفحة من الحجم المتوسّط، قسّمه الكاتب إلى مقدّمة وتسعة فصول، يروم الكاتب من خلاله الإجابة عن إشكاليَّة قديمة حديثة مفادها: هل هناك هويَّة واحدة للإنسان، أم أنَّ الإنسان يدخل في دوائر متعدّدة من الانتماءات والهويَّات والجماعات لا يمكن اختزالها بهويَّته الدّينيَّة أو العرقيَّة وحدها؟ وهل الهويَّة اختيار أم اكتشاف؟ وما هي مميزات الهويات المنغلقة؟ وما آثارها السلبيَّة والجانبيَّة على الأفراد والمجتمعات؟.

إنَّ الفكرة الأساسيَّة التي ما لبث الكاتب يوضّحها طيلة فصول هذا الكتاب في إجابة عن الإشكاليَّة التي يندرج ضمنها مُؤَلفه هذا هي بيان حقيقة "أنَّ الصّراع والعنف يدعمهما اليوم وهم هويَّة متفرّدة، والواقع أنَّ هناك اتجاهاً متزايداً اليوم لرؤية العالم باعتباره فيدراليَّة أديان أو ثقافات أو حضارات، مع تجاهل أهميَّة الطُّرق الأخرى التي يرى بها النَّاس أنفسهم، والتي تختصُّ بالطبقة أو النَّوع أو المهنة أو اللّغة أو الآداب أو العلوم أو الموسيقى أو الأخلاقيات أو السّياسة، والمحاولات على مستوى الكوكب لوقف مثل هذا العنف تعوقها الفوضى المفاهيميَّة التي تتوَّلد عن فرضية وجود هويَّة منفردة أو مفروضة على الإنسان بشكل قدري، وعندما تُعرَّف العلاقات بين البشر بأنَّها "صدام حضارات" فإنَّ البشر يتمُّ تصغيرهم، بوضعهم في صناديق صغيرة"[2].

إنَّ التَّحريض على العنف يتقوَّى بفرض هويَّات منفردة انعزاليَّة وعدوانيَّة، يناصرها ويؤيّدها أناس محترفون وبارعون في الإرهاب على أناس بسطاء مسامحين، ولمواجهة هذا العنف يقترح أمارتيا صن ضرورة الشُّعور بالهويَّة، والذي يقدّم مساهمة مهمَّة لجعل العلاقة مع الآخرين قويَّة ودافئة، مثل الجيران أو أعضاء الجماعة أو المواطنين أنفسهم من أبناء الوطن أو التَّابعين للدّيانة نفسها، وهذا الشُّعور يمكن أن يساعد أيضاً في تجاوز حياتنا المتمركزة حول الذّات، "فالهويَّة لا تستمد كينونتها من ذاتها فقط، بل من المفارق لها أيضاً؛ أي ممَّا ينفصل عنها وليس فقط ممَّا يتَّصل بها، ومن ثمَّ لا معنى لمطلب الهويَّة بمعزل عن التَّميز والاختلاف اللذين يمثّلهما الآخر، إذ تلعب المسافة بين الأنا والآخر دوراً في وعي الهويَّة، سواء في انغلاقها أو انفتاحها؛ إذ لا تتحقَّق للهويَّة توازناتُها من خلال الذّات فقط، بل أيضاً من خلال الآخر"[3]. فالهويَّة المشتركة مع الآخرين إذن يمكن أن تجعل حياة الجميع تسير بشكل أفضل، ولهذا ينظر إلى الشُّعور بالانتماء إلى جماعة إنسانيَّة ما باعتباره أحد مصادر الثروة[4].

والعنف المتَّصل بنزاعات الهويَّة في الوقت الرَّاهن يتكرَّر حول العالم وبوتيرة متزايدة، وهو ما يدعو إلى إيجاد حلٍّ يقوم على أساس اعتبار عنف الهويَّة العدوانيَّة يمكن مواجهته "بالقوَّة المحرّكة لهويَّات منافسة؛ وهذه الهويَّات المنافسة يمكن بالطبع أن تشمل المعنى العريض لإنسانيتنا المشتركة، غير أنَّها تشمل هويَّات أخرى كثيرة ينتمي إليها كلٌّ منَّا في الوقت ذاته، ويقود هذا إلى وسائل أخرى لتصنيف النَّاس، وسائل تستطيع كبح الاستخدام العدواني بخاصة، ومنعه من استغلال تصنيف بعينه"[5].

