صورة ابن حزم شاعرا


فئة :  مقالات

صورة ابن حزم شاعرا

صورة ابن حزم شاعرا

أحمد بن عيسى*

تقديم:

إن قليلا من إعمال الملاحظة والفكر في النصوص التراثية العربية، يجعل صورة أسلافنا القدماء تتكشف أمامنا شفافة واضحة، فابن قتيبة على سبيل المثال، ليس كما يبدو، إن ابن قتيبة الموجود في الكتب ليس إلا نموذجا منحوتا لابن قتيبة الذي عاش في العصر العباسي، إن الصور التي سعى القدماء لتقديمها عن أنفسهم ليست كما كانت عليه في الواقع، صحيح أنهم عمالقة عندما يتعلق الأمر بتخصصاتهم، فهم لم يقهروا موانع الفناء واصلين إلى المرحلة الأخيرة، مرحلة الخلود، إلا لكونهم عباقرة، وإلا لكون عباقرة آخرين من أزماننا جهدوا جهدهم، فاكتشفوا لنا ابن قتيبة وأضرابه تحقيقا ودراسة وتحليلا، غير أن هذا لا يمنع من قول الحقيقة، فهم بشر مثلنا، من جهة النوازع الإنسانية، وإلا فمن يستطيع إنكار أن ابن قتيبة يغضب؟ ويحب؟ ويتعصب؟ ويحسد؟ ويذنب؟ وهو أيضا تتنازعه رغبات في إبراز تفوقه على أقرانه؟ ومن ينكر أن ابن قتيبة يعيب على الجاحظ منهجه في الكتابة، وينتحل نفس الطريقة في الكتابة بعد قليل!

لم يكن الغرض هنا الحديث عن ابن قتيبة، هذا الأخير عرض فقط في سياق التمثيل، والنية معقودة منذ البدء على إبراز صورة من صور ابن حزم التي ظلت مجهولة إلى الآن، حيث يلاحظ على ابن حزم حرصه الذي لا يقاوم على إثبات فحولته الشعرية فضلا عن فحولته المعرفية في الفقه.

ابن حزم والاستشهاد بالشعر:

في كتابه "طوق الحمامة في الألفة والألاف" استشهد ابن حزم بأبيات شعرية عديدة على ما كان بصدد الحديث فيه تبعا لأقسام الكتاب، موردا أبياتا شعرية، تكون بمثابة الماصدق الشعري على ما سبق له الخوض فيه، وكأن كل كلام لا يصل لمرتبة مجد الكلمة المؤلفة إلا إذا أكده نص شعري، غير أن الداعي للمفارقة أن نسبة كبيرة من هذه الأبيات الشعرية المُسْتَشْهَدِ بها مقصور على ما قرضه ابن حزم نفسه، فكأنه شرط على نفسه أن يكون تعزيز الموضوع الذي يخوض فيه شعريا من شعره الخاص، باستثناء حالات قليلة في بحر أشعاره ومتلاطم قصائده، وما أكثر ما ردد في كتابه هذا: "وفي ذلك أقول شعرا"، موردا مقطعات شعر له من عدة أبيات.

إن مثل هذا الأمر ليس فريدا عند ابن حزم، فهو ملاحظ بكثرة عند أعلام آخرين، كأبي هلال العسكري في "الصناعتين"، وأبي عبد الله بن ظفر الصقلي في "سلوان المطاع في عدوان الأتباع"، وعند المقري في مقدمة "نفح الطيب"، غير أننا لا نلحظ هذا التقليد الكتابي عند الجاحظ أو ابن قتيبة ولا عند التوحيدي، ولكن عندما وصل الأمر عند ابن حزم، استفحل واستشرى، حيث بدا وكأنه هوس مرَضي، غشى عينيه، وجعله لا يرى شعرا يرقى إلى مستوى الاستشهاد به على موضوعاته سوى شعره هو وما أبدعته قريحته المجيدة.

