تاريخ فكرة التسامح


فئة :  ترجمات

تاريخ فكرة التسامح

تاريخ فكرة التسامح([1])

(من العصر القديم إلى العصر الوسيط)

بقلم: ألبير شيغيل[2]

ترجمة: المبارك الغروسي[3]

ملخص:

يغوص كاتب البحث في تاريخ فكرة التسامح (في أوروبا بالخصوص)، حيث يعرض مظاهر وتصورات ووقائع المتعلقة بالتسامح ونقيضه التعصب، منذ العصور القديمة الإغريقية والرومانية إلى بداية العصور الحديثة. يمضي البحث في رصد تاريخي كرونولوجي لسيرورة التفكير في التسامح مع المختلف والمخالف فكرا وسلوكا. ولا يقتصر على الفكرة النظرية، بل يرصد مدى ممارستها في واقع المجتمعات الأوروبية على مدى التاريخ.

يرصد الفصل الأول مسألة التسامح في العصور القديمة مع اليونان والرومان الأولين، ليسجل مواقف الفلاسفة والحكام والمجتمع، ويربط ذلك بالوقائع الموضوعية. ولا يستسلم الكاتب للجاهز من الـأفكار في تسمية هذا العصر بعصر التسامح وغيره بالتعصب، إذ يدقق في المسألة، ويسجل مدى التعصب في العصور المشهورة بالتسامح؛ أي عصور ما قبل المسيحية، ويبين أبعاد التسامح خلال الظروف وبين الأوساط التي وصفت عادة بالتعصب.

وينتقل الباحث في الفصل الثاني إلى عصر الانشقاقات والارتدادات، خلال العصور الأولى للمسيحية، في علاقة الرومان واليهود بالديانة المسيحية الجديدة، حيث يقف عند مواقف وقرارت الحكام الرومان وتطورها تجاه مختلف مكونات الإمبراطورية حديثة العهد بالنشوء، وكذا عند نظريات الكنيسة الأولى.

أما في الفصل الثالث، فيتطرق للعصور الوسطى، ليرصد مدى تبني التسامح، والتأرجح بينه وبين التعصب؛ مع تصحيح النظرة المتداولة عن عصر وسيط مغال في التطرف في وعن كنيسة متعصبة بالضرورة في محاكم التفتيش واضطهاد أتباع الديانات والهرطقة، دون نفي للحقيقة التاريخية التي تبقى نسبية إلى حدود قصوى. وغيرها من الأفكار والمحددات التاريخية المرتبطة بفترة حراك تاريخي علمي وديني لم تغب ظلالها على اعتماد التسامح ونقيضه فكرة وممارسة، ومختلف تصوراتهما في الأوساط الدينية والعلمانية.

يعتبر البحث مهما من حيث إنه يقدم جردا تاريخيا وإشكاليا لفكرة التسامح عبر التاريخ الغربي، ويؤصل لنتائجها، ويناقش علاقاتها بالأحداث التاريخية وبالنقاشات الاجتماعية والفكرية في مختلف الأزمنة.

وتكمن أهمية البحث بالنسبة إلينا من الناحية الفكرية في ضبطه لهذا المفهوم الذي غالبا ما يستعمل في التداول العام دون ضبط؛ وكذا في رصد وإبراز أبعاده النسبية؛ كما أن جانبه التاريخي الغني، يفيد عالمنا الحاضر في طرح أسئلة طرحها الفكر الأوروبي والواقع الأوروبي خلال أزمنة تسامحه وأزمنة تعصبه، لعلها تقدم أجوبة لإشكالات ظاهرة التعصب المعاصرة بيننا، ويوضح لنا أبعاد الرؤية الفكرية والمعالجة الواقعية لهذه الآفة المتشعبة الأبعاد.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا

 

_______________________________________________________________

[1] - Cherel, Albert « Histoire de l’idée de tolérance »,In

Revue d'histoire de l'Église de France, Année 1941, Volume 27, Numéro 112 pp. 129-164 

Revue d'histoire de l'Église de France, Année 1942 , Volume 28, Numéro 113 pp. 9-50

[2] - لغوي وفيلولوجي فرنسي

[3] - مترجم مغربي