إنَّ إدراك المفهوم الحقيقي للهويَّة لا بدَّ أن يضع في حسبانه أنَّ هويَّة المرء المشتركة مع جماعته من اللازم أن تكون هي الهويَّة الرئيسيَّة أو المهيمنة، بل ربَّما هي الهويَّة الوحيدة التي تمتاز بالأهميَّة، وهذه النتيجة يمكن أن تكون مرتبطة بخطّين بديلين للتَّفكير؛ يقوم أحد الخطّين على أنَّ الفرد ليس لديه القوَّة أو الوسيلة للوصول إلى المفاهيم المستقلّة الأخرى حول الهويَّة الخاصَّة بالجماعة ولأساليب أخرى من التَّفكير حول الهويَّة، كما تفترض أنَّ نشأته الاجتماعيَّة المؤسّسة بقوَّة على الجماعة والثَّقافة تحدّد الأنماط العمليَّة للتّفكير والأخلاق المتاحة له، والخطّ الثّاني يقوم على أساس عدم التّوقُّف على القيود الإدراكيَّة، ولكن يصل إلى الادّعاء بأنَّ الهويَّة هي مسألة اكتشاف على أيّ حال، وأنَّ الهويَّة الجماعيَّة سوف يُعترف دائماً بأنَّها ذات أهميَّة عليا في حالة إجراء أيّ مقارنات.

فالهويَّة إذن هي "الشّفرة التي يمكن للفرد عن طريقها أن يعرِّف نفسَه في علاقته بالجماعة الاجتماعيَّة التي ينتمي[6] إليها، والتي عن طريقها يتعرَّف عليه الآخرون باعتباره منتمياً إلى تلك الجماعة، والهويَّة كيان يصير ويتطوَّر، وليست معطى جاهزاً ونهائيَّاً، فهي تتطوَّر إمَّا في اتِّجاه الانكماش، وإمَّا في اتِّجاه الانتشار، وهي تغتني بتجارب أهلها ومعاناتهم وانتصاراتهم وتطلُّعاتهم، وأيضاً باحتكاكها سلباً وإيجاباً مع الهويَّات الأخرى"[7].

وباحتكاك المرء مع هويَّات أخرى يصير عضواً في جماعات مختلفة متعدّدة دون أن يكون في ذلك أيّ تناقض بأيّ شكل من الأشكال، بل بالعكس تصير لديه "هويَّات مجتمعة" يمكن أن تعطيه قيمة وتجعله شخصاً مهماً، فالتُّعرف على ما تتَّسم به الهويَّات من تعدُّدية سوف يكون له تأثير مناهض لمحاولة رؤية الناس بناء على انتماءاتهم الدّينيَّة أو العرقيَّة، كما فعل صاحب صراع الحضارات، فالفهم الصحيح لعالم من الهويَّات المتعدّدة يتطلّب وضوح التَّفكير بالنسبة إلى "التّعرف على التزاماتنا وانتماءاتنا المتعدّدة، رغم أنَّ هذا قد يتعرَّض لإغراق دفاع وحيد البؤرة عن منظور واحد أو آخر. إنَّ تخليص العقل من الكولونياليَّة يتطلّب ابتعاداً قاطعاً عن إغراء الهويَّات والأولويَّات المنفردة"[8].

لقد عمل الكاتب جاهداً بعد هذا النّقد للهويَّات المنغلقة أو المنفردة على تحديد سمات الهويَّة الدّينيَّة، فيما إذا كانت أقرب إلى الانفتاح أم الانغلاق، الحوار والاعتراف بالآخر أم الإقصاء، وفي مدى تبنّي قيّم التَّسامح الدّيني والمرونة في التَّعامل مع الآخر أم العكس، وذلك من خلال الاستفادة من مساهمات علماء الاجتماع في موضوع سياسات الهويَّة بين الاعتراف والانفتاح، أو الانغلاق والإقصاء وتفريخ العنف والكراهية.