إثبات الفحولة الشعرية:

علاوة على كون ابن حزم في كتابه الطوق خالف المألوف السائد في التصنيف، حيث صنف في الحب، وهو الفقيه الفحل المبرز صاحب "المحلى"، فقد كان غرضه من طوق الحمامة شيء آخر، هو إثبات فحولته الشعرية، فالكتاب يصرخ بصوت مضمر تحت قشرة اللفظ: "يا ناس، ألا تفهمون، ألا ترون؟ أنا شاعر، أنا شاعر"، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا، منها ما سبقت الإشارة إليه من قوله: "وفي هذا أقول شعرا"، حيث كرر هذه اللازمة، مائة وواحدا وسبعين مرة (171) على امتداد صفحات الكتاب الواقع في مائة وسبعة وسبعين صفحة (177)، بمعدل إيراد ابن حزم مقطعة شعرية له في كل صفحة!!

استشهاد ابن حزم بشعر غيره:

لم يستشهد ابن حزم بشعر غيره سوى في أربع مرات، ولم يورد تلك الأبيات الشعرية لغيره لجمال عيونها، أو لروعة صورها، ولكن لجعلها مقدمة لما ستجود به قريحته في نفس الغرض الشعري. ومن ذلك قوله: "ودعت أنا وأبو بكر محمد ابن إسحاق صاحبي أبا عامر محمد بن عامر صديقنا -رحمه الله- في سفرته إلى المشرق التي لم نره بعدها، فجعل أبو بكر يبكي عند وداعه، وينشد متمثلا بهذا البيت:

ألا إن عينا لم تجد يوم واسط

عليك بباقي دمعها لجمود

وهو في رثاء يزيد ابن عمر بن هبيرة رحمه الله، ونحن وقوف على ساحل البحر بمالقة، وجعلت أنا أكثر التفجع والأسف ولا تساعدني عيني، فقلت مجيبا لأبي بكر:

وإن امرءا لم يفن حسن اصطباره

عليك وقد فارقته لجليد. (ص22).

ومن ذلك أيضا، ما جعله ابن حزم توطئة لما سيذكره من شعره، قوله في سياق عرض قصة جارية أرادها صاحبها على بعض ما تكره، فآلت على نفسها لتفضحنه كنوع من -العتاب تخصه به- أمام الملأ، وكانت مغنية، فلما جمعهما مجلس من مجالس بعض أكابر الملوك وأركان الدولة، اندفعت تغني بأبيات قديمة وهي:

غزال قد حكى بدر التمام

كشمس قد تجلت من غمام.

إلى آخر الأبيات، حيث يعلق ابن حزم قائلا:

"وعلمت أنا هذا الأمر، فقلت:

عتاب واقع وشكاة ظلم

أتت من ظالم حكم وخصم

تشكت ما بها لم يدر خلق

سوى المشكو ما كانت تسمي". (ص42).

ومن ذلك يذكر ابن حزم في معرض خبر أورده، إنشاد أبي بكر عبد الرحمن بن سليمان البلوي أبياتا له، منها:

سريع إلى ظهر الطريق وإنه

إلى نقض أسباب المودة يسرع

يطول علينا أن نرقع وده

إذا كان ترقيعه يتقطع

يقول ابن حزم: "فقلت في ذلك:

دع عنك نفض مودتي متعمدا

واعقد حبال وصالنا يا ظالم

ولترجعن أردته أو لم ترد

كرها لما قال الفقيه العالم". (ص93-94).

ومن ذلك قول ابن حزم:

"وأذكر لابن عمي أبي المغيرة في هذا المعنى، من أن البين أصعب من الصد، أبياتا من قصيدة خاطبني بها وهو ابن سبعة عشر عاما أو نحوها هي:

أجزعت أن أزف الرحيل

وولهت أن نُصَّ الذميل

كلا مصابك فادح

وأجل فراقهم جليل"

إلى آخر الأبيات، حيث يقول ابن حزم: "ولي في هذا المعنى قصيدة مطولة، أولها:

لا مثل يومك ضحوة التنعيم

في منظر حسن وفي تنغيم

قد كان ذاك اليوم ندرة عاقر

وصواب خاطئة وولد عقيم". (ص118).

