تقديم كتاب "العشق في النصوص المقدّسة" لزهرة ثابت


فئة :  قراءات في كتب

تقديم كتاب "العشق في النصوص المقدّسة" لزهرة ثابت

أصدرت الباحثة التونسيّة زهرة ثابت كتابا بعنوان "العشق في النّصوص المقدّسة" عن دار مسكيلياني للنشر والتوزيع (تونس) ودار الرافدين (لبنان)، في طبعة أولى، سنة 2019. والكتاب في الأصل أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه أُنجِز تحت إشراف الأستاذ حمّادي المسعودي. والباحثة مهتمّة بدراسة الأديان المقارنة، ولها جملة من المؤلّفات والمقالات في دراسة هذا الموضوع أهمّها "داود في الثقافة العربيّة: الثوابت والتحوّلات"[1]. وكتاب "العشق في النصوص المقدّسة" يندرج ضمن الخطّ البحثي نفسه الساعي إلى الكشف عن العلاقة المعقدّة بين ثالوث يشقّ النصوص المقدّسة: الجسد والعشق والمقدّس، وهو مبحث سعت الباحثة إلى دراسته معتمدة المقارنة بين النصوص المقدّسة لليهوديّة والمسيحيّة والإسلام. وقد تضمّن الكتاب مقدّمة ومدخلا نظريّا، ثمّ قسّمت الباحثة عملها بعد ذلك إلى ثلاثة أبواب احتوى الباب الأوّل "جسد العشق: سماته وخصائصه" والباب الثاني "جسد العشق: الرموز والدلالات" على ثلاثة فصول. واقتصر الباب الثالث "جسد العشق والمقدّس" على فصلين. وحرصت في خاتمة عملها على حصر أهمّ النتائج التي توصّلت إليها في ثنايا بحثها.

يحسن بنا في تقديمنا لهذا العمل، أن نقدّم في محطّة أولى عرضا تحليليّا لتبيّن خطّة الكتاب وانتظام أفكاره وتصوّراته، ثمّ نستعرض في محطّة ثانية أهمّ النتائج التي خلصت إليها الباحثة في مقارنتها بين قصص العشق في النصوص المقدّسة لنتوقّف في محطّة أخيرة عند تقييم العمل تثمينا ونقدا.

مدار هذا العمل البحث في العلاقة الجدليّة بين ثالوث: الجسد والعشق والمقدّس، وهو ثالوث يحضر بقوّة، حسب الباحثة، في النصوص المقدّسة. واللافت للانتباه أنّ ظاهرة العشق في النصوص المقدّسة ظلّت مطموسة ومغيّبة، بل يمكن القول إنّها بقيت "عتبة لا يمكن ولوجها للأحكام المعياريّة التي طوّقتها، فجعلتها ملتبسة في الضمير الجمعي بمفهومي الجنس والخطيئة"[2]. ولهذه الأسباب، فإنّ البحوث، وإن اهتمت بدراسة هذه الظاهرة في النصوص الشعريّة والأدبيّة، فإنّها عزفت عن قراءتها في النصوص المقدّسة. ولعلّ هذا ما دفع بالباحثة إلى التطرّق إلى دراسة الظاهرة الإيروسيّة وتحليل العلاقة بين الجسد العاشق والمقدّس. وقد انتظم بحثها الدائر على قضيّة العشق في أبواب متعالقة انتقلت فيها من دراسة سمات الجسد العاشق وخصائصه إلى البحث في رموز هذا الجسد ودلالاته لتنتهي، أخيرا، إلى البحث في العلاقة بين الجسد والمقدّس.