ولمَّا كان موضوع الكتاب هو مناقشة الهويَّات وعلاقتها بالعنف في العالم، كان من الضرورة أن يتحدَّث الكاتب عن التّعدُّديَّة الثقافيَّة، وفهم طبيعتها وتأثيرها ومزاياها أو عيوبها إذا اقتضى الحال، مؤكّداً على أنَّ هناك تناولين مختلفين للتّعدُّديَّة الثقافيَّة؛ أحدهما يرتكز على ترقية التّنوع كقيمة في حدّ ذاته، والآخر يركز على حريَّة التَّفكير وصناعة القرار ويحتفل بالتّنوُّع الثقافي، ومن هنا كانت الحاجة ماسَّة إلى إعادة التَّفكير في فهم التّعدُّديَّة الثقافيَّة، وذلك لسببين: أوَّلهما تفادي الفوضى المفهوميَّة حول الهويَّة الثقافيَّة[9]، وثانيهما مقاومة الاستغلال المغرض لأسباب الشّقاق التي تتيحها هذه الفوضى المفهوميَّة، بل وتشجّعها إلى حدٍّ ما. وما يجب تفاديه بشكل خاصّ في هذا المقام هو الخلط بين التّعدُّديَّة الثّقافيَّة والحريَّة الثّقافيَّة من ناحية، وفهم تعدُّد الثقافات الأحاديَّة وكأنَّها تعني "انفصاليَّة قائمة على الدّين، من النَّاحية الأخرى، فمن الصَّعب أن نعتبر أمَّة كمجموعة من الأقسام المنعزلة، تخصّص فيها للمواطنين أماكن محدّدة في أقسام محدَّدة سلفاً"[10]. ولم يفت الكاتب في هذا المقام أن يذكّرنا بسلبيات العولمة الثّقافيَّة[11]التي أسهب في الحديث عنها، مشيراً إلى أنَّ العولمة ما هي إلا استعمار ثقافي جديد، لأنَّها ترمي إلى إحداث خلل في الهويَّات الثقافيَّة للشعوب، بنشر وهيمنة العولمة الثقافيَّة الأحاديَّة القطب، وهذا كلّه بغرض الاستيلاء ونهب إمكانات وحضارة الشُّعوب الفقيرة، وبالتَّالي فهي امتداد للاستعمار التّقليدي، وفي مقابل هذه النَّظرة السَّلبية عاد مرَّة أخرى ليؤكّد على أنَّ العالم تقلّص كثيراً في العصر الحديث بفعل العولمة، وذلك من خلال تكامل أقرب، واتّصالات أسرع، ومداخل أسرع، وهو ما يوفّر إمكانيَّة تعزيز تداخل هويَّات متباعدة بعضها مع بعض، وإذ تصل الهويَّات اليوم إلى تقارب أكبر مع بعضها بعضاً، يمكنها آنذاك الاهتمام بهويَّات بعيدة، ربَّما كان وجودها غير مدرك بما يكفي قبل اليوم.

إنَّ الهويَّة الثّقافيَّة التي يمكن أن تكون ذات تأثير هائل ورئيس في سلوكياتنا وتفكيرنا لا تقف معزولة عن التَّأثيرات الأخرى، بل هناك أشياء أخرى تؤثّر فيها مثل الطّبقيَّة والعنصر والنَّوع والمهنة والسياسات[12]، كما أنَّ الثقافة ليست متجانسة، إذ يمكن أن تكون هناك تنويعات هائلة حتى داخل الوسط الثّقافي العام نفسه، بالإضافة إلى أنَّ الثقافة لا تقف ساكنة بلا حركة، بل تتفاعل مع حتميات أخرى للإدراك والعمل الاجتماعي، وكلُّ هذه الأمور مجتمعة يجب مراعاتها في تكوين الهويَّة الثقافيَّة. فدور الثقافة بكلِّ ما تحمله من معانٍ "هو تكريس هويَّة ثقافيَّة من خلال عمليَّة تمثيل عاطفي واجتماعي، مع عمليَّة اندماج تاريخيَّة ونفسيَّة واقتصاديَّة تستغرق زمناً طويلاً، ممَّا يؤكّد أهميَّة التّاريخ في خلق الهويَّة الثقافيَّة بصفته الرَّحم الذي تنمو وتترعرع فيه، لتتشكَّل في نهاية المطاف هويَّة ثقافيَّة معيَّنة نتيجة انتمائها لأمَّة معيَّنة، فالتَّراكم التَّاريخي ضروري لصنع الهويَّة الثقافيَّة، لأنَّها في النّهاية هي المستوى النَّاضج الذي بلغته المجموعات البشريَّة، نتيجة تفاعل قرون طويلة بين أفرادها وبين الظُّروف الطَّبيعية التَّاريخية التي مرَّت بها، والتي نسجت فيها بينها روابط مادّيَّة وروحيَّة مشتركة أهمُّها وأعلاها رابطة الدّين واللّغة"[13].

