شبلي شميل


فئة :  أعلام

شبلي شميل

يعدّ شبلي شميل من رواد النهضة العربيّة. وقد ولد بقرية كفر شيما اللبنانيّة سنة 1860. تلقّى تعليمه الابتدائي بقريته قبل الالتحاق بالمدرسة اليسوعيّة بعينطورة فالمدرسة البطريركية ببيروت. وأتقن الفرنسية والأنجليزية إلى جانب العربيّة. وكان أقرانه يلقبونه بـ "الأستاذ الفيلسوف". عرف بشغفه بدراسة الأدب العربي. درس الطب بالكلية الأميركية في بيروت انطلاقا من سنة 1866، قبل أن يسافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته، وفيها أتيحت له الفرصة ليطلع على آثار مختلف الاتجاهات الفلسفية والعلمية التي طبعت الحياة الثقافية والسياسية بأوروبا آنذاك. فتأثر بفلسفة فولتير ومونتيسكيو وباخ ومواقفهم النقدية من الكتاب المقدس وتعاليمه، والدين ووجود الإنسان، والأسطورة، مثلما تأثر بأنصار الاتجاه المادي من أتباع أوغست كونت، وخاصة آرائهم حول نشأة الأديان وتطورها فضلا عن نظرية التطور عند داروين.. وأعجب بتعاليم سان سيمون عن الإخاء والمساواة ودعوته إلى النظام الاشتراكي ولغة عالمية تجعل العالم كيانا واحدا وتزول بموجبه الفواصل والحدود بين الدول والبشر. وجّه شبلي شميل سنة 1869 خطابا إلى السلطان عبد الحميد بعنوان "شكوى وآمال" أبرز فيه قيمة الحرية والعدالة والعلم في نهضة الأمم.

وفي سنة 1873 عاد شبلي شميل إلى لبنان ولم يرقه حجم التخلف الذي لقيه ولا سلطة رجال الدين فاختار الانتقال إلى مصر حيث حصل على الجنسيّة المصريّة سنة 1882 واشتغل بالطب، واستطاع سنة 1885 افتتاح مركز طبي مجاني رفقة عدد من أصحابه وأصدر مع الدكتور خليل سعادة وبشارة زلزل مجلة تعنى بالثقافة الطبية اختاروا لها عنوانا "الشفاء". اجتمع بجمال الدين الأفغاني وحاوره. وأسس مع حفني ناصف جمعية "الاعتدال" التي اعتنت بنشر الآداب العصرية.. وكتب سنة 1908 رسالة إلى رشيد رضا مدافعا عن وجهة نظره حول نظرية النشوء والارتقاء دافعا عن نفسه تهمة الاستهزاء بالأنبياء والكفر بالقيم الروحية.

ومن أبرز الأفكار التي دافع عنها شبلي شميل نجد الاشتراكية فقد دعا إلى تطبيق النظام الاشتراكي في الدول العربية، فضلا عن ضرورة احترام حقوق الفرد والاستفادة من منتجات العلم الحديث ونظرياته في إصلاح المناهج التربوية ومحتوياتها. وانخرط شبلي شميل في سلك دعاة تحرير المرأة وإعدادها لتكون عنصرا فاعلا في بناء المجتمع الحديث. وقد حكم عليه بالإعدام غيابيا لكونه من مؤسسي حزب اللامركزيّة الإداريّة العثماني إلى جانب رفيق العظم ومحمد رشيد رضا وعبد الحميد الزهراوي...

من مؤلفاته نذكر: كتاب "فلسفة النشوء والارتقاء"، رسالة "المعاطس" التي كتبها على منوال رسالة الغفران للمعري، "سورية ومستقبلها"، "شكوى وآمال"، "خاتمة الخطاب"، "شرح أرجوزة ابن سينا"، "اختلاف الحيوان والإنسان بالنظر إلى الإقليم والغذاء والتربية"...

توفي شبلي شميل بالقاهرة في غرة جانفي 1917.

انظر:

الكيالي، عبد الوهاب. (1985). موسوعة السياسة. (ط.2). بيروت-لبنان: المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر. ج3، ص ص 436-437.

البحث في الوسم
شبلي شميل