ومن ذلك، إيراده لبيتيين شعريين في باب "قبح المعصية"، لا ندري هل هما له، أم لشاعر آخر، وهي المرة اليتيمة التي يترك فيها ابن حزم النسبة ضبابية، تحتمل قراءتين، حيث جعل ابن حزم ينبه صاحب المجلس بالتعريض والتصريح لما كثر الهمز والغمز من الجالسين من أهل صاحب المجلس: "فرأيت بين بعض من حضر وبين من كان بالحضرة أيضا من أهل صاحب المجلس أمرا أنكرته، وغمزا استبشعته، وخلوات الحين بعد الحين، وصاحب المجلس كالغائب أو النائم، فنبهته بالتعريض فلم ينتبه، وحركته بالتصريح فلم يتحرك، فجعلت أكرر عليه، بيتين قديمين لعله يفطن، وهما هذان:

إن إخوانه المقيمين بالأمـ

سِ أتوا للزناء لا للغناء

قطعوا أمرهم وأنت حمار

موقر من بلادة وغباء

يضيف ابن حزم: "وأكثرت من إنشادهما حتى قال لي صاحب المجلس: قد أمللتنا سماعهما، فتفضل بتركهما أو إنشاد غيرهما. فأمسكت وأنا لا أدري أغافل هو أم متغافل، وما أذكر أني عدت إلى ذلك المجلس بعدها". (ص157).

إن قول ابن حزم: "فجعلت أكرر عليه بيتين قديمين لعله يفطن"، يدفع بنا إلى الحيرة، غير أننا نتساءل لو أن هذين كانا لابن حزم، أكان سيتحرج من إضافة نسبتهما إليه، حيث كان في الإمكان أنه سيقول: "فجعلت أكرر عليه بيتين قديمين (لي) لعله يفطن"، لا أميل إلى أنه كان سيتحرج من إضافتهما لنفسه لو كانا من إبداعه، وهو الذي كرر اللازمة الخالدة: "وفي ذلك أقول شعرا" مائة وواحدا وسبعين مرة (171) على امتداد متن الكتاب جميعه.

فخر ابن حزم بشعره:

إن هذه المواضع الأربعة التي أورد فيها ابن حزم أبياتا شعرية لغيره، مع كونه جعل منها مطية لذكر شعره، لا يعد شيئا بالمقارنة مع ما ذكره من شعره الخاص. فابن حزم، وهو ينظم تلك الأشعار، لم يتعاطاها من قبيل الإحماض وتزجية الوقت؛ أو من قبيل قوله في بداية الكتاب: "من لم يحسن يتفتى لم يحسن يتقوى"، وإنما تبدو المسألة من ملفوظات قولية أنه كان يتعاطى نظم الشعر بوصفه شاعرا كغيره من الشعراء الكبار الذين سبقوه في الزمن، أو الشعراء المعاصرين له؛ بل الأمر يزيد على هذا، فيعتبر ابن حزم نفسه، شاعرا بز أقرانه، وغلبهم في الصنعة الشعرية، يقول ابن حزم، بعد أن أورد أبياتا في تشبيه أشياء بأشياء في بيت واحد، مما يدل على الفحولة الشعرية: "وقع لي في هذه الأبيات تشبيه شيئين بشيئين في بيت واحد، وهو البيت الذي أوله "فكأنها الليل"، وهذا مستغرب في الشعر، ولي ما هو أكمل منه، وهو تشبيه ثلاثة أشياء في بيت واحد، وتشبيه أربعة أشياء في بيت واحد، ولي أيضا ما هو أتم من هذا، وهو تشبيه خمسة أشياء في بيت واحد، فهذا أمر لا مزيد فيه ولا يقدر أحد على أكثر منه" (ص21). إن ابن حزم في هذا الاقتباس لم يضطلع بدور الشاعر الفحل فحسب، وإنما خلع على نفسه عباءة الناقد البصير بخبايا الشعر أيضا، ولكن أي نوع من النقاد هؤلاء الذين جرد ابن حزم نفسه من زمرتهم؟ إنه الناقد المعجب والواقف مشدوها إزاء البراعة الشعرية لابن حزم، فقوله: "وهذا مستغرب في الشعر"، "ولي ما هو أكمل منه"، "ولي ما هو أتم من هذا"، "فهذا أمر لا مزيد عليه"، "ولا يقدر أحد على أكثر منه"، ينم عن الوعي العميق بقدرة ابن حزم الشعرية التي فاقت كل حد، حيث عد ما وصل إليه من تشبيه خمسة أشياء في بيت واحد أقصى ما يمكن أن تبدعه قريحة شعرية، ويتضمن هذا المعطى التلفظي كلاما مطويا مفاده: "ولو كان في المكنة أكثر من هذا، لوصلنا إليه"، فقد جعل ابن حزم -بالنظر إلى ما سبق- من نفسه المبتدأ والمنتهى ولم يترك باب الإبداع مفتوحا لمن بعده؛ بل أغلقه بعنف في وجه الأغرار، وبالجملة فقد أحرق ابن حزم المراكب بعد أن وصل.