لقد حاول أمارتيا صن الوقوف على نماذج الفهم الضَّيق للهويَّة انطلاقاً من وضعيَّة الهند وباكستان وبنغلاديش، ومحاولة تفسير الفهم الذي يحوّل البشر من متعدّدي الأبعاد إلى مخلوقات ذات بُعدٍ أحادي، أو من متعدّدي الهويَّات إلى هويَّة منفردة، منغلقة، ومتزمّتة لا تعترف بالآخر في أغلب الأحوال، وهو ما يولّد صراعات لا تنتج إلا العنف والإرهاب، فالهويَّة المنفردة تخدم أهداف العنف التي يديرها قادة الاضطهاد والمذابح بمهارة، "وليس من الغريب أنَّ توليد "وهم" الهويَّة المنفردة، القابل للاستغلال لأغراض المواجهة، يمكن أن يعجب هؤلاء الذين يستفيدون من إثارة العنف، وليس هناك لغز في حقيقة أنَّ هناك سعياً إلى مثل هذه الاختزاليَّة، لكنَّ هناك سؤالاً كبيراً حول لماذا تنجح تنمية الفرديَّة الأحاديَّة كلَّ هذا النَّجاح، على رغم السَّذاجة البالغة لتلك الفرضيَّة في عالم من الهويَّات المتعدّدة بوضوح؟"[14].

خلاصة القول في نظري هو أنَّه كلّما صارت الهويَّات أكثر تأطيراً زاد التَّعصب حولها، وكلّما زاد التعصُّب زاد العنف والاضطهاد؛ فالهويَّات المتعدّدة في مقابلها تصنع الإنسان بشكل مختلف عن الآخر، وهذا ما يجعلها أفضل من الهويَّات المغلقة والجامدة التي تعمل جاهدة على تشتيت فكر الإنسان وحصره في التَّبعية والتّعصُّب الأعمى، فقولبة الإنسان في هويَّة واحدة إنَّما هو إفقار له وقطع له عن التَّواصل مع الآخرين، وينشأ هذا الانحصار من التَّعامي عن حقيقة أنَّ الإنسان يعيش في شبكة هائلة من العلاقات مع الآخرين في محيطه الصَّغير والمحيطات الأكبر على السَّواء، وتزيده كلُّ علاقة من هذه العلاقات ترابطاً بالآخرين، وتزيد حياته كذلك غنًى، وعلاقته مع الآخرين توثُّقاً، فالكتاب في اعتقادي يثير قضيَّة هامَّة هي محاولة إيجاد مساحات للاتّفاق بين البشر، بدل تضخيم وجوه الخلاف وجعلها معاول لهدم الحياة وعدم عمرانها.

المصدر: أمارتيا صن، الهويَّة والعنف: وهم المصير الحتمي، ترجمة: سحر توفيق، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2008، عدد: 352.


[1]- فيلسوف واقتصادي هندي، ولد سنة 1933، حائز على جائزة نوبل في الاقتصاد سنة 1998 لمساهماته في اقتصاديات الرفاهية، وعمله على صعيد نظريَّة التّنمية البشرية، ووسائل محاربة الفقر والحريَّة السّياسية، من أهمّ أعماله: الهندي المولع بالجدل، العقلانيَّة والحريّة، التّنمية حريّة، العقل قبل الهويّة، وهي كلها أعمال مترجمة إلى أكثر من ثلاثين لغة.

[2]- انظر تصدير مجلة عالم المعرفة في آخر الكتاب.

[3]- محمّد أبو رمان، أنا سلفي: بحث في الهويَّة الواقعيَّة والمتخيَّلة لدى السَّلفيين، مؤسَّسة فريديريش إيبرت، عمَّان، 2014، ص 22

[4]- ثائر رحيم كاظم: العولمة والمواطنة والهويَّة، بحث في تأثير العولمة على الانتماء الوطني والمحلّي في المجتمعات، مجلّة القادسيَّة في الآداب والعلوم التّربويَّة ، جامعة القادسيَّة، العراق، العدد الأوّل، المجلّد الثامن، 2009. ص ص 258 - 259

[5]- أمارتيا صن، الهويَّة والعنف: وهم المصير الحتمي، ترجمة: سحر توفيق، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2008، عدد: 352، ص 20