نظرت الباحثة، في الباب الأوّل من بحثها، في سمات جسد العشق وخصائصه. وقد تبيّنت أنّ الظاهرة الايروسيّة ضاربة في القدم؛ فهي تستمدّ جذورها من الأسطورة. ولعلّ قصص عشق وهيام عشتار وتموز وأفروديت وعناة في أساطير منطقة الشرق الأوسط تقوم دليلا على أنّ الإنسان منذ البدء عبّر عن عواطفه الجيّاشة وعكسها في عالم آلهته. تواصلت هذه الظاهرة في الأديان التوحيديّة، فعجّت النصوص المقدّسة بقصص تروي عشق الإنسان لإلهه وعشق الذكر للأنثى. عبّرت التوراة عن ذلك في قصّة الخلق وقصص حبّ داود وسليمان ويوسف. وكان سفر "نشيد الأنشاد" قصيدة تتغنّى بالحبّ والعشق. لم تغب قصص الحبّ في "العهد الجديد" بل أصبح العشق بُعدا روحانيا تجلّى في العلاقة المعقّدة بين الناسوت واللاهوت. أمّا النصّ القرآني، فقد كانت قصّة يوسف خير دليل على حضور الظاهرة الإيروسيّة فيه.

وقد حرصت الباحثة على تبيّن ملامح جسد العشق؛ وذلك من خلال تحليلها لجملة من النصوص معتمدة في كلّ مرّة منهج المقاربة. فهي تنطلق من القصّة في النصّ التوراتيّ لتتبيّن بنيتها ودلالاتها ثمّ تنتقل إلى البحث في كيفيّة سفر الحكاية إلى الثقافة العربيّة الإسلاميّة من خلال تتبّعها في النصّ القرآنيّ والنصوص الحوافّ. وقد توصّلت في قراءتها لنماذج من قصص العشق إلى تبيّن جملة من الوظائف السرديّة التي شكّلت بنى ثابتة في المدوّنة المدروسة. أمّا الوظيفة الأولى، فهي الافتقار وقد تجلّت في قصّة عشق آدم على سبيل المثال. وقد كانت هذه الوظيفة ناجمة في القصّة التوراتيّة عن خرق الحظر أي انتهاك آدم وحوّاء الأمر الإلهي بعدم الأكل من الشجرة. وإذا كان الافتقار في النصّ التوراتي ناجما عن الخطيئة، فإنّ النصوص الإسلاميّة الحافّة قد أضافت إليه جملة من العناصر أهمّها البعد المكاني بين آدم وحوّاء، وهو ما عمّق حزن الحبيبين. أمّا الوظيفة الثانيّة، فهي الاعتلال. وقد تجلّت خاصّة في قصّة يعقوب الذي كاد يموت كمدا وأسى على فراق حبيبه يوسف كما حضرت هذه الوظيفة، أيضا، في قصّة امرأة العزيز ويوسف. ولا شكّ في أنّ النصوص وقد انتقلت من ثقافة إلى أخرى قد حافظت على هذه الوظائف، وهو ما تبينه على سبيل المثال في وصف القرآن لعذابات يعقوب لمّا فَقَدَ ابنه. أمّا الوظيفة الثالثة، فهي التملّك. وقد اتّخذت في القصص ثلاث صور؛ صورتها الأولى هي الإيقاع بالمعشوق في قصّة آدم وحوّاء، والاستعباد في قصّة إبراهيم وهاجر، والسلب في قصّة زليخة ويوسف. وقد تبيّنت الباحثة حضور وظيفة رابعة تبدو حاضرة في أغلب قصص العشق في النصوص المقدّسة هي وظيفة الألفة والوصال. وهكذا، انتهت الباحثة، من خلال مقارنة بنية النصوص القصصيّة الدائرة على العشق، إلى أنّ بنية قصّة جسد العشق بين التوراة والقرآن متّفقة أحيانا ومختلفة في أحيان أخرى. ولعلّ الاختلاف حاصلٌ نتيجة انتقال القصّة من ثقافة إلى أخرى وناجمٌ عن مقاصد القصّة في النّصين. وقد حرصت الباحثة على دراسة جوارح الجسد العاشق من خلال تجلياتها في النصوص، فبيّنت أنّ جوارح جسد العاشق كانت متيقّظة. فحاسّة الشمّ مهمّة في فهم شوق يعقوب؛ فقد كانت رائحة القميص تنوب عن حضور المعشوق، بل كانت بديلا حسيّا عنه. فقد أصبح "الأنف آليّة استيهاميّة"[3] توهم جسد المحبّ بحضور حبيبه. فضلا عن ذلك، تصبح الرائحة في قصّة أوردها الثعلبي علاجا لجسد العاشق. فقد ارتدّ يعقوب "بصيرا" لمّا أُلقي قميص يوسف على وجهه.[4]