تواضع ابن حزم:

غير أن الأمر ليس على ما يبدو، فابن حزم ليس مغرورا بشعره! ولا متعصبا لنفسه! أو لعله شعر أن ما سبق قد يفهم ضده، فعبر عن تواضعه وجثوه على الركب ليتعلم من الشعراء الفحول، فبعد أن بين فلسفة الشعراء أمثال أبي إسحاق النظام، وأبي تمام، والبحتري في "علة مزار الطيف"، قال: "وأنا أقول من غير أن أمثل شعري بأشعارهم، فلهم فضل التقدم والسابقة، وإنما نحن لاقطون وهم الحاصدون، ولكن اقتداء بهم وجريا في ميدانهم، وتبعا لطريقتهم التي نهجوا وأوضحوا، أبياتا بينت فيها مزار الطيف مقطعة..." (ثم يورد أبياتا شعرية في مزار الطيف). (ص124).

إن ما يبدو تواضعا واستكانة في الاقتباس السابق، نفهمه في هذا السياق على غير وجهه، وهو بتعبير آخر "تواضع زائف"، مغلف بالفخر والكبرياء، إن ابن حزم، في هذا الاقتباس يرقى بنفسه إلى طبقة الشعراء الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس، فيجعل نفسه في زمرة أبي تمام والبحتري، وإن بدا هذا القول تحاملا على ابن حزم، ففي الإمكان التخفيف من نبرة هذا التحامل والقول: إنه في الأقل يجعل نفسه بشعره ممن يجري في ميدان الشعراء الفحول أمثال أبي تمام والبحتري، حيث لا فضل لهم سوى فضل السبق، ولولا أنهم سبقوا، لكان ابن حزم هو أيضا من ضمن الحاصدين لا اللاقطين، ذلك أن مفاد هذا المجاز، أن سبقهم في الزمن جعلهم يسطون على المعاني البكر بضمها في ألفاظ رائقة، وهذا الأمر (أي التقدم في الزمن) الذي لا فضل لهم فيه سوى الصدفة التاريخية، هو الذي جعل من بعدهم من الشعراء عالة عليهم، فلا يجدون من المعاني سوى ما تطرق إليه سابقا، مصداقا للقول الشهير: "ما ترك الأول للآخر شيئا"

صورة ابن حزم والأغراض العشرية:

وبالجملة فإن ابن حزم كان يرى نفسه شاعرا كغيره من الشعراء يتعاطى قرض الشعر في مختلف الأغراض، والأمر أعمق من أن يكون مجرد مقطعات شعرية يوردها هنا وهناك على سبيل تزجية الوقت، ينظمها عند خلو البال أو عند تعاطي بعض الهزل استجماما من معاناة الفقه، فقد نظم ابن حزم القصائد الطوال وفي مختلف الأغراض، ومما اهتدينا إليه في الطوق، بخصوص هذا الموضوع، ثلاثة أغراض هي الفخر والرثاء والنسيب، حيث يقول: "وبالوفاء أفتخر في قصيدة لي طويلة أوردتها، وإن كان أكثرها ليس من جنس الكتاب" (ص105). (لا يفوتنا هنا أن نسجل ملاحظة عابرة، فأغلب أبيات هذه القصيدة ليس من جنس الكتاب، ومع ذلك أوردها، لماذا؟ لماذا لم يكتف بإيراد الأبيات التي هي من جنس الكتاب؟)، وقوله في موضع آخر: "ومن مراثي فيها قصيدة منها.. "(ص116).