[6]- هناك علاقة قويَّة بين الانتماء والهويَّة؛ حيث يسعى الانتماء إلى توطِيد الهويَّة، وتُعدُّ الهويَّة دليلاً على وجود الانتماء؛ فالانتماء يدعم الهويَّة ويقوِّيها؛ أي: إنَّ الهويَّة وليدة الانتماء، وحينما يدرِك الإنسانُ معنى انتمائه يستطيع أن يَعرف من هو؟ ولماذا هو موجود؟ ولأيِّ هدفٍ يسعى؟ فالبحث عن الهويَّة هو البحث في وحدةِ الانتماء، فالتّماسك الاجتماعي يحقِّق الولاءَ ويقوِّي الانتماء الذي يتَّضح في مدى اعتزاز الفرد بهويَّته والفخر بها أينما كان، فالهويَّة وليدة الانتماء وهي الوجود الحقيقِي له، فتنشأ منه بقَدر ما تعمل على توكيده. انظر: خوني وريدة: دور المدرسة في تنمية قِيَم الانتماء الوطني، مجلّة العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة، الجزائر، ص 88. الموقع الإلكتروني www.univ-ouargla.dz

[7]- أحمد غنيمي مهناوي وصلاح السيّد عبده: تربية المواطنة بين خصوصيَّة الهويَّة وهيمنة العولمة، دراسة تحليليَّة ناقدة، جامعة بنها، كليَّة التربية، قسم أصول التربية، مصر، ص 21

[8]- أمارتيا صن، الهويَّة والعنف: وهم المصير الحتمي، ص 105

[9]- في ظلّ هذا السّجال القائم حول مفهوم الهويَّة الثقافيَّة وللخروج من مأزق التّشرذم ارتأت المنظّمة العربيَّة للتَّربية والثقافة والعلوم أن تعطي مفهوماً جامعاً مانعاً للهويَّة الثقافيَّة قائلة إنَّها هي: "النّواة الحيَّة للشّخصيَّة الفرديَّة والجماعيَّة، والعامل الذي يحدّد السّلوك ونوع القرارات والأفعال الأصيلة للفرد والجماعة، والعنصر المحرّك الذي يسمح للأمَّة بمتابعة التّطوّر والإبداع، مع الاحتفاظ بمكوّناتها الثقافيَّة الخاصَّة وميزاتها الجماعيَّة، التي تحدَّدت بفعل التّاريخ الطّويل واللّغة القوميَّة والسيكولوجيَّة المشتركة وطموح الغد". انظر: المنظّمة العربيَّة للتّربية والثقافة والعلوم: الخطّة الشاملة للثقافة العربيَّة، إدارة الثقافة، تونس، الطّبعة الثانية، ص 21

[10]- أمارتيا صن، الهويَّة والعنف: وهم المصير الحتمي، ص 86

[11]- "سلبيات العولمة على الهويَّة الثقافيَّة للشعوب والأفراد تكمن فيما قاله صامويل هنتنجتون: إنَّ الاعتقاد بضرورة تبنّي الشعوب غير الغربيَّة لقيّم ولمؤسَّسات ولحضارة غربيَّة هو أمر غير أخلاقي في نتائجه". انظر: مراد هوفمان، الإسلام في الألفيَّة الثالثة: ديانة في صعود، مكتبة العبيكان، الطّبعة الأولى، 2003، ص 19

[12]- يرى محمود أمين العالم أنَّ "الهويَّة ليست أحاديَّة البنية، أي لا تتشكّل من عنصر واحد، سواء كان الدّين أو اللّغة أو العرق أو الثقافة أو الوجدان والأخلاق، أو الخبرة الذّاتيَّة أو العلميَّة وحدها، وإنَّما هي محصّلة تفاعل هذه العناصر كلّها". انظر: محمود أمين العالم: الهويَّة مفهوم في طور التّشكيل، مؤتمر "العولمة والهويَّة الثقافيَّة"، سلسلة أبحاث المؤتمرات، العدد: 7، المجلس الأعلى للثقافة، الهيئة العامَّة لشؤون المطابع الأميريَّة، القاهرة، 1998، ص 376

[13]- وفاء أحمد البرعي، دور الجامعة في مواجهة التَّطرف الفكري، دار المعرفة الجامعيَّة، الإسكندريَّة، الطّبعة الأولى، 2002، ص 57

[14]- أمارتيا صن، الهويَّة والعنف: وهم المصير الحتمي، ص 175