أمّا مدار الباب الثاني، فهو معقود على تبيّن علاقة جسد العشق بثنائيّة اللّذة والألم. وقد ارتكزت الباحثة في دراستها لهذه العلاقة على جملة من النصوص من قبيل قصّة داود مع زوجة قائد جيشه أوريّا الحثيّ وقد بدا فيها جسد العاشق في حالة لذّة. فقد حرص مدوّن العهد القديم على أن يرسم صورة لداود هي صورة الملك العابث الساعي وراء الشهوة. غير أنّ هذه الصورة تغيب في القرآن فيظهر داود فيه في صورة الحكيم الزاهد. لم تختلف صورة سليمان في العهد القديم عن صورة داود فقد بدا في "صورة الإنسان العابث، اللاهي بالنساء، المتغافل عن أوامر الربّ، المتمتّع بضروب من اللّذة"[5]. ومقابل هذا الجسد الناهل من اللّذة تحضر صورة الجسد المضطهد، ولعلّ قصّة أيوب ويوسف تقدّمان أفضل مثال على الجسد العاشق وهو يعاني. وهكذا، فإنّ تجربة العشق في النصّ المقدّس ترمي إلى هندسة الجسد وتقنين الرغبة والشهوة. لجسد العشق علاقة، كذلك، بالموت تتجلّى في قصّة قابيل وهابيل وتضحية إبراهيم بابنه. لم تكن التضحية بالنفس في تجربة هابيل إلاّ نوعا من العشق الإلهي ورمزا دالاّ على التقرّب من المقدّس؛ ذلك أنّ الموت في المحبوب هو حياة جديدة. ولعلّ هذا ما جعل تجربة المسيح يموت مصلوبا تؤوّل في الفكر المسيحيّ تأويلا خَلاَصيّا. فتجربة الصلب كانت نوعا من الفداء وتخليص البشريّة جمعاء من أدرانها وخطيئتها البدئيّة. ومن ثمّ، فإنّ جسد العشق يكون محمّلا بالرموز تنطلق دلالاته من الجسد اللّذة إلى الجسد الفداء. فيصبح الجسد بؤرة تتصارع فيها المعاني وتتكشّف من خلاله العلاقات الممكنة بين العاشق والمعشوق.

نظرت الباحثة في آخر أبواب البحث في العلاقة الإشكاليّة التي تربط الجسد بالمقدّس من جهة، وعلاقة الجسد بالجنس من جهة أخرى. أمّا علاقة الجنس بالمقدّس، فقد ربطته بتجربة داود الزاهد وصعقة تجلى الإلهي في قصّة موسى والحلول الإلهي في فداء المسيح. وقد خلصت إلى أنّ الحبّ والعشق سبيل لمعانقة المقدّس. غير أنّ جسد العشق في بحثه الدائم لمعانقة الإلهي يظلّ مشدودا إلى ما هو حسيّ وجسدي. فكانت علاقة الجسد بالجنس متنوّعة الصور؛ فهي تنوس بين الطهر في تجربة مريم وانتهاك المحرّمات في تجربة قوم لوط. للجسد في قصص الأنبياء وشائج قربى تربطه مرّة بالمقدّس وتشدّه مرّة أخرى إلى المدنّس.

لقد خوّلت المقارنة بين النصوص للباحثة الخلوص إلى نتائج مهمّة يحسن التذكير بأهمّها:

- يعتبر موضوع الإيروس والمقدّس من القضايا المغمورة في مجال الدراسات الحضاريّة، وهو ما جعل البحث فيه محفوفا بالمخاطر. ولذلك كان هذا العمل محاولة لمراجعة الأحكام المعياريّة المرتبطة بعلاقة العشق بالمقدّس وعلاقة الجسد بالجنس والخطيئة.