ففي الاقتباس الأول استفدنا أن ابن حزم علاوة على نظمه القصائد في غرض الفخر، فهو ينظم القصائد التي من نعتها وصفتها أنها قصائد طوال، أما في الاقتباس الثاني، فقوله "من مراثي"، حيث يفيد حرف الجر هنا التبعيض، الأمر الذي يعني أن لابن حزم قصائد أخرى في غرض الرثاء. هذا فضلا نظمه في غرض النسيب الذي هو من جنس موضوع الطوق.

على سبيل الختم:

إن الغرور بقول الشعر، بلغ بابن حزم حدا لا مزيد معه لقول، وتأكيدا لهذه الموضوعة يقول ابن حزم في نص نورده على طوله لفائدته، لكونه يخلص الأطروحة التي ندافع عنها في هذه الورقة، حيث يقول: "وللشعراء فن من القنوع أرادوا فيه إظهار غرضهم وإبانة اقتدارهم على المعاني الغامضة والمرامي البعيدة، وكل قال على قدر قوة طبعه، إلا أنه تحكم باللسان وتشدق في الكلام، واستطال بالبيان، وهو غير صحيح في الأصل. فمنهم من قنع بأن السماء تظله هو ومحبوبه والأرض تقلهما، ومنهم من قنع باستوائهما في إحاطة الليل والنهار بهما، وأشباه هذا، وكل مبادر إلى احتواء الغاية في الاستقصاء، وإحراز قصب السبق في التدقيق، ولي في هذا المعنى قول لا يمكن لمتعقب أن يجد بعده متناولا، ولا وراءه مكانا، مع تبييني علة قرب المسافة البعيدة، وهو: (الأبيات)، (ص126). فابن حزم هنا، يكشف عن اقتداره على المعاني الغامضة والمرامي البعيدة، وأنه فاق غيره من الشعراء في قوة الطبع، حيث قال قولا لا يمكن لأحد أن ينقده عليه، ولا أن يأتي أحد بمثله، إن ابن حزم يصدر في حكمه على شعره عن وثوقية غريبة وثقة بالنفس لا حدود لها، وهو ما يؤكد أطروحة هذا المقال، فطوق الحمامة، لم يكن الغرض منه الحديث في شؤون الحب فحسب، وإنما إبراز الطاقة الشعرية لابن حزم، والحب له علاقة بالنسيب، وهو ما يحيلنا على الغزل، الغرض الشعري المهيمن على القصائد العربية القديمة، مصداقا لقول ابن قتيبة في الشعر والشعراء من أن: "التشبيب قريب من النفوس، لائط بالقلوب؛ لِما قد جعل الله في تركيب العباد من محبة الغزل وإلف النساء، فليس يكاد أحد يخلو من أن يكون متعلقًا منه بسبب، وضاربًا فيه بسهم، حلال أو حرام". فلعل ابن حزم، أراد إبراز المقدرة الشعرية في غرض النسيب نثرا ونظما.

المصادر:

طوق الحمامة، ابن حزم، مؤسسة هنداوي.

* - أستاذ مادة اللغة العربية بالثانوي الإعدادي، بالمغرب، مديرية مدينة وزان، حاصل على الإجازة في الدراسات العربية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، حاصل على دبلوم الدراسات العليا، ماستر: النص النثري، دراسة في الأشكال والأنواع، ببحث موسوم ب"البلاغة وأنواع الخطاب عند أبي هلال العسكري، دراسة في كتاب الصناعتين، الكتابة والشعر. بإشراف الأستاذ محمد مشبال).