- رغم العزوف عن دراسة الظاهرة الإيروسيّة في النصوص المقدّسة تبيّنت الباحثة حضور مدوّنة مهمّة تدور حول قضايا العشق في التراث الديني الأسطوري والتوحيدي. ولذلك عمدت إلى المقارنة بين النصوص، لتنهي إلى أنّ القصص تنهض بوظائف قد تختلف من ثقافة إلى أخرى؛ فغياب قصّة نكاح المحارم التي تذكرها التوراة في تجربة لوط قد غابت في القرآن وفي النصوص الحافّة الإسلاميّة ولعلّ في ذلك دلالة مهمّة تتمثّل في رغبة النصّ القرآنيّ تطهير الأنبياء.

- لقد كانت المقارنة في العمل أداة مهمّة للكشف عن بنية نصوص العشق وكيفيّة سفرها من ثقافة إلى أخرى، وقد تحكّمت في هذه العمليّة جملة من الآليات أهمّها التشابه والاستعارة من الآخر والاقتراض منه والتجاوز. فلم تكن القصّة القرآنيّة مجرّد نقل لما ورد في التوراة، بل كانت كتابة جديدة تتحكّم في تشكّلها الآليات الداخليّة للنصّ.

- إنّ دراسة العلاقة بين الجسد والجنس والمقدّس قد خوّل للباحثة تبيّن كيفيّة هندسة الجسد العاشق الذكوري والأنثويّ وتقنين الرغبة والشهوة. فقد كانت النصوص المقدّسة تشكّل الجسد تشكيلا مخصوصا وفق نظام طقوسي وتعبدي محدّد، وهي من وراء كلّ هذا تسعى إلى التحكّم في رغبات الجسد البشري وتصريف متطلباته في إطار تصوّر يربط الجسد بالمقدّس ربطا دائما.

- لقد كان جسد العشق في النصوص المقدّسة فضاء دالاّ ونصّا مفتوحا تختلف صوره ورموزه من ثقافة إلى أخرى، وهو ما يتجلى مثلا في جسد المسيح؛ فقد صار فضاء للتملّك والتنازع بين أهل الثقافة الواحدة من ذلك الاختلاف في تصوّر هذا الجسد ورمزيّته عند مختلف الفرق المسيحيّة. وهو، أيضا، فضاء للتنازع بين الثقافة المسيحيّة والثقافة الإسلاميّة.

لا شكّ في أنّ الباحثة قد طرقت موضوعا بكرا محفوفا بالمخاطر والمزالق. وقد سعت من خلال مقاربتها مراجعة جملة من الأحكام المعياريّة التي التصقت بعلاقة الجنس بالخطيئة، غير أنّنا سجّلنا بعض الملاحظات النقدية التي لا تنقص من طرافة العمل وجدّيته بقدر ما تسعى إلى التفاعل معه. وأوّل هذه الملاحظات ترتبط بالمنهج. لئن حرصت الباحثة على أن تكون أبواب عملها مترابطة يفضي بعضها إلى بعض، فإنّنا لاحظنا في الباب الأوّل عدم تناسق بين الفصول. فقد امتدّ الفصل الثاني من هذا الباب على ما يقارب تسعين صفحة (من الصفحة 55 إلى الصفحة 127) في حين خصّصت للفصل الأوّل خمس عشرة صفحة ومثلها للفصل الثالث، وهو أمر كان يمكن تجاوزه بالتوزيع الجيّد للمادّة. فضلا عن ذلك، فإنّنا نرى أنّ بعض العناوين كان يمكن تجاوزها من قبيل العنوان الوارد في الفصل الأوّل "العشق من الأسطورة إلى الدين" فبعد أن توسعت في تقديم بعض ملامح العشق في الأسطورة وضعت عنوانا "العشق في الديانات الكتابيّة" أوجزت الكلام فيه في صفحة ونصف[6]. وهذا الحرج في التوسّع مرده أنّ مدار الكتاب كلّه سيكون في دراسة العشق في الأديان الكتابيّة. لذلك نرى عدم جدوى تخصيص فقرة في الغرض.

حرصت الباحثة في بداية عملها وفي بعض مقدّمات فصولها على تقديم تعريفات مفهوميّة للظواهر التي ستدرسها. ونحن إذ نثمن وعيها بقيمة المصطلح وتحديد دلالاته، فإنّنا نرى أنّ هذه التعريفات لم تكن في أغلب الأحيان وظيفيّة من ذلك تعريفها لمفهوم اللذّة في الصفحتين 154 و155. فقد عادت إلى مفهوم اللّذة عند أبيقور ثمّ في لسان العرب وبعد ذلك في المعجم الفلسفي دون أن نشعر أنّها قد وظفتها في قراءتها. فقد كان من الأصوب الاقتصار على تبيّن تجلّيات المفهوم في القصص المدروسة.

نثمن، أيضا، جرأة الباحثة على دراسة النصوص المقدّسة وتمكّنها من آليات التحليل. ولكنّنا يجب أن نشير إلى ضرورة الوعي بالسياقات التاريخيّة التي نشأت فيها هذه النصوص. ولعلّ الوعي بهذه النقطة يقودنا حتما إلى تبيّن اختلاف دلالة القصّة من نصّ إلى آخر. فنهاية قصّة لوط في العهد القديم تختلف اختلافا كبيرا عن نهاية القصّة في القرآن. ونهاية قصّة يوسف في النصوص الحافّة الإسلاميّة تختلف اختلافا واضحا عن نهايتها في القرآن، وذلك عائد بالضرورة إلى غاية القصّ وأفق انتظار المتلقي، وهو ما يدعونا إلى طرح مسألة مهمّة في سفر النصوص من ثقافة إلى أخرى ومن نصّ إلى آخر داخل الثقافة نفسها. جمعت الباحثة مدوّنة ضخمة من "الأدبيّات الإيروسيّة" في النصوص المقدّسة. وقد لاحظت تشابها كبيرا في بعض القصص كما عاينت اختلافا في قصص أخرى. ولكنّها، في تفسيرها لهذا الاختلاف، مالت في الغالب إلى التفسير المتداول. لِمَ غابت على سبيل المثال نهاية قصّة لوط في القرآن؟ ولمَ أصرّ القاصّ على إكمال قصّة يوسف وزليخة فانتهت في كثير من كتب قصص الأنبياء بالزّواج واجتماع العاشقين؟. كلّ هذه القضايا لها علاقة وطيدة بالتّناصّ من جهة، وبحركة المتخيّل من جهة أخرى. لقد اجتهدت الباحثة في البحث عن آليات سفر النصوص من نصّ إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى ولكنّنا نرى أنّ بعض تفاسيرها ظلّت تدور في إطار ما هو متداول ولم تسع إلى تقديم تأويل جديد يخوّل لنا معرفة الآليات التي يعيد بها النصّ كتابة نصّ وافد عليه.

والحاصل أنّ كتاب "العشق في النصوص المقدّس" كان مغامرة طريفة لتبيّن العلائق بين الجسد والجنس من جهة والجسد والمقدّس من جهة أخرى. ولعلّ ما أبديناه من ملاحظات نقديّة لا ينقص البتّة من قيمة العمل ونتائجه المهمّة، بل إنّ ملاحظاتنا لم تكن إلاّ محاولة للتفاعل مع نصّ حرّك المياه الجامدة وزحزح العديد من "المحرّمات" التي ظلّ البحث، لفترة طويلة، متخوّفا منها.


 

[1] زهرة ثابت، داود في الثقافة العربيّة: الثوابت والتحوّلات، تونس، دار علاء الدين، ط.1، 2008

[2] العشق في النصوص المقدّسة، ص 11

[3] المرجع نفسه، ص 125

[4] المرجع نفسه، ص 126

[5] المرجع نفسه، ص 161. وهو شاهد نقلته الباحثة عن: المسعودي، حمّادي، متخيّل النصوص المقدّسة، تونس، دار المعرفة للنشر، ط. 1، 2007. ص 160

[6] المرجع نفسه، ص ص 52- 53